مرض اللشمانيا

كتابة:
مرض اللشمانيا


مرض اللشمانيا

يُعدّ مرضًا يسببه طفيل اللشمانيا (Leishmania parasite) الذي يعيش في جسم ذبابة الرمل المصابة، إذ إنّه يُنقَل إلى الإنسان عن طريق تعرّضه للدغة من الذبابة المصابة بالطفيل، التي غالبًا ما توجد في المناطق الاستوائية والمناطق شبه الاستوائية، فالعديد من الأوبئة القاتلة قد ظهرت في مناطق مختلفة من آسيا، وشرق إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، والمناطق المنتشر فيها المرض غير مستقرة وبعيدة، وليست لديها الموارد اللازمة لعلاج هذا المرض.

ويصف الأطباء مرض اللشمانيا بأنّه من أخطر الأمراض المهملة في المناطق الإستوائية، وتضعه المنظمات الصحية في المرتبة الثانية في قائمة الأمراض التي تسبب الوفاة بعد مرض الملاريا.[١]


أنواع مرض اللشمانيا

تحدث الإصابة بهذا المرض بسبب طفيل اللشمانيا، الذي يوجد منه ما مجموعه 20 نوعًا، وكذلك يوجد أكثر من 90 نوعًا من ذباب الرمل الذي يُعدّ المسؤول عن نقل هذا الطفيل، وهناك 3 أشكال رئيسة من هذا المرض، وهي مذكورة في الآتي[٢]:

  • مرض اللشمانيا الحشوي، وكذلك يُعرَف باسم الكالازار، ويُعدّ هذا النوع قاتلًا إذا تُرِك من دون علاج في 95% من الحالات المصابة، ويظهر مصحوبًا بعدة أعراض؛ مثل: ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير منتظم، وفقدان في الوزن، وفقر الدم، وتضخم في الكبد والطحال، وتظهر أغلب الحالات في جنوب شرق آسيا، وشرق إفريقا، والبرازيل، ويصيب هذا المرض من 50 إلى 90 ألف حالة كلّ عام حول العالم.
  • مرض اللشمانيا الجلدي، يُعدّ هذا النوع من أكثر الأنواع المتعارف عليها من مرض اللشمانيا، ويسبب إصابات على الجلد، خاصّةً المناطق المكشوفة من الجسم، مما يسبب تقرحات جلدية وندبات أو إعاقات تلازم الشخص طوال حياته، وتظهر معظم حالات الإصابة في أمريكا، ومناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى.
  • مرض اللشمانيا المخاطي الجلدي، الذي يسبب تلفًا كليًا أو جزئيًا في الأغشية المخاطية المبطّنة للأنف والفم والحنجرة، وتحدث معظم حالات هذا النوع في مناطق بوليفيا والبرازيل وأثيوبيا وبيرو.


أسباب مرض اللشمانيا

تسبب الطفيليات من جنس الليشمانيا في الخلايا داء اللشمانيا، وهي كائنات حية مجهرية الحجم، إذ هناك أكثر من 20 نوعًا من الليشمانيا تؤثر في البشر، ودورة حياتها بسيطة نسبيًا، إذ يكتسب ذباب الرمل (Phlebotomus sand flies) غير المصاب الطفيل عن طريق التغذية على الأشخاص المصابين أو الحيوانات، وعندما يعضُّ ذباب الرمل إنسانًا فإنه يضخّ عددًا صغيرًا من الطفيليات التي تستهلك بسرعة خلايا الدم، وتُعدّ هذه المرحلة الابتدائية لحياة الطفيل، وفور دخولها الخلايا أحادية النواة في الإنسان يدخل الطفيلي في مرحلة اللشمانة، ويبدأ في التكاثر وإصابة الخلايا والأنسجة الأخرى اعتمادًا على أنواع الطفيليات، فإنّها قد تنتشر عن طريق الدم والسائل اللمفاوي إلى مواقع الجسم الأخرى؛ مثل: الجلد أو الأعضاء الرئيسة[٣].


أعراض مرض اللشمانيا

تعتمد أعراض مرض اللشمانيا الجلدي على موقع الإصابات، وهي تشتمل على مجموعة من العلامات، ومن ضمنها ما يأتي:[٤]

  • تقرّحات في الجلد، حيث شفاؤها يحدث ببطء شديد.
  • صعوبة في التنفس.
  • صعوبة في البلع.
  • انسداد في الأنف، وسيلانه، ونزفه.
  • تقرّحات وتآكل في الفم وعلى اللسان واللثة والشفتين والأنف وأغشيته.

أمّا أعراض مرض اللشمانيا الحشوي في الأطفال فتبدأ بشكل مفاجئ، وتشمل الأعراض الآتية[٤]:

  • الإسهال.
  • السعال.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التقيؤ.

يعاني المرضى البالغون من ارتفاع في درجات الحرارة لمدة أسبوعين وقد تصل إلى شهرين، إضافة إلى ظهور أعراض؛ كالتعب، والإرهاق، وفقدان الشهية، وتشمل الأعراض الأخرى ما يأتي[٤]:

  • عدم ارتياح في البطن.
  • ارتفاع درجات الحرارة التي تستمر لأسابيع وتذهب وتعود بشكل غير منتظم.
  • التعرق الليلي.
  • الجلد المتقشّر والداكن المائل إلى الرمادي.
  • فقدان في الوزن.
  • الشعر المترقق.


