آثار الرنين المغناطيسي

كتابة:
آثار الرنين المغناطيسي

ما هو الرنين المغناطيسي؟

أصبح التصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic resonance imaging أو MRI من الإجراءات المتداولة والشائع استخدامها في المجال الطبيّ، إذ يتم إنشاء صورة مُفَصَّلة للأعضاء والأنسجة الموجودة داخل جسم الإنسان من خلال جهاز الحاسوب، وعادةً يتم القيام بالمسح الضوئي للجسم من خلال أنبوبٍ كبير أسطواني الشكل في منتصفه طاولة[١]، حيث يستلقي المريض على الطاولة خلال الفحص من ثم تنزلق الطاولة داخل الأنبوب المغناطيسي، ويعد إجراء الصورة بالرنين المغناطيسي غير مؤلم وقد يعد مزعجًا بعض الشيء لإصداره الكثير من الضوضاء، وقد يستغرق إجراء الصورة وقتًا طويلًا لذلك يتوجب على المريض البقاء ثابتًا وهادئًا[٢].


ما هي آثار الرنين المغناطيسي؟

يعد الرنين المغناطيسي آمنًا بعض الشيء لعدم استخدامه التأيّن الإشعاعي كالذي يتم استخدامه في الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب أو ما يسمى بالتصوير الطبقي المحوري[١]، ويجدر الانتباه بأنَّه لا يمكن للمرضى الذي يمتلكون منظم ضربات قلب اصطناعي، الغرسات المعدنية، الرقائق المعدنية أو المشابك الموجودة في العين أو حولها إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي تجنبًا لحدوث آثار قد تلحق الضرر على المريض، وفيما يأتي آثار الرنين المغناطيسي على الإنسان[٣].


آثار الرنين المغناطيسي البيولوجية

ما التقنيات المستخدمة فيه؟ وما أهم الآثار الجانبية لاستخدامه؟ يتم عادةً استخدام 3 أنواع من المجالات المغناطيسية خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك لإنتاج صورة ثلاثيَّة الأبعاد وتتتمثل المخاطر والآثار بسبب وجود الأجهزة والمعدات الطبية بما فيها الغرسات الطبية الحيويَّة، إذ يقوم الرنين المغناطيسي بتغيير موقع الذرات دون المساس بشكلها أو خصائصها، وبالرغم من ذلك يمتلك بعض الآثار الجانبية والتي ترتبط بنوع المجال المغناطيسي المستخدم.[٤]

يتم استخدام ثلاثة أنواع من المجالات المغناطيسية عند استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، مما يؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية.

آثار الرنين المغناطيسي البيولوجية الناتجة من استخدام المجال الثابت

ما هي أهم الأضرار المترتبة على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي ؟ تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ المجال المغناطيسي الثابت لا يتسبب عادةً بأيِّ خطورةٍ أو ضررٍ على صحة الإنسان، وعلى الرغم من ذلك أظهرت بعض الدراسات أنَّه:[٤]


  • قد يتسبب هذا النوع ببعض الآثار الجانبيّة على الهيموغلوبين والجذورة الحرة، وبالرغم من ذلك إلا أنَّ هذهِ الدراسات أثبتت عدم وجود خطورة على توزيع الخلية أو برنامج موت الخلية عند التعرض لمجال مغناطيسي ثابت بمقدار 10 تسلة ولمدة 4 أيام.
  • عند التعرض لمجال مغناطيسي ثابت بمقدار 10-17 تسلة لمدة 30-60 دقيقة فقد يتسبب بانخفاض في عدد وحجم حيوية الخلايا.
  • لوحظ أيضًا أنَّ المجال المغناطيسي الثابت قد يحفز من نمو وتطور السرطانات، ومع ذلك لا يعد هذا النوع من الدراسات على خلايا الإنسان المستزرعة جازمًا ليعكس حقيقة حدوثه داخل جسم الإنسان.
  • أشارت الدراسات التي أجريت على الثديّات بعدم ظهور أيِّ آثار سلبية على الاستجابات العصبية الفسيولوجية بعد التعرض لمجالٍ مغناطيسيٍّ ثابت بمقدار 2 تسلة، بينما أشارت الدراسات السلوكيَّة إلى وجود انخفاض على النشاط الطبيعي للحيوانات حتى عند مجال مغناطيسي ثابت بمقدار 1.5 تسلة.
  • أظهرت الدراسات بأنَّ هذا النوع قد يتسبب بالإصابة بالدوار والغثيان للمرضى أو المرافقين أو الأشخاص الذين تعرضو للمجال الكهرومغناطيسي الثابت.
  • قد يؤثر على التنسيق السريع بين العين واليد وقد يتسبب بحدوث مشاكل في الذاكرة السمعية أو البصريَّة، أو في حالة الحمل قد يتسبب بالإجهاض التلقائي.


