عملية الولادة

كتابة:
عملية الولادة

الولادة

تُشكّل مرحلة الولادة وقتًا صعبًا على النساء الحوامل، إذ يزداد التوتّر عند اقتراب موعد الولادة، لذا فمن الجيّد التعرّف إلى مراحل الولادة من خلال بعض المشاهدات على الإنترنت، إذ تتعرّف المرأة إلى تقنيات التنفس التي تجب على الحامل ممارستها، كما تتعرّف إلى الأدوات الطبية المستخدمة أثناء الولادة، وتفيد تلك الأمور كلّها في تخفيف الضغط والخوف من لحظة الولادة، ويشار إلى إمكانية الحديث إلى الأمهات عن الموضوعات المتعلّقة بالطفل.[١]


مراحل عملية الولادة

تمرّ عملية الولادة بثلاث مراحل تتمثّل في ما هو مذكور أدناه:[٢]

  • مرحلة المخاض؛ إذ تبدأ مرحلة المخاض بشعور المرأة الحامل بالانقباضات المتواترة، وتُعدّ هذه المرحلة من أطول مراحل عملية الولادة، وهي مُقسّمة مرحلتين؛ هما:[٢]
  • مرحلة المخاض المبكر، حيث التقلّصات غير منتظمة وخفيفة، إذ يتوسّع عنق الرحم وتنزل إفرازات المخاط التي كانت تسدّ فتحة عنق الرحم خلال الحمل، وتمتاز هذه الإفرازات بلونها الزهري أو الدموي، وتختلف الانقباضات في تواترها وكثافتها، بينما تصل مدّتها إلى ساعات لدى بعض النساء، فإنّها قد تمتدّ لأيّام لدى بعضهم، ولتأخير الولادة المبكرة؛ فإنّ على النساء التزام الراحة والاسترخاء، إذ تسمع الأم الحامل الموسيقا الهادئة، أو تمارس تمارين التنفس، أو تأخذ حمامًا دافئًا، أو تمشي.[٢]
  • مرحلة المخاض النشط، يصل توسّع عنق الرحم خلالها إلى 6-10 سنتيمترات، حيث التقلّصات منتظمة وشديدة، بالإضافة إلى قرب المدة الفاصلة بين الانقباض والثاني، ويترافق ذلك مع زيادة الضغط على الظهر والشعور بالألم فيه، إضافة إلى الغثيان وتصلّب الساقين، وينزل على الحامل ماء الجنين؛ مما يعني ضرورة التوجّه لمستشفى التوليد.[٢]

تستمرّ مدة المخاض النشط من 4-8 ساعات، إذ يتوسّع عنق الرحم سنتيمترًا واحدًا كلّ ساعة، وغالبًا ما يعطي الأطباء النساء أدويةً تُسكّن آلامهن، وتُنصَح الحوامل بأخذ حمّام دافئ، أو الجلوس على كرة مطاطية تسمّى كرة الولادة، أو التدليك الخفيف في أوقات الراحة من الانقباضات، وقد يمنع الطبيب الاختصاصي على الحامل تناول الطعام في حالات احتياجها لإجراء عملية جراحة؛ لأنّ الأكل قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات، إذ يُنصح استبدال العصائر والماء والمصاصات بالوجبات الكبيرة والثقيلة على المعدة، ويحصل أنْ تقترب مدّة الانقباضات في المرحلة الأخيرة من المخاض النشط، إذ تفصل بين انقباض وآخر لمدة 60-90 ثانية، مما يسبب ضغطًا على الظهر والمستقيم، لكنْ لا تُنصَح المرأة بالبدء في الدفع؛ ذلك كي لا تتعب نفسها وتزيد من اتّساع عنق الرحم، إذ يُفضّل الانتظار والصبر لمدة أطول قليلًا.[٢]

