محتويات
أصل الغزنويين
تُشير معظم المراجع التاريخيّة إلى أنَّ أصل الغزنويّين يرجع إلى مجتمع من الأتراك المتواجدين في أفغانستان، حيث اعتمدت الدولة الغزنوية على هؤلاء الأتراك عند تأسيسها، ويُعدُّ سبكتكين مؤسّس الدولة الغزنوية الذي جلب الأتراك من أواسط آسيا وتحديدًا من أفغانستان، وهو عبد من عبيد ألب تيكين، وسبكتكين هذا من تركستان جاء من قبيلة تُسمّى برساه، اشتراه سيِّدُهُ ألب تيكين عبدًا تركيًا أسلم بعد أسره، ويُنسب فتح بلاد الهند لسبكتكين مؤسس الدولة الغزنوية، وهذا المقال سيسردُ معلومات عن الدولة الغزنوية وسيسلِّط الضوء على مؤسس هذه الدولة وسقوطها.[١]
معلومات عن الدولة الغزنوية
في سَرد معلومات عن الدولة الغزنوية يمكن القول إنَّ الدولة الغزنوية أو ما تُسمَّى بالفارسية غزنويان، هي واحدة من الدول الإسلامية التي حكمت بلاد ما وراء النهر، ووصلت إلى شمال الهند وسيطرتْ على خراسان أيضًا، وقد قامت هذه الدولة بين عامي 961 و 1187 ميلادية، وهي دولة تركية سُمِّيت بالغزنوية نسبة إلى عاصمتها غزنة، وقد كانت تابعة للسامانيين الإيرانيين قبل أن تستقلَّ بذاتها، ويُعدُّ ألب تكين مؤسس دولة الغزنويين، ولكنَّ أسرة ألب تيكين لم تكنِ الأسرة الحاكمة فيما بعد حتَّى استلم سبكتكين الدولة الغزنوية بين عامَيْ 977 و 997 ميلادية، وسبكتكين هذا هو أحد عبيد ألب تيكين، وهو من جعل من غزنة عاصمة لدولة الغزنويين، وهو من خلَّص الغزنويين من حكم السامانيين الإيرانيين.[٢]
ثمَّ وبعد سبكتكين تسلَّم الحكم ابنه محمود الغزنوي، والذي حكم من عام 998 حتَّى عام 1030م، وقد قام محمود بتوسيع رقعة الدولة الغزنوية، فوصلتْ حدودها من نهر جيحون إلى نهر السند وصولًا إلى المحيط الهندي، ثمَّ خسرتِ الدولة الغزنوية كثيرًا من أراضيها في عهد مسعود بن محمود بن سبكتكين، بعد سلسلة من الحروب التي خاضتها الدولة ضد السلاجقة، وفي عام 1151م خسر الغزنوي برهام شاه حاكم الدولة الغزنوية معركته ضد دولة الغوريين التي سيطرت على مدينة غزنة عاصمة الغزنويين، وبعدها بدأ الغزنويون بالانهيار وسقطتْ الدولة الغزنوية بشكل فعلي عام 1186م عندما أسرَ الغوريون حورف ماليك وهو آخر حكام الغزنويين في التاريخ، والله أعلم.[١]
نبذة عن مؤسس الدولة الغزنوية
بعد ما جاء من معلومات عن الدولة الغزنوية، تشير معظم الروايات التاريخية إلى أنَّ مؤسس الدولة الغزنوية هو سبكتكين وهو تركي من تركستان، أُسر وبيعَ عبدًا لألب تكين، أبوه جوقي من الأبطال، لقب والده "قرابجكم"، وهذا يعني أنَّ اسم سبكتكين هو سبكتكين بن جوقي بن قرا، تسلَّم سبكتكين حكم الدولة الغزنوية عام 977م بعد معارضة الناس لحكم بوري تكين، وقد نُسبَ إلى سبكتكين تأسيس الدولة الغزنوية المستقلة بذاتها، كما توسَّع باتجاه الشرق واصلًا إلى زبلستان في أفغانستان، وضمَّ كلًّا من باختر وزمين دفر وبلوشستان وكوزدر، كما انتصر على رجاسي شاه الهند آنذاك، ووصل إلى بيشاو بعد تقدمه على طول نهر كابل، وبعد عشرين سنة من التأسيس والتوسُّع والحروب والانتصارات، توفِّي سكتكين في آب أغسطس عام 997 ميلادية تاركًا حكم الدولة الغزنوية لابنه إسماعيل الغزنوي الذي حكم عامًا واحدًا وترك الحكم لأخيه محمود بن سكتكين الغزنوي.[٣]
