علاج عرق النسا في الطب العربي

عرق النسا

يعرف عرق النسا بأنه ألم ينتشر على طول العصب الوركي، ويبدأ من أسفل الظهر مرورًا بالورك ليصل إلى الساق، وعادةً يصيب جهةً واحدةً من الجسم، ويرتبط في معظم حالاته بالانزلاق الغضروفي، أو نتوء عظمي في العمود الفقري، أو تضيق في العمود الفقري، مما يزيد الضغط على العصب فينتج عنه التهاب ووجع وخدران في الرجل المصابة، وقد يكون الألم لا يُحتمل، لكن في الغالب معظم الحالات لا تحتاج إلى تدخل جراحي للعلاج، إلا إذا صاحب الألم ضعف كامل في القدم، أو مشاكل في المثانة أو الأمعاء.^[١]

علاج عرق النسا في الطب العربي

يعدّ العلاج الطبيعي الخيار الأول لعلاج عرق النسا، ويشمل عدة خيارات، منها ما يأتي:

• الكمادات الباردة والساخنة: يُنصح بوضع كمادة باردة على المنطقة عند بداية الشعور بآلام عرق النسا لمدة عشرين دقيقةً، ويمكن تكرار العملية عدة مرات في اليوم، وفي حال استمر الألم يمكن استبدال الكمادة الباردة بأخرى ساخنة، كما يمكن وضعهما بالتناوب.^[٢]
• الحليب والثوم: يمتلك الثوم خصائص مضادةً للالتهاب، فيقلل من الألم المصاحب لعرق النسا، ولتحضير حليب الثوم تُهرَس 8 فصوص من الثوم وتُغلى مع كوب من الحليب مخلوط مع كوب من الماء، ويُترك المزيج على نار هادئة فترةً من الوقت ثم يترك ليبرد قليلًا، ويشُرب دافئًا مرتين يوميًا، ويمكن إضافة العسل لتحسين الطعم.^[٣]
• زيت الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على مادة الجنجيرول التي تُعد مهدئةً ومضادةً للالتهابات، ويمكن تدليك منطقة الألم بزيت الزنجبيل المخلوط مع زيت الزيتون مرتين يوميًا لتخفيف الألم.^[٣]
• زيت النعناع: يتميز النعناع بخصائصه المسكنة والمضادة للالتهابات، ويستعمل لعلاج آلام عرق النسا بخلطه مع زيت اللوز الحلو وتدليك المنطقة المصابة مرتين يوميًا.^[٣]
• الكركم: يحتوي الكركم على مركب الكركمين الذي يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب، ويساعد على إعادة بناء الأعصاب، ويمكن استخدامه عن طريق خلط مقدار ملعقة صغيرة من الكركم مع ملعقة صغيرة من زيت السمسم لتكوين عجينة سمكية ووضعها على منطقة الألم، وفركها قليلًا مرتين يوميًا.^[٣]
• الحلبة: تمتلك حبوب الحلبة القدرة على مقاومة الالتهاب وحماية الأعصاب، ويمكن استخدامها لعلاج عرق النسا بخلط مقدار ملعقة من مسحوق حبوب الحلبة مع ملعقة من الحليب ووضعها على منطقة الألم، والانتظار فترة حتى تجفّ ثم غسلها بماء دافئ. وتكرر العملية مرتين يوميًا.^[٣]
• الصبار: يحتوي عصير الصبار على سكريات متعددة لها خصائص مضادة للالتهاب ومقاومة لأمراض الأعصاب، ويمكن شرب عصير الصبار مباشرةً أو دهن المنطقة المصابة بجل الصبار مرةً يوميًا^[٣].

أسباب عرق النسا

يحدث عرق النسا نتيجة عدة عوامل ترتبط بالنخاع الشوكي الذي يؤثر على العصب الوركي الممتد على طول الظهر، وقد يكون بسبب إصابة، أو سقوط، أو ورم في العصب. ومن أهم أسباب حدوثه ما يلي:^[٢]

• الانزلاق الغضروفي: تفصل بين فقرات العمود الفقري غضاريف تتكون من مادة سميكة شفافة تعطي المرونة للحركة، ويحدث الانزلاق الغضروفي عند تآكل هذه المادة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على العصب الوركي، فينتج عنه ألم شديد في الطرف السفلي مع إحساس بالخدران.
• تضييق العمود الفقري: يسمى أيضًا تضيق العمود الفقري القطني، ويحدث نتيجة ضيق غير طبيعي في قناة الحبل الشوكي، مما يزيد الضغط على الأعصاب الموجودة في العمود الفقري.
• انزلاق الفقرات: يحدث ذلك عندما تتحرك إحدى الفقرات فوق فقرة ثانية، مما يزيد من الضغط على الأعصاب.
• متلازمة العضلة الكمثرية: هي اختلال عصبي عضلي نادر، إذ تنقبض العضلة الكمثرية -وهي العضلة التي تربط بين نهاية العمود الفقري وعظمة الفخذ العلوية- لا إراديًا، فينتج عن هذا الانقباض ضغط على العصب الوركي.

