آداب الخلاء وقضاء الحاجة كما وردت في الشريعة الإسلامية

كتابة:
آداب الخلاء وقضاء الحاجة كما وردت في الشريعة الإسلامية

مفهوم آداب الخلاء في الإسلام

ما المقصود بآداب الخلاء؟

إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشد أمَّته وعلَّمها كل ما ينفعها حتى في أدق الأمور ودليل ذلك ما ورد عن سلمان الفارسي أنَّه قيل له: "قدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ شيءٍ"،[١] وهذا دليلٌ على أنَّ الإسلام دينٌ كامل كما أنَّه دليلٌ على أنَّ الشريعة الإسلامية شريعة عظيمة راعت جميع جوانب حياة المسلم فأمرت بكلِّ ما هو خير ونهت عن كلِّ ما هو شر، ووضعت لكلِّ ما شرعته آدابًا، ومن هذه الآداب، آداب الخلاء وقضاء الحاجة [٢]


يمكن تعريف آداب الخلاء على أنَّها مجموعة من الأحكام التي لا بدَّ للمسلم أن يقوم بمراعتها عند إخراج النجاسات من السبيلين،[٢] ولأهمية ذلك في حياة الفرد سيتم تخصيص هذا المقال لذكر آداب الخلاء وقضاء الحاجة كما وردت في الشريعة الإسلامية.


ما هي آداب الخلاء وقضاء الحاجة كما وردت في الشريعة الإسلامية؟

إنَّ لفظة الخلاء وقضاء الحاجة هي بذاتها تعدُّ أدبًا من الآداب الإسلامية، إذ إنَّ الشريعة الإسلامية استخدمت ذلك كنايةً عن خروج النجاسة من السبيلين، ولا شكَّ أنَّ هذا اللفظ الكنائي أجمل من أن يتمَّ ذكر الاسم الخارج صراحةً، وقد استخدم القرآن الكريم هذا الأدب في قول الله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}،[٣] حيث إنَّه استخدم لفظ الغائط والذي يأتي بمعنى المكان النازل والهابط من الأرض كنايةً عمَّا يخرج من السبيلين،[٢] وسيتم في هذه الفقرة ذكر آداب الخلاء وقضاء الحاجة تحت عنوانين مستقليين، وفيما يأتي ذلك:


ما هي آداب الخلاء كما وردت في الشريعة الإسلامية؟

ورد في السنة النبوية المطهرة عدد من الأحاديث الشريفة التي توضح للمسلمين آداب دخول الخلاء، وسيتم في هذه الفقرة ذكره هذه الآداب مع ذكر الأدلة الشرعية عليها ما أمكن، وفيما يأتي ذلك:

  • الذكر عند دخول الخلاء،[٤] ودليل ذلك ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ الخَلَاءَ قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ".[٥]
  • تقديم القدم اليسرى على القدم اليمنى عند دخول الخلاء، والدليل على ذلك أنَّ قواعد الشريعة الإسلامية استقرت على أنَّ الأفعال التي تشترك بها القدمان تقدم فيها اليمنى إن كان الفعل من باب الكرامة، وتقدم فيها اليسرى إن كان الفعل ضدَّ ذلك.[٦]
  • عدم استقبال مهبِّ الريح، والعلة في ذلك ألَّا يُردُّ عليه رذاذ البول فينجِّسه.[٧]
  • التستر عن أعين الناس،[٤] ودليل ذلك ما ورد عن عبد الرحمن بن أبي قراد -رضي الله عنه- أنَّه قال: "خرَجتُ معَ رسولِ اللَّهِ إلى الخَلاءِ ، وَكانَ إذا أرادَ الحاجةَ أبعَدَ".[٨]
  • عدم كشف العورة إلا بعد أن يدنوا من الأرض،[٩] ودليل ذلك ما ورد عن عبد الله بن عمر حيث قال: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا أرادَ حاجَةً لا يرفَعُ ثوبَهُ حتَّى يَدنوَ منَ الأرضِ".[١٠]
  • عدم استقبال القبلة ولا استدبارها عند قضاء الحاجة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ علَى حَاجَتِهِ، فلا يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا"[١١]
  • عدم الاستنجاء باليد اليمنى،[١٢] ودليل ذلك ما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "كانت يدُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهورهِ وطعامهِ وكانت يدهُ اليسرى لخلائهِ وما كان منْ أذَى".[١٣]
  • عدم إطالة المكث بمكان قضاء الحاجة.[٤]
  • الاعتناء بإزالة النجاسة بعد قضاء الحاجة،[٤] ودليل ذلك ما ورد عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: "مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَائِطٍ مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ، أوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثُمَّ قالَ: بَلَى، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ".[١٤]
  • أن تُغسل النجاسة أو تُمسح ثلاث مرات أو وترًا بعد الثلاث وذلك بحسب ما تقتضيه الحاجة.[٢]
  • الذكر عند الخروج من الخلاء،[١٢] ودليل ذلك ما ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا خرج من الغائطِ قال: غفرانَك".[١٥]


