فضل سورة الشرح

كتابة:
فضل سورة الشرح

فضل سورة الشرح

سور القرآن الكريم زاخرة بالفضائل، وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تُخصّص بعض السور بفضائلٍ مُعيّنة، وسيتم فيما يأتي بيان إن كان لسورة الشرح فضلٌ خاص مع بيان فضلها العام وفضل بعض موضوعاتها.

فضل السورة الخاص

ورد في فضل سورة الشرح حديثين ضعيفين ليس لهما أصل، وهما: "من قرأها فكأنما جاءني وأنا مغتم، ففرج عنّي"، والثاني هو: "يا علي من قرأها فكأنّما أشبع فقراء أمتي، وله بكلّ آيةٍ قرأها حلّة يوم الحشر"، فالصحيح أنّه لم يرد حديث ثابت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُميّز سورة الشرح بفضلٍ خاص.[١]

فضل السورة العام

إنّ الفضل العام لسورة الشرح هو أنّ الله -تعالى- وعد بالثواب والحسنات لمن قرأ آيات القرآن الكريم وسوره، وهي إحدى سور القرآن، وقراءتها تزيد الحسنات وترفع الدرجات، وقد بيّنت الأحاديث فضل قراءة القرآن الكريم ومنه سورة الشرح: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).[٢][٣]

فضل موضوعات السورة

إنّ الغرض الذي نزلت بسببه سورة الشرح هو تثبيت قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومؤانسته ومؤازته في وجه ما كان يلقى من أذى قريش وجحودها.

وعندما يستشعر المؤمن ذلك يدرك أنّ الداعي إلى الله -تعالى- مهما كان قويّ الحجة وحسن الأسلوب لا بدّ من أن يلقى معارضةً وجفاء، ولهذا فهو يحتاج إلى تجديد العزم والنيّة دوماً وتوسيع الصدر وتنويع الأساليب.[٤]

وفي استشعار معاني سورة الشرح وإدراك فضائل موضاعاتها ومقاصدها خير معين على ذلك، وفيما يأتي ذكر لبعض مقاصدها:[٥]

  • إنّ الله -تعالى- لم يترك عبده ونبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يدعه كما زعم كفّار مكة.
  • وعد الله -تعالى- نبيّه محمد أنّ الأيام التي ستأتي سيكون فيها خيرٌ كثير وستكون أفضل من الأيام الماضية.
  • تذكير الله -تعالى- لنبيّه محمد بالنّعم التي أنعمها عليه فيما مضى، وتبشيره بالمزيد.
  • طلب الله -تعالى- من نبيّه محمد أن يشكره ويرغب إليه بالعبادة والطاعة.

ما يستفاد من السورة

اشتملت سورة الشرح على الكثير من الفوائد واللطائف، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:[٦]

  • إنّ من أفضل نعم الله -تعالى- على العباد -بعد نعمة الإيمان- أن يشرح صدورهم؛ وذلك لأنّ منشرح الصدر لا يحزن على الدنيا ولا يغتمّ لما فاته منها ولا يجزع لمُصابها.
  • إنّ غفران الذنوب نعمة عظيمة من يُرزقها في الآخرة فهو في فضلٍ وخير.
  • إنّ الذنب يورث في النفس الهم والحزن والنكد والغم.
  • إنّ الله -تعالى- قرن ذكره بذكر نبيّه محمد، وذلك في الشهادتين.
  • إنّ ذكر رسول الله وقدْره مرفوع حتّى في تعامل أعدائه معه وفي حديثهم عنه.
  • إنّ في سورة الشرح بشارة لأهل البلاء بالفرج وباليسر مع العسر.
  • إنّ العبد العاقل يحرص على شغل جميع وقته بعبادة الله، فهذه هي غاية خَلق الإنس والجن.

المراجع

  1. الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 526. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 188-189. بتصرّف.
  4. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 17. بتصرّف.
  5. المراغي، أحمد بن مصطفى، كتاب تفسير المراغي، صفحة 188. بتصرّف.
  6. عادل محمد خليل، كتاب أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 305. بتصرّف.
5728 مشاهدة
للأعلى للسفل
×