محتويات
آثار العقيدة الصحيحة
آثار العقيدة الصحيحة على الفرد
إنّ للعقيدة الصَّحيحة آثاراً متعدِّدةً على الفرد المسلم، نذكر منها ما يأتي:[١][٢]
- الأثر الأوَّل: استقرارُ النَّفس وعدمُ الخوف على الحياة: يعلمُ المسلم أنَّ موته آتٍ لا محالة، قريباً كانَ أم بعيداً، ويوقنُ أنَّ الأعمار بيد الله -عزَّ وجل-، إذ قال -تعالى- في كتابه الكريم: (وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)،[٣] كما يعلمُ استحالةَ تغيير أجله، لذا تجده مُستقَّراً ثابتاً أمام عقباتِ الطَّريقِ، لا يضرُّه شيءٌ، ولا يُذِلُّ نفسه لشيءٍ، وصاحبُ العقيدة الصَّحيحة يُرحِّبُ بما يأتيه من عند الله -تعالى- أيَّاً كان.
- الأثر الثَّاني: تَجْبِلُ الفرد على عدم الخوفِ من انقطاعِ الرِّزقِ: يعلمُ المسلم أنَّ رزقه بيد الله -عزَّ وجل- وحده، وأنَّ نصيبه في الدُّنيا محفوظٌ ولا يقدرُ أحدٌ أن يمنعه عنه؛ لأنَّ الله -عزَّ وجل- أخبرنا بذلك في كتابه الكريم فقال: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّـهِ رِزقُها)،[٤] كما قال: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)،[٥] فإن كان الأمرُ كذلك وجبَ على المسلمِ أن لا يحتاطَ لرزقه عند الأمرِ بالمعروف والنّهي عن المنكر وقولِ كلمة الحقِّ، فهو آمنٌ بأمانِ الله -تعالى-.
- الأثر الثَّالث: تَجْبِلُ الفردَ على ترك الأنانيَّة والجَشَعِ وتُربّيه على الإيثار: إنَّ العقيدة الإسلاميَّة تقوم على أنَّ ثوابُ الآخرةِ خيرٌ من ثوابِ الدُّنيا، لِذا يَزهَدُ صاحبها في الدُّنيا فيجلعها وراءَ ظهره، ويتعلَّمُ فيها أن يُحبَّ للنَّاسِ ما يُحبُّ لنفسه، فالإنسانُ إن تركَ نفسه للدُّنيا أغرتهُ وأصبح المالُ جُلَّ اهتمامه وسعيه، وقد جاءت العقيدة لتُهذِّبَ هذه الصِّفات فيه لترتقي به إلى مراتب الإيثار والعطاء، وقد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جشعِ الإنسانِ فقال: (لَوْ كانَ لِابْنِ آدَمَ وادِيانِ مِن مالٍ لابْتَغَى ثالِثًا، ولا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرابُ).[٦]
- وفي المقابِل أشاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعمل الصَّحابيِّ الأنصاري الذي آوى ضيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن في بيته سِوى قوتُ صغاره، فجعلهم ينامونَ بلا طعام، واصطنعَ هو وزوجته الأكلَ مع الضيفِ حتى شبع الضَّيفُ وانصرف، فنزلت فيهما الآية الكريمة من قوله -تعالى-: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٧]
- الأثر الرَّابع: تُربِّي الفردَ على مراقبة تصرفاته: إنَّ المسلمَ يعلمُ أنَّ الله -عزَّ وجل- يراه ويعلمُ ما يفعل حتى في خلواته مع نفسه، إذ لا مهربَ للمسلمِ من هذه الحقيقة، بالتَّالي إذا استشعر أنَّه مُراقبٌ من قِبَل خالقِ الأكوانِ تيقَّظَ ضميره وخَجِلَ أن يعصي الله -عزَّ وجل- على مرأىً منه -سبحانه-، ولا أقبحَ من مسلمٍ ميِّتُ الضميرِ يعصي الله -تعالى- ليلاً ونهاراً غير آبهٍ بعواقِب أفعاله.
- الأثرُ الخامس: تُربِّي العقيدةُ الإسلامية الفردَ المسلم على اتِّخاذِ العدل منهجاً في حياته: إنَّ الإسلامَ دينُ العدلِ والمساوة، فالله -عزَّ وجل- حرَّم الظُّلم على نفسه، وجاء هذا في الحديث القُدسيِّ، قال -تعالى-: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا)،[٨] فالمسلم يُسلِّم أمره لله -عزَّ وجل- إذا تعرَّضَ للظُّلم، ليقينه أنَّ الله -تعالى- آخذٌ بثأرهِ، ويخشى كذلك أن يَظلِمَ أحداً، فيحتاطُ من الظُّلم ويبتعدُ عنه[٩].