ومع ذلك ذكرت منظمة الصحة العالمية عدم وجود أدلة قطعية على وجود آثار قصيرة أو طويلة المدى عند التعرض للمجال المغناطيسي الثابت.[٤]


آثار الرنين المغناطيسي البيولوجية الناتجة من استخدام المجال المتدرج

ما هي آلية العمل المعمول بها في هذهِ الحالة ؟ يتم من خلاله تشغيل وإيقاف المجال المغناطيسي أثناء عملية إجراء صورة الرنين المغناطيسي لذلك يترواح المجال الغناطيسي عندهُ من منخفض جدًا إلى متوسط التردد، وحول آثاره الجانبية فهي كالآتي:[٤]

  • لوحظ في النماذج المحاكية لخلايا الإنسان بقابلية تحفيز تطور السرطان.
  • بينما في الإنسان قد يتسبب بشعور المريض بالتنميل أو الوخز نتيجة لتحفيز الأعصاب المحيطية والقلب.

يجب التنبيه إلى أنَّ استخدام المجال المتدرج عند التصوير بالرنين المغناطيسي قد يؤدي إلى إصابة الشخص ببعض الآثار الجانبية الخطيرة.

آثار الرنين المغناطيسي البيولوجية الناتجة من استخدام موجات الراديو

ما هي أهم الآثار الناتجة عن استخدام موجات الراديو في التصوير بالرنين المغناطيسي ؟ ينتج من استخدام موجات الراديو تأثيرات بيولوجية مختلفة، الناتجة إما بسبب التأثيرات الحرارية الناتجة من التفاعل المباشر بين المجال المغناطيسي والأنسجة أو تأثيرات غير حرارية نتيجة لتسخين الأنسجة بواسطة التيارات الكهربائية المستحثة، ومن أبرز آثار الرنين المغناطيسي الجانبية الناتجة من استخدام موجات الراديو ما يأتي:[٥]


  • قد تتأثر أنسجة العينين والخصيتين بالحرارة بسبب نقص التروية فيهما.
  • قد يتسبب وجود الوشم أو مستحضرات التجميل الدائمة المصنوعة من أكسيد الحديد أو الأصباغ المعدنية بحدوث ردود فعلٍ سلبية كالحروق من الدرجة الأولى والثانية.
  • أشارت بعض الدراسات التي تم إجراؤها على النماذج التي تحاكي خلايا الإنسان بأنَّه قد تحفز تطور السرطان وفي دراسة أخرى حديثة أشارت بأنَّ نسبة حدوث ذلك قليلة، وذلك لأنَّها لا تسبب زيادة في ظهور الطفرات أو انحرافًا في الكروموسومات أو خللًا في تبادل الكروميتدات.
  • قد لوحظ في الدراسات التي تم إجراؤها على الثديات ارتفاع درجات الحرارة في الثديات التي تشبه الإنسان.
  • بينما في الإنسان فيعد الأمر مختلفًا حيث إنَّ البيانات التي تتطرق حول تطوير وظهور السرطانات متناقضة، وإلى الآن لم تقترح أيُّ دراسةٍ أيَّ روابطٍ واضحة تدعم التأثيرات الصحية بما يخص موجات الراديو.
  • قد تنخفض درجة حرارة الجسم بمقدار 0.6 درجة مئوية دون وجود أيِّ تغيّر في ضربات القلب أو تدفق الدم أو ضغط الدم، ووجدت دراسة بأنَّه عند التعرض لمجال كهرومغناطيسي بمقدار 6 واط/كغ فإنَّ معدلات ضربات القلب وتدفق وضغط الدم قد تتأثر وبقائها ضمن القيم الطبيعيَّة.
  • بينما عن التعرض لمستويات أعلى من ذلك قد تؤثر على الوظائف البصرية والسمعية والعصبية والغدد الصماء والقلب والأعية الدموية والجهاز المناعي والإنجابي.


آثار الرنين المغناطيسي البيولوجية الناتجة من استخدام المجال المغناطيسي الثابت والمتدرج وموجات الراديو

ماذا عن استخدام الثلاث تقنيات بالتصوير بالرنين المغناطيسي ؟ وما هي أبرز الآثار المترتبة على ذلك ؟ قد يتسبب استخدام المجال المغناطيسي الثابت والمتدرج وموجات الراديو آثارًا عدة، ومنها ما هو قصير الامد وبعضها قد يستمر تأثيره لفترة زمنية أطول، ومن أبرز الآثار الجانبية التي أظهرت الدراسات احتمالية حدوثها ما يأتي:[٤]

  • الغثيان.
  • بعض التفاعلات التحسسية.
  • تلف الأنسجة.
  • قد أظهرت بعض النتائج انخفاضًا مؤقتًا في مرونة ونفاذية غشاء خلايا كريات الدم الحمراء، بالإضافة لانخفاض معدل ترسيب كريات الدم الحمراء، إذ تعود لطبيعتها بعد إنهاء التصوير بالرنين المغناطيسي.


