علاج الكبد

كتابة:
علاج الكبد

علاج أمراض الكبد

يَعتمد تحديد العلاج المناسب لأمراض الكبد على المشكلة الصحيّة التي يعاني منها الشخص المصاب، وفي بعض الحالات قد يكفي إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة لمعالجة بعض أمراض الكبد البسيطة، أمّا بعض أمراض الكبد الأخرى الأكثر خطوراً فقد تحتاج إلى علاج دوائيّ أو جراحيّ، وفي الحالات الشديدة التي تؤدي إلى فشل وظائف الكبد فقد يلجأ إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد.[١]


يمكن القول بأن إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة واتّباع نمط حياة صحيّ غالباً ما يلعب دوراً مهمّاً في تحسين وظائف الكبد، ويعدّ جزء من علاج معظم أمراض الكبد المختلفة، وفي حال تشخيص الإصابة بأحد هذه الأمراض فقد ينصح الطبيب المصاب بإجراء التعديلات الآتية على نمط الحياة:[١]

  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة المتوسطة بما يتراوح بين 30-60 دقيقة، لما لا يقلّ عن أربعة أيّام أسبوعيّاً.
  • اتّباع الإجراءات اللازمة لخسارة الوزن الزائد، مثل خفض معدّل السعرات الحراريّة اليوميّة بما يتراوح بين 500-1000 سعرة حراريّة في اليوم الواحد.
  • تجنّب تناول اللحوم الحمراء، والدهون المتحولة، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من شراب الذرة الغنيّ بسكّر الفركتوز، والسكريّات أو الكربوهيدرات المعالجة.
  • مراقبة وظائف الكبد بشكلٍ دقيقة ودوريّ من قِبَل الطبيب


التهاب الكبد الوبائيّ

يعرّف التهاب الكبد الوبائيّ (بالإنجليزية: Viral hepatitis) على أنّه عدوى فيروسيّة تصيب الكبد وتؤدي إلى التهابه وتضرّره، -حيث إن الالتهاب هو الانتفاخ أو التورّم الحاصل في أحد أنسجة الجسم نتيجة التعرّض لإصابة أو عدوى وبدوره قد يؤدي الالتهاب إلى إحداث ضرر في العضو المتأثر- ومن أنواع الفيروسات التي قد تمّ اكتشافها إلى الآن والتي تؤدي إلى التهاب الكبد فيروس الالتهاب الكبديّ أ، وب، وسي، ودي، وإي.[٢]


التهاب الكبد الوبائي أ

يعتمد علاج التهاب الكبد الوبائيّ أ (بالإنجليزية: Hepatitis A) بشكلٍ أساسيّ على علاج الأعراض المصاحبة للمرض، وذلك للمساعدة على التخفيف منها والسيطرة عليها حتى تتمّ عمليّة الشفاء بشكلٍ طبيعيّ عن طريق مناعة الجسم، إذ لم ينتج إلى الآن علاج فعّال للقضاء على عدوى التهاب الكبد الوبائيّ أ، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التنسيق مع الطبيب المختص في حال الإصابة بالعدوى لتحديد العلاجات المناسبة، بالإضافة إلى ضرورة الطلب من الأشخاص المخالطين للشخص المصاب إجراء تحليل للعدوى، وذلك للوقاية من الإصابة، وتعالج عدوى التهاب الكبد الوبائيّ أ مثل العديد من أنواع أمراض العدوى الفيروسيّة الأخرى، والمتمثلة بتناول كميّة كافية من السوائل، والحصول على الراحة الكافية، واستخدام الأدوية اللازمة بحسب إرشادات الطبيب للتخفيف من الأعراض المصاحبة للعدوى مثل الغثيان، والتقيؤ، وألم العضلات والمفاصل، والأعراض المشابهة لعدوى الإنفلونزا، وقد تستمرّ أعراض المرض لمدّة شهر أو أكثر في بعض الحالات.[٣][٤]


التهاب الكبد الوبائي ب

تنقسم عدوى التهاب الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، إلى عدوى حادّة أو مؤقتة، وعدوى مزمنة، يعالج كل نوع من العدوى بطريقة مختلفة نبينها في ما يأتي:[٥]

