التاريخ الطبي للعائلة ما أهميته في تشخيص الأمراض؟

كتابة:
التاريخ الطبي للعائلة ما أهميته في تشخيص الأمراض؟

ما المقصود بالتاريخ الطبي للعائلة؟

يعرف [تنه سجل تُجمّع فيه المعلومات من العائلة والأقارب المتشاركين بالدم، في ما يتعلق بتاريخهم الطبي والأمراض التي يصابون بها والتي يمكن توريثها عبر الأجيال، ليبقى في متناول اليد عند اللزوم إليه أو لمعرفة المخاطر ومحاولة تفاديها، لكن ليست الجينات وحدها هي المسؤولة عن ظهور هذا الأمراض عند الأبناء، إذ توجد عوامل أخرى (بيئية ومحيطية) تؤثر في ظهورها، مثل اختيار أسلوب الحياة و البيئة المحيطة التي يعيشون فيها.

كما أن وجود مرض معين في العائلة لا يعني بالضرورة إصابة جميع أفراد العائلة به، لكنه يساعد في معرفة الاحتمالات ويساعد في الوقاية منها وتقليل نسبة حدوثها.[١][٢]


ما أهمية التاريخ الطبي للعائلة في تشخيص الأمراض؟

عند الذهاب إلى الطبيب يوجد سؤال يطرحه دائمًا عن الأمراض الموجودة لدى أفراد العائلة؛ لأن وجود أمراض معينة في تاريخ العائلة يساعد في توقع أنماط المرض والمخاطر المحتملة في بعض الأحيان، وقد تكون أحيانًا العوامل الوراثية سببًا في أنّ احتمال إصابة أفراد العائلة بمرض ما أقل من غيرهم وليس أكثر، ومن المهم المعرفة أيضًا أن تاريخ العائلة الطبي لا يمكنه التبؤ بالمستقبل المرضي للأشخاص، لكنه فقط يساعدهم في معرفة الاحتمالات الواقعه عليهم والتي تؤثر فيها الكثير من العوامل الأخرى، مثل: الوزن، والعادات الغذائية، ومماسة الرياضة، ونظام الحياة، والحركة، والتعرض لبعض المؤثرات البيئية، والتدخين، وغيرها.[٣]

وقد يستفيد الطبيب من التاريخ الطبي للعائلة في هذه الأمور:[٤]

  • توضيح التشخيص في بعض الحالات التي يكون اكتشافها صعبًا ولا يمكن معرفته بسهولة، خاصّةً بعض الأمراض الوراثية النادرة.
  • معرفة احتمال توريث المرض للأبناء.
  • تقييم احتمال الإصابة بمرض معين.
  • قد يوصي الطبيب بتغيير أسلوب الحياة أو العادات الغذائية التي قد تكون سببًا لزيادة احتمال الإصابة ببعض الأمراض.
  • قد يوصي ببعض الأدوية للوقاية من مرض معين في حال كان احتمال الإصابة بها عاليًا.
  • تحديد الفحوصات الطبية اللازمة للحالة.
  • تحديد المدّة الازمة لتكرار الفحوصات الطبية.
  • تحديد وجود أشخاص آخرين من العائلة بحاجة إلى إجراء فحوصات معينة في حال وجود احتمالات عالية لديهم أيضًا.


كيف يتم معرفة التاريخ الطبي للعائلة؟

قد يواجه الشخص بعض الصعوبات عند رغبته بجمع المعلومات المَرَضية من أفراد العائلة، فقد لا يرغب البعض بالحديث عن أمراضهم، وقد يكون ذلك الأمر مزعجًا بالنسبة لهم، لكن يمكن تخطي ذلك بإخبارهم عن سبب جمع هذه المعلومات، وعن مدى فائدة التاريخ الطبي لجميع أفراد العائلة عند مشاركتهم إياها سويًّا.[٥]

يمكن البدء من الأجداد إذا كانوا على قيد الحياة؛ لأنهم أكثر الأشخاص معرفةً بتاريخ العائلة، وغالبًا ما تكون لديهم معلومات عن جميع أفراد العائلة، ويمكن سؤال الأعمام والعمات والأخوال والخالات أيضًا، وبالطبع سؤال الوالدين.[٥]

توجد بعض الأمور التي يجب الإحاطة بها عند الرغبة بجمع المعلومات، وهي:[٥]

  • المشكلات الطبية الأساسية في العائلة، وهي جميع الأمراض التي تم تشخيصها في أفراد العائلة من الأقارب المتشاركين في الدم؛ إذ إنّه لا توجد أي معلومة تعدّ غير مهمة بالنسبة للأمراض الوراثية.
  • أسباب الوفاة المرضية لدى الأقارب.
  • العمر عند بداية التشخيص بالأمراض عند أفراد العائلة، فقد يساعد ذلك في معرفة البدايات المبكرة لبعض الأمراض.
  • التاريخ العِرَقي للعائلة؛ إذ إنّ بعض الأعراق يكون احتمال الإصابة عندها ببعض الأمراض أكثر من غيرها.
  • البيئة المحيطة تؤثر في بعض العائلات؛ إذ يتشاركون بعض العادات والتصرفات والسلوك؛ لذا العوامل المحيطة قد تساعد في توضيح بعض الأمور المتعلقة بالمرض.

