ما أسباب الخوف من الولادة؟

كتابة:
ما أسباب الخوف من الولادة؟

لماذا تشعر بعض النساء من الخوف من الولادة؟

تخاف النساء من آلام الولادة ومُجرياتها بطبيعة الحال، ولكن في حالات نادرة قد يكون هذا الخوف شديدًا لدرجة تجعل المرأة ترفض خوض تجربة الحمل بالكامل، ويٌشار إلى هذه الحالة الطبية باسم فوبيا الولادة أو التوكوفوبيا (Tokophobia).[١]

يُرجّح أنّ فوبيا الولادة تؤثّر في 14% من النساء حول العالم، حسب ما أفادت به مُراجعة بحثية نشرت في مجلّة (Acta Obstetricia et Gynecologica Scandinavica) عام 2017م،[٢] ويرتبط الخوف من الولادة بالعديد من الأسباب والعوامل المُختلفة،[١] وفيما يأتي بيانٌ لأبرزها:

الخوف من المجهول

قد تخاف النساء اللاتي يخضن تجربة الحمل لأول مرة من الولادة؛ بسبب خوفهن من المجهول، حيث لا يشعرن بالثقة في قدرتهن على خوض هذه التجربة، كما قد يكون للتجارب السيئة التي سمعنها من الآخرين تأثيرٌ سلبيٌ عليهن.[٣]

الخوف من الألم أثناء الولادة

تخاف النساء من التعرّض لإصابة أثناء الولادة؛ مثل الحاجة لشقّ العجان في بعض الحالات، وتتوفّر العديد من الطرق والتقنيات التي تُقلل ألم الولادة وتُساعد على التعامل معه، إلا أنّ بعض النساء يجدن أنّ هذا الألم يفوق قُدرتهنّ على التحمّل، خاصةً النساء اللواتي لم يسبق لهنّ الحمل والولادة.[٣]

الخوف من المشاكل أثناء المخاض

ففي بعض الأحيان قد تستدعي حالات مُعيّنة عمل إجراءات طارئة لم يُخطّط لها مُسبقًا؛ مثل الخضوع للتخدير النصفيّ أو إجراء عملية قيصريّة بدلًا من الولادة الطبيعية، ويمكن للمرأة التقليل من خوفها تجاه هذه المشاكل بتثقيف نفسها والتعلم عن الولادة.[٣]

الخوف من التعرض لمشاكل بعد الولادة

إذ قد تشعر الأم بالقلق والخوف من احتماليّة التعرّض لبعض المشاكل والمُضاعفات، ويُذكر من أبرزها:[٤]

  • النزف الشديد أثناء الولادة.
  • المُعاناة من مُضاعفات التخدير.
  • الإصابة بالجلطات الدماغيّة أو الرئويّة.
  • الإصابة بأحد أمراض القلب والشرايين؛ مثل اعتلال عضلة القلب.
  • الإصابة بالعدوى أو تعفّن الدم.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بانصمام السائل السلويّ؛ وهو دخول جزء من السائل المُحيط بالجنين للدورة الدمويّة للأم.

الخوف من عدم السيطرة على الولادة

تشعر الأم بالخوف من فُقدان القُدرة على اتّخاذ القرارات والتعامل مع المواقف الأُخرى أثناء مرحلة الولادة، وأغلب النساء اللاتي يواجهن هذا الشعور مررن بتجربة ولادة سابقة صعبة.[٣]

الخوف من عدم الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب

تخاف الأم من أن تتأخّر هي نفسها عن الوصول للمُستشفى في الوقت المُناسب عند مخاضها، أو عدم حضور الطبيب المسؤول عنها في الوقت المُناسب، ولكن ذلك غير محتمل؛ حيث إن عدد ساعات التي يستغرقها عنق الرحم ليتوسع بشكلٍ كافٍ منذ بدء الطلق يُقارب 12 ساعة لمن تلد للمرّة الأولى، و8 ساعات لمن لها تجارب ولادة سابقة، مما يعني وجود وقت كافٍ لوصولها ووصول طبيبها إلى المشفى.[٣]

