الطب الهندي ماذا تعرف عنه؟

كتابة:
الطب الهندي ماذا تعرف عنه؟

الطب الهندي

استخدمت أنواع الطب البديل المختلفة منذ القِدَم لمعالجة العديد من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية، والطب الهندي أو كما يُعرف بطب الأيورفيدا (Ayurveda) هو واحد من أقدم أنظمة الشفاء الشاملة التي تستهدف الجسم بأكمله، إذ تمّ تطوير هذا النوع من الطب البديل قبل أكثر من 3000 سنة في الهند.[١]


ماذا تعرف عن الطب الهندي؟

إنّ الترجمة الاصطلاحية لكلمة الأيورفيدا هي (معرفة الحياة)، إذ يقوم هذا النوع من الطب البديل على مبدأ أنّ الحياة شبكة مترابطة مع بعضها البعض، وجزء من هذه الشبكة هو الإنسان، وهو الهدف الأسمى لهذا الطب، الذي يُركز على عافية الإنسان الكاملة، عن طريق التنسيق بين العوالم الداخلية والخارجية له، إذ إنّه يعتمد على الاعتقاد أن الصحة والعافية تعتمدان على التوازن الدقيق بين العقل والجسد والروح، وأنّ أي شيء يخلّ هذا التوازن يؤدي إلى الإصابة بالمرض، ومن بين الأشياء التي يمكن أن تخل بهذا التوازن الطفرات الجينية، والإصابات، والمناخ، إضافةً إلى عمر الإنسان، والتغيرات العاطفية والنفسية، ويهدف الطب الهندي بصورة أساسيّة إلى تعزيز الصحة الجيدة بدلًا من مكافحة المرض، إلّا أنه قد يستهدف بعض الأمراض في بعض الأحيان.[١][٢]


ما هو مبدأ عمل الطب الهندي؟

وفقًا لمعتقدات طب الأيورفيدا مثلما يمتلك كل شخص بصمة إصبع فريدة لديه نمط مميز من الطاقة، ومزيج محدّد من الخصائص الجسدية والعقلية والعاطفية، ويعتقد ممارسو الأيورفيدا أيضًا أنّه توجد ثلاثة أنواع من الطاقة الأساسية تُسمّى doshas، موجودة في كل شخص، وغالبًا ما تهيمن واحدة أو اثنتان من هذه الأنواع على الشخص، لتتحكّم بوظائفه الجسدية والنفسية والعاطفية، وهذه الأنواع هي:[١][٣]

  • فاتا (Vata): هي أقوى أنواع الطاقة الثلاث، وتتحكّم هذه الطاقة بالوظائف الجسدية الأساسية والمرتبطة بالحركة في الجسم، بما في ذلك الدورة الدموية، وعملية التنفس، وضربات القلب، وحركة الأمعاء، وعندما تكون طاقة فاتا متوازنةً يتمتع الشخص بمزيج من الإبداع والحيوية، وينتج الخوف والقلق والحزن عندما يختل توازنها، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض الجسدية المختلفة، مثل: الربو، وأمراض القلب، وأمراض الجلد، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • بيتا (Pitta): هي الطاقة التي تتحكّم بأنظمة التمثيل الغذائي في الجسم، بما في ذلك عمليتا الهضم والامتصاص، ودرجة الحرارة، وعمل الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشهية، وتوازن هذه الطاقة يؤدي إلى الرضا والذكاء، وخللها يمكن أن يتسبّب بتقرحات الجهاز الهضمي، ومرض كرون، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات المختلفة في الجسم.
  • كابا (Kapha): هي الطاقة التي تتحكّم بنمو العضلات، وقوة الجسم ووزنه، وجهاز المناعة، وتوازن هذه الطاقة يمنح الشخص مشاعر من المحبة والسلام الداخلي، واضطرابها يؤدي إلى فقدان الأمان، وزيادة خطر الإصابة بالربو واضطرابات التنفس الأخرى، ومرض السرطان، والسكري.

يعتمد التحكّم بأنواع الطاقة لدى الفرد على النظام الغذائي الذي يتبعه خلال حياته، إذ يُحددّ الطب الهندي الأطعمة التي يجب تناولها لتعزيز التوازن الداخلي، فعلى سبيل المثال تركّز بيتا على الأطعمة المنشطة والباردة، وتحدّ من تناول التوابل والمكسرات والبذور، وتفضل فاتا الأطعمة الدافئة والرطبة، مع تقييد تناول الفواكه المجففة، والأعشاب، والخضروات النيئة، وبالنسبة لكافا فإنّها تحدّ من تناول الأطعمة الثقيلة، مثل: المكسرات، والبذور، والزيوت، وتركّز على تناول أصناف معينة من الفواكه والخضروات والبقوليات.

