محتويات
صدق الوفاء بالعهد مع الله له أجر عظيم
قال الله تعالى في سورة الأحزاب: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[١] تطابق القول مع الفعل في عهد الله مدعاةٌ للجزاء العظيم، أما النفاق فهو الموجب لغضب الله سبحانه.[٢]
المغفرة هي جزاء القول الصادق والفعل الحسن
قال الله -تعالى- في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}،[٣] الخطاب موجه للجنسين معًا يُذكرهم بأنّ فاعل تلك الأمور الحسنة سينال من الله أجرًا عظيمًا.[٤]
ما هو أثر الصدق على حياة الفرد والمجتمع؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: أهمية الصدق في حياة الإنسان
الجنة هي أجر الصادق مع ربه
- يقول الله -تعالى- في سورة المائدة: {قَالَ اللهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.[٥]
- ويقول كذلك -سبحانه- في سورة النساء: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا}،[٦] فمَن صدق مع ربه في الدنيا والآخرة فإنَّ وعد ربه منجزٌ له لا محالة وهو جنات عظيمة تجري من تحتها الأنهار.[٧]
وللتعرّف إلى مفهوم الصدق وفضله يمكنك الاطلاع على هذا المقال: بحث عن الصدق
الصدق له مرتبة عظيمة عند الله تعالى
قال الله -تعالى- في سورة الحديد: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}،[٨] فإنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "ما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا".[٩][١٠]
الثناء على الصادقين
- يقول -تعالى- في سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.[١١]
- ويقول -تعالى- كذلك في سورة الحجرات: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}،[١٢] فإنّ الله -تعالى- قد أثنى على المهاجرين الذين صدقوا في عهدهم مع ربهم سبحانه، فكانوا بذلك في مرتبة عالية وهي الصدّيقيّة.[١٣]
الثناء على الأنبياء بوصفهم بالصدق
- يقول -تعالى- في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}،[١٤] فكانت صفة إبراهيم أبي الأنبياء -عليه السلام- أنّه كان صدّيقًا، فلا يكذب ولا يخلف مواعيده.[١٥]
- ويقول -تعالى- أيضًا في نفس السورة: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا}،[١٦] فوصف الله -تعالى- نبيّه بالصدق قيل لأنّه قد وعد رجلًا بأن يأتيه بعد عام وأتاه.[١٧]
- ويقول -تعالى- أيضًا: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}،[١٨] فقد وصف الله -تعالى- نبيّه إدريس بالصدق، فكان يصدق القول والفعل.[١٩]
- يقول الله -تعالى- في سورة يوسف على لسان رسول الملك: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}،[٢٠] فقد وصفه الرسول الذي كان معه في السجن بالصدق لما رآه منه من صدق.[٢١]
كما يمكنك التعرّف على الأحاديث الواردة في الصدق بالاطلاع على هذا المقال: حديث عن الصدق
المراجع
- ↑ سورة الأحزاب، آية:23-24
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:35
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 402. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:119
- ↑ سورة النساء، آية:122
- ↑ أبو البركات النسفي، تفسير النسفي، صفحة 488. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد، آية:19
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2607، حديث صحيح.
- ↑ فاضل صالح السامرائي، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، صفحة 248. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية:8
- ↑ سورة الحجرات، آية:15
- ↑ أبو البركات النسفي، تفسير النسفي _ مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 458. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:41
- ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري _ جامع البيان، صفحة 548. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:54
- ↑ الماوردي، تفسير الماوردي _ النكت والعيون، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:56
- ↑ إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 278. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:46
- ↑ أبو البركات النسفي، تفسير النسفي _ مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 114. بتصرّف.