المعلم المبدع صفات ومهارات يتحلى بها

كتابة:
المعلم المبدع صفات ومهارات يتحلى بها

ما هي صفات المعلم المبدع؟

هناك تصور أن المعلم المبدع هو المعلم الذي يكون موهوباً بالفطرة، لكن هذا غير صحيح، إذ يمكن لأي معلم أن يكون مبدعًا من خلال ممارسة بعض الاستراتيجيات والقيام ببعض المهارات، والبحث عن أفكار إبداعية لاعتناقها في التدريس للطلاب، وهذا يعني أنَّ المعلم المبدع ليس المعلم الموهوب، وإنَّما هو المعلم البارع في استخلاص الأفكار المختلفة من مصادر عديدة.[١]

ومن أهم صفات المعلم المبدع ما يأتي:

يخطط لأنشطة تعلم خاصة ويستخدم الطرق المختلفة للتعليم

المعلم المبدع هو المعلم الذي يدخل على عملية التدريس أنشطة خاصة ويستخدم طرقاً مختلفة بعيدة عن الطرق التقليدية في التدريس، إذ يُمكن أن يُثير عرض مقطع فيديو تعليمي على الطلاب خيالهم لأقصى حد، ويجعل العملية التعليمية أكثر إثارة ومتعة.[١]

يحاول الاطلاع على التقنيات والاستراتيجيات التعليمية التي يستخدمها أقرانه

المعلم المبدع هو الذي يطلع على تقنيات واستراتيجيات التعلم التي يستخدمها أقرانه وغيره من المعلمين الآخرين، ويستخدمها ويضيف عليها بما يناسب طلابه، ولا يخجل من الاطلاع الدائم وتطوير نفسه للوصول إلى أفضل ممارسات تعليمية ممكنة.[١]

يُقدِّر التعلم والعلاقات الشخصية مع طلابه وزملائه

المعلم المبدع هو الذي يقدر عملية التعلم والعلاقات الشخصية مع طلابه وزملائه، ويعرف كم هي مهمة الدردشة مع الزملاء حول أفضل طرق إشراك الطلاب في العملية التعليمية، والتي من شأنها أن تطلق أفكار إبداعية وينتج عنها تجارب تعليمية جيدة للغاية، لأنَّ أغلب المعلمين للأسف يغفلون عن مناقشة أطراف العملية التعليمية الآخرين حول خطط التعلم الخاصة بهم.[١]

لا يترك المعايير والقيود تحد من إبداعه

المعلم المبدع لا يترك المعايير تقيده وتحد من إبداعه، إذ إنَّ الاختبارات وما تفرضها من قيود يمكنها أن تعيق المعلم عن ممارسة إبداعه كما يجب، لذا يجب على المعلم التركيز ومضاعفة جهوده ليجد طرقاً إبداعية تجعله يوفق بين التدريس بإبداع وبين احتياجات الاختبار.[٢]

ينظم المواد التدريسية بطريقة مفيدة معرفيًا

مهمة المعلم المبدع لا تتمثل فقط في تحديد كيفية تقديم الأفكار للطالب، ولكن من مهامه أيضًا أن يُنظم المواد التدريسية ويوضح العلاقات بين الأفكار والمفاهيم ويبرزها للطالب، وعلى الرغم من أهمية هذا الجزء إلا أنَّ الكثير من المعلمين يغفلون عنه بالفعل، لكن دون لفت انتباه الطالب إلى هذه الروابط بين الأفكار والمفاهيم فإنَّه سيتوه في بحر من المعلومات.[٢]

يتصف بالإبداع خارج حدود التعليم أيضًا

المعلم المبدع هو الذي يستمر إبداعه حتى خارج حدود الفصل الدراسي، إذ تقول الأبحاث إنَّ أكثر الأشخاص إبداعًا يكونون مبدعين أيضًا خارج حياتهم المهنية، وهم الذين يفضلون ممارسة هواياتهم واهتماماتهم الإبداعية، مثل الموسيقى والطهي والمشي والرياضة وغيرها.[٢]

