علاج نسيان الاطفال

كتابة:
علاج نسيان الاطفال

نسيان الأطفال

تُسمّى الذاكرة المسؤولة عن تذكر الأشياء اليومية -مثل تجهيز الحقيبة المدرسية- الذاكرة قصيرة الأجل، وهي جزء من مهارات الأداء التنفيذي؛ وتعني القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الدماغ والعمل بها، خاصة أنّ المعلومات لم تعد ملموسة، فالذاكرة قصيرة الأجل تشبه طاولة صغيرة توضع عليها الأفكار والمعلومات لاستخدامها في مهمة ما، ومع مرور الوقت تصبح هذه الطاولة الصغير ممتلئة، فعند إضافة معلومة أو فكرة جديدة إليها تسقط أحدها من الطاولة حتى تستوعب الفكرة أو المعلومة الجديدة، وهذه هي آلية عمل الذاكرة القصيرة الأجل.

بسبب ذلك ينسى الطفل -مثلًا- سبب صعوده إلى الطابق العلوي لتنظيف غرفته، أو ينسى تسليم واجباته في المدرسة، فعلى سبيل المثال، ربما يفكّر في حل واجبه المدرسي، لكن بعد مدة تمتلئ ذاكرته قصيرة الأجل بأفكار أخرى؛ مثل: الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم كرتوني، أو مصروفه اليومي، بذلك ينسى الفكرة الأصلية وهي حل الواجب المدرسي؛ بسبب أنّ ذاكرته قصيرة الأجل أصبحت ممتلئة بأفكار جديدة.[١]


علاج النسيان الأطفال

هناك العديد من الطرق والأساليب التي ينفذها الوالدان لمساعدة الطفل في تجاوز مشكلة النسيان، ومنها:

  • تحسين النمط الغذائي للطفل عن طريق اشتمال الوجبات الغذائية الثلاثة على المكونات الأساسية جميعها، بالإضافة إلى احتوائها على الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، وأوميغا 3؛ مثل: الخضروات، والفواكه، والمكسرات، وأسماك التونة، والسلمون، ومشتقات الألبان والأجبان.[٢]
  • تعويد الطفل ممارسة التمارين الرياضية اليومية في الصباح وقبل النوم إن أمكن؛ لتحسين أداء الدورة الدموية، وضخ الدم إلى الدماغ.[٣]
  • جعل الطفل يأخذ قسطًا من الراحة خلال اليوم، والنوم في ساعات محددة من الليل.[٤]
  • توفير الجو الآمن الخالي من التوتر للطفل في المنزل والمدرسة.[٤]
  • مراقبة استخدام الطفل للكمبيوتر والألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحديد أوقات لها، وكذلك بالنسبة للتلفاز، وتلك التكنولوجيا تعزل الطفل عن عالمه الحقيقي، وتُضعِف تركيزه خلال استخدامها، مما يتسبب في نسيانه.[٥]


تمارين تقوية ذاكرة الطفل

ينصح علماء النفس أولياء الأمور باتباع بعض التمارين لتقوية ذاكرة أولادهم؛ مثل:[٦]

