مقارنة شاملة بين اليورو والدولار

كتابة:
مقارنة شاملة بين اليورو والدولار

اليورو والدولار

يُعرف اليورو الذي يُرمز له بالرمز € على أنه العملة في نحو 27 دولة من دُول الاتحاد الأوروبي، والعملة الرسمية لنحو 19 منها، ويُعد اليورو ثاني أكبر عملة في العالم وثاني أكثر العملات تداولًا في سوق الصرف الأجنبي بعد الدولار، كما يقوم 200 مليون شخص حول العالم باستخدام العملات المرتبطة باليورو، ويُعد اليورو والدولار من أكثر العملات تداولًا في العالم، كما يتميز اليورو بامتلاكه واحدة من أعلى قيم الأوراق النقدية والعملات المعدنية المجمعة المتداولة في العالم،[١]بينما يُرمز للدولار بالرمز $ وهو اسم لعملة يتم استخدامها في أكثر من 20 دولة على مُستوى العالم، وهي العملة العالمية الأكثر قبولًا لأغلب المعاملات الدولية التي تقبل عملات اليورو والدولار والين الذي يُعد عملة عالمية احتياطية، وبين اليورو والدولار فإن الدولار هو الأكثر انتشارًا كما يُشكل أكثر من 60% من احتياطات النقد الأجنبي المعروفة لدى البنك العالمي، بينما يُشكل اليورو نحو 20% من احتياطات العملات الأجنبية.[٢]

اليورو والدولار من حيث المفهوم

لقد تم البدء بالعمل بعملة اليورو رسميًا في عام 1999 وذلك بعد اعتماد الاسم رسميًا في مدريد عام 1995 وذلك لتحل محل العملة الأوروبية السابقة وهي الليرة، وبدأ اليورو بعد ذلك في التداول في الأسواق المالية مُنذ عام 2002 بنسبة 1.1743 دولار أمريكي، وخلال عامين انخفض سعر اليورو إلى 0.83 دولار أمريكي، وبلغ ذروته عند 1.60 دولار أمريكي عام 2008 وفي أواخر عام 2009 تعرض اليورو لأزمة مما أدى للعمل على إنشاء المرافق والعديد من الإصلاحات من أجل تحقيق الاستقرار وتقوية العملة، لذا من المهم معرفة مفهوم اليورو والدولار.[١]

ويُعد الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم كون القوة النسبية للاقتصاد الأمريكي تدعم قيمة الدولار، وتبلغ قيمة تداول الدولار 1.671 مليار دولار متداول، و يُشكل الدولار الأمريكي حوالي 90% من تداول الفوركس في سوق الصرف الأجنبية، كما يُصدر الدولار ما يقارب نحو 40% من ديون العالم بالدولار لذا تحتاج البنوك الأجنبية للقيام بالعديد من الأعمال التجارية، ومما يؤكد على ذلك ما حصل خلال الأزمة المالية التي بلغت نحو 27 تريليون دولار، كان 18 تريليون دولار منها بالدولار الأمريكي، لذا تعمل العديد من الحكومات بالاحتفاظ بالدولار في احتياطاتها من العملات الأجنبية كما تقوم بعض الدول على استثمارها كالصين واليابان.[٢]

اليورو والدولار من حيث رمز العملة

يُعد اليورو والدولار من أقوى العملات العالمية والتي يتم الاحتفاظ بهما في الاحتياطات العالمية في العديد من الدُول، لذا لا بُد من معرفة رمز عُملتي اليورو والدولار، حيث يُرمز لليورو بعلامة € التي تم تصميمها من قِبل المفوضية الأوروبية عام 1996 وهُو عبارة عن حرف E مُنمق يتقاطع مع خطين بدلًا من خط واحد، وتسبق العلامة القيمة،[٣] بينما يُرمز للدولار برمز $ ونظرًا لكونه يُستخدم في العديد من الدُول فإنه يتضمن بادئة الدولة، مثل: للدولار الأمريكي الذي يُرمز له US $، أو الدولار الكندي الذي يُرمز له بالرمز Can $، ويُعد الدولار الأمريكي USD من العُملات الأكثر استقرارًا والتي لها مركز أعلى ويُمكن التعرف عليها في العديد من الدُول في جميع أنحاء العالم.[٤]

