التجارة في الحضارة البابلية

كتابة:
التجارة في الحضارة البابلية

التجارة في الحضارة البابلية

ساعدت التجارة كل الحضارات على التوسع والازدهار ونشر دياناتها في أصقاع العالم كافة، وهي من أهم ركائز استمرار الحضارة وازدهارها، والحضارة البابلية كانت من أذكى الحضارات التي قدّرت أهمية التجارة بشكل كبير وواضح، ويتجلى هذا بالسماح للعبيد في في ذلك العصر بالتجارة (بموافقة أسيادهم)، مما أنعش الحياة الاجتماعية، وساهم في تطورها بشكل ملحوظ.[١]


أسرار التجارة في الحضارة البابلية

تميزت أساليب التجارة في الحضارة البابلية بالتقدم المثير للدهشة، فعلى الرغم من أننا نتحدث عن حقبة ما قبل التاريخ وعلى أن أساليب الكتابة والتدوين كانت محدودة جدًا، بل وقد كانت مقتصرة على بعض الأشخاص بعينهم، إلا أنهم استطاعوا تدوين كل شيء على الألواح الطينية، وتمكن علماء الرموز واللغة في العصر الحالي من فكها واكتشاف واحد من أروع نظم تدوين المعاملات التجارية التي عرفتها البشري على الإطلاق.[٢]


طريقة تدوين المعاملات التجارية عند البابليين

يمكن تلخيص طريقة تدوين المعاملات التجارية في مجموعة من النقاط هي:

  • كان لكل تاجر كاتب خاص به أشبه بمسؤول السكرتارية في أيامنا الحالية، يذهب معه عند عقد أي صفقة تجارية لكتابة نص الاتفاقية.
  • كان كل طرف مُلزم بالتوقيع في المكان المخصص الذي يحدده الكاتب، ومن لا يستطيع الكتابة عليه أن يختم بختمه الخاص، حيث خُصص لكل فرد من الشعب لا يستطيع الكتابة ختمًا خاصًا معلقًا برقبته لاستخدامه وقت الحاجة.
  • وجود شهود على المعاملة التجارية كان شرطًا لا يمكن بدونه إتمام الاتفاقية.
  • في بعض الأحيان كانت تكتب نسختين للعقد لكل طرف نسخة، إلا أن هذا كان نادر الحدوث.
  • معظم المعاملات التجارية كانت تحدث في البازارات عند بوابات المدن والتي تشبه إلى حد كبير البورصة في أيامنا الحالية.


حفظ تدوينات المعاملات التجارية من الضياع أو التزوير

بعد إتمام تدوين المعاملة التجارية ومصادقتها من الأطراف المعنية، يقوم الكاتب بصنع وثيقة أخرى مصدقة تحمل نص الاتفاقية الأولى، إلا أنها توضع مغلف طيني مطوي الأطراف، وإذا ما حاول أي من الطرفين تزوير النص الأصلي، يقوم الحاكم بكسر المغلف الطيني واستخراج الوثيقة المصدقة ويُصدر بناءً عليها.[٢]


لم يقتصر التدوين عند البابليين على المعاملات التجارية الكبيرة فحسب، بل كانت توثق كل الاتفاقيات الخاصة باستئجار البيوت واستقدام العمال، وليس بشكل عام فقط، بل كان عليهم كتابة التاريخ الآلي والمُتفق عليه لاحقًا، ومكان البيت أو الوظيفة والثمن المطلوب، بل وكانت البيوت والأماكن الخاصة بالتجارة تتجدد بعقود دورية وبانتظام، وكانوا يوثقون عقودهم مع عمالهم لتبيين اأجرة المتفق عليها وبتصديق من الطرفين.


نبذة عن الحضارة البابلية

عُرفت بابل بأنها بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات)، ويعود أصل التسمية باللغة الأكادية إلى بوابة الإله، وهي المعروفة أيضًا ببلاد سومر، والحضارة البابلية ظهرت ما بين القرنين السادس والثامن عشر قبل الميلاد، ومؤسسها هو الملك حمورابي الذي شيدها وفق قوانين وتعليمات صارمة كُتبت على الألواح الطينية وعُلقت في المدينة، وهي المعروفة باسم تشريعات حمورابي.[٣]


المراجع

  1. David Kleiner (13/11/2009), "Life in Old Babylonia: The Importance of Trade", edsitement, Retrieved 17/4/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "سر التجارة في الحضارة البابلية"، سبوتنك عربي، 9/2/2015، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف.
  3. "Babylonia", history, 2/2/2018, Retrieved 17/4/2022. Edited.
5991 مشاهدة
للأعلى للسفل
×