كما توجد بعض الأمثلة للأسئلة التي يمكن طرحها ليصبح المفهوم واضحًا، منها:

  • هل توجد في العائلة حالات موت مفاجئ للأجنة عند النساء الحوامل، أو حالات تشوه الأجنة؟
  • هل يعاني أي فرد من أفراد العائلة من حساسية معينة؟
  • كم كان عمر الأجداد أو الأعمام عند وفاتهم أو عند إصابتهم بمرض معين، مثل السكر أو الضغط؟

يجب الحرص على تدوين جميع المعلومات التي تم جمعها على ورقة أو كنسخة إلكترونية، وتوجد بعض النماذج الجاهزة التي يمكن استعمالها وتعبئتها لتسهيل جمع المعلومات.[٥]


نصائح للوقاية من الأمراض الوراثية

عند معرفة الشخص بوجود احتمال إصابة مرتفع بمرض معين في العائلة يمكن اللجوء إلى الطبيب للقيام بالإجراءات اللازمة للوقاية منه، ومن الواضح أنه لا يمكن تغيير الجينات التي ورثها الشخص من والديه، لكن يمكنه التوقف عن العادات الصحية السيئة التي قد تساهم في الإصابة بهذا المرض أو تأخير ظهوره أو حتى منعه، مثل: التوقف عن التدخين، والبدء بممارسة الرياضة، وتجنب العادات الغذائية الضارة، وإجراء فحوصات دورية حسب توصيات الطبيب، وتوجد بعض الأمثلة لما يمكن عمله تجاه بعض الأمراض إذا تبين وجودها في تاريخ العائلة، على النحو الآتي:[٦]

  • سرطان القولون: عند وجود تاريخ من الإصابة بسرطان القولون في أفراد العائلة مثل الأم أو الأب أو أحد الإخوة أو الأقارب قبل عمر 50 عامًا أو عند وجود أكثر من إصابة في العائلة يفضل استشارة الطبيب للبدء بإجراء فحوصات دورية مبكرة للكشف عنه، وقد يوصي الطبيب باستشارة مختص بالجينات و إجراء فحوصات جينية.
  • سرطان الثدي: إذا أصيب أحد الأقارب بسرطان الثدي مثل الأم أو الخالات أو الأخوات أو حتي الأبناء قبل سن 50 عامًا يفضل استشارة الطبيب للبدء بإجراء فحوصات الماموجرام باكرًا، وقد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات جينية أو أخذ بعض الأدوية التي ثبت أنها تساعد في تقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند بعض النساء.
  • أمراض القلب: عند وجود حالات من الإصابة بأمراض القلب لدى أفراد العائلة والأقارب يمكن البدء باتباع الخطوات التي تقي من أمراض القلب والشرايين، مثل: الابتعاد عن التدخين، واتباع حمية غذائية صحية، وتعويد النفس على الحركة والنشاط، وممارسة الرياضة بانتظام، والمحافظة على الوزن المناسب، وإجراء الفحوصات الطبية التي يوصي بها الطبيب، وقد يوصي بالبدء بأخذ بعض الأدوية بهدف الوقاية.
  • السكري: عند وجود إصابة لدى الأقارب بمرض السكر من النوع الثاني من المحتمل أن يكون أي شخص في العائلة لديه حالة ما قبل السكري (prediabetes)؛ أي ارتفاع مستوى السكر في الدم لكن ليس لدرجة الإصابة بمرض السكري، ومن الممكن أن تتطور الحالة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أيضًا، لكن يوجد الكثير من الإجراءات المهمة في هذه الحالة يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة به، من أهمها اتباع حمية غذائية وتغيير أسلوب الحياة.
  • هشاشة العظام: تكون العظام في هذه الحالة ضعيفةً وقابلةً للكسر بسهولة، وإذا كانت توجد حالة بين أفراد العائلة (من الدرجة الأولى) وكان الشخص من أصحاب البشرة البيضاء فإن احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام مرتفع، ويمكن استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات باكرًا (في عمر 55 عامًا بدلًا من 65 عامًا)، ومن الممكن أن يوصي الطبيب بأخذ مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم للوقاية في بعض الحالات، ويوجد اختبار يدعى فراكس (FRAX Risk Assessment toolexternal icon) يمكن إجراؤه لمعرفة إذا ما كانت نسبة الإصابة مرتفعةً لدى الشخص وإذا كان بحاجة إلى إجراء الفحوصات مبكرًا.
  • داء ترسب الأصبغة الدموية (Hereditary Hemochromatosis): يعرف أيضًا بفرط تحميل الحديد الوراثي ووصول مستواه إلى معدلات أكبر من حاجة الجسم، ممّا قد يؤدي إلى حدوث تلف في الكبد، فعند وجود تاريخ من الإصابة في العائلة لهذا المرض ينصح باستشارة الطبيب لمعرفة الحاجة إلى إجراء الفحوصات اللازمة أو إجراءات لخفض نسبة الحديد في الدم.


المراجع

  1. "How do genes impact health and disease?", www.genesinlife.org, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  2. "Family History", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  3. " Adult health Print", mayoclinic,4-9-2019، Retrieved 19-8-2020. Edited.
  4. "Adult health SECTIONS", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Kimberly Holland (2016-11-21), "Family Health History Why Its Important and What You Should Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-12. Edited.
  6. "Knowing is Not Enough Act on Your Family Health History", www.cdc.gov, 2019-10-03, Retrieved 2020-08-12. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×