علاج غيرة الطفل من المولود الجديد

كتابة:
علاج غيرة الطفل من المولود الجديد

الغيرة

إنّ الغيرة بين الأطفال وبين الأخوة تعدّ أمرًا طبيعيًّا ومتوقّعًا، وقد لا يُظهر الأطفال علاماتٍ واضحةً لغيرتهم، فيظنّ الأهل بأن أطفالهم لا يشعرون بالغيرة، خاصّةً عند قدوم مولود جديد للأسرة، وهذا الظنّ بغيرِ محلّه، فإنّ شعور الأخوة بالغيرة عند ولادة طفل جديد أمرٌ لا بدّ منه، ويحتاج لحكمة من الوالدين لمتابعته، والتعامل معه بطريقة آمنة لا تؤثر على نفسية الأطفال في مستقبلهم، لذلك على الآباء توقّع الغيرة بين أبنائهم، والبحث عن علاج غيرة الطفل من المولود الجديد مُسبقًا حتى تمضيَ الأُمور بسلام داخلَ الأسرة.

أسباب الغيرة من المولود الجديد

يرجع سبب الغيرة من المولود الجديد إلى خوف الطفل من فقدان بعض امتيازاته وبعضٍ من حاجاته الأساسيّة، كالمحبة والدلال وكونه مركزًا لاهتمام الأسرة، لذلك على الأسرة أن تثقّف نفسها لمعرفة طرق علاج غيرة الطفل من المولود الجديد، يزداد شعور الطفل بالغيرة عندما يُبدي الأهل اهتمامًا زائدًا بالطفل الجديد بالإضافة للمُشاجرات والفوضى داخل الأسرة، ويزداد أيضًا عندما تهدده الأم بترك المنزل أو إرسال الطفل بعيدًا، وعندما تغيب الأم عن الطفل نتيجة العمل أو ظروف آخرى تدفعها للابتعاد عن المنزل، يزداد خوف الطفل من أنّه لن يرى والدته ولن يحصل على اهتمامها، وهو مُحقّ في ذلك.[١]

سلوكيات تحفز الغيرة من المولود الجديد

هناك مجموعة من السلوكيات التي تحفز الغيرة من المولود الجديد وتقوم بها الأسرة قبل عملية الولادة، وتبدأ عندما تَفصل الأسرة لطفلها غرفة جديدة تمهيدًا للمولود الجديد، وهو كان ينام بجانب الأم لفترةٍ طويلة، عند هذه النقطة يبدأ الخوف من المولود، ومن ثمّ عند ذهاب الأُم للولادة تقوم بترك طفلها الصغير عند أقربائه، وعندما تعود تكون مُتعبة ومُنهكة وتصرف معظم وقتها للمولود الجديد، خاصّة إذا كانت تميل للرعاية المفرطة.[٢]

وإذا أَبدى الطفل أيًّا من سلوكيات الغيرة من المولود الجديد فإنّ الأم لا تحتمل ذلك، وتُبدي غضبها، وقد تفقد السيطرة على نفسها، وهذا يجعل الطفل يشتعل في داخله من الغيرة، ووعي الأم بهذه السلوكيات طريقةٌ لعلاج غيرة الطفل من المولود الجديد.[٢]

علاج غيرة الطفل من المولود الجديد

من أهمّ النقاط التي تساعد الأسرة في علاج غيرة الطفل من المولود الجديد والتعامل معها تتمثل بإيصال الطفل الغَيور لمرحلة متقدمة من النضج والوعي؛ لمساعدته على تقبّل المولود بحماس، وذلك بأن تغرس الأمّ في داخله أنّه أصبح كبيرًا وناضجًا ولكن دون مبالغة في تصديق الأهل لهذه النقطة، وبالتالي معاملته على أساسها، وأيضًا أن تحاول الأُمّ إشراكه رعاية المولود الجديد، وأنه سيكون بمثابة القدوة والمعلم الذي يتعلم منه، ويمكن تكليف الطفل ببعض الأعمال، منها مراقبة أخيه الصغير حتى يشعر بأنهُ لا يزال محبوبًا وموضع اهتمام والديْه، وأن المولود الجديد لن يؤثّر على ذلك، وعلى الأسرة أن تبتعد عن الصراخ والضرب والتوبيخ إذا قام بسلوك اتجاه المولود، بل يجب أن تضبط نفسها، وتحاول التعامل مع الطفل بهدوء وتَفَهُّم.[٣]

المراجع

  1. ستيفن شيلوف ، روبرت هنيمان (2007)، هكذا تعتنين بطفلك منذ الولادة وحتى سن الخامسة (الطبعة الأولى)، لبنان: شركة المطبوعات ، صفحة 167. بتصرّف.
  2. ^ أ ب نبيه الغبرة (1994)، المشكلات السلوكية عند الأطفال (الطبعة الأولى)، دبي: دار البر، صفحة 156. بتصرّف.
  3. بنجامين سبوك (1964)، دكتور سبوك يتحدث إلى الأمهات (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة الانجال المصرية، صفحة 100. بتصرّف.
5354 مشاهدة
للأعلى للسفل
×