آداب الطعام والشراب في الإسلام

كتابة:
آداب الطعام والشراب في الإسلام

نعم الله تعالى

قبل الحديث عن آداب الطعام والشراب في الإسلام، لا بُدّ من الحديث عن نعم الله تعالى، فنعم الله تعالى لا تُعد ولا تُحصى، فقد قال الله تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[١] والطعام والشراب من أعظم نعم الله -تعالى- على الإنسان، فعن عبدالله بن محصن رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ أصبحَ منكمْ آمنًا في سربِه، معافًى في جسدِه، عندَهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حيزتْ له الدنيا بحذافيرِها"،[٢] وكثيرٌ من الناس قد لا يستحضر ولا يستشعر نعم الله -تعالى- عليه؛ لأنه اعتاد عليها، لكن المؤمن يبقى مستشعرًا لنعم الله -تعالى- وشاكرًا لها.[٣]

الآداب في الإسلام

الدين الإسلامي دين متكامل، فقد نظّم واعتنى بجوانب الحياة كافة، وقد شُرعت في الإسلام آداب تنظم حياة المرء مع نفسه ومع غيره من الكائنات الحية، وهذه الآداب تشمل كل ما في الوجود من قضايا، فمثلًا هنالك آداب للتعامل مع الطريق، حيث إنّ الطريق مرفق عام، ولكلّ شخص حقّ الاستفادة منه، فلا بُدّ من الالتزام بالآداب العامة فيه وعدم التعدي على حقوق الغير، فآداب الطريق تشمل التواضع في المشي، وغض البصر؛ لأنّ إطلاق البصر فيه انتهاك لحرمات الآخرين، كما أنّ من آداب الطريق إلقاء السلام على من تعرف ومن لا تعرف، والمحافظة على إبقاء الطريق نظيفًا، وكذلك تجنب الأخطار التي تكون موجودة في الطريق، فهذه الآداب نظمت علاقة المرء مع كل المخلوقات المحيطة به أثناء خروجه للطريق.[٤]

آداب الطعام والشراب في الإسلام

من آداب الطعام والشراب في الإسلام حمد الله وشكره بعد الأكل والشرب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا"،[٥] وكذلك من الآداب غسل اليدين والفم قبل الطعام وبعده؛ وذلك من أجل النظافة وعدم التلوث، ومن آداب الطعام والشراب في الإسلام ما روي عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، حيث قال: "كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ"،[٦] فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أرشده إلى تسمية الله والأكل باليد اليمنى والأكل مما يلي المرء من الطعام، ومن الآداب عدم التنفس في الإناء، فعن أبي قتادة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا شَرِبَ أحَدُكُمْ فلا يَتَنَفَّسْ في الإناءِ"،[٧] ومن الآداب عدم الأكل متكئًا؛ أيّ مائلًا على أحد شقيه، ومن أهم الآداب فيما يتعلق بالطعام والشراب هو حفظها والابتعاد عن الإسراف والتبذير.[٨]

المراجع

  1. سورة النحل ، آية: 18.
  2. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن محصن، الصفحة أو الرقم: 8436، حديث حسن.
  3. "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  4. "الآداب الإسلامية"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، حديث صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن أبي سلمة، الصفحة أو الرقم: 5376، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 5630، حديث صحيح.
  8. "ذوقيّات الطعام والشراب"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
5218 مشاهدة
للأعلى للسفل
×