تجدر الإشارة إلى أنّ اللحوم الحمراء والمحليات الصناعية والمكونات المصنعة محدودة لأنواع الطاقة الثلاثة، كما يجمع علاج الأيورفيدا بين المنتجات المستمدة بصورة رئيسة من النباتات الطبيعية، إضافةً إلى بعض المنتجات الحيوانية، والمعادن، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة وأسلوب الحياة الصحي كأساس للعلاج، وبلوغ الصحة الكاملة.[٤][٥]


ما هي فوائد النظام الغذائي وسلبياته في الطب الهندي؟

كغيره من أنواع الطب البديل التي تعتمد على النظام الغذائي، يتمتع النظام الغذائي الخاص بطب الأيورفيدا بالعديد من المزايا، إلّا أنّ لديه العديد من السلبيات: وذلك كما يأتي:


فوائد النظام الغذائي في الطب الهندي

من أهم الفوائد للنظام الغذائي في طب الأيورفيدا ما يأتي:[٤]

  • يشجع على تناول الأطعمة الكاملة الصحية، بما في ذلك الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات.
  • يقلل من الأطعمة المصنعة التي غالبًا ما تفتقر إلى الألياف والفيتامينات والمعادن المهمة، بالتالي يُعزز صحة القلب والجسم عمومًا.
  • يُساعد في فقدان الوزن، والتخلّص من السمنة، والمحافظة على الوزن الصحي للجسم.
  • ممارسة الأكل اليقظ؛ أي أن يكون الشّخص واعيًا لما يتناوله تمامًا، ويعتمد الأكل اليقظ على تقليل التشتيت أثناء الوجبات؛ للتركيز على طعم الطعام وملمسه ورائحته، مما يُقلّل من خطر الإصابة بالاكتئاب والتوتر، ويساعد في فقدان الوزن، كما أنّه يُعزّز ضبط النفس والعلاقة الصحية مع الطعام.


سلبيات النظام الغذائي في الطب الهندي

على الرغم من وجود العديد من الفوائد المرتبطة بالنظام الغذائي لطب الأيورفيدا، إلّا أنّه توجد عيوب يجب معرفتها، من ضمنها:[٤]

  • غالبًا ما يكون النظام الغذائي مربكًا ويصعب اتباعه؛ إذ لا توجد قوائم طعام محددة، إضافةً إلى وجود العديد من القواعد الإضافية التي يجب اتباعها.
  • تغيير النظام الغذائي على مدار العام بناءً على الموسم.
  • يحتاج إلى إحداث تغيير جذري في النظام الغذائي الروتيني.
  • استبعاد بعض الأطعمة الصحية الكاملة.
  • عدم وجود دلائل مثبتة على أنّ السمات الشخصية تُحدّد أنواع الطعام التي يجب تناولها (كما يعتقد ممارسو طب الأيورفيدا).


هل الطب الهندي فعّال لعلاج الأمراض؟

بالرغم من اعتماد طب الأيورفيدا كطب بديل فعّال ضد بعض الأمراض ووجود بعض الدراسات التي تشير إلى أنه قد يساعد في تخفيف الألم وتعزيز الوظائف لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي، كما أنّه قد يساعد في إدارة الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من داء السكري، إلّا أنّه توجد حاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية المصممة جيدًا ومراجعات الأبحاث المنهجية التي تدعم فاعلية الأيورفيدا.[٥]


هل العلاج بالطب الهندي آمن؟

بالرغم من أنّ طب الأيورفيدا يعتمد بصورة رئيسة على النباتات الطبيعة في العلاج، إلّا أنّه قد يتضمّن استخدام بعض المستحضرات التي تحتوي على نسبٍ مرتفعة من بعض المعادن الضارة بالصحّة، بما فيها الرصاص، أو الزئبق، أو الزرنيخ، وتجدر الإشارة إلى أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كانت قد حذرت من أن وجود المعادن في بعض منتجات الأيورفيدا يجعلها ضارّةً، وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يستخدمون مستحضرات الأيورفيدا أنّ 40% لديهم مستويات مرتفعة من الرصاص في الدم، والبعض الآخر لديه مستويات مرتفعة من الزئبق في الدم، إذ بيّنت هذه الدراسات أنّ حوالي واحد من كل أربعة منتجات تم اختبارها يحتوي على مستويات عالية من الرصاص، ونصفها تقريبًا يحتوي على مستويات عالية من الزئبق.[٥]


نصائح قبل استخدام الطب الهندي

وجود بعض المنتجات التي تُستخدم في طب الأيورفيدا والتي تحتوي على بعض المواد والمعادن الضارة يدفع الشخص إلى التفكير مليًا قبل استخدامها، وتوجد مجموعة من النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها للتقليل من خطر هذه المنتجات وأضرارها، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي:[٥]

  • استشارة الطبيب قبل تناول أي من منتجات طب الأيورفيدا، لا سيما الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المختلفة، والنساء خلال مرحلة الحمل والرضاعة.
  • إخبار الطبيب بالمنتجات المستخدمة قبل إجراء أي إجراء طبي أو تناول أي نوع من الأدوية والعقاقير الطبية.
  • اختيار ممارسي هذا الطب من أصحاب الخبرة، إذ لا توجد أي معاهد أو أنظمة معتمدة لتعليم هذا الطب، ويمكن لأي شخص ممارسته دون خبرة، فيجب معرفة ممارس هذا الطب جيدًا قبل استشارته أو الذهاب للعلاج لديه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Is Ayurveda? ", webmd, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  2. "What is Ayurveda? ", ayurvedanama, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  3. "Ayurveda", sutterhealth, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Is the Ayurvedic Diet? Benefits, Downsides, and More", healthline, Retrieved 2020-7-22. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Ayurvedic Medicine: In Depth", nccih, Retrieved 2020-7-22. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×