إحصار العصب علاج للتخفيف من الألم

كتابة:
إحصار العصب علاج للتخفيف من الألم

ما هو علاج إحصار العصب؟

على الرغم من أن اسم إحصار العصب قد يبدو مخيفًا بعض الشيء، إلا أنه من الطرق الفعالة للسيطرة على بعض أنواع الألم، فما هو إحصار العصب؟ وما استخدامته وأنواعه؟ وما مخاطره؟

إحصار العصب (Nerve Blocks) هو إجراء يتم عن طريق حقن مخدر موضعي قريب من موقع العصب المُستهدَف أو مجموعة الأعصاب بهدف تخفيف الألم أو الوقاية من الإصابة به، كما يعد مفيدًا لتحديد مصدر الألم، وعادةً ما يُستخدم لتخفيف الألم في الظهر، والساقين، والذراعين، والأرداف، والرقبة، والوجه.

يؤدي إحصار العصب إلى قطع انتقال الرسائل العصبية التي تعبّر عن الشعور بالألم إلى الدماغ، ويمكن أن يكون ذلك دائمًا أو مؤقتًا اعتمادًا على الحالة، وعمومًا يُعدّ هذا الإجراء آمنًا، ومن أشهر الأمثلة عليه إبرة الظهر المُستخدَمة للتخفيف من ألم الولادة.[١][٢]


ما هي أنواع علاج إحصار العصب؟

توجد أنواع عدة من إحصار العصب اعتمادًا على موقع الألم في مناطق الجسم المختلفة، ومن أنواعه بناءً على الموقع والتي تختلف باختلاف العصب المُستهدَف ما يأتي:[٣]

  • إحصار العصب في الأطراف العلوية: يُجرى في الأماكن الآتية:
    • الكتف، أو الترقوة، أو أعلى الذراع.
    • فوق الترقوة.
    • ما تحت الترقوة، عند الكوع وتحته.
  • إحصار العصب في الوجه: يُجرى في الأماكن الآتية:
    • الوجه بإحصار العصب ثلاثي التوائم (العصب الخامس).
    • الجفون وفروة الرأس بإحصار العصب البصري.
    • الجبين.
    • الفك العلوي.
    • الأنف والحنك.
  • إحصار العصب في العنق والظهر: يُجرى في الأماكن الآتية:
    • العنق فوق الجافية.
    • الجزء العلوي من الظهر والأضلاع بإحصار عصب فوق الجافية الصدري.
    • أسفل الظهر والأرداف بإحصار عصب فوق الجافية القطني.
  • إحصار العصب في الصدر والأعصاب البطنية: يُجرى في الأماكن الآتية:
    • الصدر والبطن.
    • الصدر والضلوع.
    • المنطقة السفلية من البطن.
  • إحصار العصب في الأعصاب الطرفية السفلية: يُجرى في الأماكن الآتية:
    • منطقة الحوض.
    • الجزء الأمامي من الساق، بما في ذلك الفخذ والركبة وتحت الركبة.
    • منطقة الفخذ؛ أي الفخذ الأمامي بأكمله ومعظم عظم الفخذ والركبة، بالإضافة إلى جزء من مفصل الورك، إلا أن ذلك لا يشمل الجزء الخلفي من الركبة، وغالبًا ما يستخدم في جراحة استبدال الركبة.
    • العصب الوركي، وهذا يشمل الجزء الخلفي من الساق، والساق السفلية، والكاحل، والقدم.

كما يمكن تصنيف إحصار العصب اعتمادًا على كيفية إعطاء الحقن إلى ما يأتي:[٣]

  • إحصار الأعصاب غير الجراحي: الذي يتضمن ما يأتي:
    • فوق الجافية (Epidural)، إذ يتم حقن الدواء خارج الحبل الشوكي لتخدير البطن والأطراف السفلية، ويُعدّ إحصار العصب فوق الجافية أكثر الأنواع شيوعًا، ويستخدم غالبًا خلال الولادة.
    • التخدير النخاعي، يتم خلاله حقن دواء التخدير في السائل المحيط بالحبل الشوكي (CSF).
    • التخدير المحيطي، يتم خلاله حقن الدواء حول العصب الطرفي المستهدف الذي يسبب الألم.
  • إحصار الأعصاب الجراحي: الذي يتضمن ما يأتي:
    • الإحصار الودي (Sympathetic blockade)، الذي يمنع الألم من الجهاز العصبي الودي في منطقة معينة، ويمكن استخدامه لعلاج حالات التعرق المفرط في أجزاء مختلفة من الجسم.
    • استئصال العصب، وخلاله يتم تدمير العصب المحيطي المتضرر خلال الجراحة، ويستخدم هذا النوع فقط في الحالات النادرة من الألم المزمن في حال لم تنجح العلاجات الأخرى، مثل متلازمة الألم الإقليمية المزمنة (Chronic regional pain syndrome).
    • شق الجذر، الذي يتم عن طريق تدمير جذر الأعصاب التي تمتد من العمود الفقري جراحيًا، ويمكن استخدام هذه الطريقة في الحالات العصبية والعضليّة، مثل: الشلل المزدوج التشنجي (Spastic diplegia)، أو الشلل الدماغي التشنجي.