يستمر بتثقيف وتعليم نفسه

المعلم المبدع هو المعلم الذي لا يقف مكانه، بل يستمر في تثقيف وتعليم نفسه باستمرار، ويربط بين القديم والجديد ويمزج الأفكار كلها معًا، كما أنَّه يقوم بالبحث عن وجهات نظر جديدة، ويستخدم الأدوات والممارسات التعليمية الجديدة التي تساعده دائمًا في أن يكون أكثر إبداعًا.[٢]

ما هي مهارات المعلم المبدع؟

هناك بعض المهارات التي يجب أن يتمتع بها المعلم لكي يصنف على أنَّه أحد المعلمين المبدعين، ومن أهم هذه المهارات ما يأتي:

حب الاستطلاع

المعلم المبدع لا بد أن يكون لديه قدر كبير من حب الاستطلاع، ويقوم بممارسة العديد من الأنشطة الجديدة التي تسمح له وللطلاب بممارسة التفكير الإبداعي، لذا يُمكنه أن يقترح أنشطة إبداعية جديدة خلال فترات الراحة، كالألغاز والرسومات وغيرها، ويساعد الطلاب على البحث أيضًا ويحفز عملية التفكير لديهم، ويساعدهم على التخلي عن الرقابة الداخلية على أفكارهم.[٣]

الاستقلالية في الحكم

يجب على المعلم أن يتمتع بالاستقلالية، وألا يدع نفسه أو أهواءه تتحكم فيه، لأنَّ هذا سيؤدي لخفض الإبداع والعمل الجيد، بدلًا من هذا يجب على المعلم أن يكون على قدر كافي من الاستقلالية والقدرة على التقييم الذاتي.[٣]

كما يجب على المعلم أن يشجع الطلاب أيضًا على الاستقلالية في الأفكار، وأن يكونوا مسؤولين عما يقولون ويفعلون، ويعلمهم كيف يمكنهم حماية إبداعهم وإبداع الآخرين بنفس القدر.[٤]

المخاطرة

لا يوجد طريقة واحدة يمكن اتباعها لكي يكون المعلم أو أي شخص آخر مبدعًا، بل هناك العديد من الطرق، لذا لا مانع من ممارسة المعلم لبعض المخاطرة والتجريب للعديد من المهارات والطرق والمواقف، التي يكتشف من خلالها كيف يمكن أن يصبح أكثر إبداعًا.[٣]

لكن بالطبع يجب أن تكون المخاطرة معقولة، كما يجب على المعلم أن يتبع شغفه الداخلي، ويحاول كشف الغموض، وإيجاد حلول للمشاكل القديمة وإيجاد مشاكل جديدة لحلها.[٣]

المثالية

المثالية هي محاولة المعلم لتحقيق أفضل نتائج ممكنة، لكن هذا لا يعني عدم ارتكاب الأخطاء أمام المتعلمين، لأنَّه لا بأس بذلك، فالكمال ما هو إلا وهم لا يمكن تحقيقه، فإظهار الخطأ والاعتراف به في بعض الأحيان أمام الطلاب، يجعلهم يفهمون أنَّه لا بأس من الوقوع في الخطأ والتجريب لاكتشاف الحل وبالتالي الإبداع.[٤]

الإصرار

يجب على المعلم المبدع أن يمتلك قدر كافي من الإصرار، يجعله يتشكك في كل الافتراضات من حوله ليصل لأفضل نتائج ممكنة، ويحاول كسر القيود بدلًا من أخذها حجة، لأنَّ هذا سيعلم الطلاب كيف يصرون على التعلم ويدخلون في معاركهم الخاصة ويفوزون فيها.[٤]

المبادرة

يجب على المعلم المبدع أن يتمتع بروح المبادرة، ويحاول البحث بنفسه عن كل ما هو جديد، لكي يطور من العملية التعليمية ويصل بها لأفضل وضع ممكن، ويستكشف عن طريق المبادرة الكفاءة الإبداعية ويستخدمها جنبًا إلى جنب مع الكفاءات الأكاديمية.[٣]

ما هي الخطوات اللازمة لتصبح معلماً مبدعاً؟

يمكن للمعلمين أن يصبحوا أكثر إبداعًا بمرور الوقت، من خلال اتباع بعض الخطوات والتحلي ببعض الصفات، أهمها الانفتاح على الأفكار الجديدة، وهناك 7 خطوات أساسية يمكنها أن تجعل المعلم مبدعًا وهي كالآتي:[٥]

  • الاطلاع

التعرف على أشياء جديدة والاطلاع الواسع - سواء من الكتب أو الدورات التدريبية المجانية والمدفوعة - من شأنها أن تُساعد المعلم أن يصبح مبدعًا، لذا يجب أن يكون لدى المعلم نهم في الاطلاع على كل ما هو جديد.

