هل يمكن استخدام النظارات التي لا تستلزم وصفة طبية لحل مشاكل النظر المرتبطة بالعمر؟

كتابة:
هل يمكن استخدام النظارات التي لا تستلزم وصفة طبية لحل مشاكل النظر المرتبطة بالعمر؟

أصبح استخدام النظارات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أمرًا شائعًا جدًا، خاصة إذا كان الفرد يعاني من مشكلة في النظر مرتبطة بالتقدم بالعمر.

مرحلة الشيخوخة من المراحل العمرية التي لا بدّ من المرور بها والتي قد يصاحبها في الكثير من الأحيان بعض المشكلات الصحية بما فيها تلك المتعلقة بالرؤية وضعف النظر، إذ يواجه البعض في هذه المرحلة صعوبة في الرؤية تحديدًا عند استخدام الهاتف، أو قراءة الجريدة، أو عند القيام بأيّ أمر يستدعي تركيز العينين من أجل رؤيته.

قد تكون النظارات الطبية مكلفة بعض الشيء إلى جانب عدم ضرورية استخدامها في جميع الحالات، لذا من الممكن الاكتفاء باستخدام نظارات القراءة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (Over-the-counter glasses)، فهي تتميز بتكلفتها المنخفضة، وقدرتها على تحسين مشكلات النظر بشكل كاف لمساعدتك على القراءة أو لتوضيح الأشياء من حولك لتتمكن من رؤيتها بصورة أكثر وضوحًا.

ولكن قبل الإقبال على شراء هذه النظارات أو غيرها، يجب عليك فهم كيفية تأثير الشيخوخة على نظرك وأفضل طريقة لمعالجة هذه المشكلة، وهذا ما سنتطرق له في السطور الآتية:

لماذا يتراجع النظر مع التقدم في العمر؟ 

تعد مشكلة قصو البصر الشيخوخي (Presbyopia) والمعروفة باسم طول النظر الشيخوخي من المشاكل الشائعة التي تصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 41 -60 عامًا، وهي مشكلة تؤثر على ما يقارب 80٪ من البالغين في أمريكا الشمالية والذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 -55 عامًا، والتي ينجم عنها فقدان تدريجي لقدرة العين على التركيز، ويُعزى السبب في ذلك إلى فقدان عدسة العين مرونتها، مما يجعل من الصعب عليها التركيز أو رؤية الأشياء القريبة بصورة واضحة.

قد يصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض والعلامات المرضية والتي بدورها ستساعدك في معرفة إذا كنت مصابًا بها أم لا؟ والتي تتضمن:

  • صداع الرأس المتكرر بعد القراءة.
  • مسك الأشياء بعيدًا عن العينين من أجل التمكن من رؤيتها بشكل واضح، خاصة عند القراءة.
  • الرؤية الضبابية حول الكلمات، خاصة إذا كانت الإضاءة من حولك خافتة.
  • الشعور بالألم أو التعب في العينين.

كما أن الأمر لا يقتصر على مشكلة طول النظر الشيخوخي، فمن المحتمل مع تقدمك في العمر أن تواجه العديد من المشاكل الأخرى على مستوى النظر، مثل: التركيز في الأشياء القريبة، وجفاف العينين، وصعوبة التمييز بين بعض الألوان، بالإضافة إلى غباش الرؤية قليلًا خاصة عند القيادة ليلًا.

هل يمكن استخدام نظارات القراءة التي لا تستلزم وصفة طبية؟

تعد نظارات القراءة التي لا تستلزم وصفة طبية حلًا سهلًا وغير مكلف لمشكلة طول النظر الشيخوخي التي يعاني منها كبار السن، حيث تتميز هذه النظارات عن غيرها بامتلاكها عدسات مكبرة تساعد في تكبير الخط لتسهيل عملية القراءة، حيث تتراوح قوة تكبير عدساتها ما بين 1- 4، كما أن استخدامها لا يترتب عليه أيّ آثار جانبية على العين بل على العكس، فهي توفر الراحة للعينين، والسماح للقارئ برمش عينيه للحفاظ على رطوبة العين ومنع إصابتها بالجفاف، وذلك لعدم الحاجة إلى التحديق مطولًا بالنص أثناء القراءة. 

ومن الصحيح أن هذه النظارات لا تحتاج إلى وصفة طبية من أجل شرائها، إلا أن الأمر لا يخلو من أهمية مراجعة أحد أخصائي العيون من أجل التأكد من صحة عينيك ومن طبيعية المشكلة الصحية التي تعاني منها، فمن المحتمل أن تُظهر نتائج الطبيب في بعض الأحيان أنك مصاب بحالة اللابؤرية (Astigmatism) التي تسبب تشوش الرؤية لأن عدسة العين تكون غير مستديرة، أو بأيّ حالة طبية أخرى، بحيث تتطلب منك استخدام النظارات الطبية الخاصة.

بالمقابل إن أظهرت النتائج أنك لا تعاني من هذه المشاكل فسيوضح لك عندها الطبيب مدى أهمية وفائدة استخدامك لهذا النوع من النظارات، بالإضافة إلى تحديد مقدار التكبير الذي تحتاجه عيناك من أجل الحصول على رؤية أفضل.

قد ينصح في أغلب الحالات القيام بفحص شامل للعينين؛ للتأكد من عدم المعاناة من أيّ مشاكل صحية أخرى في العين، حيث إن هناك مجموعة من العوامل أو الحالات الصحية التي قد تزيد من خطر إصابتك بإحدى مشاكل العين المختلفة هذه، منها:

  • مرض السكري: الذي يزيد من فرصة إصابتك ببعض الأمراض التي تؤدي إلى العمى.
  • التاريخ العائلي: خاصة إذا كانت لحالات الإصابة بالمياه الزرقاء، أو التنكس البقعي.
  • استخدام بعض الأدوية: هناك بعض الحالات الصحية التي تتطلب منك استخدام أدوية معينة بشكل مستمر، والتي يكون من أحد آثارها الجانبية المعاناة من بعض المشاكل في النظر، مثل مضادات الهيستامين.
  • العمل أو الوظيفة: قد تتطلب بعض الوظائف مجهودًا بصريًا كبيرًا يتسبب في إصابتك بمشاكل في العينين.