ما هي آداب قضاء الحاجة كما وردت في الشريعة الإسلامية؟

بعد الحديث عن آداب الخلاء كما وردت في الشريعة الإسلامية، فإنَّه سيتم في هذه الفقرة الحديث عن آداب قضاء الحاجة، حيث سيتم ذكر بعض الآداب مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرة ما أمكن، وفيما يأتي ذلك:[٤]

  • عدم الكلام وذكر الله -عزَّ وجلَّ- باللسان أثناء قضاء الحاجة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَخرُجُ الرَّجُلانِ يضرِبانِ الغائطَ كاشِفَينِ عن عورتِهما يتحدَّثانِ ، فإنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يمقُتُ على ذلِكَ".[١٦]
  • عدم استصحاب ما فيه ذكر الله -عزَّ وجلَّ- من مصحفٍ ونحوه، ودليل ذلك ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخَل الخَلاءَ وضَع خاتَمَه".[١٧]
  • عدم قضاء الحاجة في الطريق والظل، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقوا اللَّاعِنَينِ ، قالوا: وما اللَّاعنانِ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ الَّذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظلِّهِم".[١٨]
  • عدم قضاء الحاجة في المكان الذي يُستحم فيه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يبولَنَّ أحدُكُم في مُستحمِّهِ ثمَّ يغتسِلُ فيهِ قالَ أحمدُ : ثمَّ يتوضَّأُ فيهِ فإنَّ عامَّةَ الوَسواسِ منهُ".[١٩]
  • عدم البول في الماء الراكد الذي لا يجري، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ".[٢٠]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:262، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب ت ث "آداب قضاء الحاجة [1، 2"]، audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:43
  4. ^ أ ب ت ث ج "آداب قضاء الحاجة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6322، حديث صحيح.
  6. "المبحث الثَّاني: تقديم الرِّجْل اليُسرى عند الدُّخول، واليُمنى عند الخروج"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  7. أبو المنذر المنياوي، التحرير شرح الدليل كتاب الطهارة، صفحة 61. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، الصفحة أو الرقم:16، حديث صحيح.
  9. "آداب قضاء الحاجة عند المسلمين"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:14، حديث صحيح.
  11. [- صحيح مسلم] (الطبعة -)، صفحة 265، جزء -. بتصرّف.
  12. ^ أ ب "آداب الخلاء في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-14. بتصرّف.
  13. رواه النووي، في المجموع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:108، حديث صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:216، حديث صحيح.
  15. رواه ابن عثيمين، في الشرح الممتع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:106، حديث صحيح.
  16. رواه النووي، في الخلاصة، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:159، حديث حسن.
  17. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:158، حديث صحيح أو حسن.
  18. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:25، حديث صحيح.
  19. رواه الوداعي، في الصحيح المسند، عن عبدالله بن المغفل، الصفحة أو الرقم:903، حديث حسن.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:239، حديث صحيح.
4072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×