محتويات
ما علامات التلعثم؟
واحد من أكثر ما يُثير قلق من يتحدّثون أمام مجموعة من الناس أو أثناء إلقاء الخطابات المُهمّة التلعثم أو التأتأة، ولا بُدّ أنّ ذلك أمرٌ مُزعجٍ خاصّة لمن يُعانون من التلعثم (Stuttering, Stammering) طوال الوقت، وهو اضطراب في الكلام تبدأ مُلاحظته لدى الأطفال ممّن أعمارهم ما بين سنتين إلى 6 سنوات، ويستمرّ لدى البالغين منهم بنسبة قليلة للغاية لا تتجاوز 1%، ويُلاحظ الناس علاماته على الفرد بتكرار صوت أحد حروف الكلمة، أو تكرار الكلمة نفسها أكثر من مرّة، أو بإطالة صوت الحرف الأول من الكلمات عند نُطقه، وصعوبة نُطق الكلمات التي تبدأ بحرف (ك) أو (ج) أو (ت)، أو في إطالة أحرف العلّة (الألف، والواو، والياء) الموجودة داخل الكلمة ذاتها.
وقد تبدو على من يُعاني من التلعثم كثرة رمش عينيه، وشدّ العضلات المُحيطة بفمه، بالإضافة إلى إرجاع رأسه وعينيه إلى الخلف أثناء محاولته في تذكّر الكلمات التي يُريد استخدامها، وقد يُلاحظ عليه التوتّر عند الكلام، ويصعب عليه التواصل كما ينبغي، وفي بعض الأحيان قد تبدو أعراض التلعثم محصورة في كثرة توقّف الفرد وسكوته أثناء حديثه.[١][٢]
ما أسباب الإصابة التلعثم؟
يُعتقد وجود عدّة أسباب تجتمع بعضها مع بعض لتسبّب إصابة الفرد بالتلعثم خلال مراحل نموّه أثناء الطفولة، أو تُلازمه في ما بعد أثناء البلوغ، وتتضمّن الآتي:[٣][٢]
- مشكلات في تطوّر الكلام، فالكلام في الوضع الطبيعيّ يتطلّب سلسلة من العمليات التي تجمع ما بين أداء مناطق مُتعدّدة في دماغ الفرد، بالتعاون مع العضلات المسؤولة عن التنفّس والكلام، مما يساعد الفرد في تطوير مسارات عصبيّة مُحدّدة أثناء حديثه تسمح له باستئناف الحديث أو تأكيده أو إعادته في الوقت المُناسب وبالطريقة المُناسبة، وهو ما يظهر ضعفه لدى الأطفال خلال سنين عمرهم الأولى أثناء التعلّم؛ ذلك يُفسّر كيف أنّهم مع الوقت وتطويرهم لمسارات عصبيّة كافية تزول مُشكلة التلعثم عن الكثيرين منهم.
- اضطرابات السيطرة الحركيّة في القدرة على الكلام، بعدم وجود تناسق حركيّ أو حسيٍّ، أو تنسيق مُحدّد للوقت أثناء الحديث، مما يُسبّب تلعثم الفرد.
- جنس الفرد، إذ يميل التلعثم إلى الحدوث بنسبة أكبر لدى الذكور مُقارنًة بالإناث؛ لأسبابٍ غير واضحة بالضبط.
- الجينات المتوارثة، فقد لوحظ أنّ 2 من بين 3 ممّن يُعانون من التلعثم لديهم أقرباء أو أفراد آخرون في العائلة ممّن يُعانون من التلعثم أيضًا، مما يُشير إلى وجود عاملٍ جينيّ موروث قد توجد له صلة بالموضوع.
- اضطرابات في الدماغ، وتُسمّى حينها الحالة بالتلعثم العصبيّ، الذي ينتج من إصابة في الدماغ، أو جلطة دماغيّة، أو وجود اضطراب ما في عمل الدماغ، مما يعطّل تسلسل الكلام وسلاسته لدى المُصاب، وتوقّفه المُستمر أثناء الحديث، أو تكراره لبعض الكلمات أو الجمل عند قولها.
- التوتّر، هو ما يؤثر في كل الأشخاص على حدّ سواء، فقد يُعاني من التلعثم بعض البالغين للمرّة الأولى بمُجرّد وجودهم في مواقف تبعث على التوتّر الشديد أو تزيد من الضغوطات عليهم، مما يُقلّل من سلاسة لغتهم وكلامهم، وتلعثمهم عند الحديث، وحتّى الأطفال الذين يتوقّع منهم أهلهم الكثير من التميّز والطلاقة في الحديث قد يُصابون بالتوتّر والتلعثم ليكونوا ضمن توقّعات من يُحيطون بهم.
- معاناة الطفل من تأخّر النموّ، أو من يُعانون من اضطرابات أخرى في قدرتهم على التواصل والحديث قد يصبحون أكثر عُرضًة للإصابة بالتلعثم.