اليورو والدولار من حيث فئة العملة

بعد معرفة رمز عملة اليورو والدولار لا بُد من معرفة فئات هاتين العُملتين، بالنسبة لعملة اليورو التي بدأ إصدارها عام 2002 فإن الفئات النقدية فيها تتراوح من 5 يورو إلى 500 يورو، بحيث يكون التصميم فيها مُتطابق في جميع أنحاء مناطق اليورو، وفي عام 2019 بلغ مقدار عملة اليورو المُتداولة في مناطق اليورو حوالي 22.563 مليار عملة ورقية متداول بقيمة تبلغ 1.231 تريليون يورو بدءًا من 5 يورو، بينما تتراوح قيمة العملات الورقية من فئة عالية إلى 100 يورو و200 يورو و500 يورو،[٥] بينما تُقسم فئات الدولار الأمريكي إلى بيني بقيمة سنت واحد، والنيكل التي يبلغ قيمته نحو 5 سنتات، والدايم الذي يبلغ قيمته 10 سنتات والربع بقيمة 25 سنتًا والنصف دولار بقيمة 50 سنتًا والدولار بقيمة 100 سنتًا، كما يتم العمل على إنتاج 1 و2 و5 و10 و20 و50 و100 دولار.[٦]

اليورو والدولار من حيث سعر الصرف

تُعد عمليتي اليورو والدولار من العملات الاحتياطية الرئيسة في سوق الصرف الأجنبي الفوركس، حيث يتم استخدام اليورو فيما يقارب 27 دولة تلتزم بقواعد اليورو التي يُمكن العمل على تحويلها إلى أي عملة أخرى، إلا أن تداول اليورو في الفوركس يتم دون أن يرتبط بالدولار وذلك لتجنب حصول العديد من التقلبات في الظروف الاقتصادية التي يُمكن أن تحدث بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لذا وبدءً من عام 1999 تم تحديد سعر صرف اليورو بأقل من الدولار الأمريكي بقيمة تقل عن دولار واحد وبلغت ذروته نحو 1.60 دولار عام 2008، ويعتمد سعر صرف اليورو على العديد من العوامل كسعر الفائدة القياسي الذي يفرضه البنك المركزي الأوروبي، مستويات الدين للأفراد داخل بلاد الاتحاد الأوروبي، قوة الاقتصاد في دُول الاتحاد الأوروبي.[٧]

يُعد الدولار العملة الأقوى عالميًا وعليه يعتمد سعر الصرف لباقي العملات الأخرى، ويتم تحديد سعر الصرف بقيمة الدولار من خلال عدة عوامل منها؛ معدل الفائدة المدفوع على الدولار وسرعة نمو الاقتصاد ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، كما يتم العمل على قياس قيمة الدولار من خلال سندات الخزانة الأمريكية وعدد الدولارات التي تقوم الحكومات الأجنبية على الاحتفاظ بها، كما أن الدُول تعمل على التصدير لأمريكا أكثر مما تستورده وبالتالي تمتلك فائضًا من الدولارات، مما يعمل على زيادة قيمة الدولار من خلال امتصاص العرض الفائض وهذا يجعل القيمة أضعف للمقارنة مما يسمح للبضائع أن تبدو أرخص بالإضافة إلى القدرة على الاحتفاظ بالدولار، كما تقوم الدُول على شراء أوراق الخزنة مما يُساعد على جعل الدولار أقوى.[٧]

اليورو والدولار من حيث تاريخ العملة

يُعد اليورو عملة الاتحاد الأوربي التي تم العمل على بدء التعامل فيها عام 1999، وبدأت العملات المعدنية منها عام 2002، وبعد ذلك أصبح اليورو العملة الوحيدة للعديد من دُول الاتحاد الأوروبي بعد توقف العمل بعملاتها الوطنية، ويُمثل الرمز € عملة اليورو، ويعود تاريخ اليورو إلى معاهدة ماستريخت التم تم توقيعها عام 1991، وهي اتفاقية بين 12 دولة من دُول الاتحاد الأوروبي وهي: المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إيرلندا، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، لوكسمبورغ، وتضمنت هذه الاتفاقية القيام على إنشاء اتحاد اقتصادي ونقدي، كما دعت هذه المُعاهدة على القيام بوحدة مُشتركة للتبادل والعمل على وضع معايير صارمة للتحويل إلى عملة اليورو والمشاركة في الاتحاد النقدي الأوروبي، كما كان من ضمن الشروط أن العجز السنوي يجب ألا يتجاوز 3% من الناتج المحلي الإجمالي وألا تتجاوز نسبة الدين 60%، كما لا بُد من الحفاظ على استقرار سعر الصرف والحفاظ على معدلات التضخم في حدود 1.5%، وعلى الرغم من تجاوز بعض الدُول لنسبة الدين كإيطاليا وبلجيكا إلا أنه تم العمل على إدخالها ضمن دُول الاتحاد الأوروبي بعد توضيح الخطوات الهامة التي عملت الدُول على اتخاذها للتقليل من نسبة الديون.[٨]