  • مرحلة الولادة، تبدأ هذه المرحلة عندما يطلب الطبيب من الأم الحامل أنْ تبدأ بالدفع، وهي مرحلة حسّاسة تتطلّب التّركيز على الدفع نحو الأسفل دون شدّ الوجه، وتُتخذ وضعيات مختلفة حسب ما يريح المرأة، إذ يُجرّب وضع القرفصاء، أو الجلوس على اليدين والركبتين، حيث آلية الدّفع بطيئة وخفيفة؛ فيطلب الطبيب من المرأة أنْ تدفع تارةً وأنْ تتوقف تارةً أخرى، والبقاء كذلك حتى الشعور برأس الطفل ينزل من بين الرجلين، ويتبعه في ذلك نزول الجسم كلّه، ويقطع الممرّضون الحبل السري للمولود.[٢]
  • مرحلة نزول المشيمة، تستغرق عملية نزول المشيمة وقتًا يتراوح بين 5 دقائق وحتى نصف ساعة أو ساعة كاملة، ويجب على الوالدة أنْ تجعل نفسها في وضع كبير من الاسترخاء، وتستطيع إرضاع المولود إنْ شاءت. وتقترن هذه المرحلة بوجود تقلّصات خفيفة غير مؤلمة كثيرًا، ويعطي الطبيب الاختصاصي المرأة بعد تسليمها المشيمة نوعًا من الدواء لتخفيف النّزيف وزيادة التقلّصات، ويُجري عملية تنظيفٍ للرحم من بقايا الدم النّازف، وتُعدّ هذه الخطوة مهمّة جدًّا لوقاية المرأة من الإصابة بعدوى الالتهابات، وتنتهي عملية نزول المشيمة بانكماش الرحم وعودته إلى الوضع الطبيعي. وغالبًا ما يُقدِم الممرضون على تدليك الرحم للاطمئنان على سلامته، ويُجري الطبيب عملية ترميم للمهبل في حالات الولادة الطّبيعية، إذ تُخدّر المرأة موضعيًّا ثم يُغرز مكان الجرح.[٢]


العناية بالأم بعد الولادة

تحتاج المرأة التي أُخضِعت لعملية ولادة قيصرية إلى الراحة التامّة، لذا فإنّها غالبًا ما تظلّ في المستشفى للحصول على الرّعاية اللازمة لمدة 3-4 أيّام، أو لمدة أطول من ذلك في حال تعرّضها لمضاعفات شديدة، وجسمها لا يتماثل للتعافي التامّ بعد عملية الولادة غير الطّبيعية إلّا بعد مرور 6 أسابيع؛ لهذا فإنّه من الضّرورة الانتباه إلى وجود مستلزمات الرّضاعة والغيار كلها الخاصّة بالطفل بالقرب من الأم؛ ذلك كي لا تضطر للتحرّك كثيرًا خلال هذه المرحلة الحرجة، إلى جانب ضرورة حصولها على التّغذية الجيّدة التي تحسّن من صحتها وصحّة المولود، ويُعدّ شرب السّوائل ضروريًّا لمنع الإمساك، وزيادة تدفّق الحليب إلى الثدي.[٣] ويَصعُب على المرأة استخدام الحمّام بعد الولادة؛ لأنّ التبوّل قد يزيد من الألم في منطقة الغرز مكان جرح الولادة، لهذا السبب تُنصَح المرأة بتزويد كميات استهلاكها للماء؛ ذلك تخفيفًا لشعورها بالألم. لكنْ تجب مراجعة الطبيب الخاص عند ملاحظة عوارض تتعلّق بخروج رائحة كريهة للمهبل، أو عدم القدرة على التبوّل، أو الإصابة بعدوى التهاب حادّة، ويُنصَح بأخذ حمّام يومي دافئ تفاديًا لالتقاط العدوى في المنطقة التّناسلية. وتحصل المرأة على المشورة بشأن تناول الأدوية المسكّنة للألم خلال مرحلة الإرضاع، وفي ما تذوب الغرز وتختفي في الجلد، فإنّها تبقى أحيانًا عالقة مما يُلزِم بإزالتها.[٤] يجب إخبار الطبيب الخاصّ في الحالات التي تعاني فيها المرأة من الإمساك، إذ تُنصَح باستهلاك المزيد من الماء والفواكه والخضروات، إلى جانب الخبز الكامل والحبوب والسلطات. أمّا في ما يخصّ النزيف الذي يلازم المرأة بعد الولادة فإنّه يُصحَب بتشنّجات شبيهة بآلام الدورة الشهرية، وغالبًا ما يصبح كثيفًا بسبب الرضاعة الطبيعية، ويُنصَح بعدم استخدام الفوط القطنية إلّا بعد مضيّ 6 أسابيع من الولادة، كما يجب على الأم تعقيم يديها بالصابون جيّدًا، وغسلهما بالماء بعد تغيير المحارم الصحية المستخدمة لامتصاص الدماء النازفة، التي يتغيّر لونها بعد مدة إلى البني وتستمرّ كذلك حتى تختفي، لكنْ يجب التنبيه للزوم مراجعة الطبيب في حال كان نزول الدم في شكل تجلّطات.[٤]


