تورم مفصل الإصبع

كتابة:
تورم مفصل الإصبع

تورم مفصل الإصبع

تحدث هذه الإصابة عندما يوجد تجمّع للسوائل في الأنسجة حول المفاصل، الأمر الذي يبدو غير مريح للغاية، ويجعل من الصعب تحريك المفاصل المتأثرة، وفي بعض الحالات قد يتسبب التورّم في زيادة حجم المفاصل المتأثرة، أو قد تظهر بشكل غريب، ويؤثر تورّم المفاصل وألمها في أكثر من مفصل واحد في كل مرة، وأكثر المفاصل شيوعًا التي تتأثر: المرفقان، أو الرسغان، أو الكتفان، أو نهاية العمود الفقري، أو المفاصل، أو الوركان، أو الركبتان، أو الكاحلان.

كما يوجد نوعان من تورّم المفاصل وآلامها؛ هما: الحاد والمزمن، ويبدأ تورم المفاصل وألمها الحاد بسرعة ويستمر لمدة قصيرة، على سبيل المثال، عندما يعاني الفرد من إصابة ما بينما ألم وتورّم المفاصل المزمن يتطوّر ببطء وتدريجيًا، ويسبب مشكلات طويلة الأجل، فيُحتَمل أن يبدو سبب هذا مرض كامن؛ مثل: أحد أنواع التهاب المفاصل[١].


أسباب تورم مفصل الإصبع

تتشكّل المفاصل من هياكل عظمية تربط عظمتين أو أكثر في الجسم بعضهما ببعض، وتُلاحظ في القدمين والكاحلين والركبتين والوركين والذراعين وأجزاء أخرى كثيرة من الجسم، وهي محاطة ومُبطّنة بالأنسجة الرخوة، فيحدث التورم عندما يتراكم السائل في هذه الأنسجة، وقد يصاحبه الألم أو تصلّب المفاصل أو كلاهما، كما قد يُلاحَظ أيضًا أنّ المفصل المتأثر تبدو أكبر من المعتاد أو غير منتظم الشكل، وتورّم المفاصل أحد أعراض الإصابة بحالة مزمنة؛ مثل: التهاب المفاصل، أو إصابة تتطلب العناية الطبية؛ مثل: الخلع. وأسباب تورم المفاصل مدرجة وفق الآتي[٢]:

  • هشاشة العظام: النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، وهو ناجم عن الانحلال الطّبيعي للغضاريف المفصلية مع مرور الوقت،

وعندما يختفي الغضروف المحيط بالمفصل فإنّه يؤدي إلى احتكاك العظام بعضها ببعض، وهذا يؤدي إلى تورّم المفاصل، والشعور بالألم والتصلّب في جميعها؛ بما فيها مفصل الإصبع.

  • التهاب المفاصل الروماتويدي: يعاني 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة منه، وهذا الشكل من التهاب المفاصل ناتج من اضطراب المناعة الذاتية، ونوع من الحالات التي يهاجم فيها الجسم أنسجته السّليمة، فإذا وُجِدَ لدى الفرد التهاب المفاصل الروماتويدي فإنّ جهاز المناعة يهاجم الأغشية التي تُبطِّن المفاصل، مما يتسبب في تراكم السوائل وتورم المفاصل، ويُتلِف الغضاريف والأوتار والأربطة في المفاصل.
  • النّقرس: تؤدي زيادة حمض اليوريك في الدم إلى ترسّب بلوراته في المفاصل، مما يؤدي إلى تورّم المفاصل والشعور بالألم، وهذه الحالة المؤلمة حادّةً أو مزمنة، فـحمض اليوريك منتج ثانوي ينتجه الجسم عند تحطيم بعض المواد في الطعام ليذوب في الدم، ويخرج من الجسم عن طريق التبول، وعندما لا يُتَخَلّص منه بشكل صحيح يتراكم في المفاصل، إذ تتشكّل بلورات تشبه الإبرة، وهذا يسبب ظهور أعراض النقرس؛ بما في ذلك تورّم المفاصل.
  • التهاب المفاصل الصدفي: الذي يصاحب الإصابة بمرض الصدفية، إذ يُقدّر أنّ 30 في المئة من المصابين بالصدفية مصابون به، وهو حالةٌ من أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم جهاز المناعة الأنسجة السّليمة في المفاصل والجلد، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب، مما يتسبب في تورّم المفاصل، والشعور بالألم فيها، وتَصَلّبها.
  • التهاب المفاصل الإنتاني: ينتج تورّم المفاصل أيضًا من إصابة المفاصل بالعدوى الناتجة من البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، وهذا النوع يُسمّى التهاب المفاصل الإنتاني، والسبب الأكثر شيوعًا للإصابة به عدوى بكتيريا المكوّرات العنقودية الذهبية، ويبدو مزمنًا أو حادًا، ونادر الحدوث.
  • الإصابات: التي تتضمن كسور العظام، والخلع، وتمزّق الأربطة والأوتار.
  • التهاب الفقار اللاصق: مرض مزمن يسبب التهاب المفاصل.
  • الذئبة الحمامية الجهازية: اضطراب المناعة الذّاتية.
  • داء الساركويد: مرض تتجمّع فيه مجموعات من الخلايا الالتهابية في الجسم.
  • الحمّى الروماتيزمية: التهاب ينتج من التهاب الحلق أو القرمزية غير المُعالجة.
  • التهاب الأوتار.


