آداب صلاة التراويح في المسجد

كتابة:
آداب صلاة التراويح في المسجد


آداب صلاة التراويح في المسجد

مفهوم صلاة التراويح

التراويح: هي جمع ترويحة واستراحة النفس، وترويحتها ومنها ترويحة شهر رمضان؛ وسميت كذلك للاستراحة بعد كل أربع ركعات، والجلوس بين كل ترويحتين مقدار ترويحة، لذلك علي اسم التراويح على الصلاة في ليالي رمضان، ويجلس الإمام للاستراحة بعد كل أربع ركعات.[١]


آداب صلاة التراويح في المسجد

هناك آداب عديدة تتعلق بصلاة التراويح هي:[٢]

آداب المشي إلى صلاة التراويح

  • يكون المشي بسكينة ووقار استعداداً الصلاة، وذلك بطمأنينة وتأن ورزانة وغض البصر وعدم الالتفات وخفض الصوت؛ فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا سمِعتُم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تُسرِعوا، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتكم فأتِمُّوا).[٣]
  • مقاربة الخطوات في المشي إلى الصلاة لتكثر الحسنات.
  • عند الوصول إلى باب المسجد تقدم القدم اليمنى على اليسرى، وذكر دخول المسجد، وصلاة ركعتين تحية دخول المسجد؛ لأن المسجد محل رحمة، وخارج المسجد محل رزق، وذلك من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين الصادقين في عبادتهم، والمخلصين له.


عند انتظار الصلاة في المسجد

  • الانشغال بذكر الله.
  • قراءة القرآن وتجنب العبث، كتشبيك الأصابع وغيرها، أما من كان في غير انتظار الصلاة فلا يمنع من تشبيك أصابعه؛ لأن النبي كان يفعل ذلك عند انتهائه من الصلاة.
  • عند الجلوس لانتظار صلاة التراويح في المسجد، فلا تخوض في أحاديث جانبية، وأحاديث الدنيا؛ لأن ذلك يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
  • أن العبد ما دام في انتظار الصلاة فإن الملائكة تستغفر له فلا يضيع هذا الأجر؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الملائكة تُصلي على أحدكم ما دام في مجلسه تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يُحدث وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسهُ).[٤]
  • عدم التفريط بالأجور، والاشتغال بالقيل والقال، والعبث مع الآخرين، فهذا فضل عظيم منَّ الله به -عز وجل- على المسلم، أن يغفر الله له وتستغفر له الملائكة، وهذا سور رحمة له من الله، من رحمات الشهر الفضيل والمبارك.
  • إذا أقيمت الصلاة فيقوم المسلم عند قول الإمام (قد قامت الصلاة)؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، وإن قام من بداية إقامة الصلاة فلا بأس بذلك، هذا إن كان يرى الإمام فإن لم يكن يراه فالأفضل أن لا يقوم حتى يراه.
  • حرص المسلم في صلاة التراويح في المسجد أن يكون بالصف الأول؛ قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا)،[٥] هذا بالنسبة للرجل أما بالنسبة للمرأة فالصف الأخير أفضل لها؛ لأن ذلك أفضل لها من رؤية الرجال.
  • تسوية الصفوف في الصلاة؛ أي تعديلها بمحاذاة المناكب والأكعب؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق).[٦]
  • سد الفرج والتراص في الصفوف؛ لسد الخلل، فلا تبقى فرجات للشيطان، وعدم المبالغة في فتح الرجلين؛ لأن ذلك يؤذي المصلين، ويوجد فرجاً بين الصفوف، ولا أصل له في الشرع، وينبغي للمسلم الابتعاد عن المبالغة واتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه اهتم اهتماماً كبيراً بتسوية الصفوف.


حكم صلاة التراويح ووقتها

حكم صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، مما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)،[٧] والمراد في الحديث من قيام رمضان هو إحياء لياليه بالصلاة، ويحصل بمطلق الطاعة ولا يشترط بالصلاة فقط بل جميع العبادات.[٨]


وقت صلاة التراويح هو بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، قبل الوتر وبعده، وأفضلها ما كان قبل الوتر وبعد سنة العشاء، وهذا هو قول الجمهور، والحنفية قالوا هو بعد صلاة العشاء وقبل الوتر، ولا تجوز عندهم بعد الوتر، فلو صلاها المسلم قبل العشاء فلا تجوز عند الكل، والراجح هو قول الجمهور؛ لأنها نافلة سنن بعد العشاء بفعل الصحابة، وهو المنقول من فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-.[٨]

المراجع

  1. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، صلاة التراويح، صفحة 27. بتصرّف.
  2. صالح فوزان، الملخص الفقهي، صفحة 120-125. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:636، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:649 ، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2689، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:667، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:759، صحيح.
  8. ^ أ ب محمود خطاب السبكي، الدين الخالص أو ارشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 152-153. بتصرّف.
5482 مشاهدة
للأعلى للسفل
×