ماهو علاج ضمور الدماغ عند الاطفال

كتابة:
ماهو علاج ضمور الدماغ عند الاطفال

ضمور الدّماغ عند الأطفال

على الرغم من صغر حجم الأطفال وحداثة عهدهم في الحياة لكن غالبًا ما يُصابون بالأمراض التي يُصاب بها البالغون، وربما تبدو أكثر شدة لديهم، ومن هذه الأمراض ضمور الدماغ، فعلى الرغم من أنّه مرض شائع لدى الكبار، لكنّ بعض الاطفال يُصابون به، ويشير هذا المرض إلى موت الخلايا الدماغية وفقدانها مع الوقت؛ مما يتسبب في أن يصبح حجم الدماغ أقل من الحجم العادي، وقد يتركّز الفقد في جزء معين من الدماغ أو في الدماغ كلّه، وبالتالي فإنّ التأثير العكسي على حياة الطفل وصحته العقلية والجسديّة يعتمد على الموقع الذي فُقدت منه هذه الخلايا والأعضاء أو السلوكيات أو الحواس التي يتحكم بها، وضمور الدماغ قد يسبب في النهاية وفاة الطفل المُصاب، ولا يوجد علاج يتخلّص من ضمور الدماغ نهائيًا، ويتركّز العلاج حاليًا على التخفيف من العوارض ويحدّ من خطر الإصابة بالمضاعفات.[١][٢]


أسباب ضمور الدماغ عن الأطفال

تتعدّد أسباب الإصابة بضمور الأعصاب لدى الأطفال، ويُذكَر منها ما يأتي:

  • الداء الليبوفوسيني السيرويدي العصبي (Neuronal Ceroid Lipofuscinoses) أو العته الكمني: يصف هذا الداء مجموعة من الأمراض التنكسيّة جميعها ناتجة من سبب وراثي؛ منها متلازمة باتن (Battens disease)، إذ تؤدي طفرة في أحد الجينات إلى تراكم نوع من الأصباغ الدهنيّة في الخلايا العصبية تُعرَف باسم ليبوفوسين المكوّنة من البروتينات والدهون، وبالتالي فإنّ تراكمها في الخلايا العصبية يؤدي في النهاية إلى تلف الخلايا العصبية وضمور الدماغ، ويصيب هذا المرض الأطفال ما بين سنَّي الخامسة والثامنة، وتظهر عليهم العديد من العوارض الدالة على الإصابة؛ مثل: بطء التعلم، والبلاهة، وفقدان البصر، بالإضافة إلى تغييرات سلوكية ونفسية.[١]
  • اكتئاب الآباء أو الأجداد: أُجريت دراسة على بعض أبناء المُصابين بالاكتئاب وأحفادهم لمعرفة إذا كان لدى هؤلاء الأطفال الميل إلى الإصابة بـالاكتئاب لاحقًا خلال حياتهم، لكنّ نتائج الدراسات اكتشفت وجود ضمور في النصف الأيمن من الدماغ المسؤول عن معالجة العواطف والتحكم بها، الأمر الذي أشار إلى وجود علاقة بين الاكتئاب وضمور الدماغ، وأشار أيضًا إلى الاحتمال الكبير لإصابة هؤلاء الأطفال بالاكتئاب لاحقًا.[١][١][٣]
  • مرض التصلب المتعدد (Multiple sclerosis): يحدث التصلب المتعدد نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لطبقة الميلانين الواقية للخلايا العصبية؛ مما يسبب تلف الخلايا وضمور الدماغ، وما ينتج منه من فقد القدرة على التحكم بالحركة والإحساس[٤].
  • الشلل الدماغي (Cerebral palsy): يحدث هذا المرض نتيجة نمو دماغ الطفل بشكلٍ غير طبيعي داخل الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرة الدماغ على التحكم بحركة الجسم، فيفقد الشخص المُصاب قدرته على التنسيق بين حركاته وقدرته على المشي، وربما يعاني من بعض الاضطرابات الحركية الأخرى.[٢]
  • اضطراب حثل المادة البيضاء المتبدل اللون (Leukodystrophies)، [٢]: اسم يُطلق على مجموعة من الاضطرابات الوراثيّة المتسببة في الانحلال التدريجي للمادة البيضاء في الدماغ نتيجة عدم تكوّن طبقة الميلاين التي تحيط بالأعصاب بصورة طبيعية، ويظهر هذا الاضطراب في الطفولة المبكرة، ومع تقدّم الوقت يزداد ضمور الدماغ، الأمر الذي يسبب حدوث عدّة مشكلات عصبية وسلوكية ومشكلات في الرؤية والسمع والمشي وغيرها.[٥]
  • التعرَُّض للعلاج الكيماوي: لوحظَ أنّ العديد من الأطفال الذين تعرّضوا للعلاج الكيماوي المُستخدَم لعلاج المصاب بالعديد من أنواع الأورام السرطانية يعانون من ضمور الدماغ.[١]
  • اضطراب تاي ساك: هو اضطراب وراثي ينتج منه خلل في الإنزيم الذي يُحطّم الدهون؛ مما يسبب تراكها في الأنسجة العصبيّة، وبالتالي تسببها في إتلاف الخلايا العصبية وضمور الدماغ.[٦]
  • الجلطة الدماغية،[١] ويُصاب الطفل بالسكتات الدماغيّة بسبب إصابته باضطربات مرضية أخرى، وتحدث الجلطة الدماغية في الأطفال غالبًا عند الولادة أو خلال الشهر الأول، وتسبب السكتات الدماغيّة قطع إمدادات الدم والأكسجين عن جزء من الدماغ؛ مما يُتلِف هذا الجزء، ويفقد الدماغ بعض الوظائف بناءً على موقع الجزء التالف ووظيفته؛ كفقدان قدرة الطفل على الحركة والكلام.[٧]
  • متلازمة كوشينغ: اضطراب هرموني مُسبِّب لزيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وقد يحدث نتيجة تناول كمية كبيرة من أدوية الكورتيكوستيرويد؛ مما يؤدي إلى تعرّض الجسم لكميّة هائلة من هرمون الكورتيزول، أو نتيجة وجود خلل داخل الجسم إما أن يحدث في الجين المسؤول عن إنتاج هرمون الكورتيزول أو وجود مشكلة مرضيّة تسببت في إنتاج الجسم لكميّة كبيرة من هذا الهرمون. وتظهر على الطفل المُصاب بعض العوارض المميزة؛ كوجود حدبة متشكّلة من تراكم الدهون شبيهة بسنام الجمل أعلى الظهر أسفل الرقبة مباشرة، ويبدو الوجه مستديرًا -المُتعارف عليه بين الناس باسم وجه القمر-، بالإضافة إلى وجود علامات تمدد أرجوانية أو وردية اللون على الجلد[٨]. وقد وُجد أنّ الأطفال الذين يعانون من متلازمة كوشينغ يعانون أيضًا من ضمور الدماغ.[١]
    • أسباب أخرى، وتتضمن:
    • مرض الإيدز.[١]
    • التهاب الدماغ.[٢]
    • الحوادث.[٢]