الإصابة باضطراب القلق

إذ يرتفع احتمال الإصابة بالخوف من الولادة لدى المُصابات باضطراب القلق، أو الاكتئاب، أو من أُصبن مُسبقًا باكتئاب الحمل أو أيّ اضطرابات وأمراض نفسيّة أُخرى،[٥] ويُرجّح أنّ ذلك مرتبطٍ باختلاف هرمونات الجسم خلال فترة الحمل والولادة، والتي قد تزيد من شدّة وصعوبة التعامل مع هذه الحالات.[١]

التعرض للاعتداء الجنسي أو الجسدي

قد تشعر الأمّ بالخوف الشديد من استعادة ذكرياتها وتجاربها السابقة لمواقف تعرّضت فيها للاعتداء الجنسي، أو الاغتصاب أو الإساءة، حتى وإن حدثت هذه المواقف خلال مرحلة الطفولة، خاصةً أثناء إجراء فحوصات الولادة الروتينية؛ مثل الفحص المهبليّ أو اتّخاذ وضعيّة مكشوفة استعدادًا للولادة الطبيعيّة.[٦]

وجود مشاكل في الأعضاء التناسلية الأنثوية

قد تشعر بعض النساء بالخوف من الولادة بسبب وجود مشاكل في أعضائها التناسلية.[٧]

من المحتمل أن تُصاب بالخوف من الولادة؟

تُعد بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بحالة الخوف من الولادة من غيرهنّ؛ بسبب بعض العوامل، وهذا يشمل الآتي:

  • النساء اللواتي مررن بتجربة حمل مسبقة.[٨]
  • النساء اللواتي تعرّضن لمُضاعفات أو مشاكل خلال ولادتهنّ مُسبقًا؛ مثل ولادة جنين ميّت أو الإجهاض.[٨]
  • النساء اللواتي يلدن للمرّة الأولى.[٨]
  • الخوف من مُضاعفات الولادة المُحتملة؛ مثل تسمّم الحمل أو الوفاة في بعض الحالات.[٩]
  • العوامل الاجتماعيّة النفسيّة، المُتمثّلة بالآتي:[٩]
    • صعوبة الأوضاع الاقتصاديّة للأم أو عائلتها.
    • عدم وجود مُساندة أو دعم عائليّ لها.
    • حملها وولادتها في عُمر صغير.
  • مواجهة أو قراءة العديد من القصص لنساء تعرّضن لصعوبات أو مشاكل صحيّة خلال مرحلة الولادة، سواء أكان ذلك لأفراد العائلة أو الأصدقاء أو من خلال القصص المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعيّ.[٩]
  • الخوف الشديد من الألم.[٩]
  • عدم وجود ثقة كافية بالطاقم الطبيّ، وخوف الأم على حياتها وحياة جنينها.[٩]
  • الاضطرابات الهرمونيّة المُصاحبة لفترة الحمل، والتي تُصعّب التعامل مع القلق.[٩]
  • عدم المعرفة بحيثيّات وخطوات المخاض والولادة.[٩]

هل يوجد أنواع للخوف من الولادة؟ وما هي أسبابها؟

يُصنّف الخوف من الولادة لنوعين أساسيّين، فيما يأتي بيانهما:

الخوف من الولادة الأولي

يصيب هذا النوع من الخوف النساء اللواتي لم يسبق لهنّ الولادة، وقد يبدأ بالظهور في مرحلة المُراهقة، وتعد النساء اللواتي تعرّضن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسيّ أكثر عرضةً للإصابة به، ويبدأ ظهور أعراض الخوف من الولادة عند خضوعهنّ لبعض الفحوصات خلال فترة الحمل.[٩]

الخوف من الولادة الثانوي

الذي يحدث مع النساء اللواتي مررن مُسبقًا بتجربة الولادة، وهذا يشمل الحالات الآتية:[٩]

  • عدم التعرّض لأيّ مُشكلات أو مُضاعفات خلال الولادة السابقة.
  • بعد تجربة العديد من علاجات الحمل والإنجاب دون فائدة.
  • بعد ولادة جنين ميّت أو الإجهاض.

