الام الظهر بعد الولادة

كتابة:
الام الظهر بعد الولادة

الام الظهر بعد الولادة

إذا كنتِ تعانين من آلام الظهر بعد انتهاء فترة الحمل والولادة فأنتِ لستِ لوحدك، إذْ تعدّ آلام الظهر بعد الولادة واحدة من المشكلات التي تشكوها الكثير من النساء، والتي تستمرّ عادةً لفترة تصل إلى ستة شهور بعد الولادة، أو أكثر من ذلك، وهنا تعتمد شِدة ألم الظهر وطبيعته على السَّبب الكامن وراء حدوثه، وتجدر الإشارة إلى أنَّ ممارسة النشاط الحركي، سواءً في حمل الأشياء، أو المشي، أو الانحناء، أو حمل الطفل، يؤدي غالبًا إلى إثارة آلام الظهر عند المرأة، ولحسن الحظ، تتعافى العديد من حالات ألم الظهر بعد الولادة باتباع بعض التمارين والنصائح المنزلية، فما هي أسباب آلام الظهر بعد الولادة؟ وكيف يُمكن التخفيف من حِدّتها وعلاجها؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١]


ما هي أسباب الام الظهر بعد الولادة؟

الغالبية العظمى من حالات ألم الظهر بعد الولادة مرتبطة بالتغيرات التي تحدث في جسم المرأة خلال فترة الحمل، ولكنْ ثمَّة عوامل أخرى تُساهم في حدوث هذا الألم أحيانًا، مثل؛ نوع الولادة، والإصابات التي ربما تؤثر في الأنسجة والمفاصل وعظام الحوض خلال عملية الولادة، ولتعدّد الأسباب التي ربما تكمن وراء حدوث ألم الظهر بعد الولادة، لا بدّ من مراجعة الطبيب لتشخيص سبب الألم والوقوف على أسبابه تحديدًا بعيدًا عن التكهنات. ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث آلام الظهر بعد الولادة نذكر الآتي:[١][٢]

  • انفراق العضلة المستقيمة (Diastasis recti): تحدث هذه المشكلة نتيجة تمدّد الرحم خلال فترة الحمل ممَّا يؤدي إلى زيادة الشدّ المؤثر في عضلات البطن للمستوى الذي تفقد فيه هذه العضلات تناغمها، ويحدث انفصال في بعض العضلات، مثل عضلات البطن المستقيمة، إذْ يُسفر عن انفراق العضلة المستقيمة ضعف وضعيَّة الجسم، والشعور بآلام أسفل الظهر والحوض.
  • عدم استقرار المفاصل وفقدان التناغم العضلي: خلال فترة الحمل ترتفع مستويات هرمون الإستروجين (Estrogen)، والبروجستيرون (Progesterone)، والريلاكسين (Relaxin)، الأمر الذي يُسفر عنه ارتخاء المفاصل في الجسم، لذا قد يستغرق الأمر فترة تتراوح بين 6-8 أسابيع بعد الولادة حتى تعود المفاصل لطبيعتها وثباتها، وتحملها وزن الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الانخفاض المفاجيء في مستويات هذه الهرمونات بعد الولادة قد يُسبِّب آلامًا في الظهر أثناء المشي أو مُمارسة التمارين، وألم في أسفل الظهر والورك، وغيرها من الأعراض الأخرى، عدا عن أنّ المرأة تكون عرضة لإصابات أسفل الظهر والورك.
  • ألم العصعص (Coccydynia): هو الألم الشديد الذي يؤثر في عظم العصعص الواقع في آخر العمود الفقري بسبب التعرض للرضوض، أو الكسور، أو الخلع، والذي قد يحدث في حالات النساء اللواتي يعانين صعوبة أثناء الولادة الطبيعيَّة، إمَّا بسبب كِبر حجم المولود، واكتساب الكثير من الوزن خلال الحمل، أو غيرها من العوامل الأخرى.
  • ألم الحوض الخلفي (Posterior pelvic pain): كما نعلم، تحدث الكثير من التغيرات في الحوض خلال فترة الحمل، وقد يستمر تأثير هذه التغيرات بعد انتهاء الحمل والولادة، فتعاني المرأة في هذه الحالة من ألم مستمرّ في أسفل الظهر، تختلف شِدته من امرأة لأخرى.
  • كسر الإجهاد العجزي (Sacral stress fracture): يحدث هذا النوع من الكسور في الفقرات العجزية الواقعة في منطقة الحوض جرَّاء تعرّضها للشدّ والإجهاد أثناء الولادة، ربما لكبر حجم المولود، أو زيادة وزن الجسم خلال فترة الحمل، أو بسبب زيادة انحناء الجزء السفلي من العمود الفقري، أو استخدام أنواع معينة من الأدوية.
  • استخدام مجموعة من العضلات التي لا تستخدمها بالعادة، فيستمرّ الألم أحيانًا لفترة من الوقت بعد الولادة، خاصةً في حالة المُعاناة من صعوبة في الولادة.
  • عوامل أخرى تزيد من تفاقم الألم: مثل:
    • عدم البقاء في وضعية مناسبة أثناء تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل، فتكون المرأة منشغلة بكيفيَّة التحام طفلها بحلمة الثدي وحصوله على الرضاعة الكافية، دون الانتباه للشد المؤثر على عضلات الرقبة وأعلى الظهر أثناء نظرها للأسفل.
    • الشعور بالتعب الشديد والإجهاد أثناء العناية بالطفل، الأمر الذي يُعيق التعافي من آلام الظهر.


