أفضل علاج للثآليل التناسلية

كتابة:

الثآليل التناسلية

تُعدّ الثآليل التناسلية أو ما يُشار إليها باسم السَّعْدَانَة (Genital warts) أو عدوى فيروس الورم الحليمي البشري من أشهر أنواع العدوى الفيروسيّة المنقولة بالاتّصال الجنسي، إذ يُصاب جميع الأشخاص الذين يمارسون الجماع تقريبًا في مرحلةٍ ما من حياتهم بواحدٍ من أنواع فيروس الورم الحُلِيمِي البشري (HPV)، وهو الفيروس المسؤول عن الإصابة بالثآليل التناسلية.

تصيب الثآليل التناسلية الأنسجة الرّطبة في المنطقة التناسلية، فتبدو مثل نتوءاتٍ صغيرة الحجم بلون اللحم، كما قد تظهر كشكل القرنبيط، وفي أحوالٍ كثيرة تكون ثآليل الأعضاء التّناسلية أصغر من أن تكون مرئيّةً.

كما أنّ بعض السّلالات من فيروس الورم الحُلِيمِي البشري التّناسلية تؤدّي إلى نشوء الثآليل التّناسلية، بينما يؤدّي بعضها الآخر إلى حدوث السّرطانات، ويمكن للتّطعيمات أن تساعد على الحماية من بعض السّلالات من فيروس الورم الحُلِيمِي البشري التّناسلي.[١]


علاج الثآليل التناسلية

لا تُعالج الثآليل غير المُسبِّبة للشعور بالانزعاج والألم للمُصاب في أغلب الأحيان، لكن يمكن اللجوء إلى العلاجات الدوائية أو الجراحية في حال ظهور الأعراض، كالألم والحرقة والحكّة، أو في حال الخوف من انتشار العدوى، وفي الحقيقة قد تعاود الثآليل التناسلية الظهور من جديد بعد العلاج، فغالبًا ما تستهدف العلاجات الثآليل الظاهرة، ولا يمكنها التخلُّص من الفيروس المُسبِّب، ويجدر التنويه إلى تجنُّب الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والمُستخدَمة لعلاج الثآليل عمومًا؛ فهي غير مصنعة لعلاج الثآليل التناسلية،[١] ويعتمد العلاج على موقع الثآليل، ومظهرها، وعددها،[٢] وتتضمن علاجات الثآليل التناسلية التي يمكن تطبيقها مباشرةً على الجلد ما يأتي:[١]

  • إيميكويمود (Imiquimod) : يعزّز هذا الكريم قدرة جهاز المناعة على محاربة الثآليل التناسلية، لكن يجب تجنّب الاتصال الجنسي عند وجوده على البشرة، وقد يضعف هذا الكريم الواقيات الذكرية والأغشية، وقد يهيّج جلد الشريك الجنسي، وتتضمن آثاره الجانبية المحتملة احمرار الجلد، وظهور البثور عليه، والألم، والطفح الجلدي، والإعياء، والسعال.
  • بودوفيلين وبودوفلوكس (Podophyllin and podofilox): البودوفيلين مستخلص نباتي يدمّر أنسجة الثآليل التناسلية، أما البودوفلوكس فيحتوي على المادة الفعالة ذاتها، إلا أنَّه يمكن استخدامه بأمان في المنزل، وقد يوصي الطبيب ببعض الخطوات الاحترازية لمنع الدواء من تهييج الجلد المحيط، ولا ينصح باستخدامه أثناء الحمل، ويمكن أن تشمل آثاره الجانبية تهيج الجلد البسيط، والتقرّحات، والألم.
  • حمض التريلكلورسيتيك (Trichloroacetic acid) : يحرق هذا العلاج الكيميائي الثآليل التناسلية، ويمكن استخدامه للثآليل الدّاخلية، ويمكن أن تشمل آثاره الجانبية تهيج الجلد الخفيف، والتقرّحات، والألم.
  • السينيكاتيكينات (Sinecatechins): يستخدم هذا الكريم لعلاج الثآليل التناسلية الخارجية، والثآليل الموجودة في قناة الشرج أو حولها، وغالبًا ما تكون آثاره الجانبية خفيفةً، وقد تشمل احمرار الجلد، والحكّة، والشّعور بالألم والحرقة.

يُلجأ إلى الإجراءات الجراحية للثآليل الكبيرة، أو الثآليل التي لا تستجيب للأدوية، أو عند النساء الحوامل؛ إذ يمكن أن يتعرّض الطفل للعدوى أثناء الولادة، ويكون العلاج الجراحي كالآتي:[١]

  • العلاج بالتبريد: يتضمن العلاج بالتبريد أو النيتروجين السائل عمل بثرة حول الثآليل، وعندما تلتئم البشرة تختفي، ممّا يسمح للجلد الجديد بالظهور، وقد يحتاج المريض إلى العلاج بالتبريد عدّة مرات، وقد تتضمن الآثار الجانبية للعلاج الألم والتورّم.
  • الكي الكهربائي: يستخدم التيار الكهربائي لحرق الثآليل، وقد يسبّب بعض الألم والتورّم بعد العملية.
  • الاستئصال الجراحي: قد يستخدم الطّبيب أدواتٍ خاصّةً لاستئصال الثآليل، وقد يحتاج المريض إلى تخدير موضعيّ أو عام خلال هذا الإجراء، وقد يشعر ببعض الألم بعده.
  • العلاج بالليزر: يتضمّن العلاج بالليزر استخدام حزمة قوية من الضّوء، وقد يكون هذا العلاج مكلفًا، وعادةً ما يكون مخصّصًا للثآليل المنتشرة على نطاق واسع جدًا التي يصعب علاجها، ويمكن أن تتضمن آثاره الجانبية ظهور الندب والألم.

