لماذا نحب رمضان
اختصَّ الله -سبحانه وتعالى- شهر رمضان بميِّزاتٍ عديدةٍ تجعل له عند المسلمين مكانةً خاصَّةً في نفوسهموحبَّاً شديداً لهذا الشهر الفضيل، نورد بعض هذه الميِّزات فيما يأتي:
- شهر رمضان هو شهر الصِّيام وموسمٌ من مواسم الطَّاعات وأفضلها، فقد اختاره الله -تعالى- شهراً من بين كلِّ الشُّهور لتكون الطَّاعاتُ فيه مضاعفة وأجور الأعمال فيه أعظم من باقي الشُّهور.[١]
- شهر رمضان هو الشَّهر الذي أنزل الله -تعالى- فيه القرآن، حيث قال الله -عزَّ وجل-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[٢] وتحديداً في ليلة القدر منه، حيث قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[٣][١]
- شهر رمضان هو الشَّهر الذي اختاره الله -تعالى- لابتداء نزول الوحي.[١]
- يجاهد الصَّائم نفسه لحفظ لسانه في شهر رمضان؛ لحرصه على نيل عظيم الأجر والثَّواب، وعدم إضاعة هذا الوقت الثمين بما لا يرضي الله -تبارك وتعالى-.[١]
- شهر رمضان هو شهرٌ تتقوَّى فيه الرُّوحانيات وتتجدَّد فيه النِّيَّة، فهو فترةٌ تدريبيَّةٌ تَشحنُ المسلم لمواصلة الطَّاعات خلال السَّنة كاملةً، فعبادة الصَّوم هي لله -تعالى- وحده، وفيها ترويضٌ للجسد والرُّوح على عدم مخالفة أوامر الله -تعالى-، وقيام اللَّيل يقوِّي صلة الإنسان المسلم بربِّه، ويحسن صلاته.[٤]
- شهر رمضان هو سببٌ لتفتح أبواب الجنَّة للصَّائمين وذلك لكثرة الطَّاعات، فقد ثبت في صحيح البخاري أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).[٥][٦]
- شهر رمضان هو شهرٌ كتبه الله -تعالى- على جميع الأُمم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).[٧][٨]
- شهر رمضان هو سببٌ لمغفرة الذُنوب، وقد خسر من مرَّ عليه رمضان ولم يغتنم هذه الفرصة فخرج من رمضان وذنبه غير مغفور، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ).[٩][٨]
- شهر رمضان سببٌ لزيادة الأعمال الحسنة، فالنوافل تُقرِّب العبد من الله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[١٠][١١]
- شهر رمضان يحفِّز على إنهاء الخصومة والنِّزاع بين المسلمين، فقد كره الله -تعالى- ذلك، وقد جاء في صحيح البخاري أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ)،[١٢] وقال كذلك: (تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا).[١٣][١١]
- شهر رمضان هو سببٌ لتجديد علاقة المسلم بالقرآن الكريم، قال الله -عزَّ وجل-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا).[١٤][١٥]
- شهر رمضان فرصةٌ للاستزادة من الأعمال الحسنة التي يغفل عنها الشَّخص؛ كالصَّدقة، والدُّعاء، والإحسان للجار، وصلة الرَّحم، والتَّطوُّع في الأعمال الخيريَّة، وغيرها ممَّا يرضي الله -تعالى- من الأعمال، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).[١٦][١٥]
- بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمةٌ، ففيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، وفيه مضاعفةُ الأُجور وغفران الذنوب لمن اجتهد، ومن لم يجتهد فهو محرومٌ.[١٧]
صور محبَّة رمضان والابتهاج بقدومه
هناك العديد ممن الصور التي تعبِّر عن محبة العبد لشهر رمضان والابتهاج بقدومه، نورد منها ما يأتي:
