الفرق بين هشاشة العظام ولين العظام

ما هي هشاشة العظام؟

في الحالة الطّبيعية يستبدل نسيج العظام باستمرار وتحلّ الخلايا الجديدة محلّ الخلايا التّالفة أو الميتة، والخلل في هذه العملية قد يؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، والتي تتسبب في إضعاف العظام لدرجة انكسار العظام عند تنفيذ أي مجهود بسيط؛ كالانحناء وحتّى السعال، وتتسبب هشاشة العظام في كسر عظام العمود الفقري والرسغ والورك عادة، وتصيب كل الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، لكنّ النساء وبالتحديد اللواتي انقطعت عنهنّ الدورة الشهرية يكنّ أكثر عرضة للإصابة.^[١]

ما هو لين العظام؟

لين العظام أو ما يُعرَف بالعظام الرخوة؛ وهي حالة مرضية تتسبب في منع العظام من التّصلب بشكل طبيعي، وهذا يؤدي إلى ضعفها وجعلها أكثر عرضة للإصابة بالكسور، ويصيب لين العظام كل الأشخاص على اختلاف أعمارهم سواءً أكانوا كبارًا أم أطفالًا، لكنّ الإصابة أكثر شيوعًا لدى النساء، بشكل خاص خلال الحمل، ومن الجدير بالذّكر أنّ لين العظام يختلف بشكل كامل عن هشاشة العظام.^[٢]

الفرق بين هشاشة العظام ولين العظام

أشير أعلاه إلى أنّ هشاشة العظام تختلف عن لين العظام، وتتضمن أوجه الاختلاف ما يأتي:

أعراض هشاشة العظام

لا تسبب هشاشة العظام في مراحلها المبكّرة إظهار أيّ أعراض، لكنّ العظام عندما تضعف بشكل كبير تظهر الأعراض، والتي تتضمن الآتي:^[١]

• قصر القامة.
• انحناء الظهر عند الوقوف.
• تآكل فقرات الظهر؛ وهذا يؤدي إلى الإحساس بألم.
• زيادة احتمال كسر العظام.

أعراض لين العظام

يتسبب لين العظام في إظهار الأعراض الآتية:

• ضعف عضلات الذراعين والفخذين.
• المشي ببطء وخطوات متدرجة.
• الشعور بالتعب والإرهاق.
• ألم في العظام.
• صعوبة تغيير وضعية الجسم؛ كالنهوض بعد الجلوس أو صعود الدرج.
• سهولة كسر العظام لكن ليس بالدرجة ذاتها عند الإصابة بهشاشة العظام.

وتختلف أسباب الإصابة بهشاشة العظام عن أسباب الإصابة بلين العظام وفق ما يأتي

أسباب هشاشة العظام

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام، وتتضمن هذه الأسباب الآتي:^[٣]

• الحالات المرضية: تحدث هشاشة العظام نتيجة الإصابة ببعض الحالات المرضية؛ كفرط نشاط الغدة الدرقية.
• استخدام بعض أنواع الأدوية: بما فيها أدوية الكورتيكوستيرويدات والتي تؤخذ فمويًا أو وريديًا.

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن أبرز هذه العوامل الآتي:

• الدّخول في سن الأمل: عندما تبلغ المرأة ما يتراوح بين 45-55 عامًا فإنّ الدورة الشهرية تنقطع عنها وهذا ما يُعرَف بسن الأمل، إذ إنّ حوالي عُشر النساء البالغات من العمر 60 عامًا يصبن بهشاشة العظام، وخُمسَي النساء البالغات من العمر 80 عامًا فما فوق يُصبن بهشاشة العظام، ويتسبب ذلك في تسريع فقد العظام على عكس الرجال الذين يخسرون العظام بمعدّل أبطأ عند بلوغهم ما يتراوح بين 65-70 عامًا.
• العمر: من الطبيعي أن يُكسّر الجسم العظام القديمة كون العظام الجديدة ستنمو، ومع بلوغ الشخص الثلاثينيات يبدأ الجسم بتكسير بشكل أسرع من قدرته على استبدالها؛ وهذا يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وتعرّضها أكثر للكسر والإصابة بالهشاشة.
• العوامل الوراثية: يزيد وجود إصابات سابقة في العائلة بهشاشة العظام من إصابة بقية الأفراد.
• عوامل أخرى: ومنها سوء التغذية، وتدخين السجائر، وخسارة الوزن، والخمول البدني.
• العِرق: يُعدّ الأشخاص من أصل آسيوي أو قوقازي أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من غيرهم.

