محتويات
ما هو مرض الليمفوما؟
يعرف مرض الليمفوما أو سرطان الغدد الليمفاوية بأنّه السرطان الذي يحدث في الجهاز اللمفاوي ويتطور في الخلايا الليمفاوية، وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، وتساعد هذه الخلايا على مكافحة الأمراض في الجسم، كما تؤدّي دورًا أساسيًا في الدفاعات المناعية للجسم.
لأنّ هذا النوع من السرطان يحدث في الجهاز الليمفاوي فإنّه يمكن أن ينتقل وينتشر بسرعة إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة في جميع أنحاء الجسم، وينتشر هذا المرض عادةً إلى الكبد، أو نخاع العظم، أو الرئتين، ويمكن أن يصاب الشخص من أي فئة عمرية به، لكنّه يعد أكثر شيوعًا لدى الأطفال، والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عامًا.[١]
أعراض مرض الليمفوما
يمكن أن لا يصاحب مرض الليمفوما ظهور أعراض في المراحل المبكرة منه، وقد يكتشف الطبيب وجود تضخم في الغدد الليمفاوية أثناء الفحص السريري، وتكون هذه الغدد المتضخمة ناعمةً وصغيرةً وتقع تحت الجلد، ويمكن أن يشعر الشخص بوجود العقد الليمفاوية في الأماكن الآتية:[٢]
- الرقبة.
- أعلى الصدر.
- الإبط.
- المعدة.
- الفخذ.
وإذا عانى المصاب من الأعراض فإنّها تكون غير محدّدة وعامّةً، الأمر الذي يدفع الشخص إلى إهمالها وعدم مراجعة الطبيب، وتتضمّن الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا لمرض الليمفوما ما يأتي:[٢]
- آلام العظام.
- السعال.
- الإعياء، والتعب العام.
- تضخم الطحال.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- التعرق الليلي.
- طفح جلدي يسبب الحكة.
- الطفح الجلدي في طيات الجلد.
- كواجهة صعوبة في التنفس.
- حكة في الجلد.
- آلام المعدة.
- فقدان غير مبرر للوزن.
ما الذي يسبب الإصابة بمرض الليمفوما؟
لم يتمكن الأطباء من تحديد السبب الدقيق وراء حدوث مرض الليمفوما، لكنّه عادةً ما يبدأ عند حدوث طفرة جينية في الخلايا الليمفاوية، وتؤدي هذه الطفرة الجينية إلى زيادة سرعة تكاثر هذه الخلايا، مما يسبب زيادة عدد الخلايا المصابة التي لا تتوقف عن الانقسام، كما تؤدي الطفرة الجينية إلى بقاء الخلايا المصابة على قيد الحياة، مما يسبب تراكم أعداد كبيرة من الخلايا الليمفاوية المصابة وغير الفعالة في الغدد الليمفاوية، بالتلي تضخّمها وتضخم الطحال والكبد.[٣]
كما يمكن أن تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الليمفوما ما يأتي:[٣]
- العمر: تنتشر العديد من أنواع الأورام الليمفاوية لدى الشباب بنسبة أكبر، بينما يتم تشخيص بعض الأنواع الأخرى في أغلب الأحيان لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
- الجنس: يعد الذكور أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من الإناث.
- ضعف جهاز المناعة: يعدّ سرطان الغدد الليمفاوية أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز المناعي، أو عند الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي.
- الإصابة بعدوى معينة: يمكن أن ترتبط الإصابة ببعض أنواع العدوى بزيادة خطر الإصابة بمرض الليمفوما، وتتضمن هذه العدوى فيروس إبشتاين بار، وعدوى بكتيريا الملوية البوابية.
ما هي أنواع مرض الليمفوما؟
يوجد نوعان رئيسان من مرض الليمفوما؛ الليمفوما الهودجكينية، والليمفوما اللاهودجكينية، ويمكن تفصيلهما كما يأتي:[١]
الليمفوما اللاهودجكينية
عادةً ما تتنج الليمفوما اللاهودجكينية من الخلايا الليمفاوية (ب) و(ت) في الغدد الليمفاوية أو في الأنسجة الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم، ويعد هذا النوع الأكثر شيوعًا لمرض الليمفوما، ويمكن أن لا يؤثر على جميع الغدد الليمفاوية في الجسم، إذ يتخطّى بعضها وينمو في البعض الآخر في معظم الحالات.
