المطاعيم بين الخرافة والحقيقة

كتابة:
المطاعيم بين الخرافة والحقيقة

ما هي المطاعيم؟

تعد المطاعيم (vaccines) وسيلة فعّالة لمنع الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة البشرية، عن طريق تدعيم مناعة الجسم الطبيعية ضد بعض الأمراض الفيروسية أو البكتيرية. ويتم إعطاء المطاعيم حول العالم حسب جدول منظم ومدروس يعمل على تحسين الصحة العامة للسكان، وتقليل نسبة الوفيات عند المواليد، والحد من انتشار الأمراض وانتقالها بين الأشخاص، وأثبتت المطاعيم أنها أمنة وفعالة من خلال البراهين العلمية، إلا أن الخرافات لا زالت تلاحقها باستمرار، وسنوضح في هذا المقال أكثر الخرافات انتشارًا ومدى صحتها أو خطأها.[١]


خرافات وحقائق عن المطاعيم

الخرافة: المطاعيم مخصصة فقط للأطفال، ولا يحتاج البالغون الى أي لقاح.

الحقيقة: تعطى العديد من المطاعيم في مراحل عمرية مختلفة، مثل: مطعوم الإنفلونزا السنوي، ويوجد العديد من اللقاحات الأخرى التي تُعطى بعد عمر الستين، كما أن هناك مطاعيم تعطى لكبار السن، مثل: لقاح الهربس النطاقي (shingles vaccine) الذي يوصى بأخذه لمن تعدى سن 60، ولقاح المكورات الرئوية الثنائي الذي يعطي للبالغين بعد سن 65، كما يجب الانتباه الى ضرورة تدعيم المناعة بمطاعيم محددة عند الحاجة كمطعوم الكزاز، ومطعوم السعال الديكي.[٢]


الخرافة: تمتلك اللقاحات أثار جانبية خطيرة وطويلة الأمد وغير معروفة السبب

الحقيقة: تعد اللقاحات آمنة ولا تمتلك سوى آثار جانبية بسيطة وسهلة التعامل، حيث أن أخطار الأمراض التي صممت اللقاحات لتفاديها تعد أخطر بكثير من الآثار المترتبة على استخدام اللقاح نفسه.[٣]


الخرافة: يمكن الإصابة بالانفلونزا بعد أخذ لقاح الانفلونزا

الحقيقة: يستعمل العديد من الأشخاص هذه الخرافة كسبب للتهرب من تلقّي لقاح الانفلونزا، في حين تعد هذه الخرافة خاطئة تمامًا، حيث يطرح اللقاح للأسواق في وقت الشتاء والذي يعد من أكثر أوقات العام انتشارًا لمسببات العدوى المشابهة للإنفلونزا لذلك قد تختلط على المريض أعراض أي عدوى قد يُصاب بها مع اعراض الإنفلونزا، في حين أن اللقاح لا يحتوي سوى فيروسات ميتة تمامًا ولا يمكن لها أن تتسبب بأي عدوى.[٣]


الخرافة: المطاعيم قد تتسبب بإصابة الأطفال بالتوحد أو متلازمة الموت المفاجئ

الحقيقة: تعد المطاعيم من الإجراءات الآمنة جدًا ولا تتعدى آثارها الجانبية بعض الأثار البسيطة، مثل الحمى، أو تقرح بسيط في منطقة إعطاء اللقاح، ومن النادر جدًا حصول آثار جانبية خطيرة. ويعد الاحتمال الأكبر أن تكون المخاطر الصحية ناتجة عن المرض الذي قد يساعد اللقاح على منعه، فمثلًا قد تتسب الحصبة في التهاب الدماغ، أو الإصابة بالعمى. بينما قد يتسبب شلل الأطفال بعجز كامل في أطراف الجسم. كما أن بعض الأمراض قد تتسبب بالوفاة. لذلك تعد الفوائد الحاصلة من اللقاحات أكبر من الأثار الجانبية. وفي عام 1998 أظهرت إحدى الدراسات بعض المخاوف غير المبررة من أن اللقاح الثلاثي المعروف باسم ( MMR) قد يسبب التوحد عند الأطفال؛ إلا أن هذا الإدعاء لا زال لا يمتلك أي دليل علمي لتصديقه والأخذ به.[١]


