محتويات
التهاب الأعصاب
يُعرّف التهاب الأعصاب بأنّه تلف يُصيب الأعصاب الطرفية المسؤولة عن نقل الرسائل من الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) إلى باقي أجزاء الجسم، ونقل الرسائل الحسيّة من أنحاء الجسم المختلفة إلى الجهاز العصبي المركزي، وعادةً ما يؤثّر هذا الالتهاب على الأطراف العلوية والسفلية من الجسم، وتظهر الأعراض على شكل ضعف عام في الجزء المصاب، وقد يرافقه خدران وألم أيضًا.
يُعّد مرض السكري من أهم الأسباب المؤدّية إلى حدوث التهاب الأعصاب الطرفية، وقد يحدث أيضًا بسبب تلقّي ضربة ما على الطرف المصاب، أو بسبب أمراض وراثيّة، أو نتيجة التعرّض لبعض المواد السامّة.[١][٢][٣][٤]
ما هي أعراض التهاب الأعصاب؟
تختلف الأعراض التي تنجم عن التهاب الأعصاب حسب مكان الإصابة، لكن توجد مجموعة من الأعراض العامة والمشتركة، ومنها:[٥]
- الشعور بالألم والحساسية الشديدة للمنطقة الملتهبة.
- عادةً ما يكون الالتهاب مصحوبًا بإعاقة أو تعطيل إحدى الحواس في المنطقة المصابة.
- ضعف قوة الجسم وردة فعله.
- قد تحدث اضطرابات في الدورة الدموية وفي قدرة الجسم على التعرق.
ويحدث خلط عند الأشخاص بين التهاب الأعصاب وتلف الأعصاب، فالتلف يكون أكثر إيلامًا ويسبب تعطلًا كاملًا في المنطقة المصابة، فضلًا عن الانحلال التدريجي للأعصاب، وقد يتطور التهاب الأعصاب في حال إهماله إلى تلف في الأعصاب.[٥]
قد يصيب الالتهاب عصبًا واحدًا أو مجموعةً من الأعصاب كما ذُكِرَ سابقًا، ومن الممكن أيضًا أن يصيب عدة أعصاب منفردة، وهي حالة تحدث عندما تلتهب عدة أعصاب غير مرتبطة ببعضها، وتكون الأعراض في غالب الحالات محصورةً في المناطق المصابة، فإذا أصاب الالتهاب الأعصاب السمعيّة للأذن الداخلية فإن التوازن والسمع سيتأثران، وقد يشعر المريض بالدوار، بالإضافة إلى تأثر الرؤية.[٦]
ما أنواع التهاب الأعصاب؟
توجد عدة أنواع لالتهابات الأعصاب تختلف أعراضها، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[٥]
- التهابات الأعصاب الحسية: تسبب هذه الالتهابات الإحساس بالتنميل في المنطقة المصابة، والشعور بالحرقة أو الوخز، ويزداد الشعور سوءًا في الليل، كما أن المنطقة تكون حساسةً للمس أو تغير الحرارة.
- التهاب الأعصاب الحركية: تسبب هذه الالتهابات أعراضًا تتراوح بين ضعف العضلات إلى الشلل الكامل، إذ تفقد العضلات في المنطقة المصابة حجمها، وتزيد حساسيتها وقد تتلف.
- التهاب أعصاب الوجه: يصاب بعض الأشخاص بحالة شلل الوجه النصفي، وهو نوع من الالتهابات التي تصيب أعصاب الوجه، ويؤدي إلى تشوه في العضلات الموجودة في أحد جانبي الوجه.
ما أسباب التهاب الأعصاب؟
توجد عدّة أسباب قد تؤدّي إلى حدوث التهاب الأعصاب، منها ما يأتي[١][٢][٣][٤]:
- مرض السكّري، يعدّ التهاب الأعصاب الطرفية من مضاعفات مرض السكّري التي تحدث على المدى الطويل، إذ يُعاني منه نصف مرضى السكري تقريبًا، لذا يُعّد من أهم هذه الأسباب؛ وذلك بسبب تأثير ارتفاع السكر في الدم على الأعصاب، ممّا يؤدّي إلى تلفها.
