محتويات
ما هو حمض المعدة؟
يُطلق مصطلح حمض المعدة على السائل الهضمي لا لونَ له، مائي، حامضي، يتم إنتاجه في المعدة برقمٍ هيدروجينيّ من 1 إلى 2 في التجويف المعدي، من الجدير بالذكر أنَّ حمض المعدة يتكون بشكلٍ أساسي من حمض الهيدروكلوريك، بالإضافة إلى كميات كبيرة من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم، [١] تجدر الإشارة إلى أنَّ حمض المعدة يندرج ضمن دفاعات الجسم الأساسية، ضد الكائنات الحية الدقيقة، حيثُ تقوم بقتل معظم الكائنات الحية الدقيقة منذ دخولها للمعدة، في حين أنَّ الأملاح الصفراوية وعصارة البنكرياس يساهمان بالدفاع عن الجسم ضد الميكروبات، قد تتعرض المعدة لحالاتٍ معينة ينخفض فيها إنتاج حمض المعدة، مما يؤدي إلى تعرُّضها إلى نسبة أعلى من الهجوم البكتيري للجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وعليه فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من الكلورهيدريا وهي الحالة التي لا تنتج المعدة حمض الهيدروكلوريك أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطات مضخة البروتين والتي تعمل على تثبيط إفراز حمض المعدة، يكونوا بحالة عرضة أكثر لمرض الإسهال.[٢]
ما هو التركيب الكيميائي لحمض المعدة؟
تجدر الإشارة إلى أنَّ الغشاء المخاطي للمعدة يقوم بفرز ما يُقدَّر بـ 1.2 إلى 1.5 لتر من حمض المعدة بشكلٍ يومي، والذي يُساهم بعملية الهضم من خلال جعل جزيئات الطعام بشكلٍ قابلٍ للذوبان، وتبدأ بعدها عملية الهضم بالبروتينات، ومن ثُمَّ يتم تحويل محتويات المعدة إلى كتلة حالتها شبه سائلة، وهذا من شأنهِ تحضير الطعام إلى عملية هضم أخرى في الأمعاء الدقيقة، قد يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال عن مكونات حمض المعدة، الذي يُشكِّلهُ خليط من الماء، حمض الهيدروكلوريك ومجموعة من الكهارل التي تشتمل على؛ الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفات، الكبريتات والبيكربونات، بالإضافة إلى عدة مواد عضوية كالمخاط، البيبسين، والبروتين، ولعلَّ ما يجعل هذا السائل حامضيًا هو احتوائهِ على حمض الهيدروكلوريك والأنزيمات المختلفة، وبما يخص حماية جدار المعدة من عصارات الجهاز الهضمي فيتم ذلك من خلال الغشاء المتواجد على السطح الخاص بالخلايا الظاهرية الملاصقة لتجويف المعدة، من الجدير بالذكر أنَّ هذا الغشاء يحتوي على البروتينات الدهنية التي تعمل على مقاومة أيَّ دخولٍ غريب بواسطة حمض المعدة. [٣]
ما هو دور حمض المعدة وأهميته للجسم؟
حمض المعدة شأنه شأن أي جزء من الجسم، الذي من عظمة الخالق فيه حدَّد دورًا محدَّدًا لكل خليةٍ صغيرة منه، واشتملت عظمته سبحانه باختلال طبيعة الجسم في حال حدوثِ أيَّ خللٍ بسيط في أيِّ جزءٍ منه، وبما يخص دور حمض المعدة وأهميته للجسم، سيتم ذكر الوظائف التابعة لحمض المعدة تباعًا؛
الحماية من العدوى
تتتمثَّل وظيفة حمض المعدة الأساسية بتعطيل الكائنات الحية التي تمَّ ابتلاعها، وبالتالي منع كل العوامل التي من شأنها التسبُّب بالعدوى من الوصول إلى الأمعاء، وبالنظر إلى فسيولوجية الغشاء المخاطي الموجود في الفم والمريء والذي تتمثَّل وظيفته بحماية هذهِ الأجزاء من العدوى شأنها شأن الجلد، وفي حين أنَّ هذا الغشاء هو عبارة عن ظهارة حرشفية، فإنَّ الظهارة المتواجدة في المعدة والأمعاء تندرج تحت النوع الذي يكون عمودي بسيط أي أنَّ من السهل أن يتم اختراقه عن طريق العوامل المُعجية المختلفة، لذلك تكون العصارة المعدية والذي يُمثل حمض المعدة أبرز مكوناتها هي الخط الدفاع الأول ضد العدوى لجميع أجزاء الجهاز الهضمي وبجميع أنحائهِ، من جهةٍ أُخرى وبالإضافةِ إلى الآليات المناعية التي يعمل بها حمض المعدة، وغيرها من الوظائف التي تعمل جنبًا إلى جنب بالدفاع عن الجهاز الهضمي، إلَّا أنَّ حمض المعدة يُشكِّل عاملًا هامًا في الدماع ضد الكائنات الغريبة الداخلة إلى الأمعاء.[٤]
