أبرز العادات والتقاليد في تركيا

كتابة:
أبرز العادات والتقاليد في تركيا

أبرز العادات والتقاليد في تركيا

ما هي أهمّ العادات المُتوارثة في تركيا؟


تُركيا وهو الاسم الرّسمي الخاصّ بالجمهوريّة التّركية وهو الشّائع باللّغة العربيّة، أمّا ما يُقابلها باللّغة الإنجليزيّة فهو (Turkish)، وهي مأخوذة من الكلمة التركيّة القديمة (Turk)، وتنتمي إلى قارّة آسيا الصغرى، وإلى جزء صغير من أوروبا.[١]


إنّ عاصمة تركيا هي إسطنبول، والتي كانت تُسمّى قديمًا بالقسطنطينية، كما تنقسم الدولة إلى خمس مناطق ولكلّ منطقة صفاتها، وتنوّعت بحضارات كثيرة بما في ذلك شعور الأناضول، والأرمن، والفريجيين، والأشوريين وغيرهم الكثير، ولا بدّ أنّ هذا التنوع الحضاري كان سببًا في وجود العادات والتقاليد المشتركة والكثيرة، والتي سيتمّ توضيحها فيما يأتي.[١]

عادات وتقاليد التحية في تركيا

إن التحيّة هي شكل من أشكال التواصل بين الأفراد، إذ يسعى كلّ فرد بالتعريف عن نفسه ووجوده، وإظهار الاهتمام للضيوف، كما أنّ التحيّة هي عادة مرتبطة بثقافة وتقاليد الشعوب، وفي تركيا تدلّ التحية على مدى احترام صاحبها وتقديره، فهم لا يكتفون بالتحيّة قولًا فقط، بل هناك تحيّة جسديّة.[٢]


إنّ من أشكال التواصل في تركيا هي العلامات الجسديّة التي تُشير إلى التّحية من بعد، كالإشارة باليد، ووضع اليد على الصّدر والميل نصف ميلة، والزّائر لتركيا سيجد أنّ الشعوب في الشوارع والمحلّات لا يتوقّفون عن الترحيب، ومن الكلمات لديهم والتي تعني أهلًا وسهلًا هي (Hoş geldin)، وبذلك فإنّ الشعب التركيّ يعدّ من الشعوب الأكثر ودًّا واحترامًا.[٢]

عادات وتقاليد شرب الشاي في تركيا

إنّ الأتراك من الشعب الذي يحترم الضيافة، فهم دائمًا ما يدْعون بعضهم ليقيموا احتفالات في منزلهم، وخلافًا للاعتقاد الشائع، فإنّ الأتراك لا يتعلّقون بشرب القهوة التركيّة كثيرًا، بل هم يُفضّلون شرب الشاي التّركي دائمًا، وهو رمز الضيافة لديهم، إذ يُعدّ بمثابة المشروب الوطنيّ.[٣]


يٌقدّم الشاي في تركيا بأكوابٍ على شكل خزامى، وهو في غالبه غير مُحلّى بالسكر، وإنّما يضعون مكعّبات من السكر بجانب الكوب، وذلك لذوق الضيف، فهو يُحلّي حسب إرادته، كما أنّ هناك حدائق خاصة تُسمى حدائق الشاي، وهي حدائق خاصة لرفاهيّة العائلات وسعادتهم.[٣]

عادات وتقاليد الضيافة في تركيا

إن الضّيافة لها آدابها وأحكامها عند الأتراك، فالأتراك بفطرتهم شعب مِضياف، وفي زياراتهم يتمّ منح الزائرين نعالًا مريحة قبل الدخول، حتى يتمكّنوا من ترك أحذيتهم عند الباب، وتلك من العادات التي تُحافِظ على نظافة المنزل، وتُشعِر الزائر بالراحة، كما يتمّ إجلاس الضيف في مكان يليق به ومحبّب لديه، والمبادرة بتقديم الواجب بالإكرام.[٣]


ومن عادات الضيافة في تركيا أن يتمّ تقديم كميات وفيرة ومتعدّدة الأصناف من الطعام، حيث إنّ المرأة التركيّة تستعدّ للضّيافة قبل موعدها بأيّام، إذ تُخطِّط وتصنع أطيب الأكلات وألذّها، كما تعدّ تركيا من البلاد التي تختصّ بالطعام، فهناك أطعمة معيّنة غير معروفة خارجها.[٣]