علاج الأطفال المصابين بضمور الدّماغ

لا يوجد علاج محدد من هذا النوع من المشكلات المرضية، لكن بالإمكان علاج المسبب الرئيس له، وهنا تجدر الإشارة مرّة أخرى، لكنّ العلاج لبعض الأسباب قد يساعد في إيقاف الضرر الناتج منها ولا تُسترجَع الخلايا المفقودة، فكما هو معروف أنّ خلايا الدماغ لا تتجدّد، وبالتالي فإنّ الفقدان يبدو مستمرًا والضرر الناتج منها كذلك، ويهدف العلاج أساسًا إلى التخفيف من العوارض، والتقليل من المضاعفات الناتجة.[٢][٤] وتُذكَر العلاجات وفق الآتي:

  • علاج التهاب الدماغ: الذي يشمل العلاجات الآتية:[٩]
    • مُضادات الفيروسات؛ مثل: أسيكلوفير(Acyclovir) وفوسكارنت (Foscarnet).
    • مُضادات الالتهاب؛ كـنابروكسين (naproxen) وآيبوربروفين.
    • العلاج الطبيعي؛ يُستخدَم لاستعادة التوازن والتنسيق بين حركات الجسم، وتمكين المُصاب من استعادة بعضٍ من قدرته على المشي، وإعادة المرونة للعضلات.
    • العلاج الوظيفي: يهدف إلى مساعدة الشخص في استعادة وظيفة العضو المتأثر، وبالتالي يستطيع العودة لممارسة حياته اليوميّة دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.
  • علاج مرضى متلازمة كوشينغ: الذي ينفّذه الطبيب وفق الآتي:[١٠]
    • تقليل استخدام الكورتيكوستيرويد: قد يوقف المُصاب استخدام هذه الأدوية تدريجيًا حتى يستعيد الجسم قدرته على إنتاج الكوتيزول بشكل طبيعي.
    • تناول الأدوية: هناك بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على إنتاج الجسم المفرط لهرمون الكورتيزول؛ ومنها: ميفيبريستون وميفيبريكس والكيتوكونازول والميتوتان.
    • الجراحة: تسبب أحيانًا الأورام بالإصابة بمرض كوشنغ، وهنا يحتاج الطبيب إلى استئصالها بالكامل، وهذه الأورام إما أن تحدث في الغدّة النخاميّة أو الغدّة الكظريّة أو على الرئتين أو البنكرياس.
    • العلاج الإشعاعي: يلجأ الطبيب إلى هذا العلاج في حال عدم قدرته على استئصال الورم بالكامل، أو في حال كان الطفل غير مؤهل لتُجرى له الجراحة.
  • علاج المصاب بالجلطة الدماغيّة: ذلك وفق الآتي:[٤]
    • العلاج بالأدوية:
      • دواء منشط بلازمينوجين الأنسجة (TPA)، الذي له القدرة على إذابة التجلط، وبالتالي إعادة تدفق الدم الطبيعي نحو الخلايا.
      • مضادات التخثر وأدوية خفض الدم؛ لمنع الإصابة بـالجلطة الدماغية مرّة أخرى.
    • الجراحة؛ لإزالة التجلط، وإصلاح الأوعية الدمويّة التالفة.


