محتويات
الخوف عند الأطفال
من الطّبيعي أن يتعرّض العديد من الأطفال للشّعور بالخوف خلال حياتهم، إلا أن بعضهم الآخر قد يتعرّض لاضطراب خوف أكثر شدّةً وقلقًا يسمى نوبات الهلع، متضمّنةً هذه النّوبات أعراضًا جسديّةً وأفكارًا مرعبةً، إذ تُشخّص الحالة عندما يكون الطّفل يعاني من نوبات خوفٍ متكررة وقلق مستمر تجاه حدوث المزيد من هجمات النوبة مدّةً تزيد عن شهر واحد، مما يجعل الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الخوف الشديد يتجنّبون الذّهاب إلى أي مكان، أو الانخراط في الأنشطة أو العلاقات الاجتماعية كالصّداقات.[١]
على الرّغم من أن نوبات الذعر الفردية شائعة، إلا أن النوبات المتكررة نادرة، وعادةً ما تحدث لدى ما نسبته 1-3% من الأطفال والمراهقين، مع العلم أن اضطراب الهلع لا يؤثر عادةً على الأطفال قبل سنّ المراهقة.[١]
ما هو علاج الخوف عند الأطفال
غالبًا ما يمكن علاج الخوف عند الأطفال باستخدام علاج نفسي إضافةً إلى الأدوية، إذ يكون العلاج كما يأتي:
- العلاج النفسي: من المحتمل أن يبدأ الطبيب بالعلاج السّلوكي المعرفي عبر البدء بأنماط السّلوك القائمة على منع حدوث نوبات الهلع، ويوجد شكل آخر شائع للعلاج هو علاج التّعرّض، الذي يحدّ من القلق السابق للنوبة من خلال تعريض الطفل التدريجي للحالات المرتبطة بالنّوبات، وتحفيزه لمواجهتها، ويتضمن العلاج السّلوكي المعرفي بمساعدة المعالج النفسي تعلّم كيفية السيطرة على أعراض الذّعر، من خلال تمارين التّنفس والاسترخاء، ويتعلم الأطفال والمراهقون مواجهة المواقف التي تسبب القلق لديهم تدريجيًا.[٢]
- العلاج الدوائي: إذ يمكن وصف أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج آثار نوبات الهلع، بدءًا بمضادات الاكتئاب التي أثبتت فعاليتها، إضافةً إلى مثبّطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية؛ إذ تؤثر هذه الأدوية على النّواقل العصبية، وهي الخلايا العصبية في الدّماغ التي تحمل الإشارات المرتبطة بالقلق، على الرّغم من أن هذه الأدوية تحمل مخاطر الاعتماد عليها.[٣][٢]
خطوات تهدئة الطفل عند الخوف
يمكن تنفيذ عدة خطوات لمساعدة الطفل على تجاوز شعور الخوف، واستعادة رباطة جأشه وهدوئه، وذلك باتباع ما يأتي:[٤]
- إجلاس الطفل، وتقديم الماء له أو مشروب بارد أو دافئ.
- تهدئة الطفل باحتضانه، وتشغيل موسيقى هادئة، أو عرض صور ممتعة بصريًا للمساعدة على تشتيت تفكيره بأسباب الخوف.
- طمأنة الطفل وإخباره بأن الأمور على ما يرام، وشرح سهولة الموقف لمساعدته على تقبّله.
أعراض الخوف عند الأطفال
يُعدّ اضطراب الهلع اضطرابًا شائعًا لدى الأطفال والمراهقين؛ إذ يعانون من اضطرابات الخوف الشديد والمزعج في أوقات غير متوقعة ومتكررة، إضافةً إلى أعراض أخرى، مثل: سرعة ضربات القلب، أو الشعور بضيق التنفس، وتسمى هذه الأوقات نوبات الهلع، وقد تستمرّ من دقائق إلى ساعات، وقد تتطور هذه النوبات في كثير من الأحيان دون سابق إنذار، وتتضمن الأعراض ما يأتي:[٥]
- الخوف الشديد، مع الشعور بأن شيئًا فظيعًا يحدث.