من الشائع استخدام أكثر من طريقة للعلاج في الوقت ذاته، وفي الحقيقة إن العلاجات السّابقة لا تسبّب الألم، لكنّها قد تسبّب في بعض الأحيان الألم والتهيّج في المنطقة التّناسلية بعد الانتهاء من العلاج لمدّةٍ تصل إلى يومين، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من ألمٍ شديد بعد العلاج تناول مسكّنات الألم التي تُصرَف دون وصفةٍ طبّية لتخفيفه، كما قد يجد بعض الأشخاص الذين يشعرون بالألم أنّ حمّام الماء الدّافئ يساعد على تخفيف الانزعاج، وبعد الاستحمام يجب تجفيف المنطقة المصابة بالكامل، ويجب الامتناع عن استخدام زيوت الاستحمام أو الصّابون أو الكريمات إلّا بعد اكتمال العلاج،[٢] ولتجنّب نقل العدوى من المهم اتّخاذ خطواتٍ وقائية، وفي الحقيقة يمكن أن ينتشر الفيروس دون وجود أعراضٍ أو ثآليل واضحة على المُصاب، ومن هذه الخطوات الوقائية ما يأتي:[٢]

  • الامتناع عن الجماع.
  • استخدام واقيات الحماية، مثل الواقي الذكري.
  • تلقّي لقاح فيروس الورم الحُليمي البشري.
  • الإقلاع عن التدخين.


أعراض الثآليل التناسلية

تنتقل الثآليل التناسلية من خلال النشاط الجنسي، وقد لا تُؤدّي إلى ظهور أي أعراضٍ لعدّة أسابيع أو أشهر بعد الإصابة بالفيروس، والبثور التناسلية ليست دائمًا مرئيةً للعين البشرية، فقد تكون صغيرةً جدًا وبلون الجلد أو أغمق قليلًا، ممّا يُصعّب من رؤيتها، وقد يشبه الجزء العلوي النامي منها نبات القرنبيط، وقد يشعر الشّخص بطراوتها عند لمسها، وقد تحدث كمجموعةٍ من الثآليل المجتمعة، أو ثالول واحد فقط، وقد تظهر الثآليل التّناسلية داخل فتحة الشّرج أو حولها، بالإضافة إلى القضيب الذّكري، وكيس الخصيتين أو المعروف بكيس الصفن، ومنطقة الفخذ عند الذّكور، أمّا بالنّسبة للإناث قد تظهر هذه الثآليل التناسلية داخل المهبل أو خارجه، او في عنق الرّحم. كما قد تظهر الثآليل على الشّفاه، أو الفم، أو اللسان، أو الحلق، لشخصٍ مارس الجماع عن طريق الفم مع شخصٍ مصاب بفيروس الورم الحُليمي البشري، ومن الأعراض الأخرى المُصاحبة للإصابة بالثآليل التناسلية ما يأتي:[٣]

  • إفرازات مهبلّية غير طبيعية.
  • النزيف.
  • الشّعور بالحرقة، أو الحكّة، أو الانزعاج في المنطقة التناسليّة.
  • الألم الشديد عند انتشار الثآليل التناسلية أو في حال أصبحت كبيرةً ومرئيةً للعين.


الوقاية من الثآليل التناسلية

يمكن أن تحمي بعض لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري الرجال والنساء من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري الأكثر شيوعًا التي تسبّب الإصابة بالثآليل التناسلية، ويمكن أن تحمي أيضًا من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري التي قد تسبب سرطان عنق الرحم. ويجدر التنويه إلى وجود بعض أنواع اللقاحات المضادة للفيروس الورم الحليمي البشري التي تقي من سلالات الفيروس المُسبِّبة لسرطان عنق الرحم فقط، وليس تلك السلالات المُسبِّبة للثآليل التناسلية، لذا لا بد من استئشارة الطبيب.

يمكن للأشخاص حتى سن 45 عامًا تلقّي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، ويجب إعطاؤه قبل الزواج؛ إذ إنّ اللقاح أكثر فعاليةً قبل التعرّض لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، كما يقلل استخدام الواقي الذكري من خطر الإصابة بالثآليل التناسلية.[٣]


مضاعفات الثآليل التناسلية

قد تتضمن المضاعفات التي تسببها الإصابة بالثآليل التناسلية ما يأتي:[١]

  • السرطان: رُبِطَت الإصابة بسرطان عنق الرحم بدرجة كبيرة بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري التناسلي، وترتبط أنواع معينة من هذا الفيروس أيضًا بالإصابة بسرطان الفرج، وسرطان الشرج، وسرطان القضيب، وسرطان الفم، وسرطان الحلق، لكن لا تسبب الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري دائمًا الإصابة بالسرطان، لكن من الضروري إجراء فحوصات لعنق الرحم بالنسبة للنساء بانتظام.
  • المشكلات أثناء الحمل: قد تسبب الثآليل التناسلية الإصابة بالمشكلات أثناء الحمل؛ إذ تكبر خلال هذه المرحلة، مما يصعب التبول، وقد تقلل الثآليل على جدار المهبل من قدرة أنسجته على التمدد أثناء الولادة، مما يسبب نزيف الثآليل على الفرج أو في المهبل عند تمددها أثناء الولادة.
  • العدوى للمولود: نادرًا ما يصاب الطفل الذي يولد لأم مصابة بثآليل التناسلية بالثآليل في حلقه، وقد يحتاج إلى إجراء عملية جراحيّة لضمان عدم انسداد مجرى الهواء لديه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Genital warts", www.mayoclinic.org, Retrieved 16-05-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What you need to know about genital warts", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16-05-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Genital Warts", www.healthline.com, Retrieved 16-05-2019. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×