وعلى الرغم من وجود العديد من المخاوف الناتجة عن استخدام عُملة واحدة، مثل: التزييف وفقدان السيادة الوطنية والهوية الوطنية، إلا أن القيام على توحيد عملة واحدة لأوروبا سيعمل على تقوية العلاقات التجارية من خلال التخلص من تقلبات أسعار العملات الأجنبية والعمل على تخفيض الأسعار، وبسبب ذلك قامت 11 دولة على التقديم رسميًا لطلب الانضمام للاتحاد النقدي الأوروبي عام 1998 وهذه الدُول، هي: النمسا وبلجيكا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال وإسبانيا، بينما فشلت اليونان العمل على تحقيق المتطلبات الاقتصادية ولكن قامت على العديد من الإصلاحات الاقتصادية ليتم قبولها بعد ذلك في عام 2001، وفي عام 2007 قامت سلوفينيا بتبني عملة اليورو لتُصبح بذلك أول دولة شيوعية تتعامل باليورو وذلك بعد تحقيقها للمُتطلبات بعد انضمامها للاتحاد الأوروبي عام 2004، كما قامت العديد من الدُول خارج الاتحاد الأوروبي على اعتماد اليورو كعملة رسمية لها، ومن هذه الدُول: أندورا والجبل الأسود وكوسوفو وسان مارينو.[٨]

يرجع أصل عملة الدولار إلى عملة فضية تم العمل على تداولها في العديد من الدُول الأوروبية وهي عبارة عن شكل معدل للكلمة الجرمانية thaler، وهي عملة تم استعمالها عام 1519 بعد أن تم الاستيلاء على منجم فضي، لتصبح بعد ذلك العملات المتداولة في ألمانيا مُنذ القرن السادس عشر،[٩] وبحلول مُنتصف القرن الثامن عشر تم استبدال العملة التي كانت تُعرف باسم البيزو الإسبانية بعملة لها نفس الوزن والشكل بعملة تُعرف باسم الدولار الإسباني، وبدأ العمل على كتابتها على شكل p الذي تطور بشكلٍ تدريجي ليصبح ما يقارب علامة $ ليتم اعتماد هذا الرمز من قِبل الولايات المتحدة في عام 1785، وذلك بعد حصول الثورة الأمريكية حيث اكتسب الدولار الإسباني أهمية لأنهم عملوا على دعم النقود الورقية التي عملت المُستعمرات الفردية والكونغرس القاري على السماح بالتعامل بها، وفي عام 1792 تم العمل على تعريف الدولار الأمريكي على أنه وحدة من الفضة النقية التي تزن 24.057 غرام، وفي عام 1837 تم العمل على تحديد سبائك الدولار وهي كمية المعادن غير الفضية الموجودة والتي بلغت نسبتها 15% وتم العمل على تخفيض الوزن الإجمالي لها وكذلك تخفيض كمية الفضة فيها، حتى تم إزالة الفضة منها عام 1965 ليُصبح الدولار عملة عائمة دون دعم من أي سلعة أخرى كالذهب أو الفضة.[١٠]

