سنن العمرة

سنن العمرة القولية

إنّ للعمرة العديد من الأعمال الواجبة والمسنونة، وهذا المقال يُركّز على الأقوال والأفعال التي يُسنّ للمسلم أن يحافظ عليها في عمرته اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وسنن العمرة القولية هي:

التلبية

يُسنّ للمعتمر أن يُكثر من التلبية بعد إحرامه، فيبدأ بها منذ البدء بالإحرام بعقد نية العمرة إلى بدء الطواف، وذلك عند استلام الحجر الأسود، والتلبية هي قول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ).^[١][٢]

الدعاء

يُسنّ للمسلم أن يُكثر من دعاء الله -تعالى- في العمرة، فيدعو بالأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في العمرة؛ كالدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود، والتكبير عند استلام الحجر الأسود، والدعاء عند الصعود على الصفا وعلى المروة، ويدعو كذلك بما شاء من الأدعية العامة المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، ويدعو لنفسه وأهله والمسلمين وبما أحبّ من حاجاته.^[٣]

ومن أبرز الأدعية المأثورة في العمرة ما يأتي:

• الذكر المأثور عند استلام الحجر الأسود

يُسنّ للمسلم أن يقول عند استلام الحجر الأسود أو المرور بمحاذاته: "بسم الله والله أكبر".^[٤]

• الدعاء المأثور بين الركن اليماني والحجر الأسود

كان النبي الكريم يدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود فيقول: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).^[٥]

• الدعاء المأثور عند الصفا والمروة

إذا صعد المعتمر على الصفا يُسنّ أن يقرأ قول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).^[٦]

ثم بعد ذلك يستقبل القبلة، ويوحّد الله ويُكبّره، ويقول: (لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)،^[٧] وإذا وصل إلى المروة فعل مثل ذلك.^[٨]

سنن العمرة الفعلية

تتعدّد السنن الفعلية في العمرة، فمنها ما يتعلّق بالإحرام، ومنها ما يرتبط بالطواف والسعي، ونذكرها فيما يأتي:

السنن الفعلية المتعلقة بالإحرام

يُسنّ قبل الإحرام ما يأتي:^[٩]

• الاغتسال، وهو سنّة للرجل وللمرأة حتى وإن كانت حائضاً أو نفساء.
• التنظّف، وتقليم الأظافر، وحلق العانة، ونتف الإبط.
• لبس ملابس الإحرام والإزار والرداء قبل الإحرام.
• أن يكون الإحرام عقب صلاة فريضة، فإن لم يكن وقت صلاة فريضة توضّأ مَن أراد الإحرام وصلّى ركعتي سنّة الوضوء ثمّ أحرم بعدها.

السنن الفعلية المتعلقة بالطواف

يُسنّ في طواف العمرة ما يأتي:^[١٠]

• استلام الحجر الأسود وتقبيله: ويكون ذلك عند الاستطاعة أثناء الطواف، ودون مزاحمة ومدافعة المسلمين.
• الرمل: وهو الإسراع بالمشي في أول ثلاثة أشواط، وهو خاصٌّ بالرجال دون النساء.
• الاضطباع: وهو خاصٌّ بالرجل أيضاً، وهو أن يكشف منكبه الأيمن بجعل الرداء تحت إبطه ورمي الطرف الآخر فوق منكبه الأيسر.
• استلام الركن اليماني: ويكون ذلك بمسحه فقط دون تقبيله أو التكبير عند محاذاته.
• أداء ركعتيّ الطواف: وتؤدّى بعد الانتهاء من طواف العمرة، ويُسنّ أن تكون خلف المقام لمن استطاع، ويُسنّ بعدها استلام الحجر الأسود إذا كان ذلك ممكناً.
• الشرب من ماء زمزم: ويكون ذلك بعد الانتهاء من الطواف وقبل الذهاب إلى المسعى، ويُسنّ الدعاء والتضلّع أثناء شربها.

السنن الفعلية المتعلقة بالسعي

يُسنّ في السعي ما يأتي:^[١١]

• الطهارة.
• الإسراع في المشي بين العلمين الأخضرين، وهو سنّة في حقّ الرجال دون النساء.
• الموالاة بين أطواف السعي.^[١٢]

المراجع

1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1184، صحيح.
2. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 321، جزء 30. بتصرّف.
3. ↑ "مواضع وصيغ الدعاء في العمرة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2023. بتصرّف.
4. ↑ مجدي فتحي السيد، الصحيح من دعاء الحاج والمعتمر، صفحة 9. بتصرّف.
5. ↑ سورة البقرة، آية:201
6. ↑ سورة البقرة، آية:158
7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، صحيح.
8. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، صفحة 135. بتصرّف.
9. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 82-87، جزء 2. بتصرّف.
10. ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 51-52، جزء 4. بتصرّف.
11. ↑ كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 239-240، جزء 2. بتصرّف.
12. ↑ أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 25، جزء 17. بتصرّف.