مُحفزات عرق النسا

إلى جانب الأسباب الطبية التي قد تسبب عرق النسا توجد عوامل تحفز حدوثه، مثل:

• استخدام أحذية الكعب العالي: تنتقل القوة التي تنتج عن المشي أو الوقوف من الأرض إلى الأطراف السفلية ومنها إلى هيكل الظهر والورك، كما تؤدي الأحذية ذات الكعب العالي إلى تركيز وزن الجسم إلى الأمام، مما يضطر الجسم لتعديل نفسه عن طريق ثنيه باتجاه الورك، مما يزيد الشد على العصب الوركي.^[٤]
• الهاتف أو المحفظة في الجيب الخلفي: إذ إنّ الجلوس لفترات طويلة بوجود محفظة أو هاتف متنقل داخل الجيب الخلفي يعمل على تهيج العضلة الكمثرية، فيزداد الضغط على العصب الوركي الواقع أسفلها.^[٤]
• الضغط النفسي: إذ يعمل على تحفيز ألأم عرق النسا، فالدماغ تحت الضغط النفسي يقلل وصول الأكسجين إلى الأعصاب، مما يسبب تعطلها وظهور أعراض عرق النسا.^[٤]
• الملابس الداخلية الضيقة ولبس الجينز: إذ تسبب هذه الملابس زيادة الضغط على العصب الوركي وتقليل الدورة الدموية، فمن الأفضل عند ارتداء الملابس الضيقة عدم الجلوس لفترات طويلة والمشي بضع خطوات لتحريك الدورة الدموية.^[٥]
• السمنة فالوزن الزائد يزيد الضغط على العصب الوركي، فكلما زاد الوزن زادت فرص الإصابة بعرق النسا.^[٤]
• عوامل أخرى، منها ما يأتي:^[٦]
  • العمر، إذ تزداد فرص الإصابة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا.
  • مرضى السكري، إذ يسبب السكري تدمير الخلايا العصبية.
  • الجينات، فبعض اختلالات العمود الفقري قد تكون وراثيةً.
  • انقطاع الدورة الشهرية، إذ تقل كثافة العظام عند النساء في سن الأمل.
  • نمط الحيا،: فطبيعة العمل التي تحتاج إلى فترات جلوس أطول تزيد من فرصة التعرض لعرق النسا.
  • التعرض لنشاط فيزيائي، مثل: حمل أشياء ثقيلة، أو تحريك الظهر حركة مفاجئة.

تشخيص عرق النسا

يتم تشخيص عرق النسا عن طريق الفحص السريري والصور المخبرية، وذلك كما يأتي:

• الفحص السريري: يكون بسؤال المريض عن بداية الشعور بالألم ومكانه بالتحديد، ثم يُطلب من المريض القيام بعدة حركات للتأكد من أن الالتهاب في العصب الوركي، مثل: المشي، والوقوف على أطراف الأصابع، أو رفع القدم دون ثني الركبة.^[٧]
• الصور المخبرية: تشمل عدة فحوصات، أهمها ما يأتي:^[١]
  • الأشعة السينية، وتُظهر هذه الصورة أي نمو غير طبيعي في العمود الفقري قد يسبب ضغطًا على العصب.
  • صورة الرنين المغناطيسي، إذ يتم استخدام أشعة مغناطيسية قوية لأخذ صورة مقطعية للظهر، فتعطي نتيجةً أدق للعظام والنسيج الرخو المحيط بالفقرات.
  • التصوير المقطعي، يعطي صورةً للعمود الفقري ويحقن المريض بصبغة تسري في المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي لتظهر الأعصاب أوضح.
  • تخطيط العضلات، ويقيس هذا الاختبار مدى استجابة العضلات للشحنات الكهربائية الصادرة من الأعصاب.

علاج عرق النسا

يختلف علاج عرق النسا باختلاف حدته ويمر خلال عدة مراحل، منها ما يأتي^[٨]:

• مسكنات الألم المعروفة، لكن يجب استشارة الطبيب أولًا لاختلاف استجابة الأجسام للأنواع المختلفة من المسكنات.
• بعض التمارين الرياضية، مثل: المشي، أو تمارين التمدد الخفيفة.
• كمادات الماء الباردة والساخنة.
• العلاج الطبيعي.
• العلاج السلوكي المعرفي، إذ يساهم في السيطرة على الألم بتدريب المريض على التعامل معه بطريقة مختلفة.
• الجراحة، ويُلجَأ إليها عند استمرار الأعراض وعدم الاستفادة من العلاج، وتبعًا للحالة يقرر الجراح نوع الجراحة المناسبة لأفضل فائدة وأقل أعراض جانبية، مثل:
  • عملية توسيع قناة الحبل الشوكي ليقل الضغط على العصب.
  • عملية الديسك، وتكون بإزلة كاملة أو جزئية للقرص التالف بين الفقرات.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Sciatica", mayoclinic, Retrieved 2019-12-13. Edited.
2. ^ ^{أ ب} William Morrison (2019-8-16), "Everything You Need to Know About Sciatica"، healthline, Retrieved 2019-12-15. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} Atulya Satishkumar (2019-10-9), "Home Remedies To Relieve Sciatica"، stylecraze, Retrieved 2019-12-15. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت ث} Anne Asher (2019-11-7), "5 Ways You May Be Triggering Your Sciatica"، verywellhealth, Retrieved 2019-12-15. Edited.
5. ↑ Reginald Q. Knight,, "4 Strange Sciatica Causes"، spineuniverse, Retrieved 2019-12-17. Edited.
6. ↑ Stanley J. Swierzewski (2015-10-5), "Sciatica"، healthcommunities, Retrieved 2019-12-17. Edited.
7. ↑ Jennifer Robinson (2018-3-27), "Slideshow: A Visual Guide to Sciatica"، webmd, Retrieved 2019-12-17. Edited.
8. ↑ Caroline Gillot (2017-12-15), "Sciatica: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-17.