علاج مرضى ضمور الدماغ منزليًا

لا يوجد هناك علاج من ضمور الدماغ، لكن هناك بعض النصائح والعلاجات لإدارة العوارض المُصاحبة للإصابة بهذا المرض، ومنها[٢]:

  • اللجوء إلى العلاج التكميلي: ومنه اتباع الأساليب الآتية:
    • العلاج بالإبر.
    • العلاج بالتدليك.
  • استخدام المكملات الغذائيّة وبعض العلاجات العشبية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قدر المستطاع.
  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي قليل الكوليسترول والسكر، وتقليل الدهون في الطعام؛ الأمر الذي قد يقلل من سرعة تطور المرض.[١١]


الوقاية من ضمور الدماغ

تفادي الإصابة بضمور الدماغ متاح من خلال اتباع بعض النصائح التي تقي من الأمراض التي ينتج منها ضمور الدماغ، ويُذكَر منها الآتي:

  • اللجوء إلى الاستشارة الوراثيّة والفحص الكروموسومي قبل الإنجاب لمعرفة احتمال إصابة الطفل بأحد الأمراض الوراثيّة التي تسبب ضمور العضلات؛ كاضطراب تاي ساك.[٦]
  • ربط حزام الأمان للطفل أثناء وجوده بجانب السائق أو في الكرسي الخلفي وتخفيف السرعة؛ لتجنب الحوادث.[٤]
  • وضع خوذة أثناء قيادة الدراجة الهوائيّة؛ لحماية الدماغ من أثر السقوط.[٤]


معلومة مثيرة

قد يتبادر لذهن القارئ إذا كانت هناك إمكانيّة لعكس ضمور الدماغ وتحفيز خلاياه على النمو والانقسام من جديد، ويعمل العلماء حاليًا لإيجاد بعض الأدوية العاكسة لضمور الدماغ، وفي عام 2019 م استطاع العلماء إجراء دراسة على الفئران؛ إذ استخدموا عقار دونيبيزيل (Donepezil)، ووجدوا أنّ هذا العقار استطاع عكس ضمور الدماغ لدى الفئران، وساعد في إعطاء الخلايا القدرة على تجديد ذاتها الانقسام، لكنّهم لم يتأكّدوا لغاية اليوم من فاعلية هذا العقار على البشر.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "What Are the Causes of Brain Atrophy in Child?", healthfully, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Cerebral Atrophy", healthgrades, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  3. Bradley S. Peterson, Virginia Warner,a Ravi Bansal, etal (2009), "Cortical thinning in persons at increased familial risk for major depression", Proc Natl Acad Sci U S A, Issue 106, Folder 15, Page 6273–6278. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "(Brain Atrophy (Cerebral Atrophy", healthline, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  5. "Leukodystrophy Information Page", ninds, Retrieved 2020-7-17. Edited.
  6. ^ أ ب "Tay-Sachs disease", mayoclinic, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  7. "Strokes", kidshealth, Retrieved 2020-7-17. Edited.
  8. "Cushing syndrome", mayoclinic, Retrieved 2020-7-17. Edited.
  9. "Encephalitis", mayoclinic, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  10. "Cushing syndrome", mayoclinic, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  11. "An Overview of Cerebral Atrophy", verywellhealth, Retrieved 2020-6-20. Edited.
  12. "Changes in Neuroimmune and Neuronal Death Markers after Adolescent Alcohol Exposure in Rats are Reversed by Donepezil", nature, Retrieved 2020-7-17. Edited.
6223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×