تشخيص مرض اللشمانيا

في المناطق التي ينتشر فيها المرض يُشخّص المرضى بأنّهم مصابون بمرض اللشمانيا عن طريق الأعراض الظّاهرة عليهم، ونتائج الفحص السريري، وقد يحتاج بعضهم إلى تشخيص دقيق ومؤكد؛ فيُلجأ إلى فحص الأنسجة تحت المجهر الإلكتروني للكشف عن الطفيل المسبب للمرض، أو عن طريق تحليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة للمرض، وتوصي المنظمات والجهات الصحية بأخذ خزعة من الجلد لتشخيص مرض اللشمانيا الجلدي الذي يسمح بإجراء اختبار لأكثر من التهاب.

ويُفضّل إجراء فحص نخاع العظم لتشخيص اللشمانيا الحشوية، وقد يُنفّذ التشخيص عبر فحص الغدد الليمفاوية والكبد وكريات الدم البيضاء عن طريق أخذ عينة للدم، ويجب الأخذ بعين الاعتبار وجود عدة أمراض قد تتشابه أعراضها مع أعراض مرض اللشمانيا، أو أن توجد بالإضافة إلى الإصابة باللشمانيا؛ كارتفاع درجة حرارة الجسم، وتقرّحات الجلد، وفقدان الوزن؛ مثل: مرض الملاريا، والزهري، وحمى التيفوئيد، وداء المقوسات، ومرض شاغاس، ومرض البلهارسيا، والجذام، ومرض السل وغيرها؛ لذلك يجب تشخيص إن وُجِدَت أمراض أخرى بالإضافة إلى المرض أو لا[٣].


علاج مرض اللشمانيا

تُستخدم في علاج الشخص المصاب بهذا المرض الأدوية المضادة للطفيليات -مثل دواء الأمفوتيريسين-، وقد يصف الطبيب المعالِج أدوية أخرى قد تساعد في العلاج اعتمادًا على نوع مرض اللشمانيا لدى المصاب، ويُنفّذ علاج أنواع مرض اللشمانيا وفق الآتي:[١]

  • مرض اللشمانيا الجلدية، تُشفى التقرحات الجلدية الناتجة من المرض من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج، لكنّ تنفيذه قد يسرّع من شفاء التقرحات، ويقلّل احتمال الإصابة بـالندبات، ويقلّل أيضًا احتمال الإصابة بأمراض أخرى، وتحتاج التقرحات التي تسبب تشوّهات جلدية إلى إجراء جراحة تجميل.
  • مرض اللشمانيا المخاطي الجلدي، تحتاج التقرحات الناتجة منه إلى علاج باستخدام الأدوية؛ إذ إنّها لا تُشفَى من تلقاء نفسها؛ مثل: الأمفوتيرسين، وبارومومسين، مما قد يسهم في التخلص من الإصابة بالمرض.
  • مرض اللشمانيا الحشوي، يحتاج هذا النوع إلى تلقّي العلاج المناسب، إذ توجد عدة أدوية تسهم في التعافي من هذا المرض؛ مثل: دواء صوديوم ستيبوجلوكونيت، وأمفوتيرسين، وبارومومسين، وميلتيفوسين.


الوقاية من مرض اللشمانيا

لا يوجد لقاح أو دواء للوقاية من الإصابة بمرض اللشمانيا، والطريقة الأمثل لمنع حدوثها تجنب التعرض للدغ بواسطة ذبابة الرمل، وللابتعاد عن ذلك يُنصح باتباع الخطوات الآتية:[١]

  • ارتداء الملابس التي تغطّي أجزاء الجسم كلها؛ كالسراويل الطويلة، والقمصان ذات الأكمام الطويلة، والجوارب الطويلة.
  • استخدام طارد الحشرات على الجلد المكشوف، ونهايات السراويل، وأكمام القمصان.
  • رشّ الغرف وأماكن النوم الداخلية بمبيد للحشرات للتخلص منها.
  • النوم في الطوابق المرتفعة من البنايات؛ لأنّ ذبابة الرمل لا تستطيع الطيران إلى المناطق المرتفعة.
  • تجنب الخروج من المنزل في الساعات ما بين الغَسق والفجر، إذ تنشط الذبابة في هذه الأوقات من اليوم.
  • استخدام الشاشات ومكيّفات الهواء داخل المنازل والمراوح قد يمنع الذبابة من الطيران.
  • استخدام شبكة السرير الصائدة للحشرات والبعوض أثناء النوم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تأتي ثقوب الشبكة صغيرة جدًا حتى لا تخترقها؛ لأنّ حجم الذبابة صغير.
  • اصطحاب شبكات السرير والمبيد الحشري عند السفر، والتنقل في المناطق التي تزيد فرص الإصابة بالمرض فيها.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Jacquelyn Cafasso, "Leishmaniasis"، www.healthline.com, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  2. "Leishmaniasis", www.who.int,14-3-2019، Retrieved 3-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Mary D. Nettleman, MD, MS, MACP (21-6-2016), "What causes leishmaniasis? How does leishmaniasis spread?"، www.medicinenet.com, Retrieved 31-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Leishmaniasis", medlineplus.gov, Retrieved 3-11-2019. Edited.
6731 مشاهدة
للأعلى للسفل
×