هل من الطبيعي الشعور بالخوف من الولادة؟

نعم، خاصةً أنّ تجربة الحمل والولادة تحمل الكثير من التحدّيات والتغيّرات، لذا من الطبيعيّ أن تشعر الأم بالخوف والقلق من الولادة،[٧] ولكن في حالة التوكوفوبيا تشعر الأم بالخوف الشديد لدرجة تؤثر على حياتها وتُشعرها بالأسى والتعب.[١]

هل الخوف من الولادة وراثي؟

يزيد احتمال الخوف من الولادة لدى من لديهنّ تاريخ عائليّ للإصابة بهذه المُشكلة.[٧]

ما الفرق بين الخوف من الولادة واضطراب ما بعد الصدمة؟

تصاب 3% من النساء بعد الولادة باضطراب ما بعد الصدمة، وقد تشابه أعراض الخوف من الولادة الثانوي مع اضطراب ما بعد الصدمة بصورة كبيرة، لذا يصعّب التمييز بينهما،[٩] وتتضمّن أعراض الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة كلّ ممّا يأتي:

  • اليقظة المُفرطة

حالة تتميز بالتحفّز والاستعداد الدائم لوجود مخاطر غير موجودة في الحقيقة، مما يجعل الأمّ في حالة من الانتباه الشديد لأيّ تغيّرات أو حركات في مُحيطها استعدادًا لمواجهة الخطر.[١٠]

  • الكوابيس

تعاني الأم من الكوابيس التي تُعيد لها تفاصيل الولادة وما حدث فيها.[٩]

  • استرجاع ذكريات وأحداث الولادة مُعظم الوقت.[٩]

كيف تستطعي المرأة التغلب على الخوف من الولادة؟

يُنصح بإبلاغ الطبيب بأيّ مخاوف أو مشاعر سيّئة مُرتبطة بالولادة، والذي سيحوّل الأمّ لمُعالج أو أخصائيّ نفسيّ؛ لتحديد أسباب خوفها بالضبط والتعامل معه، وعادًة تتضمّن تقنيات التعامل مع هذه المُشكلة الآتي:

  • وجود شبكة علاقات مع أفراد آخرين لتقديم الدعم

سواء أكانوا من أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو مع نساء أُخريات ممّن يُواجهن الخوف من الولادة، إذ أنّ مُشاركة مشاعر الخوف والحديث عنها يُقلّل من تأثيرها على الأمّ، ويُساعدها على التعامل معها.[١١]

  • الاستعانة بالفريق الطبّي

والذي يتضمن الآتي:[١١]

التي توفّر المعلومات الكافية حول هذه المرحلة؛ لتكون الأمّ على اطلاع بما سيحدث خلال المخاض والولادة.[١١]

  • استعمال بعض الأدوية

قد يلجأ الطبيب إلى صرف الأدوية المضادة للقلق أو الاكتئاب؛ للمساعدة على تخطي الخوف من الولادة.[١]

ملخص المقال

يُعدّ الخوف من الولادة أمرًا طبيعيًّا إلا في حال تعارض مع حياة الأمّ وسبّب لها القلق والخوف الشديد، وهي حالة ترتبط بالعديد من الأسباب والعوامل، سواء أكانت ناجمة عن تجارب أو مواقف سابقة أو الخوف من الخضوع لتجربة الألم أو تفاصيل المخاض والولادة، أو لجهل الأمّ بما يحدث في هذه المرحلة، ويُوصى باستشارة الطبيب في حال أثر هذا الخوف على حياة الأم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Marygrace Taylor (12/7/2021), "What Is Tokophobia?", whattoexpect, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  2. Ali S. Khashan, Louise C. Kenny, Sinead M. O'Neill and others. (30/3/2017), "Worldwide prevalence of tocophobia in pregnant women: systematic review and meta-analysis", obgyn, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Fear of childbirth", pregnancybirthbaby, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  4. "Postpartum complications: What you need to know", mayoclinic, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  5. Sarah Bradley (7/4/2021), "What Is Tokophobia?", verywellfamily, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  6. Dr. Liji Thomas (27/2/2019), "Causes of Tokophobia", news-medical, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Fear of childbirth (tokophobia)", tommys, 22/2/2019, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Tokophobia: how to get over extreme fear of giving birth", nct, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Kendra Cherry (14/4/2020), "Tokophobia: Fear of Childbirth and Pregnancy", verywellmind, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  10. Ana Gotter (23/8/2018), "What Is Hypervigilance?", healthline, Retrieved 26/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت Lydia Smith (24/10/2019), "How to cope with a fear of childbirth", patient, Retrieved 26/11/2021. Edited.
7366 مشاهدة
للأعلى للسفل
×