- أمراض المناعة الذاتيّة، كمتلازمة سجوجرن (Sjogren's syndrome)، والتهاب المَفاصل الرُّوماتويديّ (rheumatoid arthritis)، والتهاب الأوعية الدموية (vasculitis).
- الأورام، قد ينشأ التهاب الأعصاب بسبب الأورام السرطانية الخبيثة أو الحميدة التي تؤثّر على الخلايا العصبيّة نفسها.
- الأمراض المزمنة، كأمراض الكلى والكبد.
- الكحول، قد يشكو مدمنو الكحول من حدوث الأعراض المتعلّقة بهذا المرض؛ وذلك بسبب نوعيّة الأطعمة غير الصحّية التي يتناولها المدمنون عادةً، والتي تؤدّي إلى حدوث نقص في الفيتامينات في الجسم.
- التسمّم ببعض المواد الكيميائية الثقيلة، كالزّئبق والرّصاص.
- نقص الفيتامينات في الجسم، تُعدّ فيتامينات ب12 وب1 وب6 من أهمّ الفيتامينات التي تؤثر على صحّة الأعصاب، إذ يؤدّي نقصان أي منها إلى حدوث مشكلات في الجهاز العصبيّ.
- بعض الأدوية والعقاقير، كالأدوية المستخدمة في علاج السرطان، والتشنّجات، وأمراض ارتفاع ضغط الدم.
كيف يتم علاج التهاب الأعصاب؟
يعتمد علاج التهاب العصب على المُسبب وعلى شدة الالتهاب، ويتضمن العلاج ما يأتي:[٧]
- العلاج الدوائي، ويشمل ما يلي:
- إذا كان الألم بسيطًا، يمكن استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، أو الباراسيتامول، أو الكوديين.
- إذا كان الألم متوسطًا إلى شديد، فإنّه يستلزم العلاج بالمسكّنات الأفيونية، كالترامادول، والهيدروكودون، والأوكسيكودون.
- في حال كان الألم شديدًا جدًا، في كثير من حالات التهاب العصب يستلزم علاجها استخدام الستيرويدات.
- في حال الألم العصبي المزمن، يمكن استخدام بعض الأدوية، مثل: الديلوكزيتين، والبريجابالين، والأميتربتيللين، والكاربامازيبين، والكابساسين، والليدوكائين، بناءً على شدة الألم.
- العلاج الفيزيائي، إذ يمكن الخضوع لجلسات العلاج الفيزيائي من قِبَل معالج متخصص لتحسين قوة العضلات ومدى الحركة، ويمكن للمعالج الفيزيائي أن يستخدم أي من هذه العلاجات:
- العلاج البارد.
- الكمادات الدافئة.
- التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد.
- العلاج بالإبر الصينية.
- التدليك.
- التمارين المنزلية.
- المكمّلات الغذائية والتي تستخدم لعلاج التهاب العصب، فإذا كان الالتهاب ناتجًا عن نقص المواد الغذائية والفيتامينات الضرورية لصحة الأعصاب، فيمكن تحسين طبيعة الغذاء وإضافة بعض المكمّلات الغذائية كذلك، ومنها:
- فيتامين ب12 الذي يساعد في نمو وتجديد الأعصاب.
- فيتامين ب1 الذي يساعد على التئام إصابات الأعصاب.
- الكالسيوم والمغنيسيوم، إذ يساعدان على التوصيل العصبي.
- الليسيثين الذي يساعد على حماية وإصلاح إصابات الأعصاب.
- البروتينات التي تحسّن وظيفة العصب وترميمه.
- الإجراء الجراحي، ويعد آخر الحلول المطروحة لحل مشاكل التهاب العصب، ويمكن اللجوء إليه في حالة الضغط على العصب، أو التلف.
- العلاجات المنزلية، ومن الإجراءات المنزلية التي يمكن اتباعها:[٨]:
- الكمادات الباردة، كتطبيق مكعبات الثلج أو حتى الخضراوات المجمدة، بلفّها بقطعة قماش ووضعها على منطقة الألم لمدة عشرين دقيقةً عدة مرات في اليوم.