أسباب لين العظام

ترتبط قوة العظام ارتباطًا وثيقًا ببعض الفيتامينات والمعادن، وعند عدم الحصول على كميات كافية منها تحدث الإصابة بلين العظام، ومن هذه الفيتامينات فيتامين د، الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم الضروري لصحة العظام، ويحصل الجسم عليه من أشعة الشمس أو بعض أنواع الأغذية والمكملات الغذائية، وسبب لين العظام خلل في امتصاص فيتامين د، وتتأثر قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د بعدّة عوامل؛ كإجراء عملية قص المعدة، أو إزالة أجزاء من الأمعاء، وأمراض الاضطرابات الهضمية، وأمراض الكبد والكلى، وتتسبب أمراض الكلى في زيادة إنتاج الإحماض، والتي تذيب العظام مع مرور الوقت، وقد تدخل العوامل الوراثية في شكل عامل مسبب للين العظام لكنّه في حالات نادرة.

علاج مرضى هشاشة العظام

قبل البدء بعلاج هشاشة العظام يُجري الطبيب اختبارًا لقياس كثافة العظام بهدف تحديد مدى احتمال تعرض المصاب للكسر، وعليه فقد لا يحتاج المصاب إلى علاج بالأدوية، وفي كل الأحوال فإنّ علاجات هشاشة العظام تتضمن الخيارات الآتية:^[٤]

• العلاجات الدّوائية: يأتي في مقدّمة هذه الأدوية أدوية البيسفوسفنيات؛ ومنها أدوية حمض الزولودرونيك (Zoledronic acid)، وأليندرونات (Alendronate)، والريسيدرونات (Risedronate)، والإيباندرونات (Ibandronate)، وجدير بالذّكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبب في حدوث بعض الآثار الجانبية؛ ومنها الغثيان، وألم في البطن، كما تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، والصداع، والألم في الجسم ولمدّة ثلاثة أيّام عندما تؤخذ وريديًا، ويصف الطبيب أدوية الأجسام المضادة والتي تُظهر فاعلية أفضل من أدوية البيسفوسفونيات، ومن أمثلتها أدوية الدينوسوماب ( denosumab)، والذي يأتي في شكل حقن تعطى كل ستة أشهر، وقد يحتاج المصاب إلى الاستمرار بأخذ حقن الدينوسوماب طيلة حياته فقد يتعرض للكسر إذا توقف عن استخدامها.
• العلاج الهرموني: يلجأ الطبيب إلى العلاج بالإستروجين، خاصة لدى النساء المصابات بانقطاع الدورة الشهرية؛ ذلك بهدف الحفاظ على كثافة العظام، وتنبغي الإشارة إلى أنّ العلاج بالإستروجين يزيد من خطر الإصابة بتجلّط الدّم، وسرطان الثدي، وقد تحدث هشاشة العظام نتيجة انخفاض مستويات هرمون التستستيرون لدى الرجال مع تقدم العمر؛ وعليه فإنّ الطبيب يعالج هشاشة العظام بهرمون الذكورة.
• إجراء تعديلات في نظام الحياة: يوصي الطبيب أيضًا بالامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، وتدخين السجائر، والانتباه من السقوط بارتداء الأحذية التي تمنع الانزلاق، وإضاءة الغرف بشكل جيد، والتأكد من القدرة على النهوض والمشي من السرير.

علاج مرضى تلين العظام

تتضمن علاجات المصابين بتليّن العظام الخيارات الآتية:^[٢]

• إذا كان المصاب يعاني من صعوبة امتصاص فيتامين د؛ فإنّ الطبيب يعالج العامل المسبب لذلك، كما يحتاج المصاب إلى تناول مكملات الكالسيوم.
• بعض الحالات تحتاج إلى الخضوع للجراحة علمًا أنّ الطبيب يوصي باستخدام الدعامات عندما تبدو الكسور شديدة.
• إذا كان سبب تلين العظام عدم الحصول على كميات كافية من فيتامين د فإنّ الطبيب يوصي بتناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين د؛ كالبيض، والأسماك، والحليب، والبرتقال، والزبادي، بالإضافة إلى قضاء وقت أطول من التعرض للشمس مع ضرورة استخدام الواقي من أشعة الشمس.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} mayo clinic staff (2019-6-19), "Osteoporosis"، mayo clinic, Retrieved 2020-6-18. Edited.
2. ^ ^{أ ب} David Zelman, MD (2020-1-2), "What is Osteomalacia?"، webmd, Retrieved 2020-6-11. Edited.
3. ↑ Debra Stang (2017-9-12), "What Do You Want to Know About Osteoporosis?"، www.healthline.com/, Retrieved 2019-6-27. Edited.
4. ↑ mayo clinic staff (2019-9-7), "Osteoporosis"، mayo clinic, Retrieved 2020-6-18. Edited.