الحمل فوق الأربعين

كتابة:
الحمل فوق الأربعين

العمر والخصوبة

تمثِّل المرحلة الممتدة من أواخر سنّ البلوغ إلى أواخر سن العشرينات مرحلة أوج السنوات الإنجابية لدى المرأة، ثم تبدأ الخصوبة بالتناقُّص مع بلوغ الثلاثين، ويتسارع هذا التناقُّص بعدها مع بلوغ أواسط الثلاثينيات إلى أن يزداد التناقُّص بصورة كبيرة مع بلوغ سنّ 45 عامًا، إذ من غير المحتمل أن يحدث الحمل بصورة طبيعية لدى أغلب النساء في هذه المرحلة.[١]

ويعزى هذا التناقُّص إلى مجموعة من الأسباب الممكنة، مثل: تغيُّر جودة البويضات ومزاياها، وتغيُّر تواتر حدوث الإباضة ومدى فاعليتها، إلى جانب تغيُّر صحة الرحم والأداء الجنسي وأخطار حدوث مضاعفات الحمل، لذا يجب مراعاة تناقص الخصوبة بالتزامن مع تقدُّم سن المرأة، والتعامل مع ذلك وفق أنه جانب مهم من جوانب الاهتمام بصحتها، كما يُوصي الأطباء والمختصون بمواصلة تقديم النصح للنساء في ما يتعلّق بمستوى الخصوبة مع تقدُّم السن سواء في حالة السعي إلى حدوث حمل أم لا.[٢]


الحمل فوق الأربعين

تصل نسبة الحمل في دورة الإباضة الواحدة إلى 5% بعد سن الأربعين، وتبلغ فرصة الحمل في سن الأربعين خلال عام واحد ما يقارب 40-50% مقارنةً بامرأة في الثلاثين من العمر؛ إذ تبلغ فرصة الحمل الحمل السنوية لدى المرأة في الثلاثينيات من العمر حوالي 75%، ثم تبدأ الفرصة بالانخفاض مع تقدّم العمر، ويرتبط ذلك بالتّبويض لدى المرأة؛ إذ يتراوح عدد البويضات بين 300 ألف و500 ألف بويضة عند البلوغ، وتبدأ بالتّناقص بحوالي 130 ألف بويضة في السّنة الواحدة، ويستمرّ ذلك حتى الوصول إلى 25 ألف بويضة في عمر 37 عامًا، وهو العمر الذي يتزامن مع انخفاضٍ حادّ في الخصوبة.

ويعدّ تقدّم العمر سببًا في زيادة احتمالات المشكلات الوراثية، إذ تكون فرصة الحمل بطفلٍ مصاب بمتلازمة داون لدى سيدة فوق الأربعين واحدةً من كل مئة، وفي سن 45 عامًا تزداد الفرصة لتكون بنسبة واحدة من كل ثلاثين حملًا، لذا يُنصَح بإجراء فحوصاتٍ جنينية مفصّلة، مثل: فحص الدم للكشف عن الحمض النووي للجنين، أو الموجات فوق الصّوتية المتقدّمة، أو فحص بزل السلى، أو أخذ عيناتٍ من المشيمة.[٣]

يزداد خطر الإصابة بمضاعفات الحمل مع التقدُّم بالعمر، لذا يُوصَى باستشارة اختصاصي النسائية والتوليد في كل ما يُتوقَع حدوثه خلال الحمل استنادًا إلى عمر الأم ووضعها الصحي العام، وفي ما يأتي بعض الأخطار الممكن حدوثها:[٤]