  • التهاب الكبد الوبائيّ ب الحادّ: لم ينتج إلى الآن أيضاً علاج فعّال للقضاء على عدوى التهاب الكبد الوبائيّ ب الحادّ (بالإنجليزية: Acute hepatitis B)، ويهدف العلاج إلى التخفيف من شدّة المرض والأعراض المصاحبة له من خلال حقن الشخص المصاب بالجلوبيولين المناعيّ ضد التهاب الكبد البائيّ (بالإنجليزية: HBIG)؛ وهو عبارة عن بروتين دمويّ مكثف يساهم في تحفيز الجسم على إنتاج الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) المسؤولة عن القضاء على الفيروس، وعلى الرغم من أنّ هذا العلاج لا يقضي على الفيروس بشكلٍ تامّ، إلّا أنّه يساهم في تعزيز قدرة الجسم على القضاء عليه، ويمكن تقديم هذا النوع من العلاج في الفترة بين اليوم الأول إلى الأسبوع الأول من التعرّض للفيروس، كما قد يتضمّن العلاج في حال مصاحبته للأعراض الحاجة إلى الراحة الكافية، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومتكامل، وتناول كميّة كافية من السوائل، بالإضافة إلى تجنّب استخدام أيّة أدوية دون استشارة الطبيب، والامتناع عن تناول الكحول بسبب استقلاب الحكول والعديد من الأدوية في الكبد.
  • التهاب الكبد الوبائيّ ب المزمن: يهدف علاج التهاب الكبد الوبائيّ ب المزمن (بالإنجليزية: Chronic hepatitis B treatment) إلى منع تطوّر الإصابة إلى تشمّع في الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو سرطان الكبد، أو فشل الكبد، بالإضافة إلى منع انتقال العدوى إلى الآخرين، ومن الأدوية والعلاجات المتّبعة في هذه الحالة ما يأتي:
    • الإنترفيرون: يلجأ إلى استخدام الإنترفيرون (بالإنجليزية: Interferon) الصناعيّة للمساعدة على دعم الجهاز المناعيّ لتثبيط قدرة الفيروس على التضاعف في الجسم، حيث إن الإنترفيرونات هي أحد البروتينات المناعيّة الطبيعيّة المساندة للجهاز المناعيّ، ويعطى في العادة دواء بيغ-إنتيرفيرون (بالإنجليزية: Pegylated interferon) على شكل حقنة أسبوعيّة لمدّة قد تصل إلى 48 أسبوعاً، أمّا بالنسبة للآثار الجانبيّة للدواء فقد تتضمّن بعض الأعراض المشابهة لعدوى الإنفلونزا مثل الأعياء، والتعب، والشعور بالتوعك، وألم العضلات.
    • مضادّات الفيروسات: قد يصف الطبيب بعض مضادّات الفيروسات مثل دواء تينوفوفير (بالإنجليزية: Tenofovir) ودواء إينتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، وهي من الأدوية ذات الفاعليّة العالية في الحدّ من الحِمل الفيروسيّ (بالإنجليزية: Viral load) في الدم، وقد يصل إلى درجة لا يمكن فيها الكشف عن الفيروس في الدم لدى العديد من الأشخاص المصابين، وتستخدم هذه الأدوية بشكلٍ فمويّ يوميّاً، وهي من الأدوية ذات الآثار الجانبيّة المحدودة.
    • الجراحة: في حال تطوّر المرض إلى مرحلة سرطان الكبد، أو فشل الكبد فقد يلجأ إلى إجراء عمليّة زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver transplantation)، ويأخذ المريض في العادة مضادّات الفيروسات، والجلوبيولينات المناعيّة ضد التهاب الكبد البائيّ، قبل إجراء عمليّة الزراعة وبعد الانتهاء منها لمنع عودة الإصابة بالعدوى مرة أخرى.


التهاب الكبد الوبائي سي

يعتمد علاج التهاب الكبد الوبائيّ سي (بالإنجليزية: Hepatitis C) على مضادّات الفيروسات التي تثبط قدرة الفيروس على التكاثر داخل الجسم وتقضي عليه، وفي حال الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيّ سي الحادّ فقد يكتفي الطبيب بمراقبة تطوّر المرض، ويبدأ بالعلاج في حال تطوّره إلى التهاب مزمن فقط، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الجسم لا يشكّل مناعة ضدّ فيروس التهاب الكبد الوبائيّ سي بعد الشفاء، لذلك يجب الحرص على اتّخاذ طرق الوقاية اللازمة لمنع الإصابة مرة أخرى بالعدوى، أمّا بالنسبة للأدوية المستخدمة في العلاج فقد كانت تتمثل سابقاً بالعلاج بدواء بيغ-إنتيرفيرون المتوفّر على شكل حُقن أسبوعيّة، ودواء ريبافيرين (بالإنجليزية: Ribavirin)‏ المتوفّر على شكل حبوب أو كبسولات فمويّة، ويستمرّ العلاج عدّة أسابيع في العادة، ومؤخراً تمّ تطوير عدد من الأدوية الأكثر فاعليّة في القضاء على الفيروس والتي تتوفّر جميعها على شكل حبوب فمويّة، ومنها دواء سوفوسبوفير (بالإنجليزية: Sofosbuvir)، ودواء داكلاتازفر (بالإنجليزية: Daclatasvir)، ودواء سيميبريفير (بالإنجليزية: Simeprevir)، وفي الحالات التي يتطوّر فيها المرض للتسبّب بتشمّع الكبد فقد يحتاج الشخص المصاب إلى علاجات أخرى مثل بعض الأدوية، والجراحة، أو زراعة الكبد في الحالات الشديدة التي يعاني فيها الشخص المصاب من سرطان الكبد، أو فشل الكبد.[٦][٧]


التهاب الكبد الوبائي دي

في الحقيقة لا يوجد علاج فعّال ضدّ عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائيّ دي (بالإنجليزية: Hepatitis D)، ويتبع في العادة نفس طريقة العلاج المتّبعة مع عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائيّ ب، إذ أظهرت هذه الأدوية فاعليّة في السيطرة على المرض والتخفيف من الأعراض المصاحبة له، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد الوبائيّ ب ودي في آن واحد يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمشاكل صحيّة ومضاعفات خطيرة على الكبد، لذلك يجب الحرص على المتابعة المستمرّة مع الطبيب المختص.[٨]


التهاب الكبد الوبائي إي

لا يوجد إلى الآن علاج فعّال للقضاء على عدوى التهاب الكبد الوبائيّ إي (بالإنجليزية: Hepatitis E) مثل العديد من أنواع العدوى الفيروسيّة، ويعتمد العلاج بشكلٍ رئيسيّ على التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض، والحصول على الراحة الكافية، وتناول كميّة كافية من السوائل، وأخذ بعض العلاجات الدوائيّة للتخفيف من بعض الأعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، وألم العضلات والمفاصل، والأعراض المشابهة لأعراض عدوى الإنفلونزا.[٩]>


