محتويات
استخدام اللهايات
لا شيء يضاهي متعة الوالدين أثناء تحضير احتياجات مولودهما الجديد وتوفير ما يلزمه، فيبدأ اختيار المُستلزمات تِبعًا للحاجات والأولويات في مرحلة ما بعد الولادة، كتحضير الحفاضات، وزجاجات الرضاعة، ومناديل المسح، واللهايات.
في الحقيقة يُعشدّ العديد من الآباء أنَّ شراء اللهاية يعادل بأهميَّته شراء مناديل المسح المبللة للطفل، لذا نجد أنَّ الكثير منهم يولي اهتمامًا بتحضير اللهايات للطفل الرضيع، إذْ تصل نسبة استخدامها في الدول الغربية إلى 75%، فالقدرة على المص تعدّ رد فعل طبيعيًّا عند مُعظم الأطفال، فقد يبدأ البعض منهم بمص الإبهام أو أصابعه الأخرى قبل ولادته وهو في رحم الأم، لكنْ هل اللهايات نافعة وآمنة للطفل فعلًا؟ في هذا المقال إجابة عن هذا السؤال، إلى جانب عدد من المعلومات الأخرى ذات الأهمية.[١][٢]
ما هي أضرار اللهاية؟
اللهاية أو المصاصة أو المُسكِّتة هي الأداة التي تُستخدم لتهدئة الطفل، قد تحمل أحيانًا بعض الأضرار والمخاطر، في ما يأتي إجمال لعددٍ منها:[٢]
- اعتماد الطفل وتعويده على اللهاية: في الحالات التي تُستخدَم فيها اللهاية لتهدئة الطفل وحثِّه على النوم قد يبدأ بكاؤه المتكرِّر في منتصف الليل بمجرد سقوط اللهاية من فمِه.
- استخدام الطفل للهاية مدّةً طويلةً قد يسبِّب مشكلات في الأسنان: فالاستخدام الطبيعي للهاية خلال السنوات الأولى القليلة من عمر الطفل لا يرافقه حدوث مشكلات في الأسنان، بينما يؤدي الاستخدام الطويل لها إلى نموّ الأسنان بشكل غير مُستوٍ.
- الاستخدام المبكِّر للهَّاية قد يتعارض مع الرضاعة الطبيعيَّة للطفل من الثدي: نظرًا لاختلاف طريقة مص الثدي خلال الرضاعة عن مص اللهاية أو زجاجة الرضاعة، وقد يؤثر هذا الاختلاف في بعض الأطفال ويسبِّب مُشكلات في الرضاعة الطبيعيَّة، كقلة عدد مرات الرضاعة، أو توقف الرضاعة من الثدي بعد مضي مدة بسيطة من ولادة الطفل، فيُنصح بتأخير استخدام اللهاية في حال الرغبة بتغذية الطفل بالرضاعة الطبيعية عن طريق الثدي؛ وذلك لتجنب تفضيل الرضيع اللهاية على حلمات الثدي، لكن أشارت إحدى الدراسات التي تبحث في تأثير استخدام اللهاية للرضيع المكتمل والسليم إلى عدم تأثير استخدامها في استمرار الرضاعة الطبيعية أو حدوث مشكلات فيها.[٢][٣]
- حدوث مشكلات في الأذن: اعتمادًا على إحدى الدراسات تزداد احتماليَّة إصابة الأطفال بعدوى الأذن المتكررة بمقدار الضعف في حال استخدام اللهاية مقارنةً بالأطفال الذين لا يستخدمونها.[٣]
- انتقال الأمراض عند عدم الاهتمام بنظافة اللهاية: لذا فإنَّ ذلك يؤدي إلى انتشار العدوى.[١]
ما فوائد اللهاية لطفلك؟
توجد مجموعة من الأمور النافعة التي يمكن حدوثها عند استخدام اللهاية للطفل، منها الآتي:[٣]
- إرضاء رد الفعل الطبيعي للمصّ: فكما تبيّن سابقًا إنَّ ميل الطفل إلى فعل المص يعدّ حاجةً طبيعيَّةً يُمكن إشباعها بالرضاعة سواءً من الثدي أم من زجاجة الحليب، كما يُمكن استخدام اللهاية لتحقيق هذا الغرض بعد التأكد من وصول الرضيع إلى مرحلة الشبع، وعدم استخدامها لتحل مكان الرضاعة والتغذية.
- تقليل خطورة الإصابة بمتلازمة موت الرضع الفجائي (Sudden infant death syndrome) أو اختصارًا (SIDS): على الرغم من عدم فهم الأطباء آلية العمل تحديدًا فإنَّ استخدام اللهاية خلال نوم الرضيع في ساعات الليل أو القيلولة قد يمنع حدوث متلازمة موت الرضَّع الفجائي بنسبة تتجاوز النصف.
