الرضاعة للأطفال حديثي الولادة

كتابة:
الرضاعة للأطفال حديثي الولادة

الرضاعة عند الأطفال حديثي الولادة

توصي الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال، والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، والعديد من الخبراء الطبّيين الآخرين بالرّضاعة الطبيعية البحتة دون اللجوء إلى استخدام التراكيب الكيميائيّة أو العصير أو الماء لمدّة ستّة أشهر، والقيام بالرّضاعة الطبيعيّة لمدّة عام على الأقلّ مع استخدام الأطعمة اللينة الأخرى التي يجب أن يبدأ الطفل بتناولها من عمر ستّة شهور، مثل؛ الخضروات، والحبوب، والفاكهة، والبروتينات.[١]


نصائح لإرضاع حديثي الولادة

يمكن بيان بعض النصائح للأم أثناء رضاعة الأطفال حديثي الولادة طبيعيًا على النحو الآتي:[٢]

  • البدء بالرضاعة الطبيعية مباشرةً بعد الولادة؛ إذ إنَّ حضن الطفل المولود حديثًا وملامسة جلده من الأم يُحفِّز البدء بإنتاج الحليب، ويرضع الأطفال حديثي الولادة كميات أصغر في البداية بسبب صغر حجم المعدة لديهم؛ إلّا أنّ بداية الحليب أو ما يُسمى باللبأ يكون غنيًا بالفيتامينات، وعوامل المناعة، والبروتينات.
  • وضع قطرات قليلة من حليب الأم على الحلمات حسب الرغبة، لجذب الطفل، ومنع جفاف الحلمة وتشقُّقها، كما قد يساعد ذلك على التخفيف من احتقان الثدي.
  • مراقبة الطفل للاستدلال على العلامات التي تشير إلى رغبته بالرضاعة، وقد يحتاج الأطفال حديثي الولادة إلى حوالي ثماني رضعات في اليوم الواحد، خصوصًا في الأسبوع الأول من حياتهم، ويُنصَح أن ترضع الأم طفلها كلّما ظهرت عليه علامات الجوع، وليس في أوقات محددة مسبقًا.
  • إرضاع الطفل باستمرار وبتكرار، فكلما زاد عدد مرات إرضاع الطفل زادت كمية الحليب التي تنتجها الأم.
  • يُوصى أحيانًا بإعطاء الطفل مكملات غذائية تحتوي على فيتامين دال، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا.
  • تُنصَح الأم بتناول غذاء صحي متوازن، وشرب كميات كافية من السوائل، كما تُنصَح بالحصول على قسط من الراحة خلال الفترات التي ينام فيها الطفل.
  • تفريغ حليب الثدي بالمضخات الخاصة، وحفظه بالطريقة المناسبة في حال الرغبة بالعمل، ومن الضروري تسخين الحليب بوضعه في كوب من الماء الدافئ، وتجنُّب تسخينه مباشرة أو بالميكروويف.


فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

يوفّر حليب الأم التّغذية المثالية للأطفال الرّضع؛ لاحتوائه على مزيج مثالي من الفيتامينات، والبروتين، والدّهون، وجميع العناصر التي يحتاجها الطفل للنمو، كما يحتوي حليب الأم على أجسام مضادّة تساعد على عملية بناء مناعة الطفل، وتساعده على مكافحة الفيروسات والبكتيريا، وتقلّل من خطر إصابة الطّفل بالرّبو أو الحساسية.

وُجِدَ أنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعيًّا بالكامل في أوّل ستة شهور من حياتهم دون أيّ مساعدات أو مواد خارجية، تنخفض لديهم نسبة الإصابة بالتهابات الأذن، وأمراض الجهاز التنفّسي، ونوبات الإسهال، وتكون عدد زيارات الطّبيب أقلّ.

ترتبط الرضاعة الطبيعية ارتباطًا وثيقًا بارتفاع معدّل الذكاء في مرحلة الطفولة التي تتبع مرحلة الرّضاعة، والأهم من ذلك أنّ عمليّة التقارب الجسدي بين الأم والطفل باللمس باليد أو الاتصال العيني، تُساعد على تواصل الطفل مع أمه وشعوره بالأمان، ومن المرجّح أنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعيًّا يكتسبون وزنًا مناسبًا، وتكون نسب إصابتهم بالسّمنة طفيفًة جدًا.

تقي الرّضاعة الطّبيعية أيضًا من متلازمة الموت المفاجئ للرضّع، كما يُعتقد أنّ الرّضاعة الطّبيعيّة، تُقلّل من الإصابة بالسّكري والسّمنة، بالإضافة لحمايتها من بعض أنواع السّرطانات.[١]


فوائد الرضاعة للأم

للرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد للأم؛ إذ تقلّل من نزيف الرحم بعد الولادة، وتساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، ممّا يجعل فقدان الوزن أسرع، كذلك تساعد على إفراز هرمون الأكسيتوسين الذي يساعد على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل، كما تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، والمبايض، وهشاشة العظام، كذلك إنّ اعتماد الرضاعة الطبيعية، يوفّر الوقت والمال المُستهلك في شراء كميّة الحليب، وتعقيم الرضاعات وتدفئتها.[١]


تمييز جوع الطفل

لا يتمكّن الطفل الرضيع من التعبير عن شعوره بالجوع بما يُناسب ذلك، لكنّ لديه طرقًا وتحرّكات معينة، قد تخبر الأم بصورة غير مباشر عن شعور طفلها بالجوع، وذلك مثل:[٣]

  • الاستيقاظ والنّشاط.
  • مصّ الأصابع.
  • تحريك الطّفل لكلتا شفتيه معًا.
  • إصدار أصوات غير مألوفة والبكاء.
  • شدّ السّاقين.
  • تحريك الرّأس من جانب إلى آخر.
  • وضع الطّفل رأسه على منطقة الصدر للشّخص الذي يحمله.
  • التحديق بما حوله.
  • إخراج اللسان.