هل يمكن استخدام أدوية لتخفيف الام الظهر بعد الولادة؟

بعض أنواع مسكنات الألم التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية تكون آمنة للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعيّة، ولكنْ يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية خلال فترة الرضاعة، للتأكد من عدم تأثيرها على حليب الثدي أو الرضيع، مع الالتزام بالجرعة المحدَّدة وعدم تجاوزها، والرجوع للطبيب أولًا في حالة عدم الاستجابة للدواء، ومن هذه الأدوية التي يمكن استخدامها بعد الولادة لتخفيف ألم الظهر؛ الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والباراسيتامول (Paracetamol).[٢][٣]

وقد يصِف الطبيب أنواع معينة من الأدوية المسكِّنة للألم بعد الولادة، لاستخدامها في تخفيف ألم الظهر لفترة قصيرة اعتمادًا على مسبِّب الألم، ومن هذه الأدوية: أوكسيكودون (Oxycodone)، وهيدروكودون (Hydrocodone)، ويمكن أيضًا الاستغناء عن تناول مسكنات الألم في حالة الشعور بعدم الراحة لتناولها، خاصةً الأنواع القويَّة التي يصفها الطبيب، ويمكن الاستعاضة عنها باتباع النصائح والطرق المنزلية لتخفيف الألم.[٤]


ما هي التمارين التي تخفف من الام الظهر بعد الولادة؟

في حالة المعاناة من آلام الظهر بعد الولادة، يتوجَّب على المرأة استشارة الطبيب حول ممارسة بعض أنواع التمارين التي تُساهم في تخفيف ألم الظهر، مع الحرص على اختيار التمارين الخفيفة، والبدء بها تدريجيًّا وبطءٍ شديد، وفي الآتي بعض الأمثلة على هذه التمارين:[٢]

  • المشي: يجب على المرأة البدء بالمشي تدريجيًّا وبطء، والتأكد من صغر الخطوات خلال الأسابيع القليلة الأولى.
  • تمارين الإطالة أو اليوغا: والتأكد من تجنب الإفراط في إطالة العضلات، أو التواجد في وضعيات صعبة، كما يجدر بالمرأة الاستمرار بالتمارين المريحة، والتي لا تسبِّب لها الانزعاج أو الألم.
  • تمارين تقوية عضلات البطن والظهر: إذْ يمكن البدء بهذه التمارين تدريجيًّا.


هل يوجد علاجات منزلية لالم الظهر بعد الولادة؟

ثمَّة مجموعة من العلاجات المنزليَّة التي قد تُساهم في تخفيف ألم الظهر بعد الولادة، والتي ربما يكون لها دورًا في المساعده على الشعور بالتحسن مؤقتًا، والتعامل مع الألم، ومن هذه الطرق نذكر الآتي:[٢]

  • الحصول على تدليك مريح للجسم على يد أخصائي بالتدليك، بهدف تخفيف شد العضلات، وآلام أسفل الظهر.
  • غمر الجسم بالماء الدافيء.
  • اتباع تقنيات الاسترخاء التي تساعد على التعامل مع الانزعاج وعدم الراحة، خاصةً في فترة النوم.
  • استخدام الكمادات الباردة أو وسادة الحرارة لوضعها على منطقة الألم، مع التأكد من عدم تطبيقها مباشرةً على الجلد.
  • استخدام تقنية التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد Transcutaneous electrical nerve stimulation)، فقد يكون لهذه التقنية فوائد عديدة في تخفيف الألم في أسفل الظهر.


نصائح تساهم في تلاشي الام الظهر بعد الولادة

عند مُعاناتِك من آلام الظهر بعد الولادة، من الجيّد اتباع مجموعة من النصائح التي ربما تساعد في السيطرة على الألم وتلاشيه منذ البداية، وفي الآتي نذكر مجموعة منها:[٥][٦]

  • أخذ وضعية القرفصاء عند القيام بالمهام التي تستدعي التواجد بالقرب من الأرض، والحرص على عدم ثني الظهر.
  • التأكد من بقاء الظهر معتدلًا عند تناول الأشياء عن الأرض، وعدم الانحناء.
  • الجلوس بوضعية مريحة أثناء إرضاع الطفل، بحيث يكون الظهر مستندًا ومستقيمًا، ويمكن الاستعانة بوسادة صغيرة توضع خلف الوسط لدعم الجزء السفلي من الظهر.
  • تغيير الحفَّاظ للرضيع أثناء وجوده على سطح مرتفع، والتأكد من عدم ترك الطفل وحده في مكان مرتفع خوفًا من سقوطه.
  • الحرص على استعادة الوزن الطبيعي للجسم بعد الولادة.
  • تجنب الالتواء وشدّ الذراع أثناء التقاط الطفل وحمله.
  • الحرص على خفض الجزء الجانبي من السرير وسحب الطفل نحوك، بدلًا من رفعه من الأعلى.
  • استخدام وسادة أو شيء مريح لرفع ساقيك عليه أثناء الجلوس.[٧]
  • تجنب الوقوف لفترات طويلة.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب Adaku Nwachuku, "Back Pain After Pregnancy", spine-health, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Kate Marple, "Postpartum back pain: How to get relief", babycenter, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  3. "Infant and toddler health", mayoclinic, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  4. Jenn Sinrich, "7 Things to Know About Painkillers During and After Childbirth", whattoexpect, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  5. "Your post-pregnancy body -Your pregnancy and baby guide", nhs, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  6. "10 Ways to Prevent Back Pain After Delivery", webmd, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
  7. ^ أ ب "Postpartum Back Pain", whattoexpect, Retrieved 2020-12-05T22:00:00.000Z. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×