الخرافة: لا حاجة لإعطاء اللقاح لأطفالي

الحقيقة: تنص الخرافة على أنّه لا حاجة لإعطاء اللقاح لأطفالي، فجميع الأطفال المحيطين بهم قد أخذوا لقاجاتهم وأصبحوا محمين ولن ينقلوا أي عدوي لأطفالي، لكن الحقيقة أن مناعة القطيع تعد إحدى الطرق المستخدمة لتقوية المناعة عند المجتمعات عالية الكثافة السكانية وتستعمل عادة للأمراض المعدية من قبل بعض الأشخاص الذين يصعُب عليهم تلقي اللقاحات عند انتشر أحد الأوبئة المعدية كالحوامل، والرضع، والشخاص ضعاف المناعة بشكل عام. ولكن إذا اعتمد كل شخص في المجتمع على أن الأشخاص الأخرين محمين فلا داعي لنفسي، فسوف تنقرض طريقة مناعة القطيع قريبا.[١]


الخرافة: المناعة الطبيعية أفضل من اللقاحات

الحقيقية: يقصد بها حصول المناعة ضد المرض بعد الإصابة الفعلية للمرض وليس عن طريق أخذ مطعوم لإنشاء تلك المناعة. تكمن خطورة المناعة الطبيعية بتبعات المرض التي قد تصيب الشخص، فمثلا الأصابة بالجدري قد ينتج عنها التهاب في الدماغ، أو التهاب في الرئتين، وقد ينتج أيضًا بعض التهابات الجلد في حال استمر الطفل في حك المنطقة المصابة، وقد يتطور مرض النكاف إلى فقدان السمع، لذلك يعد التطعيم من المضاعفات الخطيرة التي قد ترتبط بالإصابة بتلك الأمراض.[٣]

الخرافة: تعد المطاعيم عبء زائد على الجهاز المناعي

الحقيقة: تحتوي معظم اللقاحات والمطاعيم على بكتيريا وفيروسات بحالة ضعيفة جدًا أو ميتة أصلًا، مما يعني أنها غير قادرة على إنهاك الجهاز المناعي، الذي هو مصمم لمواجهة أي هجوم بكتيري أو فيروسي يصيب الجسم، لذلك لا تشكل كمية الميكروبات الموجودة في اللقاح الواحد أي تهديد يُذكر بالنسبة للمناعة، بل على العكس تمامًا تعد هذه الجرعات مقوية ومحفزة.[٤]


الخرافة: تحتوي اللقاحات على كمية من الرصاص الضار للجسم

الحقيقة: توجد بعض الأدلة على أن إحدى المواد الحافظة المستخدمة في تصنيع اللقاحات والتي تسمى الثميروزال تحتوي على نسبة من الرصاص في تركيبها، لكن وحسب تصريحات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لا يوجد أي دليل على أن التركيز القليل من هذه المادة والموجود في اللقاحات قد يسبب أي ضرر يُذكر، وفي حال وجدت بعض الشكوك عند الشخص المراد إعطاؤه اللقاح، يمكنه الطلب من الطبيب حقنه بنسخة لقاح الانفلونزا الخالي من الثميروزال.[٤]


الخرافة: لا يمكن أخد لقاح الانفلونزا للأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض

الحقيقة: توجد نسخة معدلة من اللقاح لمن هم فوق سن 18 عامًا تكون خالية من البيض، يمكن استخدامها في حينها، لكن لمن هم أصغر من ذلك، أو في حال عدم توفر نسخة اللقاح المعدلة وكانت الحساسية متوسطة وليست شديدة، يُمكن أخذ المطعوم الطبيعي لكن يجب البقاء تحت المراقبة الطبية.[٢]


الخرافة: تعد المطاعيم دخل مالي جيد للأطباء

الحقيقة: لا تعد المطاعيم كمشروع استثماري بقدر ما هي عمل مضني وتجارب مكثفة، ويتلقى بعض الأطباء الدعم المالي لإنهاء أعمالهم على اللقاحات الجديدة، إلا أن المكسب الحقيقي لهم هو الحصول على خدمات طبية عالية الجودة والحفاظ على صحة البشرية، كما أن اللقاحات لا تمثل سوى 1.5% من الصناعات الدوائية الموجودة، وموجودة من قبل شركات محددة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Thanai Pongdee (2019-08-19), "VACCINES: THE MYTHS AND THE FACTS", www.aaaai.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  2. ^ أ ب Stephanie Booth (2017-07-12), "Myths and Facts About Vaccines for Adults", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Alan S. Peterson, M.D. (2014-03-21), "Myths and Facts About Vaccines", www.jlgh.org, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  4. ^ أ ب "Vaccinations: Myth vs. reality", www.health.harvard.edu, 2013-08-01, Retrieved 2020-08-16. Edited.
6604 مشاهدة
للأعلى للسفل
×