فوبيا الحقن ما هي؟

كتابة:
فوبيا الحقن ما هي؟

فوبيا الحقن

لا بدّ أنّّ العديد من الأشخاص سمعوا عن فوبيا المرتفعات أو فوبيا الثعابين، لكن هل تبادر على ذهن أحد وجود فوبيا من الحقن؟ فما هي أسباب هذه الفوبيا؟ وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في هذا المقال.

تعرف فوبيا الحقن (trypanophobia) بالشعور بالخوف والذعر الشديدين من الإجراءات الطبية التي تتضمن استخدام الحقن أو الإبر، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة في العديد من الأشخاص، خاصةً المصابين بأمراض تتطلب الاستخدام المستمر للحقن، ويمكن أن يواجه الأشخاص المصابون بهذه الفوبيا صعوبةً في طلب الرعاية الصحية؛ نتيجة خوفهم من الحقن.[١]


ما هي أسباب فوبيا الحقن؟

على الرغم من عدم قدرة الأطباء على تحديد سبب الإصابة بفوبيا الحقن حتى الوقت الحالي، إلا أنه توجد بعض العوامل التي من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بها مستقبلًا، تتضمن ما يأتي:[٢]

  • تجارب الحياة السلبية، أو التعرض لصدمة سابقة ناجم عن شيء أو موقف محدد.
  • حدوث بعض التغيرات في كيمياء الدماغ.
  • امتلاك تاريخ عائلي من الإصابة بفوبيا الحقن، وقد يكون ذلك ناجمًا عن سلوك وراثي أو مكتسب.
  • الإصابة بنوع من الفوبيا في مرحلة الطفولة قبل سن العاشرة.
  • السّماع عن التجارب السّلبية المتعلقة بالحقن.

ويمكن أن تنجم فوبيا الحقن عن جانب محدد حول الحقن، يتضمن ما يأتي:[٢]

  • حالات الإغماء أو الدوخة الشديدة، نتيجة حدوث رد الفعل الوعائي المبهم (vasovagal reflex) عند إدخال الإبرة في الجسم.
  • الذكريات السيئة، والقلق حيال الحقن، مثل تذكّر أخذ حقنة مؤلمة، ويمكن أن تتنشط هذه الذكريات بمجرد رؤية الإبرة.
  • الخوف من الإصابة بمرض ما أو ما يعرف باسم توهم المرض.
  • الحساسية تجاه الألم، وعادةً ما تكون هذه الحالة وراثيةً، وتسبب القلق الشديد، واضطراب ضغط الدم ودقات القلب عند التعرض لإجراء طبي أو أخذ حقنة.
  • الخوف من التقييد، الذي يختلط بسهولة مع فوبيا الحقن؛ وذلك لأن العديد من الأشخاص يكونون مقيدين عند أخذ الحقن.


ما هي أعراض فوبيا الحقن؟

تسبب أعراض فوبيا الحقن القلق الشديد لدى الشخص، كما يمكن أن تقلل من جودة حياته ونوعيتها بصورة كبيرة، بالإضافة إلى ذلك قد تكون أعراض هذه الفوبيا شديدةً لدرجة أنها تسبب ضعف الشخص، وعدم قدرته على أداء وظائفه، وعادةً ما تبدأ الأعراض بالظهور عندما يرى الشخص الإبرة، أو عندما يخبره أحدهم أنّ عليه الخضوع لاختبار ما يتضمن أخذ حقنة، وعموصا تتضمن أبرز أعراض هذه الفوبيا ما يأتي:[٢]

  • الدوخة، والإغماء.
  • القلق الشديد.
  • الأرق.
  • نوبات الهلع.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تسارع دقات القلب.
  • العنف العاطفي أو الجسدي.
  • تجنب إجراء أي فحوصات طبية أو الخضوع لأي رعاية طبية.


كيف يتم تشخيص فوبيا الحقن؟

يمكن أن تسبب فوبيا الحقن مواجهة صعوبة شديدة في طلب الرعاية الصحية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرة الطبيب على تشخيص الحالة، لذلك لا بدّ من الإصرار على المصاب لطلب الرعاية الطبية، ويُجري الطبيب عادةً التشخيص لاستبعاد أي مرض جسدي، وذلك عن طريق إجراء فحص طبي، بعذ لك قد يوصي بإحالة المصاب إلى اختصاصي الصحة النفسية، الذي يسأل بدوره عن السيرة المرضية النفسية والجسدية، كما يطلب من المصاب وصف أعراضه بصورة دقيقة مفصّلة، وعادةً ما يشخّص هذا الاختصاصي فوبيا الحقن عند تداخل هذه الحالة مع جودة حياة الشخص وقدرته على أداء وظائفه بفعالية.[٢]


ما هي مضاعفات فوبيا الحقن؟

يمكن أن تحمل فوبيا الحقن خطر حدوث بعض المضاعفات، فبالإضافة إلى الأعراض الجسدية والعاطفية التي يعاني منها المصاب قد يزداد خطر حدوث بعض التغيرات السلوكية لدى الشخص، كما يمكن أن يتجنب زيارة الطبيب، وحتّى طبيب الأسنان؛ خوفًا من التعرض لأي حقن، وعلى الرغم من الخوف الفعلي من الحقن يتطوّر لدى المصاب خوف عامّ من مقدمي الرعاية الصحية، ويمكن أن يصل في الحالات الشديدة إلى عدم قدرته على تلقي الفحوصات الروتينية.[٣]


كيف يتم علاج فوبيا الحقن؟

يمكن علاج فوبيا الحقن عن طريق الطرق الآتية:[٣]

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يعدّ هذا العلاج فعّالًا للغاية لعلاج فوبيا الحقن، وذلك عن طريق أسلوب إزالة التحسس الممنهج، وهو شكل من أشكال العلاج بالتعرض، يساهم في زيادة قدرة الشخص تدريجيًا على تحمل الحقن، كما يمكن للعلاج بالتنويم المغناطيسي أن يعالج هذه الفوبيا بفعالية.
  • استخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى أخذ الإبر: تتطور الأدوية بصورة مستمرة، ويتوفّر العديد منها لا تحتاج إلى استخدام الحقن بديلًا للأدوية المحقونة، فمثلًا يمكن أن يدخل الدواء عبر الجلد باستخدام الضغط العالي (jet injection )، الأمر الذي يقلل من القلق والذعر المصاحبين للأدوية المحقونة، كما تتوفر بعض الطرق لقياس نسبة السكر في الدم وإجراء الفحوصات الطبية الأخرى من غير الحاجة إلى الإبر، لكن توجد بعض الأدوية والاختبارات التي يجب إجراؤها عن طريق الحقن، الأمر الذي يجعل استخدام الحقن أمرًا أساسيًا لا مفر منه في بعض الأحيان.


المراجع

  1. "Trypanophobia: Helping Patients Deal with Fear of Needles", pharmacytimes, Retrieved 3-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Trypanophobia", healthline, Retrieved 3-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Overcoming Trypanophobia or the Fear of Needles", verywellmind, Retrieved 3-7-2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×