- تظهر صور محبَّة شهر رمضان بالتهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، وهي سنَّةٌ سنَّها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يهنئ المسلمين بمجيء الشَّهر، وهي من صور محبَّة شهر رمضان، فهو شهرٌ تفتح به أبواب الجنَّة، وتغلق أبواب النَّار، وتضاعف فيه أجور الأعمال، وتصفَّد فيه الشَّياطين، وفيه ليلة القدر، وقد صحَّ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ).[١٨][١٩]
- تظهر صور محبَّة شهر رمضان بتكرار الدُّعاء لبلوغ شهر رمضان، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلِّمنا أن ندعوا الله -تعالى- أن يبلِّغنا شهر رمضان، وقد كان يدعوا البعض فيقول: "اللهمَّ قد أظلنَّا شهر رمضان وحضر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجِّد والاجتهاد، والقوَّة والنَّشاط، وأعذنا فيه من الفِتَن".[١٩]
- تظهر محبَّة شهر رمضان في جهاد النَّاس لأنفسهم في ضبط اللِّسان، وضبط النَّفس عن الشَّهوات، وعقد النِّيَّة والعزيمة على التَّحسين من النَّفس والرُّجوع إلى الله -تعالى- ابتداءً من هذا الشَّهر المبارك.[١٩]
- تظهر محبَّة شهر رمضان في اتِّباع النَّاس سنَّة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- الذي كره للنَّاس أن يصوموا الأيام التي تسبق شهر رمضان المبارك لمن ليس معتادا على الصَّوم؛ لأنَّ ذلك من الغلوِّ في الدِّين، قال رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ)،[٢٠] ومن صور اتِّباع السُّنَة كذلك تأخير السُّحور في رمضان، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)،[٢١] وحثنا حبيبنا النَّبيُّ الكريم -عليه الصلاة والسلام- كذلك على التعجيل في الفطور، حيث قال: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).[٢٢][٢٣]
- يفرح ويستبشر النَّاس في قدوم شهر رمضان المبارك، قال الله -عزَّ وجل-: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ).[٢٤][٢٥]
- يفرح المسلم لقدوم شهر رمضان؛ لأنَّه فرصةٌ تقرُّبه من الله -تعالى-، وقد قال الله -تعالى- في الحديث القدسي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِراعًا، وإذا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا تَقَرَّبْتُ منه باعًا).[٢٦][٢٧]
- من أسباب فرح المسلم بقدوم شهر رمضان أنَّه قد غاب أحد عشر شهراً ثمَّ أتى ليجدِّد الرَّوحانيَّات والنَّوايا ويعيد النَّاس إلى ربِّهم.[٢٧]
- يفرح المسلم بشهر رمضان المبارك؛ لأنَّه من شعائر الله -عزَّ وجل- التي لابدَ من تعظيمها، قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)،[٢٨][٢٧] والفرح بقدوم شهر رمضان المبارك هي علامة على الإيمان القوي والسلامة القلب.[٢٧]
الاستعداد لشهر رمضان
هناك الكثير من الأمور التي يقوم بها المسلم استعدادا لقدوم شهر رمضان، منها ما يأتي:[٢٩]
- التَّوبة لله -تعالى- والعزم على ترك المعاصي وكلُّ ما يغضب الله -تعالى- هي من طرق الاستعداد لبدء شهر رمضان المبارك، قال الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٣٠]
- قيام اللَّيل هي من العبادات التي تقرِّب المسلم من ربِّه، وهي عبادةٌ محبَّبةٌ لله -تعالى- وطريقةٌ للاستعداد لشهر رمضان، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[٣١]
- استغلال الوقت في المواصلات وخلال طبخ الطَّعام وغيرها من الأوقات لذكر الله -تعالى- والاعتياد على ذلك هي طريقة للاستعداد لشهر رمضان.
- ضبط ساعات النَّوم حتى لا ينام الشَّخص أكثر من حاجته؛ ليملأ باقي وقته في الطَّاعات، وهي من طرق الاستعداد لرمضان.
