جزيرة في البحر المتوسط

كتابة:
جزيرة في البحر المتوسط

صقلّية جزيرة في البحر المتوسّط

إذا ما تحدّثنا عن البحر المتوسّط فإنّنا لا بدّ وسنذكر بداية المساحة التي يغطيها وهي 2.5 مليون كم مربع، ولكن نقطة اتّصاله بالمحيط الأطلسي أو ما يدعى بمضيق جبل طارق هي فقط بعرض يساوي 14 كم فقط، أمّا عن الجزر الموجودة في البحر المتوسّط فهي كالتالي: جزيرة صقلّية، سردينيا، قبرص وكورسيكا وكريت ومالطا، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن الجزيرة الأكبر في البحر المتوسّط وهي جزيرة صقلّية من حيث الموقع الجغرافي لها، وعدد سكانها، وتاريخها.


الموقع الجغرافي

تعد جزيرة صقلّية أحد الجزر الإيطالية في البحر المتوسّط وتقع بالتحديد جنوب غرب إيطاليا، وإذا ما نظرنا إلى أقاليم إيطاليا من حيث المساحة فإننا نجد أن صقلّية هي أكبر أقاليمها، حيث تزيد مساحتها عن 25426 كم مربع، أمّا عن طول شواطئها فهي تزيد عن 1000 كم ونجد أن أكثر من 80% من مساحة صقلّية تمثل جبالاً وتلالاً، وتنقسم الجزيرة لتسع مقاطعات، ولها حكومة وبرلمان وعلم خاص بها.


عدد السكان

إنّ عدد سكان صقلّية يقارب 5,082,000 نسمة حسب إحصائيات 2015، أمّا عن اللغة التي يتحدّثها أهلها فمعظمهم يتحدث الإيطالية وأيضاً الصقلّية والتي هي مزيج من لغات عدّة كالإسبانية واليونانية والعربية وأيضاً الإيطالية.


الديانة

الأكثرية من سكان جزيرة صقلّية يدينون بالكاثوليكية ويعيش فيها عدد بسيط من اليهود وأمّا عن المسلمين فهم أقلية يزيد عددهم عن 100 ألف نسمة ونجد أن معظمهم مهاجرون.  


النشاط الاقتصادي

تعدّ الزراعة أحد المصادر المهمة للاقتصاد الصقلي؛ إذ تنتج أكثر من 70% من محصول إيطاليا فيما يتعلق بالحمضيات، ومن اللوز فتنتج الجزيرة ما نسبته 60% وأما العنب فنسبة إنتاجه من الجزيرة تعادل 25%، أمّا فيما يتعلق بالصيد البحري فتمثل نسبة صيد الأسماك 70% نظراً لامتلاك الجزيرة الأسطول الأكبر للصيد البحري في إيطاليا، كما ويتم فيها صناعات بتروكيماوية وأيضاً صناعة المعدات المتطورة إضافة إلى بناء السفن في العاصمة باليرمو ومدينة كاتانيا التي تجاورها، ولكن نشاطها الاقتصادي هذا لا يعني أنّها تخلو من البطالة، إذ إنّها تعاني من ارتفاع نسبة البطالة فيها حيث تتجاوز النسبة 13% سنوياً.


تاريخ جزيرة صقلّية

  • يعود تاريخها إلى أكثر من 1200 سنة قبل الميلاد، وتتمتع صقلّية بموقع استراتيجي جذب لها شعوباً عديدة كالإغريق والقوط والجرمان والعرب والإسبان، وقد تمّ الفتح الإسلامي لها سنة 827 للميلاد على يد القاضي أسد بن الفرات وقد حكم المسلمون الجزيرة فترة قرنين.
*حدث أن أصبحت صقلّية جزءاً من ممالك أخرى في العصور الوسطى كأرغون وإسبانيا ونابولي والنمسا، وفي عام 1861م صارت جزءاً من مملكة إيطاليا الجديدة حيث قام جوزيبي غاريبالدي بحملة من أجل توحيد الأراضي الإيطالية. 
  • انتشر الفقر في جزيرة صقلّية بين سنة 1880 و 1915م الأمر الذي أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من السكان للولايات المتحدة، وعندما حكم الزعيم الفاشي إيطاليا قام بشنّ حملة عام 1922م من أجل ملاحقة المافيا في صقلّية ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.
  • تأسس عقب الحرب العالمية الثانية حزب دعا إلى استقلال الجزيرة ونال تأييد العديد من شرائح السكان لكنه باء بالفشل في تحقيق هدفه.
  • صارت الجزيرة عام 1946م إقليم إيطالي له صلاحيات واسعة من أجل الحكم الذاتي لا سيما فيما يتعلق بالتشريع والمالية.
  • بأعقاب الحرب العالمية الثانية تأسس بصقلّية حزب دعا لاستقلال الجزيرة حصل في البداية على تأييد شرائح مختلفة من السكان، غير أنه فشل في تحقيق هدفه، وفي عام 1946 حصلت صقلّية على وضعها الراهن، كإقليم إيطالي يتمتع بصلاحيات واسعة للحكم الذاتي خاصة في التشريع والمالية.
6242 مشاهدة
للأعلى للسفل
×