تليف الكبد

يعرّف تليّف الكبد (بالإنجليزية: Liver fibrosis) على أنّه كميّة كبيرة من الأنسجة الندبيّة (بالإنجليزية: Scar tissue) تتكون في الكبد، نتيجة لمحاولته لإصلاح الخلايا المتضرّرة فيه بشكلٍ سريع بسبب التعرّض لبعض المشاكل الصحيّة في الكبد،[١٠] إذ تسبّب معظم أمراض الكبد المزمنة تليّفاً في الكبد بسبب الالتهاب المزمن الحاصل فيه، والذي بدوره يؤدي إلى تشكّل النسيج الندبيّ أو التليّف، ويعتمد علاج تليّف الكبد بشكلٍ رئيسيّ على تحديد مسبّب التليّف وعلاجه ممّا يساهم في عكس تأثير التليّف واستعادة جزء كبيرة من الأنسجة المتضرّرة إلى وضعها الوظيفيّ الطبيعيّ، خصوصاً في حال البدء في العلاج خلال مراحل مبكّرة من المرض، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات الشائعة التي قد يلجأ لها الطبيب للمساعدة على علاج تليّف الكبد:[١١]

  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • وصف العلاجات الدوائيّة المناسبة في حال المعاناة من أحد أنواع التهاب الكبد الوبائيّ المزمن.
  • وصف بعض الأدوية المثبطة لجهاز المناعة في حال المعاناة من اضطراب مناعيّ.
  • التوقف عن استخدام بعض الأدوية في حال ربط استخدامها بالإصابة بالتليّف.
  • اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وخسارة الوزن الزائد، وتنظيم مستويات الدهون، والكولسترول، والسكّر في الدم.
  • علاج انسداد القناة الصفراويّة في حال الإصابة به.
  • استخدام بعض الأدوية التي تساعد على التخلّص من الكميّات الزائد من المعادن المتراكمة في الكبد، مثل الحديد والنحاس.


تشمع الكبد

يُعدّ تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) المرحلة المتقدمة أو النهائيّة من تليّف الكبد، وفيه يفقد الكبد جزء كبير من وظائفه بسبب استبدال الخلايا الوظيفيّة للكبد بنسيج ندبيّ لاوظيفيّ، وتشكّل المراحل المتقدّمة من التشمّع خطراً على حياة المصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ الضرر الحاصل على الكبد نتيجة التشمّع لا يمكن علاجه، ولكن يمكن منع تقدّم المرض، والحدّ من الضرر الحاصل على الكبد والمحافظة على الجزء السليم منه.[١٢] والوقاية من المضاعفات الصحيّة التي قد تكون مصاحبة له، لذلك يجب تحديد مسبّب التشمّع وعلاجه، مثل وصف الطبيب لمضادّات الفيروسات أو الأدوية الستيرويديّة (بالإنجليزية: Steroids) في حال الإصابة بالتهاب الكبد، كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية الخاصة بعلاج التشمّع، ومن الضروريّ في هذه المرحلة من المرض وبغض النظر عن مسبّب التشمّع تجنّب جميع العناصر، والأدوية، والعادات التي قد تضرّ الكبد مثل الكحول والذي بدوره قد يؤدي أيضاً إلى زيادة وتيرة التشمّع، وتطوّر المضاعفات الصحيّة، وفي حال تسبّب التشمّع بفشل الكبد فقد يلجأ إلى إجراء عمليّة زراعة الكبد.[١٣]


مرض الكبد الدهني غير الكحولي

تتمثل الإصابة بمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ (بالإنجليزية: Nonalcoholic fatty liver disease) واختصاراً NAFLD بتجمّع غير طبيعيّ للدهون في الكبد، حيث تزيد عن ما يتراوح بين 5-10 من وزن الكبد في ما يُعرَف بالتنكّس الدهنيّ (بالإنجليزية: Steatosis)، إذ يحتوي الكبد بشكلٍ طبيعيّ على نسبة صغيرة من الدهون، وفي الحالات المتقدّمة من المرض والتي تتراكم فيها نسبة عالية من الدهون في الكبد وتؤدي إلى انتفاخه وتضرّره، مسببة ما يُعرَف بالتهاب الكبد الدهنيّ اللاكحولي (بالإنجليزية: Nonalcoholic steatohepatitis) واختصاراً NASH، وفي الحقيقة لا يوجد علاج فعّال لمرض الكبد الدهنيّ غير الكحوليّ، إلّا أنّ الاكتشاف المبكّر للمرض، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام قد يساهم في عكس تأثير المرض، والوقاية من تضرّر الكبد، كما تساهم خسارة الوزن الزائد بشكلٍ كبير في التخفيف من حدّة المرض والمساعدة على العلاج، ويُنصح بخسارة ما لا يقلّ عن 10% من وزن الجسم، كما غالباً ما تبدأ التأثيرات الإيجابيّة في الظهور بعد خسارة من يتراوح بين 3-5% من وزن الجسم الزائد، وفي الحالات الشديدة من المرض قد يلجأ الطبيب إلى عمليّة زراعة الكبد.[١٤][١٥]


