أين يقع وادي لجب

كتابة:
أين يقع وادي لجب

يقع ( وادي لجب ) في المملكة العربيّة السّعوديّة، وتحديداً في منطقة جازان الواقعة إلى الجهة الجنوبيّة الغربيّة من المملكة، ويعتبر هذا الوادي من ضمن أراضي تهامة في السعوديّة، وهو تابعٌ للجبال المعروفة في المنطقة باسم ( جبال الريث ). وإنّ وادي لجب يتمثّل بشقّ صخريّ، يشكّل بدوره مجرى لمياه السيل التي تخترقه، وذلك لما فعلته به المياه وبفعل أعمال النحت التي شكّلت في الصخر طريقاً لها.


ووادي لجب هو ذلك الوادي الحاصل نتيجةً لالتقاء واديين ببعضهما البعض، حيث يسمّى الوادي الأوّل بـ ( معرى ) والثاني ( لجب )، يكوّنا مع بعضهما البعض وادي لجب، وهذا الوادي بدوره لم يدخله أحد إلاّ وأصاب قلبه الخوف والهلع، وذلك نظراً لارتفاعه العالي ومجراه الضيّق، حيث يذكر بأنّ ارتفاعه يتراوح بين 300 متراً حتّى 800 متراً في بعض الأماكن وهو بدوره يعد ارتفاعا حادّاً، أمّا عرضه فإنه يتراوح ما بين 4 أمتار إلى 6 أمتار في مناطق منعطفاته، ويبلغ طول هذا الوادي 15 كيلو متر مربّع، إلاّ أنه بشكلّ متعرّج، وسيوله تصبّ في الوادي العملاق المعروف باسم ( وادي بيش ).


يعتبر وادي لجب متنزّهاً لأهل المنطقة وأيضاً للزائرين لها، وبالرّغم من أنّه يشكّل خطراً نوعاً ما خاصّة عندما تشتدّ السيول فيه، إلّا أنّه يبقى من الأماكن المفضّلة للسكّان، نظراً لاعتباره كثير الخضار وخاصّة على جانبيه، حيث تكثر الأعشاب التي تنبت في الصخر، إضافة إلى كثرة الأشجار فيه.


إنّ ما يلفت في وادي لجب هو وجود الحديقة التي يسموّنها ( الحديقة المعلّقة )، حيث إنّها ترتفع هذه الحديقة عن مستوى الوادي ما يقارب الـ 200 متراً، ومنها يتفرّع علوّ آخر حيث يصل إلى قرابة الـ 400 متراً، فيصِل ارتفاع الأشجار فيها إلى ما يزيد عن عشرة أمتار للشجرة، ومن خلال السير في هذا الوادي المخيف، يمكنك أن تشاهد الكثير من الصخور المشكلّة طبقات، والتي تحتوي على الكثير من البازلت وأيضاً الرّخام، وهنالك الجرانيت، وأيضاً الصخور الناريّة والمتحوّلة أيضاً، وهنالك الصخور المعروفة باسم ( الخورم ) الشهيرة في المكان والتي تبني النحل فيها أوكارها والتي تكون ممتلئة بالعسل.


إنّ ما يميّز هذا الوادي، أو السمّة التي تلتصق فيه هي استحالة وصول الإنسان إليه، وحتّى من السكّان الذين يسكنون بالقرب منه والذي يعرفون كلّ تعرّجاته وارتفاعاته، فهو غنيّ بالعروق الصخريّة المعدنيّة، وما يثير الريبّة أيضاً في أنّ الشمّس تكاد تصل إليه لبضع دقائق معدودة، حيث إنّه عميق جداً، إضافةً لوجود انكسار صخري قلّ نظيره وخاصّة في منطقة الشّرق الأوسط كلّها.


إنّ المهتميّن في شأن السياحة العالمية، وخاصّة الغرب منهم قد يروا بأنّ لهذا الوادي مستقبلاً سياحيّاً ينتظره، وذلك لما ذكرناه سابقاً من تميّزه بشق انكساري نادر في الشرق الأوسط، فهو مغامرة تثير عشّاق هواية التسلّق كونه يتمتّع بارتفاعات شاهقة، ويمتلك طبيعة ساحرة مثيرة.

6385 مشاهدة
للأعلى للسفل
×