نموذج رسالة تعزية

كتابة:
نموذج رسالة تعزية

رسالة تعزية بوفاة الأب

أبعث لكم بهذه الرسالة وأنا يملؤنيالحزن العميق على وفاة والدكم، ذلك الرجل الطيب الذي ذهب إلى حيث العدالة الإلهية، تاركًا خلفه هذه الدنيا الفانية، لكنه في الوقت نفسه ترككم أنتم أبناؤه الأفاضل وأنتم خير خلفٍ لخير سلف، وأرجو من الله العظيم أن يُسبغ عليكم الطمأنينة وأن يُلهمكمالصبر والسلوان، وأن يكون لكم عونًا من بعد أبيكم وهو نعم المولى ونعم النصير، وعلى الرغم من أنّ فقدان الأب مصيبة عظيمة وحدثٌ جلل، إلّا أنّ رحمة الله تسبق البلاء، والصبر يُخفف الجزع.


عليكم بالصبر الجميل لأنّ الصبر يُرضي الله تعالى ويُريح القلب ويُهوّن المصيبة، وأرجو من الله العظيم أن يكون مرض والدكم قبل وفاته كفارة لذنوبه، وأن يرفع درجاته في الجنة، وأن يرحمه رحمةً واسعةً، وأن يحشره في زمرة الأنبياء والشهداء والصدّيقين، وحسُن أؤلئك رفيقًا، عظّم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر لوالدكم وأعانكم على فراقه، وعوّضكم خيرًا من بعده، وجمعكم الله على محبته، ورزقكم برّه من بعد وفاته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.


رسالة تعزية بوفاة الأم

حين تموت الأم تُصبح كلّ الأحزان سخيفة أمام هذا الحزن العظيم، لكننا عندما نتذكر أنها ذهبت إلى رحمة الله ورضوانه وعدالته، وارتاحت من أذى الدنيا وما فيها تعب ومرض تبدو المصيبة أقلّ شأنًا، فالله هو الرحمن الذي يختار الأفضل لعباده ليُجازي الصابرين، ورغم عظم المصيبة إلّا أنّ الله تعالى وعد الصابرين بالجبر، وإنني أعبّر لكم عن حزني العميق بوفاة والدتكم الغالية، وأسأل الله أن يُسبغ عليها شآبيب رحمته، وأن يجعلها في الفردوس الأعلى منالجنة، وألّا يفتنكم بعدها ولا يحرمكم أجرها، وأن يغفر الله لكم ولها كلّ ذنب، وأن يجعل برّكم لها في موتها عظيمًا.


استودعوا أحزانكم لله وحده فهو القادر على أن يُهوّنها ويجعلها في ميزان حسناتكم، ووالدتكم اليوم لا تحتاج منكم إلّا الصدقةوالدعاء لها كي تنالوا برّها في موتها، فلا تحرموها هذا الأجر، وكونوا كما أرادت لكم الوالدة -رحمها الله- صابرين محبّين لبعضكم بعضًا في كلّ وقت، عظم الله أجركم وغفر لوالدتكم الغالية وأكرم نزلها ووسع لها في قبرها مدّ بصرها، وألبسها ثياب الرحمة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومهما كانت المصيبة عظيمة فإنها تهون بفضل الله وكرمه ولطفه، فالأم تبقى في القلب والروح حتى وإن غابت جسدًا، سيظلّ طيفها كامنًا في القلب في كلّ لحظة، رحمها الله بقدر تعبها وضعفها وبقدر شوقكم إليها.


رسالة تعزية بوفاة الأخت

أُرسل لكم بهذه الرسالة بقلبٍ يملؤه الحزن والألم على وفاة أختكم العزيزة، وإنّني على يقين بأنّ الله تعالى قد اختار لها الأفضل ليأخذها إلى جواره، وإنني أسأل العظيم أن يُدخلها الفردوس الأعلى من الجنة وأن يتجاوز عن سيئاتها ويُجازيها بالإحسان إحسانًا، وأن يمنح قلوبكم الصبر والسلوان على فراقها، ويمنحكم أجر الصابرين المحتسبين، إذ يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[١].