أمراض الكبد المناعية الذاتية

تعرّف أمراض المناعة الذاتيّة (بالإنجليزية: Autoimmune disorder) على أنها الأمراض الناجمة عن مهاجمة الجهاز المناعيّ لخلايا وأنسجة الجسم السليمة، ممّا يؤدي إلى تضرّرها وتدميرها، وقد تصيب أمراض المناعة الذاتيّة القنوات الصفراويّة والكبد وتؤدي إلى تضرّره، كما قد تؤدي هذه الأمراض إلى الإصابة بالتهاب مزمن في الكبد.[١٦]


التهاب الكبد المناعي الذاتي

كما ذكر سابقاً تحدث الإصابة بالتهاب الكبد المناعيّ الذاتيّ (بالإنجليزية: Autoimmune hepatitis) نتيجة مهاجمة الجهاز المناعيّ لخلايا الكبد، وعلى الرغم من عدم اكتشاف المسبّب الرئيسيّ لهذا الاضطراب، إلّا أنّ بعض العوامل البيئيّة والوراثيّة قد تلعب دوراً في تحفيز الإصابة بالمرض، ويمكن تقسيم المرض إلى نوعين رئيسيين وهما التهاب الكبد المناعيّ الذاتيّ من النوع الأول، والتهاب الكبد المناعيّ الذاتيّ من النوع الثاني، ويعدّ النوع الأول من المرض هو النوع الأكثر شيوعاً، ويصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من المرض قد يكون مصحوباً بأنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتيّة مثل التهاب القولون التقرحيّ (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، والتهاب الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroiditis)، ومرض غريفز أو الدُّرَاق الجُحُوظِيّ (بالإنجليزية: Graves' disease)، أمّا بالنسبة للنوع الثاني من المرض فيصيب الفتيات بين سنّ 2-14 من العُمُر في الغالب، وقد يصيب البالغين أيضاً في بعض الحالات.[١٦][١٧]


يهدف علاج التهاب الكبد المناعيّ الذاتيّ بشكلٍ رئيسيّ إلى تثبيط الجهاز المناعيّ المسؤول عن مهاجمة خلايا الكبد، ممّا يساهم في منع تطوّر المرض، واستعادة سلامة خلايا الكبد المتضرّرة، خصوصاً في حال التشخيص والعلاج المبكّر للمرض، وفي العديد من الحالات الخفيفة من المرض والحالات غير المصحوبة بالأعراض قد لا يحتاج الشخص المصاب الخضوع للعلاج ويكفي مراقبة المرض من قِبَل الطبيب بشكلٍ دوريّ، ومراقبة الأعراض المصاحبة له، وإجراء بعض التحاليل المخبريّة لتحديد الفترة المناسبة للبدء بالعلاج، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات الدوائيّة الأوليّة التي قد يصفها الطبيب للمساعدة على العلاج:[١٨]

  • أدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) مثل دواء بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
  • دواء آزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)‏.
  • مثبطات المناعة الأخرى مثل دواء السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، وحمض الميكوفينوليك (بالإنجليزية: Mycophenolic acid)، ودواء تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، ويتمّ اللجوء إلى هذه الأدوية في العادة في حال عدم فاعليّة أدوية الكورتيكوستيرويد، وآزاثيوبرين، أو في حال تسبّبها لآثار جانبيّة شديدة.


يبدأ معظم الأشخاص المصابين بما يُعرَف بمرحلة الهدأة (بالإنجليزية: Remission) عند الخضوع للعلاج المناسب، وبعد ما يتراوح بين 2-3 سنوات من العلاج، وهي المرحلة التي يختفي فيها جزء كبير من أعراض المرض، ويبدأ الكبد باستعادة وظائفه الطبيعيّة، إلّا أنّ المرض قد يعود إلى شدّته السابقة في العديد من الحالات، لذلك غالباً ما يحتاج الأشخاص المصابين إلى الاستمرار في استخدام جرعات خفيفة ودائمة من دواء بريدنيزون، ودواء آزاثيوبرين للتمكن من السيطرة على المرض، وفي بعض الحالات النادرة قد لا يستجيب الشخص المصاب للعلاج، أو قد لا يكون قادراً على تحمّل الآثار الجانبيّة للعلاجات الدوائيّة ممّا قد يؤدي إلى تطور المرض لتشمّع الكبد، أو فشل الكبد، والحاجة إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد.[١٨]


تشمع المرارة الأولي

يُعدّ التهاب الأقنية الصفراويّة الأوليّ (بالإنجليزية: Primary biliary cholangitis)، أو كما عُرِف سابقاً بتشمع المرارة الأوليّ (بالإنجليزية: Primary biliary cirrhosis) أحد أمراض المناعة الذاتيّة التي تصيب الكبد والقنوات الصفراويّة وتتسبب في تدميرها، وهو من الأمراض التي لم يُعرَف مسبّبها الرئيسيّ إلى الآن أيضاً، إلا أنّ بعض العوامل الوراثيّة والبيئيّة تلعب دوراً في تحفيز الإصابة بالمرض، ومن الجدير بالذكر أنّ القنوات الصفراويّة مسؤولة عن نقل العصارة الصفراويّة (بالإنجليزية: Bile) في الكبد، وتلعب العصارة الصفراويّة دوراً في تخليص الجسم من السموم والكولسترول وخلايا الدم الحمراء الميّتة، بالإضافة إلى دورها في المساعدة على هضم الطعام، وقد يؤدي تضرر القنوات الصفراويّة إلى انسدادها، وتجمّع العصارة الصفراويّة في الكبد، والذي قد ينجم عنه تندب في أنسجة الكبد والإصابة بتشمّع الكبد، وغالباً ما يتطوّر المرض ببطء، ويمكن الحدّ من سرعة تطوره من خلال استخدام بعض العلاجات الدوائيّة، خصوصاً في حال البدء بالعلاج في وقت مبكّر من الإصابة،[١٩] ومن العلاجات التي قد تساهم في الحدّ من سرعة تطوّر المرض نذكر ما يأتي:[٢٠]