كيف يُشخّص الطبيب التلعثم؟
أوّل من يُلاحظ التلعثم لدى الأطفال أهله عادة، أو الأساتذة والمُعلّمات في المدرسة، ومن المُهمّ حينها إطلاع الطبيب على الأمر لمُتابعته مع والديه من عُمر سنتين أو أكثر، وعندها يُعاين الطبيب الوضع، وقد يُشير إليهم للاستعانة بأحد اختصاصيّ أمراض النّطق واللغة، والذي يبحث في تاريخ الطفل أو الفرد المرضيّ والعائليّ كاملًا، ويُحدّد درجة تأثيره في حياته، والمدّة التي عانى فيها من التلعثم، بالإضافة إلى تحديد ما إذا كان الطفل سيُعاني من التلعثم مُستقبلًا، أم أنّه سيتعافى منه مع نموّه دون تدخّل طبيّ أو علاجيّ، ومعرفة ما إذا كانت هناك علاقة لأيّ اضطرابات في الحديث أو النطق لديه قد تبدو سببًا في تلعثمه، ويتعامل معها بالطريقة المُناسبة حسب حالة الفرد بالضبط.[١]
كيف يتخلّص الشخص من التلعثم؟
في كثير من الأحيان يتعافى الطفل من التلعثم مع نمو الطفل في السن، وزيادة مخزونه اللغويّ وتطوّر قُدراته العقليّة، وفي أحيان أُخرى قد يتطلّب الأمر اللجوء إلى علاج النطق (Speech Therapy)، والذي يُعنى بنمط الحديث وتواتره، ويُساعد الطفل في التحكّم بتنفّسه وسُرعته أثناء الحديث، خاصّة لمن يرتبط التلعثم لديهم بإحدى الحالات الآتية:[٤]
- من يُعانون من التلعثم منذ 3 إلى 6 أشهر.
- من لديهم تاريخ عائليّ للإصابة بالتلعثم.
- من يُعانون من مشكلات في حياتهم بسبب التلعثم.
- من يبدو التلعثم لديهم واضحًا للغاية.
ويوصي المُعالِج المُشرف على الحالة غالبًا بمساعدة الأهل والأصدقاء الفرد أو الطفل الذي يُعاني من التلعثم؛ ذلك باتّباع التعليمات الآتية[٥]:
- عدم مُقاطعة الطفل أثناء الحديث، أو إخباره بأن يُعيد الحديث من البداية.
- عدم إخبار الطفل بضرورة التفكير قبل الحديث.
- تجنّب طلب الأهل من الطفل الحديث في المواقف أو أمام الأشخاص الذين يبعثون في نفسه التوتّر والضغط، خاصّة التحدّث بصوتٍ مُرتفع، وتحفيز الطفل على ممارسة أنشطة أخرى لا تتطلّب الكثير من الحديث حينها.
- عدم إجبار الطفل على التحدّث بالضبط كما يتحدّث البالغون بالدّقة نفسها أو الوضوح والدقّة ذاتيهما، ومنحهم بعض المساحة للمرح عندما يتحاورون مع من حولهم.
- التحدّث بوضوح تامّ عند توجيه الكلام للطفل، أو الآخرين في أثناء وجود الطفل واستماعه للحديث.
- الاستفادة من الأوقات التي تجتمع فيها العائلة على المائدة في الحديث والحوار، والابتعاد عن أيّ مصادر للإزعاج؛ كالتلفاز.
- توفير بيئة هادئة ومُريحة للطفل في المنزل قدر الإمكان بعيدًا عن مصادر التوتّر المُختلفة.
تجدر الإشارة إلى عدم وجود أدوية أو عقاقير مُعيّنة ومُسجّلة للتعامل مع التلعثم، لكنّ بعض الحالات قد تلجأ إلى الاستعانة بأجهزة كهربائيّة مُخصّصة للتلعثم بأنواع وآليات عمل مُختلفة، وأحدها يُخفّف من سرعة كلام الطفل عن طريق تشغيل تسجيل صوتيّ له أثناء حديثه السريع، وهناك نوع آخر يستطيع الفرد ارتداءه؛ مثل: السماعة، إذ يُصدر صوتًا مُعيّنًا يُقلّل بشكلٍ ما من تلعثم الفرد أو الطفل أثناء حديثه.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "Stuttering", familydoctor,14-11-2018، Retrieved 24-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Stuttering", mayoclinic,1-8-2017، Retrieved 24-6-2020. Edited.
- ↑ "Stammering", nhs,15-11-2019، Retrieved 24-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Rachel Nall (16-1-2019), "Stuttering"، healthline, Retrieved 24-6-2020. Edited.
- ↑ Julia K. Hartnett (6-2019), "Stuttering"، kidshealth, Retrieved 24-6-2020. Edited.