تقليد هدية العين الزرقاء

ماذا يمثّل اللون الأزرق بالنسبة للأتراك؟


إنّ الأتراك من الشعوب التي تستخدم الخرزة الزرقاء، فهي من عادات تراثهم، حيث يعتقدون بأنّها تردّ العين والحسد وكلّ ما يجلب النّحس، كما أنّهم يتفننون في صنعها، من خلال ابتكار أشكالٍ جديدة لها وألوان تدخل في تزيينها، ولا تقف على فئة معينة، بل إنّ كافة فئات المجتمع تستخدمها، إلا أنّ الإيمان بهذه الخرزة لا يعود إلى سبب دينيّ، بل هو سبب اعتقاديّ بأنّ اللون الأزرق يجلب الانتباه له، ويُشتّت الانتباه على ما تبقّى من جمال.[٣]


يعتقد الأتراك أنّ العين الشّريرة تُقاوم كلّ شر، وتٌبعد كلّ أذى، لذلك فقد أصبحوا يعتبرونها من الهدايا المُعبّرة والثمينة والتي تدخل على مدى قيمة صاحبها، فلا يكاد يخلو بيتًا منها، كما أنّها منتشرة للبيع في مختلف الأسواق والمحلات التجاريّة، وخاصة أماكن بيع الإكسسوارات، وأدوات تزيين المنازل، وكذلك تزيين السيارات، إذ يحرصون على إدخالها في كل شيء تجنّبًا للأذى، فيهدونَها في مناسبات الأعراس، والولادة وأعياد الميلاد كذلك.[٣]

عادات وتقاليد الزواج في تركيا

إنّ طقوس الأعراس وكذلك تقاليد الزواج في تركيا لا تختلف كثيرًا عن الطقوس عند العرب، فهم يبدؤون بالذهاب إلى أهل الفتاة ويطلبون الزواج بها، ومن ثم يبدأ التخطيط والتجهيز للحفل، بداية من الخطوبة إلى ليلة الحناء، وثم الزواج، ومن عادات الخطوبة أن يقوم العريس بشراء الخاتم في نفس اليوم الذي يتمّ به قراءة الفاتحة، ثم يأتي أهل العريس لزيارة أهل العروس، ويحضرون معهم باقة من الورد، وطبق من الشوكلاته.[٣]


وبعد الاتفاق يأتي موعد الخطوبة الكبرى وهي الزواج، وما قبلها تكون ليلة الحناء للعروسة، إذ يحتفلون ويحضرون طبقًا من الحناء، فيوضع القليل منها في يد العروسة ثم تُغلّف من أجل أن تثبت لونها، كما أنّ العروسة ترتدي في هذا اليوم زيًّا أحمر اللون، أمّا عن حفلة الزفاف فهي تلبس فستان الزفاف الأبيض وتضع شريطًا من اللون الأحمر، ويخرجها من البيت أحد المقرّبين كالأب أو الأخ، ثمّ في انتهاء الحفل، يبدأ الضيوف بإهدائها الأوراق المالية واللّيرات الذهبية.[٣]

عادات وتقاليد الأزياء في تركيا

تعتمد تركيا في أغلب موضتها وأزيائها على صنع الملابس الإسلاميّة، وهو الزيّ الطويل الواسع، قليل الألوان والزخرفات، إضافة إلى الحجاب الطويل والذي يُغطّي كامل الرأس، ولكن في بعض الأزياء التركية فهي تظهر من العهد القديم، ومن التقاليد الموروثة والشعبيّة؛ كخياطة الأثواب الطويلة والمزخرفة، والمزيّنة بالكثير من الخرز والنقوش والخيوط الملونة.[٣]

عادات وتقاليد رمضان في تركيا

إنّ المسلمين في شتّى بقاع الأرض فهم لا يختلفون في صيامهم، بيْدَ أنّ الطقوس هي التي تختلف قليلًا، وشهر رمضان في تركيا يتميّز المساجد باستقبالها لشهر رمضان، من خلال اللافتات الضوئية التي يُكتب عليها العبارات الدينيّة والأقوال المأثورة عن شهر رمضان، كما يمدّون الأسلاك الملوّنة والتي تتوزّع حول المآذن، وتكتظّ المساجد بالمصلّيين، خاصة في وقت صلاة العشاء والتراويح.[٤]


تتميز بتركيا بموائد الإفطار الرمضانيّة والطويلة الممتدّة، حيث يجتمع الناس في الشوارع والأماكن العامة، والقاسم المشترك بين هذه الموائد هو طبق الشوربة التركية، إضافة إلى التمر، والمقبلات، والسلطات، والعصائر، ولا بدّ من حضور الشاي.[٤]