  • دواء حمض يوروديوكسي كوليك (بالإنجليزية: Ursodeoxycholic acid)، وفي حال عدم الاستجابة للعلاج قد يلجأ إلى استخدام دواء حمض أسيتوم أوبيتيكوليك (بالإنجليزية: Obeticholic acid)‏ والفايبرات (بالإنجليزية: Fibrates).
  • أدوية للتخفيف من الحكّة المصاحبة للمرض مثل دواء ريفامبيسين (بالإنجليزية: Rifampicin)، ودواء الكولسترامين (بالإنجليزية: Cholestyramine).
  • أدوية مدرّات البول (بالإنجليزية: Diuretics)‏ للمساعدة على السيطرة على احتباس السوائل المصاحب للمرض.
  • الحدّ من تناول الملح.
  • تناول مكمّلات الفيتامينات، خصوصاً الفيتامينات المنحلّة في الدهون بسبب انخفاض نسبة امتصاصها من الطعام.
  • اتّباع نظام غذائيّ غنيّ بالفيتامينات، والمعادن، والعناصر الزهيدة (بالإنجليزية: Trace elements).
  • الإقلاع عن تناول الكحول.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة مثل المشيّ، وحمل الأثقال، بالإضافة إلى تناول مكمّلات الكالسيوم، وفيتامين د للحدّ من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
  • زراعة الكبد في الحالات الشديدة من المرض.


التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي

التهاب الأقنية الصفراويّة المصلب الابتدائيّ (بالإنجليزية: Primary Sclerosing Cholangitis)، وهو أحد أمراض المناعة الذاتيّة التي تصيب القنوات الصفراويّة وتؤدي إلى التهابها وتشكّل النسيج الندبيّ فيها، ممّا يؤدي بدوره إلى تضيّق هذه القنوات وتصلّبها، وتطور بعض المشاكل الخطيرة في الكبد، أمّا بالنسبة للعلاج فيقتصر على التخفيف من الأعراض مثل الحكّة، وعلاج العدوى البكتيريّة بالمضادّات الحيويّة في حال حدوثها، بالإضافة إلى استخدام مكمّلات الفيتامينات، وفي الحالات الشديدة من المرض قد يحتاج المصاب إلى إجراء عمليات جراحيّة أو التنظير الداخلي للمساعدة على تصريف العصارة الصفراويّة بشكلٍ جزئيّ إذ لا يوجد علاج شافٍ لهذا المرض إلى الآن.[٢١][٢٢]


التهاب الكبد السّمي

يُعرّف التهاب الكبد السُّمي (بالإنجليزية: Toxic hepatitis) على أنّه التهاب الكبد الناجم عن ردّة فعل الكبد غير طبيعيّة تجاه أحد العناصر المختلفة مثل الأدوية، والمكمّلات الغذائيّة، والعناصر الكيميائيّة، والكحول، وتتطوّر الإصابة بالتهاب الكبد السُّمي خلال عدّة ساعات أو أيّام، أو قد تحتاج إلى عدّة أشهر من التعرّض الدوريّ للمادّة المسببة للسميّة، وتزول الأعراض المصاحبة لهذا النوع من التهاب الكبد بمجرّد توقف التعرّض لها في الغالب، إلّا أنّ الضرر الحاصل على الكبد قد يكون دائماً خصوصاً في حال الوصول إلى مرحلة تليّف أو تشمّع الكبد، وقد تصل خطورة بعض الحالات إلى فشل الكبد،[٢٣] ومن الجدير بالذكر أنّه قد يكون مسبّب السميّة واضحاً ممّا يساهم في منع التعرّض إليه لإيقاف تطوّر المرض والحدّ من الأعراض المصاحبة له، أو قد يحتاج الطبيب إلى إجراء بحث دقيق لتحديد مسبّب السميّة في بعض الحالات، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات التي قد تساهم في التخلّص من التهاب الكبد السّمي:[٢٤]

  • الرعاية الداعمة: وتتضمّن تقديم العلاجات المختلفة التي تساهم في التخفيف من الأعراض مثل تقدم السوائل الوريديّة، والأدوية التي تساعد على التخفيف من الأعراض مثل الغثيان والتقيؤ، ومراقبة الضرر الحاصل على الكبد.
  • الأدوية: في حال كانت سميّة الكبد ناجمة عن استخدام جرعة عالية من دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، وتمّ الكشف عن ذلك في وقت مبكّر خصوصاً خلال 16 ساعة الأولى من التعرّض للجرعة العالية، فيلجأ الطبيب إلى تقديم مادّة الأسيتيل سيستئين (بالإنجليزية: Acetylcysteine) على الفور لتثبيط تأثير الدواء في الكبد وإيقاف الضرر الحاصل عليه.
  • الرعاية الطارئة: في بعض الحالات الأخرى من تناول جرعة عالية من أحد الأدوية قد يحتاج الشخص إلى رعاية طارئة لإزالة الدواء من الجسم، وكبح تأثيره السّام من الجسم.
  • زراعة الكبد: في الحالات المتطورة من المرض والتي يفقد فيها الكبد جزء كبير من وظائفه، قد يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد، وفيها يستأصل الطبيب الكبد المتضرّر، ويزرع كبد سليم من شخص متوفى، أو من متبرع حي إذ إنّ في هذه الحالة يتبرع الشخص بجزء من الكبد فقط.