  • تشجيع الطفل على طرح الاسئلة؛ فذلك يساعده في فهم الموضوع بشكل أعمق وأوضح، وتطوير مهارات التفكير الناقد لديهم، وحل المشكلات.
  • مساعدة الطفل في تأليف قافية أو قصيدة أو أغنية من المعلومات التي يتعلمها؛ ذلك بسبب أنّ الأدمغة تحفظ وتتذكر الموسيقى والأنماط الغنائية بشكل سريع جدًا، لذا فإنّ استخدام الموسيقى أو القصائد في عملية التعلم يساعد الطفل في تحسين ذاكرته.
  • جعل عملية التعلم للطفل ممتعة ومثيرة للاهتمام؛ ذلك بتشجيعه على التعلم من خلال الذهاب في رحلة إلى المكتبة -مثلًا- لمراجعة المراجع الأصلية للمواد والقصص المدرسية، أو مشاهدة مقاطع فيديو تتعلق بموضوعات تعليمية مختلفة؛ مثل: الحياة البرية لبعض الحيوانات المفترسة، أو زيارة المتاحف والمعارض الفنية.
  • جعل عملية التعلم شائقة من خلال إجراء مناقشات في موضوعات مختلفة؛ مثل: مناقشة ألوان قوس قزح معه، وسؤال الطفل عمّا يفكر فيه، فهذه الطريقة تساعد الأطفال في إبقاء المعلومات في ذهن الطفل لمدة طويلة للإجابة على الأسئلة المتعلقة بها، وتساعده في تطوير مهارات التفكير الناقد مع تحسين قوة الذاكرة لديه.
  • تشجيع الطفل على استخدام وسائل بصرية، لمساعدته في تذكر المعلومات التي تعلمها في المدرسة أو البيت؛ مثل: عمل بطاقات ملوّنة عليها كلمات أو صور؛ مثل: بطاقات ملوّنة عليها الأحرف الأبجدية للغة الإنجليزية.
  • جعل الطفل يصنع أمثلة خاصة به، ومساعدته في ربطها بتجاربه الشخصية؛ فذلك يساعده في تذكرالمعلومات بشكل أسهل.
  • مساعدة الطفل في إنشاء خريطة ذهنية للأفكار المختلفة، ومحاولة أن تبدو هذه الافكار مرتبطة بعضها ببعض، فذلك يساعد الاطفال في بناء الروابط بين الكلمات والموضوعات، وتجعل الطفل يفهم المواد بشكل أوضح.
  • الكتابة مع الطفل قائمة تحتوي على الكلمات المهمة لفكرة أو موضوع ما، ذلك يساعده في تكوين روابط بين الكلمات والأفكار، فكلما أصبحت الكلمات أكثر تميزًا أصبح من الأسهل على الطفل أن يتذكرها.
  • الطلب من الطفلك تعليم الوالدين فكرة ما، ذلك بتشجيعه على شرح المعلومات التي يتعلمها في المدرسة، وأي معلومة يجد صعوبة في شرحها، ومحاولة مساعدته من خلال مراجعة مصدر المعلومة معه للتأكد منها.
  • محاولة استخدام الحواس جميعها عند تعليم الطفل، البصر واللمس والصوت والسمع، على سبيل المثال، قراءة نص اللغة العربية بصوت عالٍ مع الطفل، وإجراء محادثة باللغة الإنجليزية، واستخدام البطقات الملونة لشرح وتبسيط مادة العلوم، فهذه الطرق تساعد في جذب انتباهه إلى المادة بأكثر من طريقة، مما يسهل عليه عملية حفظ وفهم المادة.


أسباب النسيان الأطفال

توجد عدة أسباب تؤدي إلى نسيان عند الأطفال؛ مثل:

  • نقص فيتامين ب12، فإذا افتقر الطفل إليه فقد يعاني من فقدان الذاكرة؛ ذلك لأنّه ضروري لتكوين المايلين، وهو مادة تحمي أعصاب المخ والناقلات العصبية.[٧]
  • التوتر، هو سبب مهم لإنقاص الذاكرة عند الأطفال، لذلك فإنّهم ربما يعانون من التوتر والقلق بسبب كثرة الواجبات المدرسية، أو المشاكل العائلية في المنزل.[٧]
  • قلة النوم.[٤]
  • سوء التغذية.[٨]
  • مبالغة الأطفال في مشاهدة التلفاز، التي تسبب إبطاء عمل الدماغ لديهم.[٩]
  • تناول الأطفال الكثير من الطعام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، والإصابة بـالسمنة، إذ إنّه كلما زاد الطعام أصبح في حاجة إلى دم أكثر لهضمه، مما يقلل من كمية الدم الواصلة إلى الدماغ.[١٠]
  • إصابة الأطفال بالأورام والأمراض في كلٍّ من الدماغ والأعصاب.[١١]
  • تعرّض الطفل للتنمر عبر المجتمع.[١٢]