متى يمكن اللجوء إلى علاج إحصار العصب؟

يُعدّ إحصار العصب من الطرق الفعالة والفورية في التخفيف من الألم، ويمكن اللجوء إليه في العديد من الحالات، بما في ذلك علاج الألم على المدى القصير والطويل، ومن الحالات الأخرى التي يتم اللجوء فيها إلى هذا الإجراء ما يأتي:[٢]

  • الألم المزمن: إذ يمكن أن يساعد إحصار العصب في السيطرة على أعراض الألم المزمن وتحسين نوعية حياة المصاب، كما قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزمنة مُسبِّبة للألم، مثل: التهاب المفاصل الشديد، أو آلام الظهر المزمنة، وقد يتلقى بعض مرضى السرطان إحصار العصب للتخفيف من الألم.
  • الألم المؤقت: فقد يساعد على التخفيف من الشعور بالألم أثناء إجراء الجراحة أو بعدها، كما قد يُجرى للنساء للمساعدة على التخفيف من آلام الولادة.
  • تشخيص بعض الاضطرابات الصحية: في بعض الحالات قد يستخدم الأطباء إحصار العصب لتشخيص بعض المشكلات، فقد يلجؤون إلى إحصار عصب معين لمعرفة إذا ما كانت تزال لديه القدرة على العمل بصورة طبيعية.


ما هي الآثار الجانبية لعلاج إحصار العصب؟

ينطوي إجراء إحصار العصب على بعض المخاطر والآثار الجانبية، التي قد تتضمن ما يأتي:[٤]

  • ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • الطفح الجلدي.
  • الحكة.
  • زيادة الوزن.
  • الشعور بالطاقة الزائدة.
  • الألم في مكان الحقن.
  • النزيف.
  • الوفاة، في الحالات النادرة.

وعلى الرغم من أنه توجد أنواع عدة من إحصار العصب، إلا أنه لا يمكن استخدامه دائمًا، ففي حال لم يكن الألم مرتبطًا بعصب واحد أو مجموعة صغيرة من الأعصاب قد لا يكون هذا الإجراء مناسبًا.[٤]


هل علاج إحصار العصب عملية دائمة؟

يعتمد ذلك على الهدف من علاج إحصار العصب، ففي الكثير من الأحيان يهدف إلى التخفيف من الألم مؤقتًا، ويجب الإشارة إلى أنّ معظم حالات إحصار العصب الجراحي تكون دائمةً، لكنها غالبًا ما تكون مخصصةً لعلاج الحالات نادرة من الألم المزمن عندما لا تنجح العلاجات الأخرى، مثل: آلام السرطان، أو متلازمة الألم الإقليمية المزمنة، وخلال عملية إحصار العصب الدائمة يتم تدمير العصب نفسه تمامًا إما عن طريق قطعه أو إزالته أو إتلافه باستخدام تيارات كهربائية صغيرة، أو باستخدام الكحول، أو الفينول، أو التجميد المبرد.

ومع ذلك ليست كل إجراءات تدمير الأعصاب التي تهدف إلى أن تكون دائمةً ينتهي بها الأمر كذلك، فقد تستمر فقط بضعة أشهر؛ لأنّ العصب يمكن أن ينمو أو يصلح نفسه من جديد، وعندما ينمو العصب مرّةً أخرى يمكن أن يعود الألم من جديد، إلا أنه من الممكن أيضًا ألا يحدث ذلك.[٣]


ما هي بدائل علاج إحصار العصب؟

يوجد العديد من البدائل لإحصار العصب اعتمادًا على الحالة، منها ما يأتي:[٢]

  • المسكنات الأفيونية: التي تُستخدم لتخفيف الألم على المدى القصير، وهي مسكنات قوية ترتبط بمستقبلات الأفيون في الجسم، ويمكن أن تكون فعالةً للغاية في تخفيف الألم، إلا أن استخدامها يحتاج إلى الحذر الشديد؛ فقد تسبب الإدمان والاعتمادية.
  • الأدوية غير الستيرويدية أو الستيرويدية: في الحالات الأقل شدةً يمكن للأدوية غير الستيرويدية أو الستيرويدية تقليل الالتهاب والألم، ومن أمثلتها الإيبوبروفين (Ibuprofen) والبريدنيزون (Prednisone).
  • أكسيد النيتروز (Nitrous oxide): يُعدّ أكسيد النيتروز خيارًا للنساء خلال الولادة، فيمكن أن يساعد على التخفيف من القلق والألم أيضًا.
  • التخدير: فقد يستخدم الطبيب المخدر الموضعي في المكان، وهذا يختلف عن إحصار العصب فوق الجافية، لكن يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الألم، وخلال الجراحة يستخدم الأطباء أحيانًا التخدير العام، الذي يؤدي إلى فقدان الوعي وتقليل الألم.
  • ممارسة الرياضة والعلاج الطبيعي: تُعدّ التمارين والعلاج الطبيعي خيارات جيدةً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، مثل الألم المزمن؛ فقد تساعد بعض أساليب العلاج الطبيعي على تخفيفه.


المراجع

  1. "Nerve Blocks", my.clevelandclinic,18-8-2019، Retrieved 10-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Aaron Kandola (25-2-2020), "What to know about a nerve block"، medicalnewstoday, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Alana Biggers, MD (17-9-2018), "Nerve Block"، healthline, Retrieved 9-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Tyler Wheeler, MD (15-3-2020), "Pain Management and Nerve Blocks"، webmd, Retrieved 10-7-2020. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×