الدول التي تتعامل مع اليورو والدولار

يعد اليورو والدولار أقوى عملتين في العالم، حيث وإنه اعتبارًا من عام 2020 يُوجد نحو 19 دولة من دُول الاتحاد الأوروبي التي تستخدم اليورو كعملة رسمية لها، وهذه الدُول هي: النمسا وبلجيكا وقبرص وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وإيرلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا، كما يُوجد هنالك أربعة أقاليم خارج الاتحاد الأوروبي تقوم على استخدام عملة اليورو هم: أندورا ومدينة الفاتيكان وموناكو وسان مارينو، كما تقوم أربع عشرة دولة إفريقية على ربط عملتها باليورو، وهي عبارة عن مُستعمرات فرنسية قامت على اعتماد فرنك الاتحاد المالي الإفريقي والتي عملت على اعتماد اليورو عندما انضمت فرنسا لدُول الاتحاد الأوروبي التي اعتمدت اليورو عملة رسمية لها، وهذه الدُول الإفريقية هي: بنن وبوركينا فاسو والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو وكوت ديفوار وغينيا الاستوائية والغابون وغينيا بيساو ومالي والنيجر والسنغال وتوغو، بينما تُفضل إيران التعامل باليورو في جميع مُعاملاتها الأجنبية وخاصةً معاملات النفط كون إيران تمتلك رابع أكبر احتياطي نفط عالمي، لذا عملت على تحويل جميع معاملاتها الأجنبية من عملة الدولار إلى عملة اليورو.[١١]

إن اليورو والدولار هما أقوى عملتين على مُستوى العالم، إلا أن العملة الأولى المهيمنة في العالم هي الدولار إذ يتمتع الدولار بقوة هائلة يتم تحديد قيمتها بواسطة قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يُعد أحد أسباب قوتها وبالتالي يُعد الدولار العملة الأكثر استخدامًا في العالم، كما يُعد الدولار أيضًا العملة الأولى للاحتياطي العالمي وهذا يعني أنه يتم الاحتفاظ بكميات كبيرة في البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، كما يُعد الدولار واحد من أكثر العملات التي يتم تداولها في سوق الصرف الأجنبي، بالإضافة إلى ذلك فإن الدولار هو العملة الرسمية لعدد كبير من الأراضي الأمريكية والعديد من الدُول ذات السيادة الأخرى في أنحاء العالم، كما يُعد الدولار العملة شبه الرسمية للعديد من الدُول الأخرى التي تتعامل بالدولار بالإضافة إلى عملتها المحلية.[١٢]

وبدأ أول استخدام للدولار الأمريكي عام 1914 بعد القيام على إنشاء بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأصبحت العملة الاحتياطية العالمية الأولى عام 1944 بعد توقيع اتفاقية بريتون وودز والتي تُقرر أن تقوم البنوك المركزية على استخدام أسعار صرف ثابتة بين الدولار الأمريكي والعملات الخاصة الأخرى، ويبلغ عدد الأقاليم الأمريكية التي تستخدم الدولار كعملة رسمية لها خمسة أقاليم بالإضافة إلى سبع دول ذات سيادة أمريكية، كما تقوم جزر فيرجن البريطانية وجزر تركس وكايكوس على استخدام الدولار كعملة رسمية تستخدمها في تبادل العملات، كما تبلغ نسبة استخدام أكثر من نصف الدولار الأمريكي الذي تم طباعته خارج الولايات المتحدة إلى 65% بحيث تتم غالبية التبادلات في دول أمريكا اللاتينية والاتحاد السوفييتي سابقًا وذلك وفق بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ومن الدُول التي تستخدم الدولار الأمريكي كعملة رسمية لها: الولايات المتحدة الامريكية، شمال شرق البحر الكاريبي، إكوادور، شمال غرب أمريكا الجنوبية، جمهورية السلفادور، أمريكا الوسطى، جمهورية زيمبابوي، جنوب شرق أفريقيا، غوام، غرب المحيط الهادئ، جزر فيرجن التابعة للولايات المتحدة، الكاريبي، جمهورية تيمور، جنوب شرق آسيا البحري، ساموا الأمريكية، المحيط الهادئ الجنوبي، كومنولث جزر ماريانا الشمالية، ولايات ميكرونيزيا الموحدة، جمهورية بالاو، جزر مارشال.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Euro", www.en.wikipedia.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Why the US Dollar Is the Global Currency", www.thebalance.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  3. "Euro sign", www.en.wikipedia.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  4. "Currency Symbol", www.investopedia.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  5. "Euro banknotes", www.en.wikipedia.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  6. "U.S. Dollar Symbols and Denominations", www.thebalance.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Euro to Dollar Conversion and Its History", www.thebalance.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Euro", www.britannica.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  9. "Dollar", www.britannica.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  10. "Dollar", www.en.wikipedia.org, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  11. "The Euro, Which Countries Use It, Its Pros and Cons", www.thebalance.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
  12. ^ أ ب "Countries That Use The U.S. Dollar", www.investopedia.com, Retrieved 06-05-2020. Edited.
6994 مشاهدة
للأعلى للسفل
×