المصاحف العثمانية في العهد الأموي

كتابة:
المصاحف العثمانية في العهد الأموي

المصحف العثماني

حين لاحظ حذيفة بن اليمان، وهو أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اختلاف المسلمين في قراءة القرآن الكريم، أخبر الخليفة عثمان بن عفان بذلك، فأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، وطلب منها مصحفًا كان بحوزتها، ليجمع منه القرآن الكريم على حرف واحد، ثم شكّل لجنة تضم عبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن ثابت بن هشام وسعيد بن العاص، وسلمهم المصحف الذي كان بحوزة حفصة بنت عمر، وأمرهم بنسخه وقال: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم"، فقاموا بنسخه إلى عدة نسخ أرسلها عثمان للأمصار فوحَّد القراءة ثم أمر بإحراق كل ما يخالف هذا المصحف.[١]

المصاحف العثمانية في العهد الأموي

اختلف المؤرخون في عدد نسخ القرآن الكريم التي أمر عثمان بنسخها، فقال أبو عمر الداني: أنها كانت أربع نسخ أرسل منها عثمان ثلاثة، واحدًا إلى كل ناحية فأرسل إلى الكوفة والبصرة والشام واحتفظ بواحد عنده، ويقول الإمام السيوطي: اختُلف في عدة المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق، المشهور بأنها خمسة، أما أبو داود فقال: وسمعت أبا حاتم الساجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة والشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدًا، أما المصاحف الستة التي أجمع عليها العدد الأكبر من العلماء فهي؛[٢]

المصحف الإمام: وهو مصحف عثمان الذي حبسه لنفسه، المصحف المدني: وكان مصحف أهل المدينة، المصحف الكوفي، المصحف الشامي، المصحف المكي، المصحف البصري.

وأما المصاحف العثمانية في العهد الأموي فقد اختلف مصير كل منها عن الآخر، حيث لم يختلف العلماء في أن مصحف عثمان أو المصحف الإمام بقي مع عثمان حتى مقتله، ويرجَّح أن حفيد خالد بن عمرو بن عثمان ظلَّ محتفظًا به، وظلَّ هذا المصحف متوارثًا في آل عثمان حتى استولى العباسيون عليه، أما المصحف الكوفي فقد رجَّح العلماء فقدانه في وقت مبكر بسبب الفتن الكثيرة التي كانت تعصف بها، بينما بقي المصحف الشامي في الشام زمنًا طويلًا، وتحدَّث عنه عدد من العلماء، كالحافظ ابن كثير، والهروي، وابن جبير، وظلَّ هذا المصحف في الجامع الأموي حتى تاريخ الحريق الذي التهم المسجد في ساعات قليلة، أما المصحف المكي، فقد أكَّد ابن جبير رؤيته سنة 578 هـ وتحدث عنه ابن بطوطة والسمهودي.[٣]

أهمية نسخ المصحف

ذكر الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن أن عثمان بن عفان جمع القرآن الكريم ونسخه تفاديًا للفرقة والخلاف، وكان ذلك توحيدًا لكلمة المسلمين حول القرآن الكريم، فقد اجتمع قراء القرآن في زمن عثمان -رضي الله عنه- من الشام والعراق وأذربيجان وأرمينيا، واختلفوا حتى كادت أن تقع بينهم فتنة، وسبب الخلاف أنَّ كل واحد منهم كان قد حفظ أحد المصاحف التي انتشرت خلال ذلك الوقت في الآفاق والأمصار وكانت قد كتبت عن الصحابة، مثل مصحف ابن مسعود، ومصحف أبي بن كعب، ومصحف عائشة أم المؤمنين، فاستطاع الخليفة عثمان -رضي الله عنه- أن يجمع القرآن الكريم وينسخه ويدرء الفتنة والخلاف بين المسلمين.[٤]

المراجع

  1. "رحلة جمع القرآن الكريم"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-29. بتصرّف.
  2. "مصحف عثمان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-29. بتصرّف.
  3. عوض الناشري، المصاحف العثمانية في العهد الأموي، صفحة 11. بتصرّف.
  4. "الأسباب التي حملت عثمان على جمع القرآن في مصحف واحد وحرق ما عداه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-29. بتصرّف.
5600 مشاهدة
للأعلى للسفل
×