اليوم العالمي للايدز الحرب ما زالت مستمرة!

كتابة:
اليوم العالمي للايدز الحرب ما زالت مستمرة!

بمناسبة اليوم العالمي لمرض الايدز، نفتح لكم نافذة صغيرة على انتشار هذا المرض عبر الاحصائيات والمعطيات العالمية والعربية.

يصادف الـ 1/12/2014، اليوم العالمي لمرض الايدز AIDS (متلازمة العوز المناعي المكتسب Acquired Immunodeficiency Syndrome)، في هذا اليوم يشتد اهتمام المؤسسات الصحية العالمية والوطنية بتسليط الضوء على الاحصاءات السنوية الحديثة حول عدد الاصابات والوفيات من هذا المرض الوبائي.
وضعت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 2000، ثمانية اهداف انمائية يتم العمل على تحقيقها على مستوى العالم ، ومنها التطلع الى  الحد من انتشار مرض الايدز في العالم بحلول عام 2015. من هذه الاهداف: كما ذكرنا سابقاً، مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المسبب لمرض الايدز، تقليص الفقر المدقع والجوع، تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، تخفيض وفيات الاطفال، تحسين صحة الام وغيرها.
ومن هنا جاء التعاون والدعم بين الدول من اجل احتواء المرض والتوعية حول طرق الوقاية، من خلال التثقيف الصحي، وتعزيز السلوك السليم.
وبينت احصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2013 ان عدد المصابين في العالم وصل الى 35 مليون حالة مسجلة. واللافت للانتباه، ان معظم المتعايشين مع المرض هم من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. واكثر الفئات عرضةً للاصابة هن النساء، اللواتي تنقلن المرض الى اطفالهن،  اثناء الحمل، او اثناء الولادة، او عن طريق الرضاعة الطبيعية. كما سجلت حالات الاصابة بالمرض بين الاطفال بحوالي 3.2 مليون طفل.

الايدز في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا

اشارت نتائج تقرير جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة لمكافحة مرض الايدز الذي عقد العام الماضي ، ان هناك ارتفاع بما يقارب 134% في عدد الاصابات ما بين السنوات 2011-2013 حيث كانت هناك زيادة من 120,000 الى 270,000 حالة.  
وبالمقابل نلاحظ ايضاً ارتفاعاً في نسبة الوفيات بين مرضى الايدز جراء الامراض المصاحبة للمرض (كمرض السل) حيث ارتفعت بنسبة 176% اي من 6,000 حالة وفاة في 2011 الى 16,500 حالة وفاة في 2012 .

واوضح التقرير ايضا ان 18% فقط من الكبار والاطفال يتلقون علاج الايدز (Antiretroviral therapy) و- 8% فقط من النساء الحوامل تتلقى العلاج للوقاية من المرض، حسب احصاءات 2012 UNAIDS وجامعة الدول العربية.
وشدد التقرير على ضرورة تحديد الفئات الاكثر تعرضا لعوامل الخطر وذلك لوضع اولويات للتدخلات الوقائية، ومن هذه الفئات: متعاطي المخدرات بالابر ومن يمارسون العلاقات الجنسية الغير امنة. حيث تعتبر هاتين الفئتين الاكثر تعرضا للاصابة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا (UNAIDS 2013 ).

الايدز في بعض الدول العربية مقارنة مع بعض الدول الغربية

وعودة الى بيانات تقرير جامعة الدول العربية المورود سابقا، نستطيع القول ان ارتفاع عدد الاصابات ما بين السنوات 2011 - 2013 يستدعي البحث عن الاسباب، حيث ان الفئات الاكثر تعرضا للاصابة كانت بين متعاطي المخدرات بالحقن الوريدية، أو ممارسة العلاقات الجنسية غير الامنة، او عندما تنقل الام المصابة الفيروس الى طفلها (UNAIDS 2013). وتعزى الاسباب الى الاوضاع السياسية الراهنة في المنطقة، التي اثرت سلبا على الاوضاع الاقتصادية، الاجتماعية والصحية. وادت بدورها الى تراجع في التخطيط والتطبيق للبرامج الوقائية وادت ايضا الى ضعف في اداء نظام الرصد الوبائي على المستوى الوطني.

وتشير بيانات الرصد الوبائي للدول (Surveillance data) الى الحاجة الماسة لسد الفجوة المعرفية القائمة حول وباء الايدز في المنطقة العربية، لتؤكد على اهمية بناء القدرات والدعم النفسي والحاجة لعدم التميز ونبذ المصاب، وانهاء مفهوم الوصمة والعار المرتبطة ارتباطا عميقا بالمصابين كون طرق انتقال المرض بالدرجة الاولى تتم عبر العلاقات الجنسية الغير امنة. والحاجة  للقيام بابحاث علمية قائمة على اسس الادلة والبراهين الدقيقة ( UNAIDS-2013).