- تسارع ضربات القلب.
- الدوخة أو الدوار.
- ضيق في التنفس، أو الشعور بالاختناق.
- الارتعاش أو الرجفة.
- الشعور بعدم الواقعية.
- الخوف من الموت، أو فقدان السيطرة، أو فقدان العقل.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
- تغيّرات درجة حرارة الجسم.
- الهبات الساخنة أو الباردة.
- الوخز في الأطراف، أو تخدّرهما.[٦]
أمثلة على خوف الأطفال
تتعدد مخاوف الأطفال بين الخوف من العتمة، أو الخوف من الغرباء، وغيرها، وفي ما يأتي بعض الأمثلة وبعض الحلول المُساعِدة أو الأمور التي يمكن أن يتبعها الوالدان:
- مخاوف تتعلق بالمساحة والحجم: تُصيب هذه المخاوف الأطفال المتراوحة أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام، ومن أمثلة ذلك رهاب الاحتجاز، والحلول المساعدة تتضمّن عدم إلزام الطفل على مواجهة خوفه؛ لأن الأمر يصبح أسوأ، مقابل مساعدته على التعود تدريجيًا على الأمر.[٧]
- الخوف من الغرباء: يخاف بعض الأطفال من فكرة الابتعاد عن والديهم، والخوف كذلك من الغرباء، ويمكن مثلًا عند وجودهم اصطحاب الطفل أين ما يتحرك الأب أو الأُم إذا كان الطفل يخاف من مغادرة الأهل للمكان الذي هو فيه، أو ربما عدم تركه يبكي نتيجة خوفه؛ لأن المشكلة ستتفاقم، وتعريف الطفل بطريقة ما أنه يعرف (الغرباء) وأنهم أشخاص جيدون.[٧]
- الخوف من العتمة: يجب على الوالدين تفعيل تواصلهم مع طفلهم الذي يخاف من العتمة، وإبداء تفهمهم له، بالإضافة إلى الاحتفاظ بهدوئهم حتى لا تزيد المشكلة سوءًا، كما يمكن اللجوء إلى اللعب لمعالجة الأمر، وإخبار الطفل بطريقة أو بأُخرى أن العتمة شيء طبيعي وحقيقي، والوحوش التي يخاف منها في العتمة غير موجودة، ومن المهم إشعار الطفل بالأمان، كالبقاء معه عند النوم في حال لزم الأمر، ومنحه الأدوات المطلوبة ليواجه خوفه بنفسه، كما يجب على الأهل عدم تجربة لعبهم مع الأطفال في العتمة من باب تعريفهم بعدم وجود الوحوش، كما يجدر بهم توفير أدوات للراحة، كغطاء سرير أو دمية أو إضاءة جيدة في الغرفة، والتي تُساعده على النوم جيّدًا.[٨]
المراجع
- ^ أ ب Steven Hardy, "What is Panic Disorder?"، www.childrensnational.org, Retrieved 7-2-2019. Edited.
- ^ أ ب "Panic Disorder: Treatment", www.childmind.org, Retrieved 7-2-2019. Edited.
- ↑ Steven Hardy Steven Hardy, "Treatment for Panic Disorder"، www.childrensnational.org, Retrieved 7-2-2019. Edited.
- ↑ "How can I help them while the panic attack is happening?", www.parentinfo.org, Retrieved 7-2-2019. Edited.
- ↑ "Panic Disorder In Children And Adolescents", www.aacap.org, Retrieved 6-2-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms", www.bu.edu, Retrieved 6-2-2019. Edited.
- ^ أ ب "Anxiety and fear in children", www.betterhealth.vic.gov.au,1-5-2012، Retrieved 16-11-2018. Edited.
- ↑ Renee A. Alli (19-10-2011), "Fear of the Dark"، www.webmd.com, Retrieved 16-11-2018. Edited.