شرح حديث استوصوا بالنساء خيرًا

كتابة:
شرح حديث استوصوا بالنساء خيرًا







نص حديث: استوصوا بالنساء خيرًا

وردت هذه العبارة (استوصوا بالنساء خيرًا) في عدة أحاديث نبوية، نستعرض أصحها وأشهرها فيما يأتي:


الحديث الأول

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا).[١]


الحديث الثاني

  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).[٢]


الحديث الثالث

  • أخرج الإمام الترمذي في سننه عن عمرو بن الأحوص -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أَلَا واسْتَوْصُوا بالنساءِ خيرًا، فإنما هُنَّ عَوَانٌ عندَكم، ليس تَمْلِكُونَ منهن شيئًا غيرَ ذلك إِلَّا أن يَأْتِينَ بفاحشةٍ مُبَيِّنَةٍ، فإنْ فَعَلْنَ فاهْجُرُوهُنَّ في المَضَاجِعِ واضْرِبُوهُنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، فإنْ أَطَعْنَكُم فلا تَبْغُوا عليهِنَّ سبيلًا. أَلَا وإنَّ لكم على نسائِكم حَقًّا، ولنسائِكم عليكم حَقًّا، فأما حَقُّكُم على نسائِكم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكم مَن تَكْرَهُونَ، ولا يَأْذَنَّ في بيوتِكم لِمَن تَكْرَهُونَ. أَلَا وإنَّ حَقَّهُنَّ عليكم أن تُحْسِنُوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطعامِهِنَّ).[٣]


شرح حديث: استوصوا بالنساء خيرًا

  • يوصي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم الآباءَ والإخوة والأزواج أن يعاملوا النساء معاملةً حسنة، وأن يُعطوهن حقوقهن، ولا يظلموهن، وأن يأخذوا بأيديهن إلى ما فيه الخير لهم ولهن، فإن النساء ضعيفات رقيقات، يحتجن إلى عطف الأب، وحنان الأخ، ورعاية الزوج ومودته، فحتى لو بدا منهن بعض الخطأ أو الإساءة، فيجب ألا يتم التعامل معهن بالمثل، لأن في خَلْقهن شيئاً من النقص والاعوجاج.
  • وقد قال -صلى الله عليه وسلم- عنهن في حديث آخر: (ما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟ قالَ: أمَّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ)،[٤][٥] والضلع هو عظم الجنب، وفي ذكر الخلق من الضلع إشارة إلى خلق حواء من ضلع آدم عليهما السلام، والمقصود أن المرأة مجبولة ومخلوقة على هذا الاعوجاج فلا يستطيع أحدٌ تغييره، وفُسِّرَ كسرُ الضلع في الحديث بالطلاق، فلا بد للرجل من تركها على طبيعتها وإحسان معاملتها بشرط ألا تفعلَ إثمًا أو شرًّا.[٦]
  • وفي الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي، يوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا الرجال بالإحسان إلى النساء، ويأمرهم بمعاشرتهنّ بالمعروف، وعدم ظلمهن، فهن يعشن عند الأزواج كما يعيش الأسير عند أسره، تشبيهًا بضعفهن وقلة حيلتهن وسلطة الرجال عليهن، إلا إذا فعلنَ ذنبًا عظيمًا كالزنا، أو أمرًا قبيحًا من قولٍ أو عمل لا يُرضي الزوج.
  • ويُتدرج معهنّ في العقوبة من هجر في الفراش، وضرب غير مبّرح، فإن أطعن بعد ذلك وعدن إلى رشدهن فلا يُظلمن، ثم بيّن النّبي -عليه الصلاة والسلام- حقوق النّساء والرّجال لكل واحد منهما على الآخر، فمن حقّ الرّجل على المرأة ألا تفعل الفاحشة، وألا تُدخِلَ إلى منزله من يكرهُ دخوله من الأشخاص، سواءٌ كان الداخل امرأةً أو رجلًا أجنبيًا أو محرمًا من المحارم، وحق المرأة على الرّجل أن يُحسن معاملتها ويرفق بها في كل الأحوال، وأن يُنفق عليها ويكفيها كل ما تحتاج إليه من لباس وطعام وشراب ونحو ذلك.[٧]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5185، حديث صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1468، حديث صحيح.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 3087، حديث حسن صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:79، حديث صحيح.
  5. مجموع الفتاوى، "شرح حديث : «استوصوا بالنساء خيرا»"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 23/12/2021. بتصرّف.
  6. عبد الحق الدهلوي، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، صفحة 109. بتصرّف.
  7. "شرح حديث استوصوا بالنساء خيرا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23/12/2021. بتصرّف.
8785 مشاهدة
للأعلى للسفل
×