سبب نقض صلح الحديبية

كتابة:
سبب نقض صلح الحديبية

سبب نقض صلح الحديبية

كان من القبائل التي دخلت في حلف المسلمين قبيلة خزاعة، وفي حلف قريش قبيلة بني بكر، وبعد مرور سنتين من توقيع الصلح هاجمت مجموعة من بني بكر مجموعة من بني خزاعة، وساعدهم في ذلك مجموعة من قريش.[١]

وقد حدث ذلك خارج الحرم، فانحازت خزاعة إلى أرض الحرم حتى تحمي نفسها، ولكن بنو بكر لحقوهم هناك، وظلت قريش تمدهم بالسلاح، فقال بعض بني بكر لسيدهم نوفل بن معاوية: "إنّا قد دخلنا الحرم، إلهك إلهك"، فقال نوفل: "لا إله اليوم يا بني بكر.. أصيبوا ثأركم".[١]

ولما حدث ذلك بعثت خزاعة عمرو بن سالم الخزاعي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستنجده بقصيدة قال فيها:[١]

يا ربّ إنّي ناشد محمّدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجرّدا أبيض مثل البدر يسمو صعدا

إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا

ورد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نصرت يا عمرو بن سالم).[٢][١]

التعريف بالصلح

صلح الحديبة هو صلح أبرمه النبي -صلى الله عليه وسلم- باسم الدولة الإسلامية مع قريش، بعد صراع طويل بين الطرفين، وقد كان ذلك في السنة السادسة للهجرة، بعد أن منع المشركون المسلمين من أداء العمرة، وحدثت مناوشات ومفاوضات أسفرت عن توقيع الصلح، وكان من جملة بنود الصلح: أن من أراد أن يدخل في حلف المسلمين أو حلف قريش من القبائل العربية فله ذلك، وعليه ما عليهم وله ما لهم.[٣]

نتائج نقض الصلح

جاء أبو سفيان -رضي الله عنه- وكان زعيم قريش وما زال على الكفر يعتذر عن فعلتهم ويحاول أن يجدد الصلح، فلم يرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيء، وحاول مع أبي بكر وعمر وعلي -رضي الله عنهم جميعا- أن يشفعوا له فلم يجبه أحد على ما يريد، وحاول مع فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحتى أن أم حبيبة زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته لم تستقبله، فعاد إلى مكة ولم يحصّل شيئا.[٤]

بعد أن نقضت قريش وحليفتها بنو بكر الصلحَ قرر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينصر حلفاءه قبيلة خزاعة، ويؤدب قريشا على ذلك، فعزم على تسيير جيش لفتح مكة، ولكنه لم يصرح بوجهته، وبعث مجموعة من فرسان المسلمين إلى منطقة أخرى، حتى تظن قريش أن تلك المنطقة هي وجهته.[٣]

بعدها استطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفتح مكة، ويزيل مظاهر الشرك فيها، ويدخل أهلها في الإسلام، وبذلك تكون أكبر معاقل الوثنية قد سقطت، بل أصبحت من جند الحق، فلما رأى الناس ذلك أخذوا يدخلون في دين الله أفواجا، ولم تبقى بعدها في جزيرة العرب منطقة لم تخضع لسلطان المسلمين.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث الغزالي (1427)، فقه السيرة النبوية (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 374. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في فقه السيرة الننوية، عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:373، ضعيف.
  3. ^ أ ب ت المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال ، صفحة 308-313. بتصرّف.
  4. محمود شيت خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر ، صفحة 333. بتصرّف.
6876 مشاهدة
للأعلى للسفل
×