ادوية تهدئة الاعصاب

كتابة:
ادوية تهدئة الاعصاب

متى تحتاج حالات تهدئة الأعصاب للعلاجات الدوائية؟

يمرّ البعض بأوقات عصيبة تخيّم عليها مشاعر الرُّعب والهلع الشديد، أو ربما نوبات الخوف التي تشلّ الحركة والتفكير، ويغلب على الفرد الإرهاق وعدم الاسترسال في نومٍ جيّد جرَّاء شعوره بالقلق، لتبدأ هذه الأحاسيس والمشاعر بإعاقة إنجاز المهام اليوميَّة الاعتياديَّة، حينها، قد يوصِي الطبيب المختصّ بتناول العلاجات المهدِّئة للأعصاب؛ وهي عبارة عن أنواع مُختلفة من الأدوية التي تُستخدَم في علاج وتهدئة أعراض القلق لفترات قصيرة، والتي لا يُمكن استخدامها في حالات القلق المتواصل والمزمن، فهي ذات فعاليَّة مؤقَّتة في تهدئة الجسم، واستخدامها قد يكون مصحوبًا بالعديد من التحذيرات والآثار الجانبيَّة، وهذا يعني أنَّ استخدام الأدوية المهدئة للأعصاب قد يساهم في السيطرة على الأعراض المزعجة، ولكنَّه يحتاج إلى تقييم طبي مُلائم للوقت والحالة النفسيّة.[١]



ما العلاجات الدوائية لتهدئة الأعصاب؟

العلاجات الدوائيَّة التي تستخدم في تهدئة الأعصاب والسيطرة على نوبات القلق كثيرة ومتنوعة، لذا، قد يصِف الطبيب أنواع معيّنة من هذه الأدوية مع التأكد من كوْنها تتناسب مع الحالة الصحيّة للفرد، ونذكر في الآتي بعض من المجموعات الرئيسية من هذه الأدوية:


البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)

مثل دواء البرازولام (Alprazolam)، وكلورديازيبوكسيد (Chlordiazepoxide)، وكلونازيبام (Clonazepam)‏، وديازيبام (Diazepam)، ولورازيبام (Lorazepam)؛ وهي من المهدِّئات العصبيّة التي تُساهم في إرخاء عضلات الجسم وإراحة الذهن، وذلك بزيادة تأثير أنواع مُعيّنة من النواقل العصبيَّة، لذا، قد يصِف الطبيب البنزوديازيبينات لعلاج العديد من أنواع اضطرابات القلق ونوبات الهلع كعلاج قصير الأمد؛ لأنَّها قد تكون سببًا في ظهور بعض الآثار الجانبية؛ كالنعاس، ومشكلات التوازن والذاكرة، وغيرها.[٢]


بوسبيرون (Buspirone)

قد يصِفه الطبيب المُختص لتهدئة الأعصاب وعلاج القلق الذي يُصيب الأفراد على المدى القصير، إلى جانب ذلك القلق الذي يستمرّ لفترات طويلة، ويجدر الذكر بأنَّ آليّة عمل هذا الدواء لازالت غير واضحة، ولكن يُوجد اعتقاد بأنه يؤثر على المواد الكيميائيَّة التي ينعكس أثرها على الدماغ وتحسين المزاج، ولكنْ، قد يُصاحب استخدام بوسبيرون بعض الآثار الجانبية، منها: الدوخة، والصداع، والغثيان، وقد يُعاني البعض أيضًا من صعوبة النوم، وخربطة الأحلام.[٢]


مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitor)

ومن الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة فلوكسيتين (Fluoxetine)، وسيرترالين (Sertraline)، وسيتالوبرام (Citalopram)، فهذه الأدوية تنتمي لمضادات الاكتئاب التي ربما يصِفها الطبيب أحيانًا لتهدئة الأعصاب وتخفيف القلق، ولكنَّها تُستخدَم حصرًا للحالات المزمنة والتي تستمر لفترات طويلة، فلا يُمكن استخدامها عند اللزوم فقط، ومن الآثار الجانبيَّة الشائعة لاستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: الغثيان، واكتساب الوزن الزائد، والإسهال، والنعاس، والهياج، والإعياء، والعصبيّة، والأرق، والصداع، واضطراب الوظيفة الجنسيّة، وجفاف الفم، وكثرة التعرُّق، وغيرها.[١]


حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blocker)