الحياة الفكرية في الدولة الغزنوية
شهدَتِ الدولة الغزنوية اندماجًا ثقافيًا واضحًا بالثقافة الفارسية، وخير دليل على تمازج ثقافتها بثقافة فارس هو الشاعر الإيراني الفردوسي صاحب ملحمة الشهنامة التي نال عليها جائزة السلطان محمود الغزنوي، كما عاش في كنف الدولة الغزنوية المؤرخ أبو نصر العتبي المُتَوَفّى سنة 428 للهجرة، وهو المؤرخ الذي كتب حياة السلطان محمود الغزنوي وجهاده باللغة العربية في ظلِّ انتشار اللغة الفارسية كلفة رسمية للدولة، وعاش في هذه الدولة أيضًا المؤرخ والعالم أبو الريحان البيروني المتوفَّى عام 440 للهجرة، صاحب كتاب "القانون المسعودي"، والذي أهداه للسلطان مسعود بن محمود الغزنوي، وقد ألَّف كتاب "الآثار الباقية عن القرون الخالية".[١]
وفي الدولة الغزنوية عاش المؤرخ الفارسي أبو الفضل محمد بن حسين البيهقي المتوفَّى سنة 470 للهجرة، والذي كتب كتاب عُرف باسم "تاريخ البيهقي"، وقد كان للدولة الغزنوية الفضل الكبير في نشر ثقافة الإسلام في الهند ودخول عدد كبير من الهنود في الإسلام، فكانت هذه الدولة علامة مضيئة في تاريخ الدول الإسلامي في أواسط آسيا.[١]
سقوط الدولة الغزنوية
في نهاية ما جاء من معلومات عن الدولة الغزنوية، جدير بالذكر إنَّ بهرام شاه أحد آخر السلاطين الغزنويين كان يعترف بسيادة الدولة السلجوقية رغم محاولاته التخلص من دفع الضرائب الكبيرة المفروضة عليه، وقد جعل بهرام لنفسه عدوًّا آخر وهو الدولة الغورية حين قام باغتيال أحد أفراد الأسرة الغورية بالسم، فهاجم علاء الدين حسين الغوري مدينة غزنة عاصمة الدولة الغزنوية ودمَّرها عن بكرة أبيها وهجَّر سكَّانها، فَفرَّ السلطان بهرام شاه خارج البلاد ولم يجرؤ على العودة إلَّا بعد أن أسر السلاجقة قائد الغوريين علاء الدين حسين الغوري.[٤]
لكنَّ عودته كانت ضعيفة فلم يتبقَ له من بلاد أجداده إلَّا القليل، فقد هاجم الغوريون زامنداور وبست وتيجن أباد عام 552 هجرية، ثمَّ أعادوا غزنة وملتان عام 571 هجرية وسيطروا على بيشاور عام 575 هجرية، وفي عام 583 هجرية حاصروا لاهور عاصمة البنجاب وأجبروا ملكها خسرو على الاستسلام وأخذوه أسيرًا وأعدموه مع أبنائه سنة 585 هجرية وهو ما يوافق 1190 ميلادية، وبإعدامه انتهت سلالة سكتكين وسقطتِ الدولة الغزنوية إلى الأبد.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "الدولة الغزنوية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "غزنويون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "سبكتكين"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الدولة الغزنوية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-07-2019. بتصرّف.