قد يُظهر الطّفل بعضًا من هذه العلامات، أو من الممكن أن يُظهرها جميعها، وقد لا تلاحظ الأمّ هذه العلامات بسهولة، لكن مع مرور الوقت ستعتاد ذلك، وستبدأ بالتعرّف عليها بسرعة.


عدد مرات الرضاعة عند الأطفال حديثي الولادة

في الشهر الأول للطفل يجب أن يرضع من 8 إلى 12 مرةً في اليوم الواحد، وقد تلاحظ بعض النساء أنّ الطفل الذي يرضع طبيعيًا، يرضع عدد مرات أكثر ممّن يرضعون صناعيًا، وذلك أمر طبيعي؛ لأنّ حليب الثدي سهل الهضم أكثر من الحليب الصناعي، ممّا يجعله يتحرّك أسرع في الجهاز الهضمي، فيشعر الطّفل بالجوع بعد فترة قصيرة.

أمّا الشهر الثاني يُحتمل أن تقلّ عدد مرات الرضاعة من سبع إلى تسع مرات في اليوم، كما أنَّ الأطفال حديثي الولادة، يرضعون حسب الطلب وظهور علامات الجوع لديهم، أيّ كل ساعة إلى ثلاث ساعات، ويجب عدم ترك الطفل حديث الولادة دون رضاعة، لمدة تزيد عن الأربع ساعات حتى خلال الليل.

يُحسب وقت الرضاعة من الوقت الذي يبدأ فيه الطفل الرضاعة، وليس عندما ينتهي منها، فعند سؤال الطبيب للأم عن عدد المرات التي يرضع فيها الطفل ستكون الإجابة كلّ ساعتين إذا بدأ الطفل الرضاعة في الساعة السادسة صباحًا والرضاعة التالية بدأت في الثامنة صباحًا، ثم في العاشرة صباحًا وما إلى ذلك، وقد يبدو ذلك متعبًا في البداية لكنّه أمر طبيعي، وسينتظم مع الوقت ويُصبح أقلّ تكرارًا.[٤]


معرفة الكمية الكافية للطفل من حليب الأم

توجد عدّة أمور تحدّد للأم إذا كان الرّضيع يحصل على كمية كافية من الحليب أم لا، منها زيادة الوزن؛ إذ يزيد وزن الرّضيع أسبوعيًا بما معدّله 170 غرامًا؛ إلّا أنّ الأطفال حديثي الولادة يفقدون ما يُقارب من 7% من وزنهم عند الولادة في الأسبوع الأول، ويُنصح بمراجعة الطّبيب في حال كان الطّفل لا يكتسب الوزن كما هو متوقّع له.

كما يدلّ ازدياد استخدام الحفاضات على كميّة الحليب؛ إذ قد يتبرّز الأطفال الرضّع تقريبًا في كلّ مرّة يرضعون فيها، وهذا أمر طبيعيّ، ويكون لون البراز أصفر ببنية ناعمة، قد تميل إلى السيلان أحيانًا، ومن الممكن أن يكون محبَّبًا ومجعّدًا، وهذا أمر لا يستدعي القلق، ولكن عادةً ما يتبرز الأطفال حديثي الولادة مرة واحدة في اليوم الأول، ومرتين في اليوم الثاني، وثلاث مرات في اليوم الثالث، ثم ثلاث إلى أربع مرات ابتداءً من اليوم الرابع، وبعد مرور 4-6 أسابيع يتبرّز الطّفل بمعدل أقلّ، قد يصل إلى مرّة كلّ 7-10 أيام، لكن طالما كانت صحّة الطّفل جيّدةً فإنّ ذلك غير مقلق وطبيعيّ.

أمّا الطريقة الأخيرة فهي استخدام الحفاضات المبللة، ولكن لا تتمكّن الأم أحيانًا من معرفة إذا ما كان الحفاض مبتلًا أم لا، لذلك تُنصح الأم بصبّ ثلاث ملاعق كبيرة من الماء في حفاضة نظيفة؛ فيساعدها على تمييز الحفاض المبلّل من الجافّ، فيتوقع أن تكون عدد الحفاضات المبللة واحدة في اليوم الأول، واثنتان في اليوم الثاني، وهكذا إلى حين إنتاج الأم كميات كافية من الحليب، وعندها يُتوقَع أن يكون عدد الحفاضات المبتلة من خمس إلى ست حفاضات يوميًا، وبعد ستّة أسابيع ينخفض معدّل استهلاك الحفاضات المبلّلة، لكنّ كمية البول تزيد، فتصبح بمقدار 4-6 ملاعق كبيرة، وذلك بالتّزامن مع نمو قدرة مثانة الطّفل على الاحتفاظ بالبول.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Dan Brennan, MD (5-12-2017), "Breastfeeding Overview"، webmd, Retrieved 27-5-2019. Edited
  2. "Ten Valuable Tips for Successful Breastfeeding", canada,4-5-2015، Retrieved 27-5-2019. Edited.
  3. How Often Should You Breastfeed Your Newborn? (9-12-2018), "How Often Should You Breastfeed Your Newborn?"، verywellfamily, Retrieved 27-5-2019. Edited
  4. "Breastfeeding FAQs: How Much and How Often", kidshealth, Retrieved 18-2-2019. Edited
  5. Kelly Bonyata, BS, IBCLC (13-1-2018), "Breastfeeding your newborn — what to expect in the early weeks"، kellymom, Retrieved 27-5-2019. Edited
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×