احرصوا ألّا يفوتكم أجر الصبر العظيم، وأن تحتسبوا أختكم عند الله تعالى، ولا تنسوها من صالح دعائكم بأن يجعل موتها راحةً لها من كلّ شر، وأن يُثبّتكم على هذا البلاء ويُخفّف عنكم ويجبر قلوبكم ويُبدلكم أحزانكم بأفراح كثيرة، ولا نقول إلّا ما يُرضي الله العظيم، هو نِعم المولى ونِعم النصير، وبيده الموت والحياة، فلا اعتراض على قدر الله ولا رادّ لحكمه وقضائه، وإن انقطع عملها من الدنيا فلن تقطعوها من صدقاتكم ودعائكم.


رسالة تعزية بوفاة الأخ

سُبحان مَن قهر عباده بالموت وابتلاهم بهذه المصيبة التي تملّا القلب بالحزن والجزع، لكنّ لطف الله يسبق المصيبة، وإن كانت الكلمات تبدو لا قيمة لها أمام عظمة المصاب الجلل، إلّا أنّها تُخفف ولو بجزءٍ بسيطٍ من الألم، وإنني أُرسل إليكم حروفي وكلماتي المغلفة بالحزن الكبير على وفاة أخيكم -رحمه الله- وغفر له وجعل الجنة مأواه، وإنني أضرع إلى العليّ العظيم أن يُسبغ عليه الرحمة، وأن يمطركم بلطفه وعفوه، وأن يمنحكم أجر الصابرين المحتسبين، وأن يزيد من حسناتكم ويُلهمكم كلّ خير لتكونوا قادرين على تجاوز هذا المصاب الجلل بكل إيمان وقوة وصبر، فصبرٌ جميل والله المستعان.


مهما كان حجم المصاب كبيرًا فإنه يهون بعون الله، ولا بدّ أن يجبر الله القلب على هذا الفراق، وأن يجمعكم به في جنات النعيم، عظم الله أجركم وغفر لأخيكم وتجاوز عنه، ومدّ له في قبره مدّ بصره، وألبسه من سندس الجنة، وأعانكم على الدعاء له والصدقة عنه في كلّ وقت، وجبر قلوبكم جبرًا عظيمًا، فإنّ من يصبر على البلاء يُكافئ بعظيم كرم الله، والحمد لله على كلّ حالٍ مهما كان صعبًا، هو نعم المولى ونعم النصير.


رسالة تعزية بوفاة صديق

البلاء بالنسبة للمؤمن ما هو إلا تطهيرٌ للذنوب واختبارٌ لإيمانه، وموت الصديق من أعظم الابتلاءات في هذه الدنيا الفانية، فالصديق قطعة من القلب والروح، وإنني أعلم مقدار معزتكم لصديقكم -رحمه الله-، لكن لا رادّ لقضاء الله، فسبحانه واهب الحياة الذي جعل عمر الإنسان محدودًا، عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وحعل صبركم على فراقه أجرًا عظيمًا في ميزان حسناتكم، وإنني أدعو الله العليّ القدير أن يكون صديقكم في جنة عرضها السماوات والأرض، وأن يُعوضكم خيرًا عن غيابه، وألّا ينقطع دعاؤكم له ما حييتم.


الصديق أخ، وإنني إذ أعزيكم بوفاة صديقكم وأنا أعرف تمامًا حجم الحزن الذي يُرافق موته، لكنّ الله يُهون المصائب برحمته وعطفه، ووحده القادر على أن يُبدل الحزن بفرح، وأسأل الله العظيم أن يقبل دعواتكم الصادقة له، وألّا يُصيبكم الجزع على فراقه، وأن يحفظكم جميعًا ويجعل الحياة زيادة لكم من كلّ خير، وأن يجعل موت صديقكم راحة له من كلّ شر ورحمات كثيرة من ربٍ رحيم، ولنا في أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- قدوة حسنة بموت صاحبه ونبيّه رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حين صبر واحتسب.