- ضبط اللِّسان عن الغيبة والنميمة والفُحش من الكلام هي كذلك من طرق الاستعداد لرمضان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصحابي معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: (وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وجوهِهِم أو على مَناخرِهِم إلَّا حَصائدُ ألسنتِهِم).[٣٢]
- ضبط استعمال الهواتف الحديثة، وذلك لما فيها الكثير من الملهيات التي تضيِّع الوقت وتهدره، وتهدر المال، فمن الاستعداد لشهر رمضان ضبط وقت استعماله وعدم التَّعلُّق فيه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).[٣٣]
- ضبط النَّفس عن مشاهدة الملهيات التي لا تعود على الإنسان بأيِّ فائدةٍ؛ كمشاهدة المسلسلات، والانشغال بالأعمال الحسنة التي تدرُّ على الإنسان الحسنات والخير استعداداً لرمضان.
- ضبط النَّفس في التَّعامل مع النَّاس واجتناب النفاق معهم والتَّعامل بالحسنى، فقد جاء في الحديث المرفوع الذي يُستأنس به وإن كان مرسلاً: (مِن حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَرْكُه ما لا يَعْنِيه).[٣٤]
- ضبط النَّفس عن المزاح والكلام الفاحش والكلام الذي لا معنى له ولا هدف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ).[٣٥] وذلك حتى يستقبل رمضان وهو على جاهزيَّةٍ لاستغلال كلِّ وقته بما يرضي الله -تعالى-.
- ضبط المعارف والعلاقات، فلا داعي لإضاعة الوقت في المحادثات الكثيرة التي لا طائل منها، فالإنسان محاسب على كل كلمة ينطق بها، فالأولى أن يملأ صحيفته بما يرضي الله من كلام، وهذه من طرق الاستعداد لشهر رمضان.
- ضبط النفس استعداداً لشهر رمضان عن الكلام الذي لا بد أن يؤدي للكذب، فالمؤمن ليس بالكذاب، ولا بد من تجنب هذا.
- ضبط النفس استعداداً لشهر رمضان بترك العلاقات المحرَّمة والتَّوبة منها والعزم على عدم العودة لها.
- استعداداً لرمضان لا بدَّ أن يضع الإنسان فكرة عدم التَّعلُّق إلَّا بالله، وأن يمرِّن نفسه عليها حتى يطبقها، فلا باقي إلَّا الله -تعالى-، وكلُّ شيءٍ فانٍ غيره، ولا نافع إلَّا هو، قال الله -عزَّ وجل-: (وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِيَكونوا لَهُم عِزًّا* كَلّا سَيَكفُرونَ بِعِبادَتِهِم وَيَكونونَ عَلَيهِم ضِدًّا).[٣٦]
- الانتهاء عن طول الأمل والتَّسويف قبل رمضان، فلا يعرف الإنسان متى يموت، ولا يعرف إن كانت عباداته مقبولةً عند الله -تعالى- أم لا، أم هل ذنبه مغفورٌ عند الله -تعالى- أم لا، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ليس الإيمان بالتَّمني ولا بالتَّحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، وإنَّ قومًا غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدُّنيا ولا حسنة لهم، قالوا نحسِنُ الظن بالله وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل".
- الانتهاء عن التَّكبُّر والغرور قبل رمضان، فهذه أسوأ ما قد يتَّصف به المرء من صفات، فالتَّكبر صفةٌ تليق بالله -تعالى- وحده دون غيره.
- الاجتهاد وعدم الانصياع لكسل النَّفس، فالنَّفس بطبيعتها تحبُّ الرَّاحة، والمسلم لا بدَّ أن يكون نشيطاً خاصَّةً في طاعة الله -عزَّ وجل- وعمل الخير، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ).[٣٧]
- المسلم يبقي يقينه وظنَّه بالله -تعالى- في أعلى مستوياته، فيتيقَّن من إجابة الله لدعائه، ومن تأييد الله -تعالى- له وحبِّه له، فيستمر ويستزيد ولا يضعف لديه هذا الشعور حتى لا يكسل قبل رمضان.