- تشجيع الرضيع على تهدئة نفسه: قد يساعد استخدام اللهاية على تعليم الرضيع كيفية التحكم بالمشاعر، والاسترخاء، والشعور بالأمان، وهذا بالطبع ينعكس على الوالدين، فالطفل الأكثر هدوءًا يكون والداه أكثر هدوءًا أيضًا.
- إشغال الرضيع وتهدئته في العديد من الحالات: من أبرزها ما يأتي:[١]
- أثناء شعوره بالمغص أو المرض.
- الشعور بالخوف والقلق العام.
- خلال المدة التي تسبق الاستحمام.
- عند تلقي الرضيع الحقنة أو الفحص.
- الشعور بالضجر والانزعاج العام.
- خلال الطيران والسفر.
متى أمنع طفلي من استخدام اللهاية؟
أشارت بعض الآراء الطبيَّة إلى وقف استخدام اللهاية بعد إتمام الرضيع السنة من عمره؛ لأنَّ احتياجات الطفل في هذا العمر لا تتضمن الحاجة إلى المص، بينما تشير بعض الآراء إلى جعل ترك اللهاية آخر شيء يُمنَع عنه الطفل بعد فطامه وتدريبه على استخدام كرسي الحمام، وقد أضاف بعض الأطباء أنَّ الطفل سيطور استراتيجيَّات عالية المستوى في إدارة المشكلة تبدأ عادةً في سنّ الثانية، فيبدأ بالتخلي عن اللهاية تدريجيَّا مع تطور المهارات الأخرى التي تحلّ مكانها، فيتنازل معظم الأطفال عن استخدامها في عمر 3-4 سنوات عن طيب خاطر.[٤]
لتسهيل فطم الطفل عن اللهاية يُنصح البدء بتخفيف استخدامها تدريجيًّا في عمر 6-7 شهور تقريبًا، فبعد عمر 9 شهور يتطوّر عند الطفل تعلّق عاطفي باللهاية، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ تركها يُصبح أكثر صعوبةً بعد هذا العمر، لكن يجب عدم الاستعجال بالتخلي عنها، وعمومًا يجب على الوالدين وقف استخدام الرضيع للهَّاية في عمر 2-4 سنوات في حال عدم توقفه وحده عن استخدامها، وهي المرحلة التي يصبح لديه الاستعداد العاطفي لذلك.[٥][٢]
نصائح لاستخدام اللهاية بأمان
لضمان استخدام الطفل اللهاية بصورة آمنة يوصَى باتباع ما يأتي:[٣]
- عدم السماح للأطفال بمشاركة اللَّهايات مع بعضهم؛ خوفًا من انتقال الجراثيم.
- الحرص على غسل اللهاية جيدًا بالماء الساخن والصابون بين كل استخدام وآخر لضمان نظافتها.
- عدم إضافة السكريَّات إلى اللهاية؛ فمن المُمكن أنْ يتسبب ذلك بتدمير أسنان الطفل.
- تجنب تثبيت اللهاية بسلك أو حبل؛ خوفًا من خطر الاختناق.
- تعقيم اللهاية بالغلي في الماء المعقَّم لبضع دقائق.[١]
- تجنب استخدام اللهاية التي تحتوي على مواد كيميائيَّة ضارة، مثل بيسفينول أ (Bisphenol-A).[١]
- اختيار اللهايَّة المصنوعة من المطاط الطبيعي وغيره من المواد الآمنة.[١]
- التأكد من تغذية الطفل جيدًا قبل استخدام اللهاية.[٢]
- تجنب استخدام اللهاية مباشرةً لتهدئة الطفل؛ إذْ يُنصح باتِّباع بعض الطرق الأخرى لتهدئته، كتغيير وضعيَّته أو هزِّه، ويمكن تقديمها له بعد تغذيته، أو بين كل جلسة رضاعة وأخرى.[٢]
- تجنب إجبار الطفل على استخدام اللهاية في حال جلوسه بهدوء، وعدم محاولة وضعها في فمه مرةً أخرى عند سقوطها أثناء النوم.[٢]
- استبدال اللهاية باستمرار، والحرص على استخدام الحجم المناسب لعمر الطفل.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Noreen Iftikhar, "Here’s What You Need to Know About Popping in Pacifiers to Soothe Newborns"، healthline, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Pacifiers: Are they good for your baby?", mayoclinic, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Pacifiers: In or Out?", webmd, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ Marguerite Lamb, "Bye-Bye Binky: Ending the Pacifier Habit"، parents, Retrieved 24-7-2020. Edited.
- ↑ "How & When to Stop Pacifier Use", happiestbaby, Retrieved 24-7-2020. Edited.