- الكمادات الدافئة، إذ يوصى باستخدام كمادات الثلج في أولى أيام الألم، حتى يخف الانتفاخ، ثم استخدام الكمادات الدافئة بعد يومين أو ثلاثة أيام.
- تمارين الشد والإطالة، والحصول على تعليمات من المعالج الفيزيائي، أو ممارسة اليوغا.
- التمارين اليومية؛ إذ تزيد من نسبة الإندورفين، وهي مسكن طبيبعي للألم، كالسباحة.
هل يمكن الوقاية من التهاب الأعصاب؟
توجد عدّة أمور يمكن للشخص اتباعها للوقاية من الإصابة بهذا الالتهاب، ويُذكر منها ما يأتي:[١][٤]
- مُعالجة الأمراض التي قد تؤدّي إلى حدوث الالتهاب: من أهم وسائل الوقاية من المرض هي التزام الشخص بعلاجاته الدوائية لأمراضه الأخرى، كمرض السكّري، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- اتباع نمط حياة صحي: ذلك عن طريق الحرص الدائم على الحصول على الفيتامينات المهمّة لسلامة الأعصاب، عن طريق تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة واللحوم بأنواعها، كذلك الالتزام بممارسة التمارين الرياضية لمدّة نصف ساعة إلى ساعة ثلاث مرّات يوميًا على الأقلّ، والابتعاد عن العوامل التي قد تؤدّي إلى حدوث هذه الالتهابات، كالتعرّض للمواد السامّة، والتدخين، والإفراط في شُرب الكحول.
التهاب العصب الوركي
يمتد العصب الوركي من الحبل الشوكي نحو الحوض والأرداف، ثم يتفرع إلى الرجلين، وهو أطول عصب موجود في الجسم ومن أهمها أيضًا، حيث يؤدي دورًا في تحريك الرجلين والإحساس بهما. والتهاب العصب الوركي هو أحد حالات التهاب الأعصاب، وهو تهيج يحدث فيه يسبب ألمًا متوسطًا أو شديدًا في أسفل الظهر والأرداف والأرجل، وقد يشعر المريض بتنميل في هذه المناطق أيضًا، وما نسبته 40% من الأشخاص يصابون بهذا خلال حياتهم، كما تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم بالسن، ومن أعراض الإصابة بالتهاب العصب الوركي ما يأتي:[٨]
- ألم يزداد مع الحركة.
- تنميل وضعف في الرجلين والقدمين، وفي الحالات الشديدة قد يفقد المريض الإحساس في هذه المناطق وكل المناطق التي تُغذّى عبر العصب الوركي.
- الشعور بشيء كالإبر أو الدبابيس.
- احتمالية صعوبة التحكم بالمثانة، والتبول اللاإرادي.
ومن أسباب حدوث هذه الحالة ما يأتي:[٨]
- الانزلاق الغضروفي في العمود الفقري، حيث يؤدي إلى الضغط على العصب الوركي.
- تضيق في الحبل الشوكي.
- انزلاق الفقار.
- متلازمة الكمثرية.
المراجع
- ^ أ ب ت Elea Carey (14-11-2017), "Peripheral Neuropathy"، health line, Retrieved 7-8-2019. Edited.
- ^ أ ب Dr Helen Webberley (27-11-2017), "What is peripheral neuropathy?"، medical news today, Retrieved 7-8-2019. Edited.
- ^ أ ب Amit M. Shelat (30-4-2018), "Peripheral neuropathy"، med line plus, Retrieved 7-8-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (7-8-2019), "Peripheral neuropathy"، mayo clinic, Retrieved 7-8-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Neuritis", www.britannica.com, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "What is Neuritis: Causes, Symptoms, Diagnosis, and Treatment", docdoc, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ PRAMOD KERKAR, "Causes, Symptoms of Inflamed Nerve & its Treatment, Prognosis"، www.epainassist.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Shannon Johnson (16-8-2019), "Everything You Need to Know About Sciatica"، www.healthline.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.