الآثار المهنية للرنين المغناطيسي

تعرُّض الأشخاص المشرفين على الرنين المغناطيسي عادةً إلى المجال المغناطيسي الثابت فقط بينما المجال المغناطيسي المتدرج وموجات الراديو فقد يتم التعرض إليها فقط خلال المسح الضوئي والذي يتم داخل الأنبوب، إلا في بعض الحالات التي يجبر فيها المشرف للاقتراب من الأنبوب، لذلك فإنَّ الآثار المهنية للرنين المغناطيسي مماثلة لآثار الرنين المغناطيسي على المريض، فلذلك يجدر الانتباه أثناء إجراء الصورة.[٥]


قد أظهرت دراسة تم القيام بها من خلال نمذجة المجالات الكهربائية المستحثة القريبة للمجالات المستخدمة بالتصوير "أنَّه من غير المحتمل تجاوز حدود المجال التي تم نمذجتها في أغلب الحالات ،ومع ذلك فإنَّ الحركة والتواجد ضمن المجال المغناطيسي الثابت قد يلحق الضرر بالمشرفين."[٥].

في حال تعرُّض المشرفين على الرنين المغناطيسي للمجال المغناطيسي أيًّا كان نوعه فمن المحتمل أن يلحق الضرر بهم.

الآثار السلبية للرنين المغناطيسي على المريض

بالرغم من وجود عدة فوائد وإيجابيات وضروريات لاستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي إلا أنّه قد يسبب انزعاجًا للمريض بسبب تكلفته العالية أو بسبب الآثار السلبية الناتجة من الرنين المغناطيسي على المريض وهي كالآتي[٦]:

  • لا يستطيع الرنين المغناطيسي اكتشاف جميع أنواع السرطانات والتمييز إذا كانت حميدة أو خبيثة مما قد يؤدي إلى نتائج إيجابية خاطئة.
  • قد يعاني بعض المرضى من القلق والتوتر داخل الأنبوب خاصة المرضى الذين يخافون من الجلوس في الأماكن المغلقة.
  • قد تتأثر الغرسات المعدنية غير المكتشفة في جسم المريض بالمجال المغناطيسي وقد تلحق الأذى للمريض.
  • قد يصاب المريض بردود فعل تحسسية نتيجة التعرض للمجال المغناطيسي أو الإصابة بالتهاب الجلد في موقع الحقن.
  • قد يتعرض المصاب للخطر في حال اختار المريض التخدير لإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.


فوائد الرنين المغناطيسي

تعود فوائد التصوير بالرنين المغناطيسي بقدرته على توفير تباينًا أفضل للأنسجة الرخوة مقارنةً بالتصوير المقطعي المحوسب، بالإضافة لمقدرته على التمييز بشكل أفضل بين الدهون والماء والعضلات والأنسجة الرخوة الأخرى مقارنةً بالتصوير المقطعي المحوسب[٧]، ومن أهم فوائد الرنين المغناطيسي ما يأتي[٦]:


  • يعد الرنين المغناطيسي من الإجراءات السهلة وغير المؤلمة والتي لاتتطلب جراحة عند اجرائها.
  • سهولة الحصول على مئات الصور من أي اتجاه وفي أي اتجاه، بالإضافة إلى قدرته على تغطية أجزاء كبيرة من الجسم.
  • قد يساعد الرنين المغناطيسي في حال الإصابة بالسرطان تحديد المناطق الموجود فيها ومن خلالها يمكن تحديد الخطة العلاجية الأفضل لحالة المريض.
  • لا يتم استخدام الإشعاع أثناء الرنين المغناطيسي وبالتالي يقلل ذلك من الرد الفعل التحسسي اتجاه اليود كالذي يتم استخدامه في الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب.

المراجع

  1. ^ أ ب "What to know about MRI scans", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  2. "MRI Scans", medlineplus, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  3. "Magnetic Resonance Imaging (MRI Scan)", medicinenet, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Biological Effects and Safety in Magnetic Resonance Imaging: A Review", ncbi, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Occupational exposure in MRI"، researchgate، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-01. Edited.
  6. ^ أ ب "MRI", cancerquest, Retrieved 2020-11-01. Edited.
  7. "Benefits and Risks", fda, Retrieved 2020-11-01. Edited.
5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×