ومن الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة: الأتينولول (Atenolol)، والبروبرانولول (Propranolol)؛ وهي من الأدوية التي تُستخدَم في علاج مشكلات القلب، وضغط الدم، وقد توصَف أيضًا في حالات القلق، فهي تساهم في السيطرة على الأعراض التي تُصاحب نوبات القلق؛ كالتسارع في نبض القلب، والتعرُّق الشديد، والدوخة، ورجفة اليدين، ورجفة الصوت، وغيرها من الأعراض الأخرى، وعادةً ما تُستخدم لتهدئة الأعصاب في حالات الفوبيا الاجتماعية والفوبيا التي تُصاحب عروض الأداء أمام الجمهور، ويُذكَر أنَّ هناك مجموعة من الأعراض الجانبيّة الشائعة التي قد تُصاحب استخدام حاصرات مستقبلات بيتا، منها: الضعف الجسدي، والدوخة، والنعاس، والإمساك، والغثيان، والصداع، والإسهال، والإعياء، وغيرها من الأعراض المحتملة.[١]


مثبط استرداد السيريتونين و النورأدرنالين الانتقائي (Serotonin–norepinephrine reuptake inhibitor)

منها دواء دولوكسيتين (Duloxetine)، وفينلافاكسين (Venlafaxine)، فقد يصِفها الطبيب في بعض الحالات لتهدئة الأعصاب، وهي أيضًا من المجموعات الدوائيّة التي تنتمي لمضادات الاكتئاب، والتي قد يُصاحبها ظهور أعراض جانبيّة شائعة، كالصداع، والغثيان، والنعاس، والإمساك، والأرق، والتعرق، وجفاف الفم، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأعراض.[٣]


بريجابالين (Pregabalin)

يعدّ البريجابالين من مضادات الاختلاج أو مضادات الصرع، التي ربما يصِفها الطبيب بهدف تهدئة الأعصاب والسيطرة على أعراض القلق، ولكنّه قد يكون مصحوبًا بظهور مجموعة من الآثار الجانبيّة؛ كاضطراب الرؤية، والنعاس، والدوخة، وزيادة الشهيَّة، واكتساب الوزن، وجفاف الفم، والصداع، والدوار، وانخفاض الرغبة الجنسيّة، والغثيان.[٣]



متى تتحسن الحالة بعد استخدام الأدوية لتهدئة الأعصاب؟

يختلف وقت بدء فعاليّة الأدوية المستخدمة في تهدئة الأعصاب باختلاف النوع المستخدم، فبعض الأدوية تكون ذات فعاليّة فوريّة أو تبدأ خلال مدّة قصيرة، بينما أنواع أخرى تحتاج لوقتٍ أطول حتى تبدأ فعاليتها، والتي عادةً ما تُستخدم في حالات القلق المزمن. ونذكر في الآتي بعض الأمثلة على ذلك:[١]

  • البنزوديازيبينات: تبدأ فعاليّة هذه الأدوية بسرعة، فعادةً ما يظهر تأثيرها بعد مضيّ 30 دقيقة-ساعة تقريبًا.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI): غالبًا ما تستغرق مضادات الاكتئاب بين 4-6 أسبوع حتى يبدأ تأثيرها.
  • بوسبيرون: يعتبر من الأدوية بطيئة المفعول، فقد تستغرق حوالي أسبوعين حتى تبدأ بالعمل.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: تعمل هذه الأدوية على تخفيف الأعراض المصاحبة للقلق بسرعة، لذا، غالبًا ما تؤخذ قبل الانخراط في الأنشطة التي تحفز التوتر والقلق.



هل يوجد نصائح أخرى تساعد على تعزيز علاج تهدئة الأعصاب إلى جانب الأدوية؟

بعيدًا عن استخدام العلاجات الدوائيّة، ثمّة مجموعة من النصائح التي ربما تُساهم في السيطرة على القلق وتخفيف أعراضه، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[٤]

  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، خاصةً التمارين الهوائيّة؛ كالسباحة، والمشي، ولعب التنس، وغيرها، فهي قد تساعد على تخفيف التوتر والضغط النفسي.
  • تعلم كيفيَّة الاسترخاء الجسدي، ويُمكن اتباع تقنيات التنفس العميق، واليوغا، وغيرها.
  • الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازيّة، ومشروبات الطاقة، وغيرها، فشرب كميات كبيرة من الكافيين قد يُعيق النوم، ويزيد تسارع نبض القلب.
  • الابتعاد عن التدخين وشرب الكحوليات، فهذه المواد قد تزيد من تفاقم القلق.
  • الالتحاق بمجموعات الدعم التي تساعد على تقديم وسائل تمكِّن الفرد من السيطرة والتحكّم بالقلق.
  • اختيار قراءة بعض أنواع الكتب التي تتحدث عن كيفيَّة السيطرة على القلق.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Anxiety Medication", helpguide, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Drugs to Treat Anxiety Disorder", healthline, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Treatment -Generalised anxiety disorder in adults", nhs, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  4. "Self-help -Generalised anxiety disorder in adults", nhs, Retrieved 6/3/2021. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×