أمراض الكبد الوراثية

هي الأمراض الوراثية المنقولة من الجيل السابق إلى الآباء ومن ثمّ الأجيال الجديدة أو الأطفال،[٢٥] وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الأمراض:


داء ترسب الأصبغة الدموية

تتمثل الإصابة بداء ترسّب الأصبغة الدمويّة (بالإنجليزية: Hemochromatosis) أو ما يعرف بفرط حمل الحديد أو التحميل المفرط بالحديد، بتراكم عنصر الحديد في الجسم بشكلٍ غير طبيعيّ في الكبد وبعض أعضاء الجسم الأخرى، ممّا يؤدي إلى تضرّرها، وهو من الأمراض التي يرتفع خطر الإصابة بها في حال إصابة أحد أفراد العائلة، ويهدف العلاج بشكلٍ رئيسيّ إلى خفض نسبة الحديد في الجسم، والتخفيف من الأعراض والمضاعفات التي قد تصاحب المرض، ومن العلاجات المتّبعة نذكر ما يأتي:[٢٦]

  • الفصد: أو بضع الوريد (بالإنجليزية: Phlebotom)، هي عمليّة يلجأ إلى إجراؤها لخفض نسبة الحديد في الجسم، وتعتمد على سحب ما يقارب نصف ليتر من الدم من الشخص المصاب بشكلٍ أسبوعيّ لمدّة قد تصل إلى ثلاثة سنوات متواصلة، وبعد انخفاض نسبة الحديد في الجسم إلى المعدّل الطبيعيّ قد يستمر المصاب في إجراء العمليّة بمعدّل منخفض وبحسب حالة الشخص المصاب.
  • العلاج بالاستخلاب: يعتمد العلاج بالاستخلاب (بالإنجليزية: Chelation therapy) على استخدام دواء للتخلّص من النسبة العالية من الحديد في الجسم، ويتوفّر الدواء في العادة على شكل حُقن تؤخذ عند الطبيب، أو حبوب فمويّة يمكن استخدامها في المنزل، ويلجأ إلى هذا النوع من العلاج في حال عدم القدرة على تحمّل سحب الدم بشكلٍ أسبوعيّ من الشخص المصاب.
  • تجنّب مكمّلات الحديد: يجب الحرص على الامتناع عن استخدام المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الحديد، بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائيّ لا يحتوي على الأطعمة الغنيّة بالحديد، والامتناع عن تناول الكحول.
  • اختبارات التحريّ: بسبب ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكبد لدى الأشخاص المصابين بداء ترسّب الأصبغة الدمويّة، يجب الحرص على إجراء اختبارات التحريّ التي تساعد على الكشف المبكّر للإصابة بسرطان الكبد بشكلٍ دوريّ.


عوز ألفا-1 أنتيتريبسين

يُعدّ عوز ألفا-1 أنتيتريبسين (بالإنجليزية: Alpha-1 antitrypsin deficiency) أحد أنواع الأمراض الوراثيّة التي تصيب الرئتين والكبد، وتؤدي إلى تضرّرهما، وتختلف الأعراض المرافقة للمرض وفترة ظهورها من شخص لآخر، وفي الحقيقة لم ينتج إلى الآن أي علاج فعّال لهذا المرض، وإنّما يقتصر العلاج على الكشف عن المضاعفات الصحيّة المصاحبة للمرض بشكلٍ مبكّر وعلاجها، بالإضافة إلى تقديم العناصر الغذائيّة الضروريّة للجسم والمحفاظة على مستوياتها،[٢٧][٢٨] ووصف المضادّات الحيويّة التي تساعد على القضاء على العدوى الصدريّة، والحصول على المطاعيم التي تقي من الإصابة ببعض الأمراض الصدريّة مثل الإنفلونزا والالتهاب الرئويّ أو ذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia)، وعلاج مضاعفات المرض مثل النفاخ الرئويّ (بالإنجليزية: Emphysema)، وتشمّع الكبد، ومدرات البول للتخلّص من احتباس السوائل، وموسعات القصبات الهوائيّة، مع إمكانيّة التعويض عن نقص البروتين في الدم في بعض الحالات، وبالإضافة إلى ذلك يجب على الشخص المصاب الامتناع عن التدخين، وتناول الكحول، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وإعلام الطبيب على الفور في حال المعاناة من السعال أو نزلة البرد، وذلك للحصول على العلاج المناسب خلال أسرع مدّة ممكنة، أمّا في الحالات الشديدة من المرض فقد يحتاج الشخص المصاب إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد.[٢٩]