- الصوم في شعبان، فقد كان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يستعدُّ لرمضان بطرقٍ عدَّةٍ، منها أنَّه كان يصوم كثيراً في شهر شعبان حتى يعتاد على ذلك، فقد صحَّ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أكْثَرَ مِن شَعْبَانَ).[٣٨][٣٩]
- من الاستعداد لقدوم شهر رمضان قضاء كلِّ ما فات على الإنسان من صيامٍ؛ كقضاء النِّساء الأيام التي حِضنَ بها، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ).[٤٠][٣٩]
- الدُّعاء لله -تعالى- والتَّضرُّع له حتى يقبله الله -تعالى- منا، حيث كان السَّلَف -رضي الله عنهم- يدعون الله -تعالى- ستة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان، ثمَّ يدعونه ستة أشهرٍ أن يتقبَّل منهم، وقد كان يدعو بدعائهم يحيى بن أبى كثير -رحمه الله- فيقول: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلاً".[٣٩]
- الاطّلاع على شروط الصيام؛ فشهر رمضان لا يجوز فيه الإخلال بأحد شروطه، فقد وضع الله -تعالى- عقوبات صارمةً للمفطرين في رمضان، فمن جامع زوجته في نهار رمضان فعليه عتق رقبةٍ، فإن لم يجد فعليه صيام شهرين متتاليين، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً.[٤١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث عبد المعطي رمضان (2018)، خطوات في الطريق إلى رمضان (الطبعة الأولى)، مصر: دار الخلفاء الراشدين، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ سورة القدر، آية: 1.
- ↑ هبة رؤوف عزت (2015 م)، في ظلال رمضان (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: جسور الترجمة والنشر، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3277، صحيح.
- ↑ محمد العثيمين (1996 م)، مجالس شهر رمضان (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: مكتبة أضواء السلف، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 183.
- ^ أ ب مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3545، حسن صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
- ^ أ ب مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم، صفحة 9 + 12-13. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 2023، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2565، صحيح.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 2.
- ^ أ ب مجدي الهلالي (2006 م)، كيف نحيي قلوبنا في رمضان (الطبعة الأولى)، القاهرة - مصر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 8-9. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية: 29.
- ↑ محمد حسين يعقوب (2005 م)، أسرار المحبين في رمضان، .: مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة، صفحة 43.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 55، صحيح.
- ^ أ ب ت إبراهيم الغرير (1976 م)، وظائف شهر رمضان المبارك، صفحة 4-6. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1914، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1923، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 1098، صحيح.
- ↑ أحمد متولي، تذكرة الإخوان بهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- في السلف في رمضان، صفحة 6-7. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية: 58.
- ↑ ناصر آل متعب، قبسات من هدي النبي في رمضان، صفحة 7، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7537، صحيح.
- ^ أ ب ت ث عبد المعطي رمضان (2018 م)، خطوات في الطريق إلى رمضان (الطبعة الأولى)، الإسكندرية - مصر: دار الخلفاء الراشدين، صفحة 8-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 32.
- ↑ محمد حسين يعقوب (2005 م)، أسرار المحبين في رمضان (الطبعة الأولى)، مكتبة التقوى ومكتبة شوق الآخرة، صفحة 49-60. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية: 31.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 64.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 593، صحيح.
- ↑ رواه ابن رجب، في جامع العلوم والحكم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/287، مرسل.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
- ↑ سورة مريم، آية: 81-82.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6363، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1970، صحيح.
- ^ أ ب ت ناصر آل متعب، قبسات من هدي النبي في رمضان، صفحة 6، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1146، صحيح.
- ↑ مشعل الفلاحي، رمضان يبني القيم، صفحة 34. بتصرّف.