  • زيادة المعاناة من آلام العظام والمفاصل نتيجة بدء تناقُّص كثافة العظام مع تقدُّم السن.
  • زيادة احتمالية الإصابة بسُكَّري الحمل وارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة وضوح الشعور بالإجهاد والتعب الناتجَين من الحمل.
  • انخفاض احتمالية الخضوع للولادة الطبيعية المهبلية بعد تجاوز الأربعين، إلى جانب زيادة الأخطار المترافقة مع الولادة مع تقدُّم السن، مثل زيادة خطر ولادة جنينٍ ميتٍ.
  • زيادة خطر الإصابة بمُقدِّمات الارتعاج (ما قبل تسمُّم الحمل)، التي تستلزم الخضوع لعملية ولادةٍ قيصريةٍ لحماية الأم والطفل.
  • زيادة خطر تعرُّض الأم للنوبات القلبية أو السكتة الدماغة، أو السكتة الدماغية النزفية، أو الموت نتيجة الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية وفقًا لما ورد في أحد الأبحاث.[٥][٦]
  • مخاطر أخرى، تتضمن الآتي:[٧]
    • الولادة المبكرة.
    • التعرّض للإجهاض.
    • حدوث إزاحة للمشيمة.
    • الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم.


نصائح الحمل الآمن فوق سن الأربعين

يمكن تقليل مخاطر الحمل باتباع عدّة خطوات للحصول على حملٍ آمن في هذه السن، منها ما يأتي[٨]:

  • تلقِّي الرعاية المنتظمة والمبكرة قبل الولادة، مثل: الاستشارة والدعم، وتعلُّم كل ما يتعلق بالحمل والولادة، وإجراء الفحوصات المنتظمة.
  • الالتزام بتناول فيتامينات ما قبل الولادة، كحمض الفوليك.
  • المواظبة على مراجعة الطبيب، خاصّةً عند وجود مشكلات صحية، كالسكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى إجراء فحوصاتٍ للأسنان والعناية بها.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي متوازن يساعد في الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة للأم والطفل، كتناول الكثير من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، واللحوم الخالية من الدّهون، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • مراعاة عدم اكتساب وزن أكثر من المسموح به أثناء الحمل؛ إذ يقلل الوزن المناسب للأم من خطر بطء نمو الجنين، وخطر الولادة المبكّرة، كما يقلل من خطر الإصابة بمشكلات الحمل، مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم.
  • ممارسة التّمارين الرياضية المناسبة للحامل بانتظام؛ للحفاظ على قوة الجسم وتحمّله، وتخفيف التوتر.
  • استشارة الطبيب حول الأدوية المسموحة خلال مرحلة الحمل والممنوعة، ويشمل ذلك الأدوية التي تُصرَف دون وصفة طبية، والمكمّلات الغذائية، والعلاجات الطبيعية.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنُّب المشروبات الكحولية؛ إذ يزيد التدخين من خطر ولادة طفل بوزن أقل من الطبيعي، كما يزيد من خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج.


المراجع

  1. "Having a Baby After Age 35: How Aging Affects Fertility and Pregnancy", www.acog.org,7-2018-_، Retrieved 24-6-2019. Edited.
  2. Rowe T (3-2006-_), "Fertility and a woman's age."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 24-6-2019. Edited.
  3. Connie Matthiessen, "Your chances of getting pregnant in your 40s"، www.babycenter.com, Retrieved 15-3-2019. Edited.
  4. Kristeen Cherney, PhD (4-3-2019), "What You Should Know About Having a Baby at 40"، www.healthline.com, Retrieved 27-6-2019. Edited.
  5. "Abstract WMP50: Pregnancy in Advanced Age Increases the Risk of Hemorrhagic Stroke in Post-menopausal Women. Analysis of Women's Health Initiative Study", www.ahajournals.org,1-2-2016، Retrieved 27-6-2019. Edited.
  6. Hannah Nichols (9-6-2017), "Pregnancy after 35: What are the risks?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-6-2019. Edited.
  7. "Antenatal care for the mother over 40", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 15-3-2019. Edited.
  8. "How Can I Lower My Risk for Pregnancy Problems?", www.webmd.com, Retrieved 15-3-2019. Edited.
5842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×