- الأثر السَّادس: العقيدة الإسلاميَّة الصَّحيحة تضمنُ لصاحبها السَّعادةَ والطمأنينة: إذ يَعِدُ الله -عزَّ وجل- المؤمنينَ به بشتَّى أنواعِ النَّعيمِ في الآخرة، كما يعدهم خيرَ وعدٍ في الدُّنيا، إذ قال -تعالى- في سورة النّور: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).[١٠][١١]
- الأثرُ السَّابع: صاحبُ العقيدة الصَّحيحة يكونُ قويَّاً عزيزَ النَّفسِ: وكيف لا وقد صدَّق قوله -تعالى-: (وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ المُتَّقينَ)،[١٢] فهذه عزَّةُ إيمانٍ وحقُّ ومعيَّةُ الله -عزَّ وجل- تكفيه.
- الأثرُ الثَّامن: صاحبُ العقيدةِ الصَّحيحة لا يتردَّدُ في الخضوعِ لحكمِ الشَّرع إذا حَكَم: إذ يعلمُ أنَّ الخضوعَ لحكم الشَّرعٌ جزءٌ من الإيمانِ بالله -عزَّ وجل-، لقوله -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).[١٣]
- الأثرُ التَّاسع: صاحبُ العقيدة الصَّحيحة يُدركُ الهدفَ من وجوده على الأرض: فبينما يتخبَّط النَّاس في البحثِ عن قيمةٍ لحياتهم، يعلمُ المسلمُ تمامَ العلمِ أنَّه لم يُخلَق عبثاً ولا صُدفةً؛ وإنَّما خُلقَ ليعبد الله -عزَّ وجل- ويعمل صالحاً حتى يأتي اليومُ الموعود بالعودةِ إلى الله، فإمَّا جنَّةٌ تجري من تحتها الأنهارُ، وإمَّا جحيمٌ مُسَعَّرة، ونقتطفُ من الآياتِ الكريمة في هذا الشأنِ قوله -تعالى-: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)،[١٤] كذلك قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).[١٥]
- الأثرُ العاشر: صاحبُ العقيدة الصَّحيحة شعاره في الدُّنيا: هي لله: فإذا أحبَّ؛ أحبَّ لله، وإذا بَغضَ فيبغض لله، فيُحبُّ أولياءَ الله، ويبغضُ أعداءهُ ولو كانوا أقربَ النَّاسِ إليه؛ ذلكَ لأنَّ رابطة الدِّين أقوى من رابطة الدَّم أو الصدَّاقةِ في قلب المؤمن، يقول -تعالى- في سورةِ التَّوبة: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولـئِكَ هُمُ الظّالِمونَ).[١٦]
آثار العقيدة الصَّحيحة على المجتمع
إنّ للعقيدة الصَّحيحة آثاراً متعدِّدةً على المجتمع المسلم، نذكر منها ما يأتي:[١٧][١٨]
- الأثر الأوَّل: المجتمع الذي يتحلَّى أفرادهُ بالعقيدة الصَّحيحة هو مجتمعٌ آمنٌ: إذ ينتهي أصحابُ العقيدة الصَّحيحة عن المَنهيّات عنها في الشَّرع من آفاتٍ خطيرةٍ قد تفتكُ في المجتمعِ؛ كالزِّنا، والقتلِ، واللِّواطِ، والسَّرِقةِ، وغير ذلك.
- الأثر الثَّاني: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدةِ الصَّحيحة هو مجتمعٌ مترابطٌ يحبُّ الفرد فيه لأخيه ما يحبُّهُ لنفسه: إذ وصفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علاقة المؤمنين ببعضهم قائلاً: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[١٩]
- الأثر الثَّالث: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدة الصَّحيحة غالباً ما يكونُ منصِفاً غير مُتعصِّباً لرأيه: فالإسلامُ لم يأمر أهله بالفجورِ على من يُخالفونه، بل أمر بدعوتهم باستخدامِ الأساليبِ الحسنة، وما كانَ للمؤمنِ أن يكره ويفجرَ على إخوانه في الدِّين لمجردِ الخلاف في الرَّأي، وقد كانَ الفقهاءُ يأخذونَ الفقه عن بعضهم ويختلفونَ في الآراءِ ولا يعيبُ أحدهم على الآخرِ أو يُنقِصُ من شأنه.