السودان وجنوب السودان

تشير بيانات منظمة الصحة العالمية (EMRO- 2012) ان نسبة الاصابة بفيروس الايدز المسجلة بين الدول العربية كما هو مبين في الجدول ادناه ، ان اعلى عدد اصابات سجلت في جنوب السودان 150,000 اصابة ، ويليه السودان 69,000 حالة، وايضا الصومال 35,000 حالة، ومن ثم المغرب حيث وصل عدد الاصابات الى 32,000 حالة. وتعتبر هذه الاعداد منخفضة اذا ما قورنت بالاعداد التي سجلت بين باقي دول العالم (UNAIDS 2012-2013) كما هو مبينا في الجدول، حيث عدد الاصابات الاعلى المسجلة كانت في الهند 2,100,000 اصابة، وتليها الولايات الامريكية المتحدة 920,000  اصابة ، واوكرانيا 210,000 اصابة، وكما نلاحظ فان عدد الاصابات في الدول الغربية المتقدمة والنامية منها هي اعداد اصابات عالية جدا.

الدول العربية عدد المصابين بالايدز (عام 2012)
مصر 9,500
لبنان 2,900
المغرب 32,000
عمان 1,100
الصومال 35.000
السودان 69,000
جنوب السودان 150,000
تونس 1,700
اليمن 22,000
بعض دول العالم عدد المصابين بالايدز (عام 2012)
ايطاليا 120,000
الولايات الامريكية المتحدة 920,000
المملكة البريطانية المتحدة 130,000
اوكرانيا 210,000
الهند 2,100,000
اسبانيا 150,000

تظهر المعطيات ان الوضع في السودان وجنوب السودان مقلق للغاية ، حيث ان الزيادة المتوقعة في معدل انتشار الفيروس ستصل الى نسبة 1.2% في عام 2015، وهذه النسبة هي ضعف ما هو عليه الان.

المغرب الرائدة نحو تبني استراتيجية (2013-2016) لمكافحة الايدز

استنادا الى بيانات المملكة المغربية حول عدد الاصابات في المغرب بلغت 32,000 حالة (EMRO 2012) مقارنة بعدد السكان البالغ 30 مليون نسمة وكانت نسبة انتشار المرض بين الكبار حوال 40 بالالف ونسبته بين النساء 11 بالالف، وسط غياب البيانات حول نسبة الاصابة عند الاطفال ( UNICEF,2012).
ومن عوامل الخطر التي سجلت في المغرب العربي تركزت حول العوامل المرتبطة بطرق العدوى، منها العلاقات الجنسية غير الامنة ومتعاطي المخدرات بالوريد، وانتقال المرض من الام المصابة الى طفلها.

ومن اجل احتواء المرض قامت وزارة الصحة في المغرب مع الجهات ذات العلاقة (كالمؤسسات الصحية وغير الصحية، وواضعي السياسات) بتبني خطة للحد من المخاطر. وتشمل تفعيل برامج التثقيف الصحي في المدارس والجامعات حول طرق الوقاية، وكذلك تدريب العاملين الصحيين حول كيفية التعامل مع مرضى الايدز لتجنب الاصابة، وتحسين الخدمات الصحية والعلاج وتوفرها وسهولة وصولها للمصابين بالمرض دون تمييز. وكذلك عملت الحكومة المغربية على تبني نظام الرصد الوبائي حول كيفية جمع البيانات و تسجيل الحالات، وتقييم الوضع الصحي العام في المغرب.

واشاد تقرير الـ UNAIDS 2013 الى فجوة كبيرة بين مختلف الدول العربية في التصدي للمرض وتحديد عوامل الخطر، التي تمثلت في نقص التوعية والتثقيف حول التربية الجنسية، وغياب الفحوصات الاختيارية للمرض، وعوامل تعيق التبليغ عن الحالات لارتباط المرض بالوصمة والعار في المجتمع ، وعامل الفقر كعامل في انتشار المرض، ونقص الخدمات الصحية للمصابين.
كما وضع هذا التقرير توصيات للدول العربية التي من شاتها ان تقلل من انتقال المرض عبر العلاقات الجنسية بنسبة  50% بحلول عام 2015. ومن ابرز التوصيات: وصول علاج الفيروس الى اكبر عدد ممكن من المصابين، توظيف المصادر والمساعدات الدولية للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، انهاء عدم المساواة والعنف المبني على اساس النوع الاجتماعي (ضد المرأة، العنف ضد الاطفال وغيرها من فئات المجتمع المستضعفة)، التخلص من التمييز ووصمة العار ضد المصابين، تعزيز القوانين والسياسات المبنية على اساس حقوقية لضمان الحريات، ازالة القيود المتعلقة بقوانين الدخول او الاقامة للمصابين ودمج برامج خاصة بمرض الايدز في الانظمة الصحية للدول او ضمن برامج سياسات اخرى.

5728 مشاهدة
للأعلى للسفل
×