التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

كتابة:
التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

يُعرَف التهاب شحمة الأذن عند الأطفال بأنه حالةٌ يكون فيها النسيج الغضروفي للأذن ملتهبًا ومحمّرًا، فالالتهاب هو العمليّة التي تستجيب فيها الخلايا المناعية في الجسم مع ما تعدّه أجسامًا غريبةً عنه، فعند حدوث ذلك في الأذن يظهر الاحمرار والتورّم والشّعور بالألم، إذ تتكون الأذن أساسًا من غضروف الأذن، الذي يَتكوّن بدوره من النسيج الضّام، ممّا يمنح الأذن شكلها الطّبيعي، ولا يوجد في الغضروف نفسه أي إمدادٍ من الدم يمرّ كالأنسجة الأخرى في الجسم، وهذا يسبّب أن تكون أوقات الشّفاء طويلةً.

توفّر شحمة الأذن - وهي الجزء السفلي من الأذن المكوّن من الأنسجة الضّامة الحامية لغضروف الأذن- بعض إمدادات الدّم، وإذا تعرّضت للإصابة بأيّ طريقة وأصبحت تنزف دمًا غزيرًا فإنّ غضروف الأذن يموت ويتقلّص[١].


أسباب التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

عادةً ما تنطوي الأسباب الشائعة لالتهاب شحمة الأذن على ما يأتي[٢][١]:

  • الإصابة الجراحيّة، أو الصّدمة، أو الضّربة، إذ قد تسبّب تلف الأنسجة الخارجيّة، ممّا يؤدي إلى تراكم الدّم ما بين الغضروف وشحمة الأذن، الأمر الذي قد يسبّب الإصابة بما يسمّى بالأذن القرنبيطية.
  • ثقب الأذن، لا سيّما في الجزء العلوي الغضروفي من الأذن، وليس ما يُعرَف بشحمة الأذن، فهذه الأنواع من ثقوب الأذن أكثر عرضةً من غيرها للالتهابات البكتيرية، ومن هذه البكتيريا المكوّرات العنقودية الذهبيّة أو الزائفة الزنجارية، وفي حال تُرِكَت دون علاج قد يتطوّر الالتهاب إلى تكوين قيحٍ وخرّاجٍ قد يسبّب أحيانًا موت الغضروف.
  • إصابة رياضيّة، أو صدمة حادّة أخرى.
  • الحروق، مثل حروق الشمس، والتعرّض لها مدّةً طويلةً دون حماية، ممّا قد يسبّب الشّعور بالألم.
  • لدغ الحشرات.
  • التمزّق من أيّ نوع على الأذن، ممّا يزيد من فرصة العدوى البكتيريّة، التي تؤدّي فيما بعد إلى الالتهاب.
  • التهاب الأذن الوسطى غير المُعالَج، وقد يُعرَف باسم أذن السبّاح.
  • أمراض المناعة الذّاتية، مثل: التهاب الغضروف الانتكاسي، والورم الحبيبي مع الالتهاب المتعدّد.
  • التهاب عظم الخشاء، ويقصد به العظم الواقع في الأذن الداخلية، والتهابه يرافقه احمرار وتورّم في شحمة الأذن عند الأطفال[٣].


أعراض التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

تشمل أعراض التهاب شحمة الأذن احمرارها، والتورّم، والإحساس بالألم، وذلك يعدّ من أكثر الأعراض شيوعًا، ففي البداية قد يبدو الالتهاب في غضروف الأذن كعدوى جلديّة، لكن سرعان ما تزداد شدّته لتتضمّن شحمة الأذن، وعادةً ما يحيط الاحمرار في منطقة الإصابة التمزّق أو الكشط، كما قد ترافقه أيضًا الحمّى، وفي الحالات الأكثر شدّةً يخرج سائل شبيه بالقيح من الجرح[٤].


تشخيص شحمة الأذن عند الأطفال

غالبًا يكون تشخيص التهاب شحمة الأذن غير معقّد، ويعتمد على تاريخ الإصابة في الأذن، وظهور الاحمرار في شحمة الأذن، ففي مراحله الأولى يكون التهاب شحمة الأذن شبيهًا بالتهاب النّسيج الخلوي، لذلك يأخذ الطبيب تاريخًا دقيقًا لتحديد عوامل الخطر، أو الأسباب التي كان لها دورٌ في التهاب شحمة الأذن، ورغم أنّه من المُحتمِل أن يضرّ قليلًا من المرجّح أن يضغط الطبيب على شحمة الأذن لمعرفة ما إذا تحدث أيّ ردّة فعل؛ إذ قد يشير ذلك إلى وجود التهاب شحمة الأذن أو التهاب الغضروف، وفي حال وجود حالاتٍ متعدّدة من التهاب شحمة الأذن يحيل الطّبيب المريض إلى اختصاصيّ أمراض الروماتيزم لتأكيد وجود مرض مناعيّ ذاتي[٢].


علاج التهاب شحمة الأذن عند الأطفال

يعتمد علاج التهاب شحمة الأذن عند الأطفال على الفحص الجسدي، فإذا اشتبه الطّبيب بوجود خرّاج يُجري شقًا أو فتحًا صغيرًا لاستنزاف القيح الموجود، كما يعبّئ الطّبيب بعد ذلك المنطقة التي جُفِّفَت بشريطٍ أو شاشٍ مغلّف بالمضادّات الحيوية، وفي حال استخدام التعبئة يحدّد الطّبيب موعدًا لمتابعة حالة الغرز الجراحية وإغلاق الجرح.

بغضّ النظر عن وجود القيح يصف الطبيب واحدًا من المضادات الحيويّة، مثل ليفوفلوكساسين، وهو مضاد حيوي شائع لعلاج التهاب شحمة الأذن، وفي أحيانٍ أخرى قد يصف مضادًّا حيويًّا ثانيًا كالتوبراميسين لتغطيةٍ أوسع وعلاج حالاتٍ أكثر حدّةً إذا لزم الأمر، فاعتمادًا على شدّة العدوى تُوصَف المضادات الحيوية التي تؤخذ فمويًا أو تُعطَى وريديًا.

يكون علاج التهاب شحمة الأذن المناعي الذاتي باستخدام أدوية الستيروئيدات -مثل بريدنيزون- لتثبيط الاستجابة المناعية وقمعها، ومنعها من مهاجمة شحمة الأذن أو أي أجزاءٍ أخرى من الجسم، وبعد بدء العلاج يُحيل الطبيبُ المريضَ أيضًا إلى اختصاصي أمراض الروماتيزم لمتابعة أمراض المناعة الذاتية التي قد تصيب المريض.

إذا كان التهاب شحمة الأذن عند الأطفال شديدًا وخطيرًا بدرجةٍ كافية لدرجة أنّ المريض قد تتطوّر لديه حالة مرضيّة تسمّى الأذن القرنبيطية تكون الجراحة التجميلية خيارًا مناسبًا للعلاج[٢].


المراجع

  1. ^ أ ب "Ear cartilage pain (auricular chondritis): Causes, treatment, and relief tips", www.belmarrahealth.com, Retrieved 05-06-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Overview of Perichondritis of the Ear", www.verywellhealth.com, Retrieved 05-06-2019. Edited.
  3. "What’s Causing My Swollen Earlobe?", www.healthline.com, Retrieved 05-06-2019. Edited.
  4. "Perichondritis", medlineplus.gov, Retrieved 05-06-2019. Edited.
7366 مشاهدة
للأعلى للسفل
×