- الأثر الرَّابع: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدة الصَّحيحة يمتَثِلُ أصحابهُ إلى أمرِ قائدهم ووليّ أمرهم: إذ يُدركونَ مخاطرَ الخروجِ على وليِ الأمر، ويتجنّبون فوضى حدوثِ ذلكَ بالصَّبر والامتثالِ لأمره.
- الأثر الخامس: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدة الصَّحيحة يُسارِعُ أصحابهُ إلى الامتثالِ إلى أمر الله وحكم الشّرع: فتحكيمُ الشَّرع أساسُ قيام المجتمع الإسلاميِّ الصَّحيح.
- الأثر السَّادس: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدة الصَّحيحة يسعى إلى إيصال الرِّسالةِ إلى غيره من المجتمعات: ويحمل على عاتقه همَّ انتشارِ الدَّعوة في الأمصار، إذ قال -تعالى- في سورة البقرة: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)،[٢٠] وكذلك قال في سورةِ آل عمران: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ).[٢١]
- الأثر السَّابع: المجتمع الذي يتحلَّى أفراده بالعقيدة الصَّحيحة يتنزَّه أصحابه عن خطاباتِ العنصريَّةِ والكراهيَّة: فميزانُ الفصلِ بينَ النَّاس هو الدِّينُ والتَّقوى، ولا عبرةِ لاختلافِ الأجناسِ والأقوامِ والألوانِ.
مصادر العقيدة الإسلاميَّة
تتَّضِحُ مصادر العقيدة الإسلاميَّة في النقاطِ الآتية:[٢٢][٢٣]
- أوَّلاً: القرآنُ الكريمُ: إنَّ القرآن الكريم هو أساسُ الدِّين ونوره، نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه بيانٌ لأصولِ الإيمان حاملاً إجاباتِ أسئلةِ العبادِ المتعلّقة بوجودهم، وسارداً قصص السَّابقينَ وتردُّد حالهم بين الإيمانِ والكفر، وموضِّحاً لنا أهميَّة الإيمانِ للنَّجاةِ وخطورة الشِّرك والنِّفاق، وإنَّ أوَّل ما نزل منه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ)،[٢٤] وفيها بضعُ آياتٍ تُلخِّصُ لنا أبجديّات العقيدة الإسلاميَّة.
- ثانياً: السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة: تؤخذُ السُّنَّة الشَّريفة جنباً إلى جنبٍ مع القُرآن الكريمِ، إذ لا ينفكُّ أحدهما عن الآخر، فالسُّنَّة تُشرِّعُ الأحكامَ أو تبيِّن الأحكام الواردة في القرآن الكريمِ، وهي بذلك تُعدُّ مصدراً أساسياً من مصادِر العقيدةِ الإسلاميَّة، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان لينطق عن الهوى، إذ قال فيه -تعالى-: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)،[٢٥] كما قال أيضاً في موضعٍ آخر: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ)،[٢٦] وقد أحسنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فعلَّم الصَّحابة كيف يستدلُّونَ على الله -عزَّ وجل- بعقولهم، وبيَّنَ لهم معاني أسماء الله وصفاته، وغيرها ممَّا يلزمُ للمسلم معرفته في بناءِ العقيدة السَّليمة.
- ثالثاً: إجماعُ العلماءِ: إذ أجمع الصَّحابة الكرامُ وعلماءُ السَّلَفِ الصَّالحِ على أكثرِ المسائلِ العقديَّة المتعلِّقة بأصولِ الإيمان، والإجماعُ حجَّةٌ فيستحيلُ حصولهُ على أمرٍ باطلٍ أو مغلوطٍ في الدِّين.