علاج تورم مفصل الإصبع

لا تُعالَج حالات المفاصل المتورّمة جميعها بالطريقة نفسها، إذ يعتمد العلاج على السبب الكامن أو التشخيص الطبّي، فعلى سبيل المثال، تُستخدم الادوية المضادة للالتهابات اللاستيروئيدية في علاج تورّم المفاصل المرتبط بهشاشة العظام، وتورم المفاصل الناتج من الإصابة، ويساعد تطبيق الحرارة أو الثلج مع تناول هذه الأدوية في تخفيف تورم المفاصل والألم الناتج منه.

وتؤخذ الأدوية الستيرويدية عن طريق الفم لوقت قصير، وقد تبدو فعّالةً في الحدّ من تورّم المفاصل وألمها، فهي تمنع إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم، كما يُعدّ حقن الأدوية المضادة للالتهابات -مثل الستيرويدات- في المفصل المتورّم مباشرةً طريقة أخرى للعلاج، فعادةً ما يوفّر راحةً مؤقتة لكن سريعة من تورّم المفاصل والألم، ويُعدّ استنزاف السوائل المتراكمة المسببة للتورّم جزءًا من هذا الإجراء في معظم الحالات.

أمّا بالنسبة لحالات الالتهاب من التهاب المفاصل؛ مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب المفاصل الصدفي، والتهاب الفقار اللاصق فقد يشتمل العلاج على مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، وأدوية الستيرويد، وأنواع الأدوية الحديثة التي تؤثر في جهاز المناعة، إذ تشمل الأدوية المضادة للأمراض المُعدِّلة لسير الروماتيزم، والعوامل البيولوجية؛ مثل: مثبّطات عامل نخر الورم، ومثبطات الإنزيمات التي تمنع إنتاج البروتينات المسببة لالتهاب.

بينما يُنفّذ علاج مرضى النقرس الحادّ بدواء يُسمّى الكولشيسين، الذي يخفف من تورّم المفاصل، والألم، والالتهابات النّاجمة عن تراكم ترسبات حمض اليوريك في المفصل، كما أنّ مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية قد تساعد أيضًا في تقليل الألم والتورم، وأحيانًا قد توجد حاجة إلى مسكّنات أقوى.

ويُجرى علاج المصاب بتورّم المفاصل والألم النّاجمين عن التهاب المفاصل الإنتاني بالمضادات الحيوية لإيقاف العدوى، وأحيانًا قد تبرز حاجة إلى تنفيذ عملية جراحة للسماح بتصريف السوائل المتراكمة والصديد المتشكّل[٣].


تشخيص تورم مفصل الإصبع

يبدأ الطبيب بتشخيص تورم مفصل الإصبع بدايةً بطرح بعض الأسئلة عن التاريخ الصحي للمريض، فعندما تبدأ الإصابة يسأل عن وقت حدوث التورم، ومكان المفصل المتورم، وحدّته، ووجود أي سبب يزيد من شدته، أو يخفف منه، ووجود أعراض أخرى قد ترافق تورم المفصل، كما يطلب إجراء تحليل واحد أو أكثر للمساعدة في تحديد سبب التورم، ومن هذه التحاليل ما يأتي[٢]:

  • تحاليل الدم.
  • اختبارات التصوير؛ مثل: الأشعة السينية.
  • أخذ عينة من السائل المتجمّع في المفصل المتورّم لتحليلها في المختبر.

تجدر مراجعة الطبيب عند ملاحظة ظهور أيٍّ من الأعراض الآتية[٢]:

  • بعد التعرّض لإصابة شديدة قد تبدو خطيرةً أحيانًا وسببت ألم المفصل.
  • عدم وجود سبب واضح للمريض في حدوث ألم المفصل وتورمه.
  • مرافقة تورم المفصل الألم الشديد الذي لا يُحتَمَل.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم الذي قد يرافق الإصابة.
  • عندما يزداد تورّم المفصل وألمه شدة.
  • في حال بدأ تورّم المفصل والألم الذي يرافقه يتداخلان مع تنفيذ أنشطة الحياة اليومية.


ما أنواع مفاصل الأصابع

تحاط المفاصل بكبسولة ليفيفة مبطّنة بغشاء رقيق يسمّى الغشاء الزليلي، أو الغشاء الزليلي الذي يفرز سائلًا لتليّن المفاصل، ومفاصل الأصابع الثلاثة هي:[٤]

  • المفصل السنعي السُلامي ( MCP: metacarpophalangeal joint )؛ الموجود في قاعدة الإصبع.
  • مفصل بين السُلاميات القريب (PIP: proximal interphalangeal joint )؛ الموجود في منتصف الإصبع.
  • مفصل بين السُلاميات البعيد ( DIP: distal interphalangeal joint )؛ القريب إلى طرف الإصبع.


المراجع

  1. "Joint pain and swelling", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What You Need to Know About Joint Swelling", www.healthline.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  3. "Swollen Joints (Joint Effusion)", www.webmd.com, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  4. "Hand and Wrist Anatomy", arthritis, Retrieved 26-2-2019.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×