مرض ويلسون

يتمثل مرض ويلسون (بالإنجليزية: Wilson disease) بتراكم كميّة كبيرة من عنصر النحاس في الكبد، وبعض الأعضاء الأخرى من الجسم مثل الدماغ وقرنيّة العين، وذلك بسبب عدم القدرة على التخلّص من الكميّات الزائدة من النحاس عن طريق القنوات الصفراويّة، وهو من الأمراض الوراثيّة النادرة التي قد تؤدي في النهاية إلى تشمّع الكبد، أو فشل الكبد الحادّ في بعض الحالات النادرة، والذي يتطلّب بدوره إجراء عمليّة زراعة للكبد، ومن الجيد ذكره أنّه يمكن علاج العديد من حالة الإصابة بمرض ويلسون بفاعليّة ومنع تطوّر المرض والتخلّص من الأعراض المصاحبة له، إذ يهدف العلاج بشكلٍ أساسيّ إلى خفض مستوى عنصر النحاس إلى نسبته الطبيعيّة في الجسم، ومنع عودة ارتفاعها، والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض،[٣٠][٣١] ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدّة عوامل مثل شدّة المرض، والعُمُر، والأعراض المرافقة له، والصحّة العامّة للشخص المصاب، ويحتاج الشخص المصاب إلى الاستمرار في العلاج مدى الحياة لمنع عودة ارتفاع مستوى النحاس في الجسم، وقد يتضمّن العلاج ما يأتي:[٣٢]

  • الحدّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من النحاس.
  • وصف مكمّلات الزنك، لما لها من دور في الحدّ من امتصاص النحاس من الطعام.
  • وصف مكمّلات فيتامين ب6.
  • علاج الضرر الحاصل في الكبد، والجهاز العصبيّ المركزيّ.
  • وصف الأدوية التي تعالج بعض الأعراض مثل تصلّب ورجفة العضلات.
  • زراعة الكبد في الحالات الشديدة من المرض.
  • وصف الأدوية التي تساهم في خفض نسبة النحاس في الجسم من خلال الارتباط به وطرده من أنسجة الجسم المختلفة، مثل دواء بنيسيلامين

(بالإنجليزية: Penicillamine) ودواء ترينتين (بالإنجليزية: Trientine)، ويحتاج الشخص المصاب إلى استخدام هذه الأدوية مدى الحياة.[٣٢][٣١]


أمراض الكبد الخلقية

تُعرّف أمراض الكبد الخلقيّة (بالإنجليزية: Congenital liver defects) على أنّها اضطرابات في الكبد مصاحبة للشخص منذ الولادة، وهي من الأمراض الناردة، والتي غالباً ما تؤدي إلى انسداد القنوات الصفراويّة ممّا ينجم عنه تراكم العصارة الصفراويّة في الكبد وتسبّبها بتضرّره، ويعتمد علاج أمراض الكبد الخلقيّة على نوع المرض الذي يعاني منه الشخص، وفي ما يأتي بيان لبعض من هذه الأمراض وطرق علاجها:[٣٣]

  • رتق القناة الصفراويّة: يُعدّ رتق القناة الصفراويّة (بالإنجليزية: Biliary atresia)‏ من أمراض الكبد الخلقيّة الخطيرة والمهدّدة لحياة الطفل، وفيها يحدث انسداد في القنوات الصفراويّة في الكبد نتيجة اضطراب في تشكّلها وتطوّرها، ويعالج هذا التشوّه من خلال إجراء عمليّة جراحيّة تُعرَف بعمليّة كاساي (بالإنجليزية: Kasai procedure)، وفيها يستأصل الطبيب القنوات الصفراويّة المشوّهة، ويوصل جزء من الأمعاء الدقيقة بشكلٍ مباشر مع الكبد لتسهيل تدفّق العصارة الصفراويّة إليها، وفي الحالات الشديدة من المرض قد يلجأ إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد.
  • كيسة قناة الصفراء: (بالإنجليزية: Choledochal cyst) وهي عبارة عن انتفاخ يحدث في الجزء الداخليّ أو الخارجيّ لأحد القنوات الصفراويّة ممّا قد يؤدي إلى إعاقة تصريف العصارة الصفراويّة وتجمّعها في الكبد، ويجب في هذه الحالة إجراء عمل جراحيّ لإزالة الكيسة واستعادة التدفّق الطبيعيّ للعصارة، ويعتمد نوع العمليّة الجراحيّة التي يجب إجراؤها على عدّة عوامل مختلفة، وعلى موقع الكيسة في الكبد.


الأورام الحميدة والكيسات

تُعدّ الأورام الحميدة (بالإنجليزية: Benign liver tumors) والكيسات الكبديّة (بالإنجليزية: Hepatic cysts) من المشاكل الصحيّة الشائعة لجيمع الفئات العمريّة، إلّا أنّها غالباً لا تسبّب أيّة مشاكل صحيّة ولا يرافقها ظهور أي أعراض، إلّا في حال تشكّل الأورام الكبيرة، لذلك يكشتف معظمها صدفةً عند إجراء تصوير للبطن للكشف عن أحد المشاكل الصحيّة الأخرى، وتتمثل الأعراض المصاحبة للأورام الكبيرة بالشعور بامتلاء البطن بعد تناول الطعام، والألم أعلى البطن، وفي حال تسبّب الورم ببعض الأعراض والضغط على الأعضاء المجاورة يلجأ الطبيب إلى إجراء عمل جراحي لإزالة الورم، وفي الغالب لا يعاود الورم النمو مرة أخرى.[٣٤][٣٥]


أمّا بالنسبة للكيسات الكبديّة فإنها لا تحتاج لأي علاج في حال عدم تجاوز حجمها 4 سنتيمتراً، أمّا بالنسبة للكيسات الأكبر حجماً فتتمّ مراقبتها بشكلٍ دوريّ من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتيّة، وفي حال عدم زيادة حجمها بعد ثلاثة سنوات يتوقف الطبيب عن إجراء التصوير، إلّا في حال ظهور بعض الأعراض على الشخص المصاب، وفي هذه الحالة قد يلجأ إجراء بعض الاختبارات الأخرى الأكثر دقّة، وفي بعض الحالات النادرة التي يعاني فيها الشخص المصاب من مرض الكبد متعدّد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic liver disease) قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عمليّة زراعة للكبد في الحالات الشديدة، أو قد يصف أدوية سوماتوستاتين (بالإنجليزية: Somatostatin)‏ والتي قد تساهم في علاج الكيسات دون الحاجة إلى إجراء عمل جراحيّ.[٣٦][٣٧]