عادات وتقاليد الأعياد في تركيا

هل سمعت عن طبق اليوفارلاما التركيّ من قبل؟


تحتفل تركيا في الأعياد، والعيد هو عطلة رسميّة لكل الدوائر الجكوميّة والخاصة، فيستعدّ الأتراك للعيد من خلال ارتداء أجمل الملابس وأجددها، وزيارة الأقارب والأصدقاء، كما يتجمّعون صباحًا من أجل صلاة العيد، والبعض منهم يقوم بزيارة المقابر للدعوة لموتاهم، أمّا عن الطعام فهم يعدّون أطباقًا خاصة للعيد ومنها ما يسمى يوفارلاما، وهو طبق من اللّحم المفروم والأرز والحمص والبصل والتوابل، ويُقدّم هذا الطبق مع اللّبن، إضافةً لأطباق شهيّة أخرى.[٤]

عادات وتقاليد الحمام التركي

إنّ الحمامات التركيّة هي تقليد مُتوارث من الحمامات الرومانيّة والعثمانيّة قديمًا، إذ يرتدون ملابس السباحة ويُحضرون مستحضرات التنظيف والتلييف، فيدخل النّاس عراة للجلوس في الساونا وتناول المشروبات كالماء البارد والكركديه البارد، وبعد الساونا تبدأ مرحلة تقشير الجلد الميّت باستخدام قطعة من القماش والكثير من الصابون، وعادةً ما يقوم الزوّار باختيار مرحلة التدليك في النهاية.[٣]

عادات وتقاليد الولادة في تركيا

من عادات وتقاليد الولادة في تركيا أنّه أوّل ما يُولد الطفل تمنحه العائلة الخرزة الزرقاء للحماية، والبعض الآخر يُعلّقون الليرات الذهبيّة بدبّوس، كما تُقام الاحتفالات مع الأقارب والأصدقاء وتبادُل الهدايا للطفل، إضافةً إلى العزائم من خلال الموائد الطويلة متعددة الأصناف والحلويات.[٣]

عادات وتقاليد الحداد في تركيا

تُعد تركيا من الدول الإسلاميّة والتي لا تختلف كثيرًا عن العرب في مراسم الحداد والعزاء، ومن العادات المُتّبعة في ذلك، ما يأتي:[٤]

  • غسل الميت وتعطيره بالمسك والصابون.
  • تجهيز الجثة بمركبة خاصة ونقلها إلى الجنازة.
  • يقوم الإمام والأقارب والأصدقاء بالصلاة على الميت والدعاء له.
  • يتم حفر القبر للميت ووضع التابوت بالجهة اليمنى.
  • تفتح العائلة بيت عزاء من أجل الدعاء للميت وقراءة القرآن، ومن ثم تقديم الصدقات للفقراء.
  • ارتداء الّلون الأسود لعدّة أيّام بعد وفاة الشخص.

عادات وتقاليد الديكور في تركيا

تتميّز البيوت والمنازل التركيّة بالديكور الرائع، وهذا يعدّ من العادات، خاصّة في صنع السجاد والبساط على الأرضيات، إذ يتمّ تزيينها وزخرفتها بشتّى الخيوط، كما أنّها بغالبها تُصنع يدويًّا، لتكون هدايا تذكاريّة فاخرة وقيّمة، ثم أصبح تصميم الديكور أكثر حداثة من خلال الاعتماد على صنع المصانع السريعة، والتي غالبًا ما يكون سعرها أرخص من العمل اليدوي؛ ذلك لأنّ الجهد بها أقلّ، والسجاد من أكثر العادات المُتوارثة في الدّيكور عند الأتراك.[٣]


إنّ العادات والتقاليد في تركيا لا تختلف كثيرًا عن العرب؛ لأنّها دولة إسلاميّة في أصلها، وجميع هذه العادات متوارثة منذ القدم، فالشعب التركيّ هو شعب يُحافظ على التراث، ويسعى في تجديده وتطويره ولكن في إطار المحافظة عليه، لذلك فإنّ تركيا تعدّ من الدولة الجميلة والتي لا تفتقد لحضارتها وطبيعتها، فهي مُحافِظة على كلّ قديم، وتسعى لتطوير كلّ جديد.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "Turkey", everyculture, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  2. ^ أ ب "Turkey", everyculture, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "9 THINGS TO KNOW ABOUT TURKISH TRADITIONS AND CULTURE", turkeyhomes, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Turkey", everyculture, Retrieved 2020-11-01. Edited.
7385 مشاهدة
للأعلى للسفل
×