- رابعاً: العقل الصَّريح المؤيَّدُ بالوحيِ: إنَّ العقلَ يعدُّ مصدراً من مصادرِ الدِّين إن كانَ مؤيَّداً باتِّباعِ الوحيِ، فقد جاءتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّة بعقيدتها وأحكامها موافقةً لأحكامِ العقلِ، فالعقلُ يدركُ بالتَّفكر في آيات الكونِ استحالة حدوثها من تلقاءِ نفسها، وقد أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى مبادئ العقل، إذ قال -تعالى-: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)،[٢٧] وقال في موضعٍ آخر: (لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتا).[٢٨]
- خامساً: الفطرةُ السَّليمة: لقد فُطِرَ الإنسانُ على معرفةِ الله -عزَّ وجل-، والكفرُ حادثٌ قد يطرأُ على الإنسانِ بفعلِ مؤثرٍ خارجيٍٍّ يتعرَّض له الإنسانُ في نشأتهِ، وقد أخبرنا عن ذلكَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ).[٢٩]
خصائص العقيدة الإسلامية
تتعدَّد خصائص العقيدةِ الإسلاميَّة، ونذكر منها ما يأتي:[٣٠][٣١]
- الكمالُ والشُّمول: وذلك لأنَّها من عند الله -سبحانه وتعالى-، فهي صالحةٌ لكلِّ الأزمنة في كلِّ البِقاع، وعلى مرِّ العصور، ولا يؤثِّرُ في انتشارها سوى ضعفُ المسلمينَ وتهاونهم في حمل الرِّسالةِ.
- قوَّة مصادرها: تؤخذُ العقيدةُ الإسلاميَّة من القرآنِ الكريمِ وصحيح السُّنَّةِ الشَّريفة وإجماعُ العلماء، وهذه هي المصادر الأساسيَّة للتَّشريعِ، وهي حجَّةٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ، فهيَ محفوظةٌ ومضبوطةٌ.
- باقيةٌ ببقاءِ مصادرها: إنَّ مصادر العقيدة كما تقدَّم ذكره هي القرآن والسُّنَّة ابتداءً، وقد كَفِلَ الله -عزَّ وجل- حفظها إلى يومِ القيامة، فقال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ).[٣٢]
- تُغطّي نواحي الحياة كلِّها: ترسمُ العقيدة طبيعةَ العلاقة بين العبد بربِّه، وبينَ العبد وباقي العباد، كما تبيِّنُ له حاله في الدُّنيا، وحالهُ في المرحلة الانتقاليَّة؛ أي في القبر، وحاله في الآخرة.
- لا مجالَ للاجتهادِ فيها: إنَّ من مباحثِ العقيدة ما هو غيبيٌّ لا يؤخذُ إلَّا بطريق النَّقل، فوصفُ الجنَّة، والنَّار، والملائكة، وأسماء الله -تعالى-، وصفاته، وما إلى ذلك لا يدخله العقل والاجتهادُ في شيءٍ، بل هو توقيفيٌّ يؤخذُ كما هو.
المراجع
- ↑ فؤاد الهجرسي (2001م)، أثر العقيدة في حياة الفرد والمجتمع (الطبعة الأولى)، المنصورة: دار المنارة، صفحة 68-89. بتصرّف.
- ↑ محمد خليل ملكاوي (1985م)، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: مكتبة دار الزمان، صفحة 38-42. بتصرّف.
- ↑ سورة المنافقون، آية: 11.
- ↑ سورة هود، آية: 6.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 22.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6436، صحيح.
- ↑ سورة الحشر، آية: 9.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577، صحيح.
- ↑ محمود شيت خطاب (1998 )، بين العقيدة والقيادة، دمشق: دار القلم، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية: 55.
- ↑ عبد الرحيم السلمي، تأصيل علم العقيدة ، صفحة 4، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 36.
- ↑ سورة النساء، آية: 65.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 115.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 56.
- ↑ سورة التوبة، آية: 23.
- ↑ فؤاد الهجرسي (2001م)، أثر العقيدة في حياة الفرد والمجتمع (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار المنارة، صفحة 96-104. بتصرّف.
- ↑ محمد خليل ملكاوي (1985م)، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: مكتبة دار الزمان، صفحة 43-45. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 2586، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 143.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 110.
- ↑ عثمان جمعة ضميرية (1996م)، مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مكتبة السوادي للتوزيع، صفحة 161-165. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية - الدرر السنية، dorar.net: موقع الدرر السنية على الإنترنت، صفحة 62-66. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية: 1-2.
- ↑ سورة النجم، آية: 3-4.
- ↑ سورة النحل، آية: 44.
- ↑ سورة الطور، آية: 35.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 22.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1385، صحيح.
- ↑ ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، www.islamweb.net: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 14، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن عبد العزيز الجبرين (1424ه)، مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مكتبة الرشد ، صفحة 8-10. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.