هضم البروتينات
تجدر الإشارة إلى أنَّ هضم البروتينات يبدأ في المعدة حيثُ تعمل البيئة الحمضية في المعدة على تدمير أو مسخ البروتين، حيثُ يمكن الوصول بعد هذهِ العملية إلى البروتينات المحوّلة بشكلٍ أكبر كركيزة لعملية تحلّل البروتينات أكثر من الوصول إلى البروتينات الأصلية، وذلك يعود إلى أنَّ إنزيم الببسين هو الإنزيم المسؤول عن تغيُّر حالة البروتين، وحيثُ أنَّه يكون أكثر نشاطًا في البيئة الحامضية وبالتحديد عند درجة الحموضة 2، من جهةٍ أُخرى فإنَّ تدهور البروتين يستمر في تجويف الأمعاء بسبب نشاط الأنزيمات المحلّلة للبروتين والتي يقوم بفرزها البنكرياس.[٥]
زيادة امتصاص الكالسيوم والحديد في الغذاء
وبالإضافة إلى ما تُقدمهُ المعدة بهضم البروتين، تساهم أيضًا بزيادة امتصاص الحديد في الجسم، وذلك من خلال مساهمة حمض المعدة بتفكيك أملاح الحديد في الطعام المتناول، من جهةٍ أُخرى يُساهم حمض المعدة بالتقليل من شكل الحديد الأكثر قابلية للذوبان، مما يساهم بتكوين مجمعات مع السكريات، الأمينات، الأسكوربات، وهذا من شأنهِ أن يساهم بتعزيز امتصاص الحديد في جزء الاثني عشر،[٦] أما بما يخص امتصاص الكالسيوم، فتجدر الإشارة إلى أنَّ الكالسيوم لا يتم امتصاصه بشكلٍ كامل عندما يتم تناوله من خلال مصادره المختلفة،[٧]فيساهم حمض المعدة بتسهيل امتصاص الكالسيوم، فلأنَّ امتصاص المعادن في الأمعاء الدقيقة يحتاج وجود جزيئات قابلة للذوبان، ولكن وجود حمض المعدة يساهم بتحويل أملاح الكالسيوم والتي تعتبر بأنَّها غير قابلة للذوبان نسبيًا إلى أشكال أخرى قابلة للذوبان مما يُسهل عملية امتصاصه.[٦]
هل هناك أمراض متعلقة بحمض المعدة؟
حمض المعدة شأنه شأن أي جزءٍ آخر في الجسم الذي يؤدي حدوث أيُّ اضطرابٍ فيه إلى الإصابة بالأمراض بحسب الخلل الذي حصل فيه، فيما يأتي بيان لأبرز الاضطرابات التي يتعرَّض الجسم لها نتيجة الاختلالات الحادثة في حمض المعدة.
ما هو نقص حمض المعدة؟
وهي الحالة التي تتعرَّض فيها المعدة لنقص حمض الهيدروكلوريك فيها، والذي يساهم في عملية الهضم بتكسير العناصر الغذائية ومن ثُمَّ هضمها وامتصاصها كالبروتين على سبيل الذكر لا الحصر، كما يعمب على القضاء على البكتيريا والفيروسات في المعدة وبالتالي حماية الجسم من مسبِّبات العدوى، من الجدير بالذكر أنَّ انخفاض مستويات حمض الهيدروكلوريك له تأثير كبيرة على قدرة الجسم على هضم الأطعمة وامتصاص العناصر المُغذية فيها بشكلٍ صحيح، ومن المهم التنبيه إلى ترك الحالة دون علاج من شأنهِ أن يساهم بتلف الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تعريض الجسم للعدوى بشكلٍ أكبر، والعديد من الاضطرابات الصحية المزمنة، فيما يأتي ذكر لأبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة بحالة نقص حمض المعدة:[٨]
- العمر: حيثُ يُعد نقص حمض المعدة شائعًا بشكلٍ أكبر مع التقدُّم في العمر.
- الضغط العصبى: فقد يساهم التعرُّض للإجهاد المُزمن بالتقليل من إنتاج حمض المعدة.
- نقص فيتامين ب أو الزنك: والذي يؤدي أيضًا إلى التسبُّب بحالة انخفاض في مستويات حمض المعدة.
- تناول الأدوية: حيثُ يساهم تناول مضادات الحموضة، أو الأدوية التي تساهم بعلاج قُرحة المعدة أو الارتجاع الحمضي لمدةٍ طويلة إلى التسبُّب بنقص حمض الهيدروكلوريك في المعدة.
- H. بيلوري: حيثُ يؤدي الإصابة ببكتيريا H. بيلوري سببًا شائعًا للإصابة بقرحة المعدة، وحيثُ يؤدي ترك الحالة دون علاج إلى التسبُّب بانخفاض مستويات حمض المعدة.
