الشعر العربي
الشّعر فنّ أدبي من أرقى فنون الشعوب حول العالم، يعبّر به الشاعر عن حالة وجدانية، وينقل به أحداثًا عن مجتمعِه من وجهة نظره، وبما أن الشعر تعبير عن حالات المجتمع فمن البَدَهيّ أن تتعدّد أغراض الشعر بين المدح والهجاء والرثاء والكثير من الأغراض الأخرى. والعرب هم أكثر الشعوب اهتمامًا وتمسكًا بالشعر، وقد خضع الشعر إلى قوانين صارمة من وزن وقافية وما شابه، هذا الشعر كان يتطوّر مع تطور المجتمع، فكان كالمرآة التي تعكس صورة المجتمع، وكانت هذه الصورة كانت فنيّة إبداعية، فيوظف الشاعر العناصر البلاغية من تشابيه واستعارات وغيرها، ويبتدع في أساليب الكلام والتصوير حتى يكون شعره بأبهى حُلّة، وكان الشعر موائمًا للتطور الذي شهدته الحضارة العربية، والعرب هم أكثر الشعوب تمسّكًا بشعرهم ابتداءً من العصر الجاهلي مرورًا بالعصور المتلاحقة فيما بعد، وقد سمّى الجاهليون الشعر بأنه ديوان العرب، فالعرب لم يكونوا أهل تدوين وكتابة في جاهليتهم، فخلّدوا أيامهم ومفاخرهم في أبيات موزونة ومقفّاة تتناقلها الألسن إلى اليوم.[١]
دلالة مقولة: الشعر ديوان العرب
الشّعر العربي هو الفنّ الذي شُغف به العرب، فاعتنوا به طوال تاريخهم العريق، فكان الشعر عندهم مصدرًا للمعرفة، ومنهلًا لتأديب الأولاد، وملاذًا لنقل الأخبار، والوعاء الذي يأخذون منه الحكمة، فحفظ الشعر علومهم وأنسابهم وأيامهم، فابن قتيبة يقول "الشعر معدن شعر العرب، وسِفر حكمتها، ومستودع أيامها، والسور المضروب على مآثرها، والخندق المحجوز على مفاخرها، والشاهد العدل يوم النفار، والحجة القاطعة عند الخصام" فلأهمية هذا الشعر شاعت المقولة القائلة "الشعر ديوان العرب"، والعرب هم أكثر الأمم اهتمامًا بالشعر، فكانوا أمهر الأمم بقوله، فالشعر حظيَ بمرتبة لا يضاهيها أي فن، فكان بلا منافس ديوان العرب الذي يستودعونه أسرار حضارتهم، وقد ألف العرب الكثير من المؤلفات حول الشعر العربي، واستنبط الخليل بن أحمد الفراهيدي علم العروض ليميز الشعر عن باقي الأقول المقفاة، خاصة مع العدد الكبير من الداخلين في الدين الإسلامي.[٢]
إذًا، فالشعر ديوان العرب الذي نقل أخبار الحضارة العربية الإسلامية، واستمرّ العرب في قول الشعر بغزارة حتّى عصورٍ طويلة، ولكن مع انحسار الحضارة العربية الإسلامية، وحضور الظروف التي شهدتها الأمة في أيامها الأخيرة من تراجع وتقهقر جعلت الدور الشعريّ يتراجع أيضًا، دخلت الأنواع الأدبية الأخرى إلى الحضارة العربية من مسرحية ورواية وغيرها، وتراجع دور الشعر لانحسار متذوّقيه في طبقة مجتمعية ضيقة، وانعدام الذائقة الشعرية عند شريحة مجتمعية كبيرة. لقد صحت المقولة التي تقول الأدب مرآة الحياة، وبما أنَّ الشعر أرقى الفنون الأدبية العربية، فعكس الحالة المجتمعية الواهنة للعرب، من تفرق وتخبط، وشعراء العصر يبثون همومهم وشكواهم في قصائدهم، راجين أن تكون أشعارهم ديوانًا للحالة التي يعيشها العرب، وبذلك يبقى الشعر ديوان العرب، الذي به عُرفوا وحفظوا أخبارهم وتميّزوا.[٣]
المراجع
- ↑ "شعر عربي"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
- ↑ "ديوان العرب"، books.google.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
- ↑ "حقًا ما زا ل الشعر ديوان العرب"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.