التغيّرات الجسمية بعد الولادة

تترهّل عضلات البطن في مرحلة ما بعد الولادة بسبب التمدد أثناء مدة الحمل، وتُنصَح المرأة بالالتزام بالتمارين، والحفاظ على الغذاء الصحي المتوازن؛ ذلك لتتمكّن من إعادة شكل البطن إلى وضعه الطبيعي، أمّا في ما يخصّ الرضاعة؛ فقد تشعر الأم أثناء إرضاعها لطفلها بتقلّصات مؤلمة، ويجب التنويه لطبيعة الحليب الذي تفرزه الثدي في الأيّام الأولى بعد الولادة، إذ يصبح أصفر اللون ويسمّى اللبأ، وتعاني الأم من مشكلة في صعوبة تدفّق الحليب في اليوم الرابع من وضع الطفل، وتُنصح بلبس حمّالة صدر مريحة ومتينة بعد الولادة.[٤]


مضاعفات الولادة

على الرّغم من أنّ الولاة تحدث في الغالب بصورة طبيعيّة دون حدوث مضاعفات، لكن في بعض الأحيان تحدث هذه المضاعفات، ووفقًا لمركز إيونيس الوطني لصحّة الطفل والتنمية البشرية فإنّ مضاعفات الولادة قد تحدث لدى الأمهات كبار السّن، أو عندما يستمرّ الحمل أكثر من 42 أسبوعًا، أو الولادة بالطّريقة القيصرية. ومن هذه المضاعفات:[٥]

  • بطء عمليّة المخاض، ذلك قد يحدث نتيجة صغر قناة الولادة أو الحوض، أو أنّ الطفل كبير، أو قلق الأم وخوفها.
  • الاختناق الولادي، عدم قدرة الحامل على البدء بالتنفّس والحفاظ عليه، ذلك يعزى إلى نقص الأكسجين ووجود مستويات عالية من ثنائي أكسيد الكربون.
  • انزياح المشيمة.
  • تمزق الرّحم.

مضاعفات الولادة مميتة، فقد تنتج من عدوى، أو نزيف، أو تسمم الحمل، وهو من مضاعفات الحمل التي تزداد شدة أثناء الولادة.


المراجع

  1. "10smart ways to prepare for your baby's birth", www.babycenter.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "!Stages of labor and birth: Baby, it's time", www.mayoclinic.org,15-5-2019، Retrieved 1-11-2019. Edited.
  3. Stephanie Watson (10-6-2015), "C-Section: Tips for a Fast Recovery"، www.healthline.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Your body just after the birth", www.nhs.uk,8-3-2018، Retrieved 1-11-2019. Edited.
  5. Lori Smith BSN MSN CRNP (2018-6-27), "Ten common labor complications"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-5-29.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×