سرطان الكبد

يعرّف سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver cancer) على أنّه السرطان الذي يبدأ ضمن خلايا الكبد، إلّا أنّ السرطانات التي تنقل من مكان أخر من الجسم إلى الكبد تُعدّ أكثر شيوعاً من تلك التي تبدأ ضمن خلايا الكبد، وتوجد عدّة أنواع مختلفة من سرطان الكبد بحسب نوع الخلايا المتأثرة، وأكثرها شيوعاً سرطانة الخليّة الكبديّة (بالإنجليزية: Hepatocellular carcinoma)؛ وهو السرطان الذي يصيب الخلايا الرئيسيّة للكبد، ومن أنواع سرطان الكبد الأقل شيوعاً سرطانة الأقنية الصفراويّة (بالإنجليزية: Cholangiocarcinoma)، والورم الأروميّ الكبديّ (بالإنجليزية: Hepatoblastoma)‏،[٣٨] ويعتمد تحديد العلاج المناسب لسرطان الكبد على عدّة عوامل مختلفة مثل الصحّة العامّة للشخص المصاب، وحجم الورم، وموقعه، والإصابة بتشمّع الكبد، وفي ما يأتي بيان لبعض العلاجات المتّبعة:[٣٩]

  • الجراحة: قد بلجأ الطبيب إلى إجراء الجراحة في المراحل الأولى من السرطان، والتي يكون فيها تحديد موقع الورم ممكناً، وحجم الورم صغيراً.
  • زراعة الكبد: يمكن زراعة الكبد للتخلّص من السرطان في حال كان حجم الورم صغيراً، وفي حال عدم انتقالها إلى الأنسجة المجاورة.
  • العلاج الإشعاعيّ: في حال كان حجم الورم كبيراً، أو في حال عدم القدرة على تحديد موقعه بشكلٍ دقيق قد يتبع الطبيب طريقة العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy)، حيثُ يتمّ توجيه الأشعة السينيّة إلى موقع الورم للقضاء عليه، أو قد يتبع الطبيب طريقة الاستئصال الراديوي (بالإنجليزية: Radiofrequency ablation)‏ في بعض الحالات، وفيها يستخدم مسبار رفيع جداً لإيصال التيار الكهربائيّ إلى موقع الورم للعمل على تسخينه والقضاء عليه.
  • الانصمام الكيميائيّ: تهدف عمليّة الانصمام الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemoembolization) إلى إيقاف التروية الدمويّة للورم من خلال حقن أدوية العلاج الكيميائيّ في الشريان المسؤول عن تغذية الكبد بشكلٍ مباشر، بعد إدخال إبرة خاصة في منطقة أعلى الفخذ وصولاً إلى الكبد، ممّا يؤدي بدوره إلى انسداد الشريان المسؤول عن تروية الورم.
  • الانصمام الإشعاعيّ: (بالإنجليزية: Radioembolization) وفيه يحقن سائل يحتوي على حبيبات مشعّة في منطقة الورم للقضاء عليه.
  • العلاجات الأخرى: توجد بعض العلاجات الأخرى التي قد يلجأ اتّباعها في هذه الحالة أيضاً مثل العلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)، والعلاج المناعيّ (بالإنجليزية: Immunotherapy).


نظرة عامة حول أمراض الكبد

تُعرّف أمراض الكبد على أنّها مجموعة من المشاكل الصحيّة والاضطرابات التي تصيب الكبد وتؤثر في وظائفه، والتي قد تسبب التهابه أو تضرّره، وتصنف هذه الحالات بناءً على شدّة تأثيرها في الكبد وعلى المسبّب الرئيسيّ لها، ويوجد العديد من أسباب أمراض الكبد، مثل أمراض المناعة الذاتيّة، والتعرّض لمواد سامّة، واستخدام بعض أنواع الأدوية، والاضطرابات أو التشوهات الجينيّة التي قد تؤدي إلى تراكم بعض العناصر في الكبد مثل الحديد والنحاس، وتؤدي هذه الأسباب بدورها إلى التهاب الكبد، أو الانسداد في أحد أجزائه، أو اضطراب عمليّات تخثّر الدم، أو تشكّل النسيج الندبيّ، أو فشل الكبد في بعض الحالات الشديدة، ومن الجدير بالذكر أنّ الكبد يلعب دوراً رئيسيّاً في تخليص الجسم من السموم، والمساهمة في عمليّات الهضم، ويقع في الجزء الأيمن من البطن، مباشرةً تحت قصبات الصدر، ويُقدّر حجمه بشكلٍ طبيعيّ لدى الأشخاص البالغين بحجم كرة قدم تقريباً.[٤٠][٤١]

ولمعرفة المزيد عن أمراض الكبد يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أمراض الكبد).


المراجع

  1. ^ أ ب "Liver disease", www.drugs.com,21-2-2020، Retrieved 11-8-2020. Edited.
  2. "What Is Viral Hepatitis", www.niddk.nih.gov, Retrieved 11-8-2020. Edited.
  3. 6496 مشاهدة
للأعلى للسفل
×