نصائح عند شراء نظارات القراءة التي تحتاج إلى وصفة طبية

غالبًا ما تتوفر نظارات القراءة دون وصفة طبية في العديد من المتاجر والصيدليات، ولكن عليك الأخذ بالاعتبار بعض الإرشادات والنصائح التي ستساعدك في شراء نظارات القراءة المناسبة لحالتك، فاختيارك الخاطئ قد يترتب عليه العديد من الآثار الجانبية والأضرار، كالمعاناة من الصداع، أو زيادة إجهاد العينين، وما إلى ذلك.

ومن أهم هذه النصائح التي عليك الالتزام بها جيدًا عند اختيار هذه النظارات ما يأتي:

  • تحديد سبب استخدامها: عليك تحديد سبب استخدام هذه النظارات، ففي حال كنت تود استخدامها طوال اليوم أثناء العمل على جهاز الحاسوب، فقد تحتاج إلى قوة تكبير أقل من نظارة تقوم باستخدامها من أجل إدخال خيط الإبرة.
  • اختيار التكبير المناسب: يجب عليك اختيار التكبير المناسب لحالة عينيك، ففي حال لم تخضع لفحص العين مسبقًا، يمكنك طلب المساعدة من طبيب العيون من أجل تحديد مقدار تكبير العدسة، وذلك من خلال تجربة عدة نظارات (بدءًا من مقدار التكبير الأقل) لمعرفة أي منها يجعل رؤيتك أفضل وأكثر وضوحًا، وإذا كنت في حيرة بين تكبيرين مختلفين، فننصحك باختيار النظارات ذات التكبير الأقل؛ لأن العدسات ذات التكبير العالي يمكن أن تسبب عدم الراحة لعينيك وتؤدي إلى إجهادهما أو معاناتك من الصداع.
  • اختبار النظارات: يمكنك اختبار النظارات قبل شرائها من خلال قراءة مجلة أو صحيفة أو أيّ من مواد القراءة المتوفر في المتجر وذلك لبضع دقائق، كما يجب عليك الحرص على حمل الكتاب ببعد لا يزيد عن 35- 45 سنتيمتر من وجهك (وهي مسافة القراءة الطبيعية للعين السليمة)، وتأكد بعد ذلك من أن عينيك لا تؤلمك ولا تشعرك بالتعب أثناء القراءة وأن الوضوح جيدًا بالنسبة لك.
  • التأكد من شعورك بالراحة أثناء ارتدائها: من المحتمل أن ترتدي نظارات القراءة التي ستشتريها كثيرًا، فلا بدّ أن تكون مريحة للوجه والأذنين والأنف، وفي مثل هذه الحالات غالبًا ما ينصح بالنظارات التي تتميز بأن جسرها قابل للتعديل.
  • شراء أكثر من نظارة واحدة: ننصحك بشراء عدة نظارات للقراءة، حتى تتمكن من الاحتفاظ بها في عدة أماكن إلى جانب حصولك على درجات تكبير مختلفة على حسب حاجة استخدامك لها.

أما إذا كنت ممن يرغب بشراء النظارات عبر الإنترنت، فيجب عليك أولًا التحقق من إمكانية إعادتها إذا لم تكن مناسبة، بالإضافة إلى شراء عدة نظارات لتجربتها في المنزل والتأكد من أنها مناسبة لك.

متى عليكَ مراجعة طبيب العيون؟

وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة (National Institute on Aging) يجب القيام بفحص العيون سنويًا بعد الوصول لسن الخمسين تحديدًا، إلى جانب قيام مرضى السكري بهذا الفحص أيضًا بغض النظر عن العمر.

حيث يتضمن هذا الفحص القيام بتوسيع حدقة العين من خلال وضع بضع قطرات في العين، ليسهل على الطبيب رؤية العين من الداخل جيدًا لفحصها بالشكل المناسب.

لكن هذا الفحص لا يغني عن عدم الحاجة إلى زيارة الطبيب في بعض الأحيان، إذ أن هنالك مجموعة من الأعراض المرضية التي قد تظهر عليك وتستدعيك لزيارة الطبيب فورًا، بالرغم من استخدام نظارات القراءة، منها:

  • المعاناة من الصداع المتكرر.
  • إرهاق العينين.

إلى جانب ذلك، هناك مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى إصابتك بإحدى مشاكل العين الأكثر خطورة، والتي من أشهرها:

  • انخفاض الرؤية الجانبية: وهي من علامات الإصابة بالمياه الزرقاء والتي تحدث نتيجة حدوث تلفٍ للعصب البصري.
  • زيادة عوائم العين (Floaters): أيّ رؤية بقع وأضواء وامضة، والتي غالبًا ما تكون علامة على الإصابة بانفصال الشبكية.
  • رؤية الصور مشوهة وغير واضحة: مثل رؤية الخطوط المستقيمة متموجة، وهي تعد من إحدى علامات مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
  • الرؤية الضبابية المفاجئة والمتكررة: التي غالبًا ما تشير إلى احتمالية إصابتك بإحدى الحالات الطبية الآتية؛ مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.

 

مصدر هذا المحتوى من:

UCLA Health

UCLA Health MENA

4717 مشاهدة
للأعلى للسفل
×