الليمفوما الهودجكينية
تعدّ الليمفوما الهودجكينية سرطان الجهاز المناعي، ويمكن للأطباء تشخيص هذا المرض عن طريق البحث عن خلايا مميزة تعرف بخلايا ريد ستيرنبرغ، وهي خلايا ليمفاوية من النوع (ب)، وتكون كبيرة الحجم بصورة غير طبيعية، وتوجد لدى الأشخاص المصابين بورم الغدد الليمفاوية الهودجكيني، وينتقل هذا السرطان عادةً من العقدة الليمفاوية المصابة إلى العقدة المجاورة لها.
كيف يتم تشخيص مرض الليمفوما؟
يأخذ الطبيب السيرة المرضية من المصاب لتشخيص مرض الليمفوما لديه، ثمّ يُجري الفحص السريري، الذي يتضمن البحث عن أي تورم في الغدد الليمفاوية، ولا يعني وجود تورم في هذه الغدد أن الشخص يحمل هذا المرض، إذ إن معظم حالات تورم الغدد الليمفاوية تحدث نتيجة الإصابة بالعدوى.
كما يمكن أن يحتاج الشخص إلى أخذ خزعة من العقد الليمفاوية؛ للتحقق من وجود خلايا سرطانية، ويزيل الطبيب في هذا الإجراء العقدة الليمفاوية بالكامل أو جزءًا منها، أو يمكن أن يستخدم إبرةً لأخذ جزء صغير من الأنسجة الليمفاوية، بالإضافة إلى ذلك قد يلجأ الطبيب إلى أحد الاختبارات الآتية للمساعدة في تشخيص مرض الليمفوما:[٤]
- خزعة نخاع العظم: يستخدم الطبيب إبرةً لإزالة السوائل أو الأنسجة من نخاع العظم؛ أي الجزء الإسفنجي داخل العظم الذي يصنع خلايا الدمح وذلك للبحث عن خلايا سرطان الليمفوما.
- الأشعة السينية للصدر: تستخدم الأشعة بجرعات منخفضة لأخذ صور لداخل الصدر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا التصوير مغناطيسات قوية وموجات راديو لإنتاج صور للأعضاء والأجزاء داخل الجسم.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يستخدم هذا التصوير مادّةً مشعّةً للبحث عن الخلايا السرطانية في الجسم.
- اختبار التشخيص الجزيئي: يبحث هذا الاختبار عن التغيُّرات في الجينات، والبروتينات، والمواد الأخرى في الخلايا السرطانية؛ لمساعدة الطبيب على تحديد نوع الورم الليمفاوي الذي يعاني منه الشخص.
- اختبارات الدم: تتحقق هذه الاختبارات من عدد خلايا معينة، ومستويات مواد أخرى، أو من أي دليل على وجود عدوى في الدم.
كيف يُعالَج مرض الليمفوما؟
تعتمد علاجات مرض الليمفوما على مرحلة السرطان التي وصل إليها، ويصنّف الطبيب الورم لتحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، ويقتصر الورم في المرحلة الأولى على عدد قليل من الغدد الليمفاوية، بينما ينتشر في المرحلة الرابعة إلى أعضاء أخرى، مثل الرئتين أو نخاع العظم، وتجدر الإشارة إلى تصنيف الأطباء لليمفوما اللاهودجكينية عن طريق السرعة التي تنمو بها إلى سرطان منخفض الدرجة أو كسول، ومتوسط الدرجة أو العدوانية، ومرتفع الدرجة أو العدوانية.[٢]
ويتضمن علاج الليمفوما الهودجكينية العلاج الإشعاعي، الذي يهدف إلى تقليص الخلايا السرطانية وقتلها، ويصف الأطباء أيضًا أدوية العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية، كما يستخدم العلاج الكيميائي والإشعاعي لعلاج الليمفوما اللاهودجكينية، ويمكن أن تكون العلاجات البيولوجية التي تستهدف الخلايا السرطانية خيارًا فعالًا أيضًا، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأدوية دواء ريتوكسيماب. في بعض الحالات قد يلجأ الأطباء إلى زراعة نخاع العظم، أو زراعة الخلايا الجذعية لبناء خلايا الجهاز المناعي الصحية، ويمكنهم أخذ هذه الخلايا أو الأنسجة من المصاب قبل بدء العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، كما يستطيع الأقارب التبرع للمصاب بنخاع العظم.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "What to know about lymphoma", medicalnewstoday, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Everything You Need to Know About Lymphoma", healthline, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Lymphoma", mayoclinic, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ↑ "What Is Lymphoma?", webmd, Retrieved 30-5-2020. Edited.