  • التواصل

من المهم في مجال التدريس التواصل مع الآخرين من نفس المجال، لأنَّ هذا ما يجعل الإلهام يأتي، كما أنَّ هذا من شأنَّه أن يزيد من قدرة المعلم على الإبداع والابتكار.

  • جمع الأفكار

يجب على المعلم لكي يكون مبدعًا أن يجمع الكثير من أفكار التدريس وينظمها، حتى لو لم يستخدمها كلها في نفس الوقت، المهم أن يكون لديه الكثير من الأفكار التي تدفعه نحو الإبداع.

  • المشاركة

المشاركة أهم جزء في العملية التعليمية، والتي تدفع المعلم نحو الإبداع، إذ يجب على المعلم بعد جمع الأفكار أن يناقشها مع الآخرين، لأن هذا سيساعده على تعزيز وصقل هذه الأفكار.

  • كسر الحواجز

المعلم المبدع يكون قادراً على كسر الحواجز وعدم الخوف من خوض التجارب الجديدة، من خلال تبني الثقة بالنفس، والشعور بأنه على قدر كبير من القدرة والموهبة.

  • الممارسة

مثلما يحتاج الرياضيون إلى التدريب المستمر للحفاظ على لياقتهم البدنية، يحتاج المعلم لممارسة الإبداع لكي يحافظ على قدراته وإبداعه ولمساعدة دماغه على العمل باستمرار.

  • التغيير

تجربة الأشياء الجديدة وعدم التمسك بالأفكار القديمة والاطلاع على كل ما هو جديد، كلها أشياء من شأنها أن تساعد المعلم أن يكون أكثر إبداعًا وابتكارًا، لذا يجب عليه السعي لتطوير منهجه باستمرار.

ما أهمية أن تكون معلماً مبدعاً؟

من المهم للغاية أن يتمتع المعلم بقدر كاف من الإبداع، لأنَّ هذا ما سيساعد طلابه على التطور بغض النظر عن اختلاف قدراتهم وإمكاناتهم وخلفيتهم العرقية وعمرهم وإعاقتهم، ويساعدهم على إحراز التقدم لا على المستوى الأكاديمي فقط، بل في جميع مجالات الحياة.[٦]

كما أنَّه سيسهل عليهم - بفضل إبداعه - التقدم في مواد كان يظن الكثير أنَّها حكر على الأذكياء، مثل العلوم والرياضيات، وسيساعدهم على أن يكونوا أشخاصًا أفضل، قادرين على حل المشكلات، والتفكير باستقلالية، وإيجاد أفكار جديدة ومبتكرة، وسيزيد كذلك من ثقتهم بنفسهم ويقلل من شعورهم بالخوف والرهبة.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Ben Johnson (28/9/2015), ""Creative Teacher" Is Not an Oxymoron", edutopia, Retrieved 10/3/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Saga Briggs (10/1/2016), "5 Habits of Creative Teachers", opencolleges, Retrieved 10/3/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج LAUREN CASSANI DAVIS (17/12/2018), "Creative Teaching And Teaching Creativity: How To Foster Creativity In The Classroom", psychlearningcurve, Retrieved 10/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت Lee Crockett, "The 8 Best Ways of Teaching Creatively That Will Never Fail", futurefocusedlearning, Retrieved 10/3/2022. Edited.
  5. Marisa Constantinides (15/7/2015), "Eight steps to becoming a more creative teacher", britishcouncil, Retrieved 10/3/2022. Edited.
  6. ^ أ ب "Why is Creativity Important for a School Teacher?", commotiondance, 13/5/2018, Retrieved 10/3/2022. Edited.
8804 مشاهدة
للأعلى للسفل
×