رسالة تعزية بوفاة والد صديقتي

صديقتي الحبيبة: أُرسل لك بهذه الكلمات الممزوجة بالدموع حزنًا على ما أصابكم من مصيبة، وإنني أُشاطرك الحزن والدعاء بأن يثبت الله قلبكٍ وأن يجعل لك من كل ضيقٍ مخرجًا، وألّا يمسّ الفزع قلبك، فموت الأب مصيبة عظيمة لكن لا نقول إلّا ما يُرضي الله، وأسأل الله العظيم أن يقوّي قلبكِ وأن يُفرغ عليك من الصبر والسلوان ما يُعوضك عن غيابه، وألّا يحرمك برّه في موته، وأدعو الله العظيم أن يرحمه ويغفر له وأن يجعل له في قبره مدّ بصره، وأن يجمعكم به في جنّات النعيم.


صديقتي الغالية: ما هذه الدنيا إلّا دار امتحانٍ وابتلاء، وقد أفلح من صبر واحتسب فكلّنا لله وإنا إليه راجعون، ولو كان فينا مخلدٌ لكان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لكن أمر الله نافذ في كلّ وقت ولا رادّ لقضائه، فالصبر هو مفتاحالفرج من كل ضيق، فاصبري واحتسبي وأنا معك في كلّ وقت، وأدعو الله أن يقدرني على أن أخفف من حزنك ولو قليلًا، ونحمد الله تعالى أن لم يجعل مصيبتنا في ديننا وعقيدتنا، وإنني أعلم أنّ البلاء لن يزيدك إلا ثباتًا وإيمانًا وصبرًا، والفرج قريب بإذنه تعالى.


رسالة تعزية الشهيد البطل

يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[٢]، فيا لها من مرتبة عالية ينالها الشهيد، ويا له من شرفٍ عظيم يجعل المصيبة تصغر والابتلاء يتحوّل إلى نعمة، فالله تعالى يصطفي الشهداء ليُدخلهم في جناتٍ عرضها السماوات والأرض، فلا قيمة للدنيا أما عظمة أجر الشهيد.


التعزية بالشهادة ما هي إلّا مواساة على الغياب والفراق، لكننا نعلم أنّه مؤقت، وأنّ الدنيا والأيام مهما طالت لا بدّ وأن يكون اللقاء الأبديّ في الجنة، فالحمد لله دائمًا وأبدًا، وعظم الله أجركم بالشهيد البطل الذي خطّ اسمه بحروفٍ من ذهب، وحقق أسمى غايات الحياة، وارتحل شهيدًا بروحٍ خفيفة محلّقة إلى جنات النعيم.


رحمات الله تتنزل على روح الشهيد، وكم تبدو الكلمات هزيلة أمام عظمة الموقف وأنتم تزفون الشهيد إلى قبره وتفوح منه روائح المسك، كيف لا وقد أراه الله مقعده من الجنة منذ أن فاضت روحه إلى الله، وسيظلّ ذكره عطرًا يزيّن المجالس في كلّ وقت، فما هذه الدنيا إلا ممر إلى دار الآخرة وليست بدار بقاء، فلا حسرة عليها أبدًا، وما الغنيمة إلا الفوز بالآخرة، فهنيئًا للشهيد هذا الموت المهيب، وهنيئًا له بأن ختم الله بقاءه بالدنيا بأعظم الأعمال وهو نيل الشهادة، وما الحياة إلا حياة الجنة في الآخرة، ولنا في أنبياء الله تعالى أسوة وقدوة في صبرهم.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:155
  2. سورة آل عمران، آية:169
5217 مشاهدة
للأعلى للسفل
×