- العمليات الجراحية: حيثُ من المحتمل أن يؤدي التعرُّض إلى جراحات المعدة كجراحة المجازاة المعدة إلى التقليل من إنتاج حمض المعدة.
ما هي أعراض نقص حمض المعدة؟
أما بما يخص الأعراض التي يعاني منها المريض نتيجة إصابته بانخفاض مستويات حمض المعدة، والتي ترتبط بضعف عملية الهضم، بالإضافة إلى زيادة قابلية الإصابة بالعدوى وانخفاض امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، فيما يأتي بيان لأبرزها؛
- الانتفاخ
- حالة من التجشؤ.
- الشعور بالمعد المضطربة.
- الشعور بالغثيان عند تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية.
- الشعور بحرقة في المعدة.
- الإسهال.
- الغازات.
- الرغبة في تناول الطعام في حالة عدم الشعور بالجوع.
- عسر الهضم.
- تساقط الشعر.
- ظهور طعام غيرُ مهضوم في البراز.
- ظهور الأظافر بمظهرٍ ضعيفٍ وهش.
- الإعياء.
- التهابات الجهاز الهضمي
- فقر الدم بسبب نقص الحديد.
- نقص معادن أخرى؛ كفيتامين ب 12، الكالسيوم والمغنيسيوم.
- نقص البروتين.
- مشاكل عصبية والتي تتمثَّل بالوخز، التنميل وتغيرات الرؤية.
ما هو زيادة حمض المعدة؟
تتمثَّل وظيفة المعدة بالمساعدة على هضم الطعام المُتناول، وتُعد الطريقة الأولى بالنسبة لها هي استخدام أحماض المعدة لمساعدتها على بدء عملية هضم الطعام، وكما ذُكر سابقًا فإنَّ المكون الرئيس لحمض المعدة يتمثل بحمض الهيدروكلوريك، الذي يتم فرزه بشكلٍ طبيعيّ في المعدة، كما يتم التحكُّم بإفرازه عن طريق الجهاز العصبي وبعض الهرمونات، ولكن في حال إنتاج كمية كبيرة منه يؤدي ذلك إلى ظهور عدة أعراض على المريض تتمثل بما يلي؛ [٩]
- عدم الشعور بالراحة في منطقة البطن، والذي يكون بأسوء حالاته عند فراغ المعدة من الطعام.
- الغثيان أو القيء.
- الإصابة بالانتفاخ.
- الشعور بحرقة في المعدة.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
حرقة المعدة
تُعرف الحالة التي يشعر معها المريض بألمٍ حارق في الصدر، تحديدًا في المنطقة الواقعة خلف عظام الصدر بشكلٍ مباشر، والذي يكون سيئًا بشكلٍ أكبر بعد تناول الطعام، عند المساء أو في حالة الاستلقاء أو الانحناء، من الجدير بالذكر أنَّ هذهِ الحالة تُعتبر من الحالات العرضية الشائعة جدًا والتي لا تدعو إلى القلق، كما يمكن للكثير من المصابين بها التحكّم بحالة الانزعاج الناتجة عن الإصابة بحرقة المعدة من تلقاء أنفسهم من خلال إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة بالإضافةِ إلى تناول الأدوية التي لا يتطلب صرفها وصفةً طبية.[١٠]
داء الارتجاع المعدي المريئي
يُشكِّل مرض الارتجاع المعدي المريئي أحد الأمراض المعدية الشائعة بشكلٍ كبير، والذي يُعرف أيضًا بداء ارتجاع المريء أو مرض الارتجاع الحمضي، والذي يحدث نتيحة حالة من ارتداد السائل المعدي إلى المريء، والذي من شأنهِ التسبُّب بالتهاب أو حدوث تلف في بطانة المريء والذي يُعرف أيضًا بالتهاب المريء، من الجدير بالذكر أنَّ الشائل المُرتد يحتوي على حمض الهيدروكلوريك، الببسين، والعصارة الصفراوية.تجدر الإشارة إلى أنَّ الببسين والعصارة الصفراوية يؤديان إلى التسبُّب بالتهاب المريء، ولكن حمض الهيدروكلوريك هو المتسبِّب الأول بهِ.
المراجع
- ↑ "The Role of HCL In Gastric Function And Health", www.clinicaleducation.org, Retrieved 2020-08-10. Edited.
- ↑ "Gastric Acid", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "Gastric secretion", www.britannica.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "The Phylogeny and Biological Function of Gastric Juice Microbiological Consequences of Removing Gastric Acid", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "Section 23.1Proteins Are Degraded to Amino Acids", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-26. Edited.
- ^ أ ب "Stomach Secretion", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-08-26. Edited.
- ↑ "Calcium Supplements & Absorption", muschealth.org, Retrieved 2020-08-26. Edited.
- ↑ "What Is Hypochlorhydria?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "What to Know About High Stomach Acid", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
- ↑ "Heartburn", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-11. Edited.