تعامل الأهل مع نسيان الطفل

توجد عدة طرق ليتعامل الأهل مع أطفالهم الذين يعانون النسيان؛ مثل:[١٣]

  • استخدام لغة إيجابية مع الطفل، ومحاولة عدم استخدام عبارة (لماذا نسيت؟)؛ مثل: لماذا نسيت إحضار مفتاح الكراج؟، مهما حدث فيجب ذكر هذه العبارة أمامه، وبدلًا من ذلك التركيز على استخدام عبارة (هل تتذكر؟)؛ مثل: هل تتذكر لون الباب في المدرسة ؟، أو محاولة تذكر جدول الضرب، وعلى ولي الأمر أن يصبر معه، فعلميًا يستغرق الدماغ ثلاثة أسابيع للتبديل من عادة قديمة؛ مثل: (عبارة لماذا نسيت؟) إلى عادة جديد؛ مثل: (عبارة هل تتذكر؟)؛ فعند ذكر عبارة (لماذا نسيت) فإنّه يركّز على النسيان، ويحتاج إلى ثلاثة أسابيع حتى يغيّر الدماغ طريقة عمله، ويصبح يركّز على عملية التذكر.
  • مكافئة الطفل عندما يتذكر شيء ما على الأقل مرتين في اليوم، ومحاولة سؤاله عن شيء يتذكره أمام ولي الأمر، ثم القول له: إنك رائع لأنك تذكرت، على سبيل المثال، سؤاله عن جدول الضرب، وعندما يجيب عليه يقال له إنّه ممتاز، أو أنا فخور بك؛ لأنّه تذكّر جدول الضرب بسرعة، ومدحه بعبارات إيجابية؛ مثل القول له: أنت تملك ذاكرة ممتازة، ومحاولة مدح التصرفات العادية والتفاصيل الصغيرة التي ينفذها؛ مثل القول له: أنت طفل رائع لأنك تذكرت ترتيب حقيبتك المدرسية قبل النوم.
  • دعم الطفل بعبارات إيجابية، ومحاولة الابتعاد عن عبارات الغضب والإحباط وتجنب السخرية منه، وعدم القول له: أنا محبط من تقييمك السنوي لهذا العام أو أي شيء مشابه، فولي الأمر يساعد الطفل في تطوير العادات الجيدة والمسؤولية لديه.


المراجع

  1. ADHD EDITORIAL BOARD , "[Self-Test Could Your Child Have a Working Memory Deficit?"]، additudemag, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  2. "4 Types of Foods to Help Boost Your Memory", eatright.org, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  3. "How Exercise Affects Our Memory", nytimes, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Why Some Kids Are So Forgetful", understood.org, Retrieved 4-12-2019.
  5. "Excessive TV watching in later life damages memory, study finds", .irishtimes, Retrieved 1-12-2019.
  6. "11 WAYS TO IMPROVE YOUR CHILD’S MEMORY POWER", oxfordlearning, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Memory Loss in Children: Causes and Management", homeeddirectory, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  8. Chris De Neubourg (8-2-2011), "The Effects of Malnutrition and Post Traumatic Stress Disorder on the Learning Capacity of Children"، papers.ssrn, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  9. "Playing with your brain: Negative impact of some action video games", sciencedaily, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  10. "Relationships between Dietary Intake and Cognitive Function in Healthy Korean Children and Adolescents", https://www.ncbi.nlm.nih.gov/, Retrieved 1-12-2019.
  11. Verneda Lights, "Brain Tumor"، healthline, Retrieved 1-12-2019. Edited.
  12. Mary Bates (30 Apr 2015), "Bullying and the Brain"، brainfacts.org, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  13. "How to Cure a Forgetful Kid", ronitbaras, Retrieved 2-12-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×